نشاطات وفعاليات المعرض العربي والدولي للكتاب ال57 في يومه الرابع

ندوة حول كتاب : نحو ثورة في ثقافتنا للدكتور نزار دندش

في اطار فعاليات اليوم الرابع، نظمت دار الفارابي ندوة حول كتاب : نحو ثورة في ثقافتنا للدكتور نزار دندش شارك فيها رئيسة مجلس الفكر الاكاديمية الدكتور كلوديا شمعون ابي نادر، الروائية هدى عيد والروائية الناقدة دكتورة مها خير بك، وحشد من المهتمين والمثقفين. قدمت الندوة دينا خياط وقالت: في زمن يضج بالثورات، أراد د. دندش أن تكون له ثورته الخاصة، ثورة خضراء من نوعٍ آخر، هي ثورة سلمية هادئة وهادفة، تراهن على إنتفاضة على عاداتنا البالية وعلى الرثّ من ثقافتنا المتحجرة ومن ثقافة البشرية، التي تتحوّل شيئاً فشيئاً إلى عدوٍّ للإنسان نفسه، فجاء مؤلّفه الذي جمعنا اليوم بكل حب وسعادة … كتاب “نحو ثورة في ثقافتنا “.

شمعون ابي نادر

تطرقت ابي نادر في كلمتها الى أن دندش في تحليله المبني على الحجج والبراهين على طريقة الروائي الفرنسي بلزاك قد انطلق من العالم الأكبر أو ال macrososme الى العالم الأصغر أو الmicrosome. وكرجل علم، كشان المنطق أفضل وسيلة لبلوغ الهدف المنشود، اي الحث على الثورة  في الثقافة العربية… وأضافت: وكي لا يعطي صفة الواعظ، اراد. دندش سرد الوقائع المثبتة علمياً وكبحاثة لا يركن الى الارقام والاحصائيات والتواريخ، وشهادة الماضي الجاثم بثقل فصوله الحلوة والمرة.

واشارت الى أن د. دندش قد اختار موضوعاً صعباً “الثقافة ” والتحديد الثقافة العربية” التي تعيش في الغيبوبة، منذ أكثر من خمسمئة عام. وقبل الولوج الى عصارة انتفاضته، فقد تطرق دندش الى جميع المواضع، والمرتبطة مباشرة بمادة بحثه بدأ بثدوين كل شاردة وواردة عرفت بالثقافة ثم انتقل الى تطور هذا المفهوم عبر العصور والحضارات وركز على شمولية الثقافة وبرع في المقاربة بين الثقافة والدين من جهة أخرى وبعد ذلك طرح استفهاماً حول اشكالية الهوية العربية.

وقالت: وفي الفصل الآخير، كانت القيامة، قيامة الرجاء بغد أفضل. ها الفصل الثامن، مجرد ثماني صفحات تحمل عنوان الكتاب “نحو ثورة في ثقافتنا”. وإن دل هذا الامر على شيء، فإنه ومن دون أدنى شك، يسلط الضوء على منهجية ذكية في التعاطي مع الكتابة الملتزمة ويلتزم الكاتب أولاً واخيرا، بالانسان… مضيفة: وكمتنور، طرح الكاتب استفهاما، لم يعد وللأسف يعني الكثيرين من البشر: ” من هو المثقف “؟ بالتاكيد وبرأيي هو “صدامي”، يواجه مجتمعه ويلزمه بالتفكير وطالما أن فعل ” ثقف ” يعني قوم الاعوجاج فالمثقف يرفض الانحراف والزغل والغش والخداع وهو يري نفسه ملتزماً بمسيرته الخلاصية.

وأشارت أبي نادر الى أن الكاتب خلص الى ضرورية تبني العلمانية، والتي لا تخلط بين الدين والعلم، بين الايمان والمعرفة، بين التقاليد وحتمية التطور أيها الصديق ختمت مرافعتك القانونية والعلمية والتاريخية والايمانية والحضارية ببيان رسمي يتكلم باسم المظلومين والمحرومين والمستعبدين والمكبوتين وهذا البيان الرسمي قد استهليته بمقولة رائعة: ” لا نستطيع اصدار جديدة بمرسوم (ص 138)، بل نستطيع بين أجواء الحرية والديمقراطية”.

وختمت قائلة: “نحو ثورة في ثقافتنا “، كتاب انتشلك من عالمنا العربي الذي يكاد يختنق بفعل ضموره اللامنطقي والذي يمعن في حرمانه من اكسير الحياة، في معركة امام عدو لا وجود له، اللهم، الا في بصيرتنا المتعامة عن علاتنا.

عيد

وأشارت عيد في كلمتها الى أن الكاتب يبدأ بحثه هذا باستقراءٍ تاريخي يلحظ من خلاله تطور مفهوم الثقافة عند الشعوب المختلفة منتهياً الى التأكيد على كون العامل الثقافي قد لعب دوراً مهماً و حاسماً في تطور الانسان عقلياً وسلوكياً… في الكتاب حرصٌ على التمييز بين الثقافي والحضاري، وعلى التأكيد على كون الثقافة جزءاً من الحضارة.

وأضافت: كذلك استطاع الكاتب نزار دندش في كتابه هذا أن يطل بشمولية على المشهد الثقافي العالمي بانجازاته العلمية والتكنولوجية المتلاحقة مشدّداً على استعمال العقل والعلم لتحقيقها أكثر من الاعتماد على الغريزة الطبيعيّة البيولوجية، وهذه الأخيرة هي العامل الاكثر ايجابية في التفاعل البشري/الاجتماعي وفي تكيفه مع محيطه والظروف…. ويلتفت الكاتب الى اللغة كعامل حيوي للغاية، إذ تشكّل قناة التواصل الأولى وأداة نقل الخبرات، وتحرير اليدين، وتطوير الدماغ و زيادة حجمه، وتمايزها عن سائر لغات الكائنات (تجوّزاً) إنما يكمن في تحوّلها لغة مكتوبة إخترت تجارب التاريخ البشري مساعدة الانسان على تطوّره وتفوّقه.

واعتبرت أنه لعلّ أبرز ما نلحظه في فصول الكتاب الثمانية هو هذه الاطلالات التاريخيّة المكثّفة التي لاحقت الانسان في مسيرة تطوّره، حتّى إنهائه رحلته البيولوجية التي أظهرته في حلّته النهائية المميزة له عن كل الحيوانات، ليصل الى ثورته التكنولوجية في القرن العشرين. وأن الكاتب في كل ذلك ينحاز للعلم كتمايزٍ ملحوظ عن الفنّي والدينيّ والميثيوليجي لكونه يتوافق مع قوانين المنطق المثلى، فتبدو له المعارف العلمية هي الاقدر على المساهمة بفهم العالم، لتحويل ما لا يتناسب منه مع أسلوب عيش الانسان.

وتساءلت ما الحل لكل هذه الثقافة المأزومة؟ لتجيب عبر ما أكده دكتور نزار، هو الاستاذ الجامعي لعلم الفيزياء على كون العلم هو المخرج الحقيقي من مأزقنا الثقافي مستعرضا نماذج من دول آسيوية استطاعت اللحاق بركب الحضارة حينما دخلت عملية الانتاج على أساس العلم والتكنولوجيا وصولا الى الثقافة العربية التي يضعها أمام احتمالين اما أن تكون ثقافة محركة لمجتمعها منتجة ومنافسة في عالم اليوم واما أن تبقى على هامش هذا العالم اللاهث الذي لا ينتظر احدا ويبدو طرحه توفيقا في هذا السياق، فالثورة في ثقافتنا بالنسبة له هي نوع من التصالح بين الديني والعلمي لصالح تثوير مجتمع هجع طويلا ف مستنقعه ويتعذر عليه حتى الآن فعل النهوض.

خير بك 

وتطرقت خير بك ناصر في كلمتها “الرؤيا الثقافيّة في كتاب نحو ثورة في ثقافتنا الى واقع عربيّ مأزوم علميًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا وحضاريًّا تبقى الثقافة فضاء رحمة تلوذ به “أقلية من الشموليين الذين يتمتعون بسعة الاطلاع  …والذين تتجنبهم السلطة ويتأفف منهم الأفراد وتخافهم الشركات”، لأنّهم مارسوا حضورهم الإنسانيّ فعلاً ثقافيًّا….. بهذه الرؤيا يمكن التأسيس لفعل ثقافيّ يكون نواة لثورة ثقافيّة عربيّة يسعى المفكّر والأديب نزار دندش إلى تحديد مساراتها انطلاقًا من أصول معجميّة واصطلاحيّة وفلسفيّة وتاريخيّة ودينيّة وحضاريّة خلصت إلى الربط بين الحضارة والثقافة والعلم، فرأى  الكاتب أنّ” لدراسة الثقافة أهمية أكبر في أثناء التعرّف إلى الحياة الاجتماعيّة وتفسيرها وفهما”.

وأشارت الى أن الدكتور دندش يطرح في كتابه” نحو ثورة في ثقافتنا “عددًا من الإشكاليات التي أنتجت عددًا من الفرضيات، وقدّم محاولة رائدة غايتها إثبات الفرضية أو نقضها، وذلك بالاستناد إلى معطيات وحقائق ومقولات أنتجها الفكر الإنسانيّ، فاتسمت الإجابات التي تمّ التوصّل إليها بمنطق رياضي/ فيزيائيّ يعكس طبيعة تفكير الباحث وعلاقته بالعلوم وإيمانه بدور العلم في خلق الثقافات وتعزيز الحريّات، معتبرة أن الكتاب تمايز بكم من المعارف التاريخيّة والفلسفيّة واللغويّة والدينيّة والحضاريّة، وبأسلوب أدبيّ/ علميّ يحيل القارئ على طرح الأسئلة، وعلى البحث عن أجوبة بثها الكاتب في سياقات لغويّة منطقيّة، فربّ سؤال أنتجه عرض ما لواقع ثقافيّ، تجد جوابه في ما يأتي من طروحات وأفكار وآراء، فكان بذلك الأستاذ الباحث عن النظريّة وتطبيقاتها…

واعتبرت أن ربط نزار دندش الثقافة بأصل يسمح بالتخطي وبالتجاوز لكونها مرتبطة بالعلم والعلم في حركة أمامية لا تعرف السكون وانتقد النظام التعليميّ الذي ينأى بالتعليم عن مهمته الثقافيّة وقدم الكتاب توصيفًا علميًّا دقيقًا لتاريخ الحضور الثقافيّ، وأسند دورًا رئيسًا للأديان شريطة أن يكون هذا الدور مؤسسا على فهم المجتمع جوهر الدين…. واستنادًا إلى فرضيات ومعطيات ثقافيّة يرفض نزار دندش  ثقافة لاتعترف بالجوانب الإنسانيّة ، ويطالب بثقافة اصلاحات تلامس حدود ثورة تولد من رحم حريّة تنتج وعيًا بضرورة الحصول على معرفة علميّة قوامها التفكير العلمي، والمحافظة على البيئة وصون الحريات وحماية الديمقراطيّة….

وختمت كلمتها بالقول: حاول الدكتور نزار دندش أن يحرّك مستنقع ما يُسمى بالثقافة، فأثار الأسئلة  الموجعة وفتح الجراح على قيح مزمن، فربّ ثورة تتفجر من رحم الآلام. فليكن كتابك ياصديقيّ نقطة مضيئة في فضائنا العربيّ، وليكن ناقوس حريّة يعلن يقظة الوعي العربيّ، فتتضافر جهود الأحرار من أبناء هذه الأمّة على ابتكار منظومة ثقافيّة تهدف إلى فرض واقع حركيّ جديد وقادر على تفعيل التواصل الفكريّ والثقافيّ…..

وفي الختام، شكر نزار دندش المشاركين لحضورهم الندوة في ظل هذا الطقس العاصف


 ندوة “مفاتيح النجاح”

وفي اطار فعاليات المعرض ال57 لهذا العام، نظمت دار الثقافة الحديثة – انجازات محاضرة  “الماكر لمكافحة اختراق الهاكر” للدكتور أحمد حمود و”مفاتيح النجاح” للدكتور وافي ماجد في حضور عدد من المهتمين والمثقفين.

ماجد

وتمحورت محاضرة الدكتور وافي حاج ماجد حول موضوع كتابه  “مفاتيح النجاح في التطبيقات العروضية والبلاغية – بجزأيه الأول والثاني”  وهي باكورة إصداراتٍ اعتمدت ميدان التطبيق اللغوي وسيلةً لبلوغ هدفين منشودَين هما في قلب العملية التعليمية؛ الظفر بلذة الدراسة ومتعة التعلّم، وإحراز النجاح والتفوق في الامتحانات المدرسية.

وأشار الى أن سلسلة مفاتيح النجاح قد أولت التطبيق المنهجي المركز عناية كبرى، تتلخص في ترسيخ فهم القواعد والأحكام اللغوية التي يدرسها الطالب، إكساب الطالب ثقة بنفسه، تقوية ملكته اللغوية والأدبية وتيسير طريقة لبلوغ المدى في المهارات اللغوية والأدبية، وأن فكرة الكتاب تتلخص في إغناء المحتوى التطبيقي بعدد وافرٍ ومتنوعٍ من التمرينات على البحور الشعرية المقررة وتم اختيار الابيات من عيون الشعر قديمهِ وحديثهِ ذات معانٍ أدبيةٍ في مختلف الأغراض الشعرية وتمت مراعاة كونها ذات سبكٍ راقٍ، وذوق رفيع، ومستوًى قريب من مدارك الطلبة.


ندوة شعرية حول ديوان الشاعر د.محمد علي شمس الدين “النازلون على الريح”

وفي اطار برنامج النادي الثقافي العربي لهذا العام، نظمت ندوة شعرية حول ديوان الشاعر د.محمد علي شمس الدين “النازلون على الريح” شارك فيها رئيسة اللجنة الوطنة لليونسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور، الأستاذ عبد القادر الحصني، وقدمها الاعلامي الشاعر اسكندر حبش.

حبش

استهل الندوة بكلمة حملت عنوان “العالم الحيّ في تجربة محمد شمس الدين الشعرية، واعتبر أنه في صنيع شمس الدين الشعري، نعود لنجد حضور العالم الحيّ في ما بعد الصياغات المجردة والتي تعود لتجعل من ذواتنا حضورا في هذا العالم، وتجعل من الكائنات الأخرى كائنات مشاركة. وأضاف: تبدو لي القصائد التي كتبها شمس الدين، لم يكن باستطاعتها أن توجد لو كان عليه أن يفك ارتباط هذا الأمل الأساسي عن تمرين الكتابة. انه الأمل الذي يعمل داخل الكلمات، الذي يبحث عن الشعر، مثلما كان ذلك الذي يبحث عن الذهب في الرمال. انه هو الذي يشجعها، حتى وإن كان يجيب أحيانا من خلال حلمه وأوهامه. لكن التفكير بهذه الأوهام، معناه أن يصبح المرء، ما ندعوه في ما بعد، أعمالا أدبية.

 واشار الى أنه يميل إلى التمييز في تجربة محمد شمس الدين ما بين مفهومين: “حقيقة العبارة” و”معنى الكلمات”، ما أحاول قوله إنه، خلال العصور الماضية، فرضنا على المجتمع البشري فرضيات من “عبارات الحقيقة” التي لم تكن سوى أفكار غير كافية إن لم تكن أفكارا خاطئة بشكل عام، ولكنها أفكار مطلقة، أي مقللة لحقل الوجود ولبحثه عن “الحياة الحقيقية”.

وطرح سؤالا غالبا ما طرحه على نفسي وعلى الآخرين: في قلب هذه الضجة الإعلامية، وفي قلب هذه الفوضى من “الصور السديمية”، التي تحتلنا، ألا يزال هناك مكان للشعر في المدينة، في العصور الجديدة؟ ليجيب: بدون شك ثمة تهديد قد تعرفه العصور المقبلة فيما لو استندت على ما تبقى من هذا الكوكب الذي يعرف الخراب من جراء الاسقاطات التكنولوجية والاجتماعية والأخلاقية، التي أنجبتها حضارتنا الحديثة. من هنا، أعتقد أنه ينبغي أن نتحدث عن الشعر وفق سلم المشكلات هذه، وليس في عمى النقاشات الأدبية الحاضرة على ساحتنا الملبدة……

وختم بالقول: على الشعر أن يحتفظ بقدميه على الأرض، أن يعطي المثال على منطق جديد. ويعني ذلك انه حين يستعمل شاعر الغد كلمة ما، عليه أن يفكر في ما تفرضه هذه الكلمة في الوجود، وليس فقط في الورقة، كما في دوافع الحياة النفسية والاجتماعية، وليس فقط ضمن أفقه الشخصي الذي يحفظه من هموم المخاطر التي تتراكم. لن يستمر الشعر في الحياة إلا إذا عرف كيف يعود ويوجد قلقه وطموحه وكلماته وصوت المآسي الكبيرة أيضا وأبداً.

درويش جبور

وحول عنوان “جواب الشعر على أزمة المعنى في زمن المحنة”  تمحورت مداخلة الدكتورة زهيدة درويش جبور واعتبرت فيه أن ديوان محمد علي شمس الدين الأخير هو عصارة تجربة شعرية امتدت على مدى عقود وما فتئت تتطور وتغتني بما يختزنه الشاعر من ثقافة واسعة وما يختمر في وجدانه من مشاعر وما ينبجس في مخيلته من رؤى تبعث الدهشة وتخرج العالم من رتابته.

وفما خص ديوان “النازلون على الريح”، قالت: يفاجئك الديوان بدءاً من عنوانه التي هي عبارة  ملتبسة لأنها تقلب المعادلة السائدة التي تقيمها المخيلة بين الريح وأحلام الطيران وما يرتبط بها من إحساس بالحرية والسعادة والتخفف من عبء الهموم؛ فالحركة هنا هي على العكس هبوط على السطح بل نزول الى هاوية بلا قاع. بسرعة تتراجع صورة بساط الريح التي تتراءى للمخيلة عند القراءة الأولى لصالح تأويل يتأسس على البعد السلبي لرمزية الريح كقوة تدمير وعامل خراب. فالريح تهب مع ركبها من الملمات والشدائد والنزائل.

وأضافت: في الديوان غضب وثورة ومرارة وحزن وإحساس بالخيبة مردّه الى أسباب موضوعية تتعلق بالواقع المأساوي الراهن، وأخرى ذاتية تتصل بالإحساس بالزمن وبهشاشة الوجود الإنساني في هذا العالم. للتجربة وجوه أربعة: وجدانية، وإبداعية، وصوفية، ووطنية، غالباً ما تتقاطع وتلتقي في القصيدة الواحدة مما يستدعي مقاربة تنأى عن التبسيط لكي تستطيع التقاط ما تختزنه النصوص من كثافة وغنى وما يصب فيها من روافد متنوعة. فالشاعر متجذر في التراث الديني الإسلامي والمسيحي وفي التراث العربي الشعري والصوفي والفلسفي، ومتفاعل مع معاصريه من الشعراء والأدباء، كما أنه واسع الاطلاع على الثقافات الأجنبية. يظهر ذلك جلياً من خلال الرموز والإشارات التي تتضمنها النصوص ومن خلال الإحالات في بعض عناوين القصائد… مما يجعلنا نقول إنه صاحب ثقافة استثنائية وإن شعره يقدم مثالاً لحوار حقيقي بين الثقافات لطالما كانت الساحة العربية المشرقية مسرحاً له وذلك قبل أن تزدهر منتديات الحوار ومؤتمراته التي غالباً ما تقتصر على الضجيج الإعلامي ولا يكون لها انعكاسات ملموسة على أرض الواقع.

وأكملت قراءتها للقصائد لتتوقف عند الاشارات التي تتضمنها كلماته ودلالاتها والحالات الابداعية التي يعيشها الشاعر، وتطرقت بعجالة على البعد الصوفي للديوان لرصد سمات اللغة الشعرية التي تعتمد بشكل أساسي على استعمال الرمز والتكثيف والمجاز…. وقالت: هذه العلاقة بين القارىء والشاعر المبدع والتي تتأسس على مبدأ الحرية ترتكز على قناعة راسخة بلانهائية المعنى وبأن الحقيقة التي تتجلى للشاعر لحظة الإبداع لا تلبث أن تكتنفها العتمة وهي أصل وجوهر فيها.

وختمت بالقول: هكذا تبقى ميزة اللغة الشعرية أنها لا تدعي التعبير عن حقائق قاطعة بل تترك المجال واسعاً للاحتمال والمغايرة. فهل يسعف الشعر في هذا الزمن الصعب الذي يشهد التنابذ والعنف وتنامي العصبيات ونزعات الهيمنة، لتغيير الذهنيات وأنماط التفكير فيصبح الحوار ممكناً والقبول بالآخر المختلف حقيقةً معاشة لا مجرد وهم وادعاء؟ أزعم أننا بحاجة الى إعادة الاعتبار للشعر بشكل خاص، وللإنسانيات بشكل عام في مؤسساتنا التربوية فتتغير النظرة الى الإنسان والى الحقيقة والى العالم من حولنا، ونستطيع أن نخرج من أزمة المعنى.

الحصني

وكان للدكتور الحصني مداخلة بعنوان”أزمة المجاز في (النازلون على الريح) للشاعر محمد علي شمس الدين” لأنه رأى أن نصوص المجموعة الشعرية جميعها تدور في مدار هذه الأزمة على حد تعبيره، وقال: المجاز معبر للعبور، والمعبر والعبارة من جذر لغويٍّ واحد، فكل عبارة مجاز على نحو ما. وقد استقر القدماء على أنه لا بد من قرينةٍ من الحقيقي في المجاز، ليجيزوا لك أن تجوز إلى خيالٍ يقول الحقيقة ولكن ليس هنا بل هناك. وذهب النقد الحديث إلى أبعد من ذلك حين كشف في الأنساق التصورية للغة عن عالم مشتبكٍ ومتشابك من الاستعارات حدَّ عنونةِ أحدِ أهمِّ كتبه في هذا المجال بعنوان (الاستعارات التي نحيا بها) – جورج لايكوف ومارت جونسن.

وتساءل عن طبيعة الأزمة التي يدعيها في هذه المجموعة الشعرية؟ ليتناول النصوصَ الشعرية لتفصح عنها، ويقسمها الى مجازات أربعة، فرأى أن في الأول  “كأنما الوجود واضحٌ، كحبة المطرْ، …..” الحقيقيُّ واضحٌ وضوحاً صارماً في خمسة الأسطر الأولى من النص، وهو يتمتع بحياديةٍ فادحة، ولكن المشكلة تتموضع في الاستدراك الذي تضمنته ثلاثةُ الأسطر الأخيرة. فإذا كان وضوحُ الحقِّ وصرامته وحياديته مقدمةً أولى، وإذا كانت الإشكاليةُ هي النتيجةَ، فلا بدّ من مقدمة ثانية تربط ما بينهما، وأراها في نصٍ غائبٍ وملتبس…

وفي المجاز الثاني، “… وحينما جلا الغبارَ عن جبينه، عرفتُهُ، وكنت قد طردتُهُ،….” اعتبر أنه بثلاث نقاط تسبق السطر الأول من النص يتابع الشاعر كلاماً سابقاً…وأن ثمة مجاز في الرؤية المفترض أنه زمني ما بين الماضي المستقبل.

…ومرةً أخرى ترتبط أزمة مجاز القول ببعدٍ وجودي، فثمة تأكيدٌ على إلغاء المجاز وثمة وحشةٌ مستتبة وقد زال وهم الرحيل والانتقال.

في المجاز الثالث، “وجدت على حافة النهر وجه القمرْ، مريضاً وأصفر كالزعفرانْ، فقلت أواسيه كي لا يغيبَ،….” اعتبر الحصني أن هذا النص أضاف إلى الوجهين السابقين: إلغاء المجاز وغربة القول، وجهاً ثالثاً هو الموت القابع في المسافة الموهومة بين الشاعر وآخره. وهنا أيضاً عطف الشاعر هذا الوجه من وجوه الأزمة البلاغية  أو ردَّه– بتعبيرٍ أدقّ – إلى أزمةٍ وجودية هي الموت.

أما في المجاز الرابع، “نعيشُ غربتين: غربةَ المجاز حينما يضيع في الحقيقةْ، وغربة الحقيقة التي تضيع في المجازْ،…..، فقال: صحيحٌ انهما غربتان، ولكن المعنى منطقياً يحيلُ إلى غربةٍ واحدة. فالمجاز مرة أخرى ملغى.وإذا كانت لك ثمة بلاغة بعد ذلك – البلاغة التي انصبت معظم جهودها في تراثنا على مسألة الإعجاز – فهي لن تكون بالكلام، وإنما بين بنقيضه، الصمت.

وأشار الى أن تناول أزمة المجاز بوجوهها المتعددة في أربعة النصوص هذه، وتلكم هي الأبعادُ الوجودية القارّة وراءها، والتي أدّعي أن من معطفها خرجت هذه المجموعة الشعرية.. ويبقى إثبات صحة هذا الإدعاء مرهوناً برصد تغلغل هذه الأزمة في نصوص هذه المجموعة كلها، وهي كذلك فيما أرى. فما قدمته هنا هو عبارة عن مفتاح وما على القارئ إلا أن يجرِّب هو بنفسه ما إذا كان يصلح لأقفال القصائد كلِّها في هذه المجموعة.

وقال: كل ما أسلفت من وجوه أزمة المجاز ماثلٌ في هذا النص .. ألغى الرحلة.. ألغى المسافر.. ألغى القطار. ألغى المجاز وعناصره الأخرى جميعاً وتركنا لنحدق في هاوية العدم.لمَ حدث ذلك؟ سؤالٌ يحتاج إلى مزيد تأمُّلٍ، وختم بسرد موجز لقصة لأوسكار وايلد.


ندوة: اشكالية المشاركة في السلطة في المجتمعات العربية”

وفي اطار نشاطات دار سائر المشرق لهذا العام، عقدت ندوة ” اشكالية المشاركة في السلطة في المجتمعات العربية” حول كتاب “المواطنة والدولة المدنية” وشارك فيها الأستاذ محمد زيدان، رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام، الأستاذ حبيب فرام واعتذر الدكتور فرج زخور ، وأدارها الكاتب والناشر انطوان سعد في حضور حشد من المهتمن والمثقفين.

سعد

واستهل أنطوان سعد الندوة بالتأكيد على أن “في إيجاد الأجوبة على إشكالية المشاركة في الحياة السياسية في دول المشرق العربي يكمن المدخل لحل العديد من الأزمات التي تتخبط فيها هذه الدول، أكانت ناتجة عن مطالبة الأفراد بحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحريات العامة على أنواعها، أم عن مطالبة الجماعات بحقوقها في المشاركة العادلة وعدم التهميش والتعبير عن ذواتها في الشكل الذي يستجيب مع تطلعاتها.

زيدان

الكلمة الأولى كانت للأستاذ محمد زيدان كاتب”المواطنة والدولة المدنية في الفكر الإسلامي المعاصر – الغنوشي نموذجًا” الذي اعتبر أن “إشكالية المشاركة السياسية في السُلطة في بلدان الربيع العربي تقودنا إلى إشكاليات أعظم شأن وأكثر أهميّة، بدءاً من إشكالية شكل نظام الحكم في الدولة، وهل هي دولة دينية أم مدنية؟ إستبدادية تسلّطية أم ديمقراطية؟، وانتهاءاً بإشكالية حضور أو غياب مبدأ المواطنة الذي يعني فيما يعنيه حقّ المشاركة السياسية التامّة. وهل نحن مخيّرون دائماً بين سُلط إستبدادية منتحلة لصفة العلمانية، وحكم حركات دينية تدّعي صلتها بالله؟

افرام

واعتبر الأستاذ حبيب أفرام أن العقل العربي أصلًا يرفض مفهوم الشراكة من منظور ديني وفقهي واجتماعي وأن كل السلطات السياسية أحادية قائمة على عائلات وأشخاص وأنظمة تتجمع فيها السلطة في يد الزعيم الوحيد الإله الذي يجسد كل شيء في دولته. وليس هناك لا شراكة لآخر أكان إتنية أو طائفة، هناك أدوار منة تعطى من الحاكم إلى من يشاء من غير أن تكون هناك في الدساتير اعتراف حقيقي بآخر متساو. المطلوب اليوم ثقافة جديدة في الشرق تعكس الواقع الحقيقي المجتمعي ، فالشرق ليس أحاديًا بل فيه تنوع ديني وإتني ومذهبي.

 

 

كلمة زخور

وتلا سعد كلمة الدكتور فرج زخور، كاتب “الأقباط في إطار الجماعة الوطنية المصرية” الذي أكد أنّ مسألة التمييز ضدّ الأقباط واستبعادهم عن الحياة الوطنيّة لا يمكن حلّها إلاّ من خلال إقامة الدولة المدنيّة الديموقراطيّة التي تضمن المساواة في الحقوق المدنيّة والسياسيّة لجميع المصريّين بصرف النظر عن الإنتماء الدّيني. خلافًا لذلك يبقى حال الأقباط، كما حال الأقليّات الأخرى في المشرق العربي، بين حدَّيْن مُرَّيْن: النّحر أي إزاحتهم وإلغائهم ، أوالإنتحار أي الرحيل والهجرة. وقد يكون الإنتحار هو السبيل الذي سلكته وتسلكه الأقليّات المسيحيّة في الشرق منذ أن انفتحت أبواب المهاجر”.

بعد الندوة، وقع الأستاذ زيدان كتابه “المواطنة والدولة المدنية في الفكر الإسلامي المعاصر – الغنوشي نموذجًا، في جناح دار سائر المشرق.

امسية شعرية بعنوان: ” متل السكت “

وفي اطار فعاليات المعرض ال57، نظمت شركة المطبوعات للتوزيع والنشر امسية شعرية أحيتها الشاعرة سوسن مرتضى عبر قراءات شعرية من مؤلفها “متل السكت ” وهو ديوانها الأول الذي لا يشكل بداية بقدر ما يشكل تمردا على “السكت” وامتدادا لما كانته وما حلمت به على حد تعبيرها.

ورافقها في قراءتها الشعرية عزف موسيقي لابنها محمد مرتضى على آلة الناي.

امسية فنية اسبانية

وفي اطار نشاطات النادي الثقافي العربي لهذا العام، نظم المركز الثقافي الاسباني CERVANTES بالتعاون مع السفارة الاسبانية في لبنان حفلة موسيقية اسبانية أحياها ادواردو بانيوا وسيزار كاراسا اللذين قدما مجموعة من الأغاني العربية والاسبانية المتنوعة من التراث الاسباني مع عزف موسيقي على آلتي القانون والكمان في حضور السفيرة الاسبانية ملاغروس هرناندو وعدد من المهتمن والمحبين للموسيقى الاسبانية الغنية.

فيما يلي سلسة من التواقيع شهدها معرض الكتاب العربي الدولي ال57 في يومه الرابع (الثلاثاء 10\12\2013) تجدون ربطا الصور

 

  • القاضي بسام الياس الحاج، أصول تنفيذ السندات الرسمية والعادية ودعوى الاعتراض على التنفيذ وأوامر الأداء أو الدفع في التشريعات العربية، شركة المؤسسة الحديثة للكتاب
  • الكاتبة فاطمة شرف الدين، الرسامة: ريم الجندي، أخواي مميزان، دار الساقي
  • الصحافي نهاد حشيشو، مصر تصنع ثورتها….في الميادين، دار غوايات
  • د. نزار دندش، نحو الثورة في ثقافتنا، دار الفارابي
  • روي عريجي، قديسو لبنان، مكتبة انطوان
  • حنان رحيمي، جنى المطر، الدار العربية للعلوم ناشرون
  • ضياء محي الدين، ديوان “سلام لم يحب السلام “، جناح النادي الثقافي العربي
  • إياد موصللي، حاربت في فلسطين قبل بيعها، دار ومكتبة التراث الأدبي
  • الاستاذ عصام عزام، تطور التعليم في منطقة المناصف الشوفية خلال القرن العشرين، جناح النادي الثقافي العربي
  • الكاتب ابراهيم عيسى، رواية الى اللقاء… قاتلتي، دار الفارابي
  • محمد زيدان، المواطنة والدولة المدنية، دار سائر المشرق
  • محمد علي شمس الدين، النازلون على الريح، دار الادآب
  • فادي داغر، متل السكت، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر

 

 

 


فيما يلي نشاطات وبرنامج تواقيع يوم الاربعاء الموافق فيه 11 كانون الأول 2013

4:30-6:00

ندوة: البعد التوراتي للارهاب الاسرائيلي

نقيب المحررين الياس عون، أ.وجدي المصري، أ.بسام ضو، تقديم: أ.نبيه العنداري.

4:30-6:00

امسية شعرية

أ.اسماء الحاج، أ.جميلة الرضا، أ.انعام فقيه،أ.ساميا خليل، تقديم: د. علي نسر

6:00-7:30

محاضرة: اثر الاعلام في تشكيل الرأي العام

الشيخ حسن قاطرجي

6:00-7:30

محاضرة حول كتاب: المشروع الاقتصادي للرئيس الشهيد رفيق الحريري. قطاع الكهرباء: الطموحات، العقبات، الإنجازات

النائب د. غازي يوسف، د. مارون اسمر، د.محمد عكاوي

7:30-9:00

ندوة حول كتاب The Government and Politics of Lebanon للدكتور عماد سلامي

د. جوزيف جبرا – د. فاديا كيوان -د. بول طبر

7:30-9:00

ندوة “تهويد الكنوز الثقافية والحضارية في القدس”- دار القدس الدولية

د. اسامة الأشقر – ا. وجيه فانوس ادارة الاب الدكتور أنطوان ضو

7:30-9:00

حكايات أثرية سورية تروى من ذاكرة عدنان البني وجبرائيل سعادة

ميشال المقدسي

التواقيع

5:00-6:30

رواية الريح ظلأ

الشاعر ايهاب حمادة

دار الفارابي

5:00-7:00

زمن الحصار

غسان الديري

دار سائر المشرق

5:00-8:00

تياترو العرب

عبيدو باشا

دار الآداب

5:00-8:00

شيئ من المطر

الاستاذ غازي صعب

جناح النادي الثقافي العربي

6:00

Aventure en Amazonie

أحمد أحمد جمعة

جناح دار البراق

6:00-8:00

رائحة الياسمين

ياسمين الحناوي

الدار العربية للعلوم ناشرون

6:00-8:00

شعر شرفة مائلة

تغريد عبد العال

الفرات للنشر والتوزيع

6:00-8:00

اشياء قد تنسى

انطوان خير

دار النهار

6:00-9:00

انتظار الغريبة

زاهي وهبي

دار الساقي

6:30-8:00

كتاب ماركس دون دوغمانية دون تفريط

الكاتب غسان الرفاعي

دار الفارابي

6:00-8:00

البعد التوراتي لإرهاب الإسرائيلي

الباحث وجدي المصري

شركة المطبوعات للتوزيع والنشر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إضغط هنا

أحدث المقالات