بهية الحريري:آمل أن نتجاوز محنة قاسية أصابت الجسم التربوي بالهجرة
نشرت بواسطة: Imad Jambeih
في الأخبار, ثقافة
الأحد, 11 يوليو 2021, 12:10
101 زيارة
محطات نيوز – أطلقت ثانوية رفيق الحريري في صيدا، الدفعة الثانية والثلاثين من خريجيها في الصفوف النهائية للعام الحالي، مسجلين أعلى درجات النجاح والتفوق رغم الوضع الصعب، وذلك باحتفال أقيم في قاعة حسام الدين الحريري في الثانوية، برعاية رئيسة المدرسة رئيسة لجنة التربية النيابية النائبة بهية الحريري، وحضور رئيسة لجنة الأهل في الثانوية الدكتورة حكمت العاكوم ورئيس جمعية خريجي الثانوية وسيم حنينة وجمع من أهالي الخريجين.
بعد النشيد الوطني، وترحيب من عريفة الاحتفال الطالبة ريم أحمد مروة، ألقت الحريري كلمة قالت فيها: “نلتقي اليوم في ظرف استثنائي وقاهر لا يشبه كل تلك التحديات والصعاب التي واجهت مسيرة أسرتنا التربوية خلال ثلاثين عاما ونيف من حروب وأزمات أمنية وتربوية ومهنية ومادية، وكل تلك الأزمات التي اعترضت مسيرتنا كانت تستدعي منا أن نرص الصفوف وأن نكون أكثر قربا وتماسكا إجتماعيا وتربويا ووجوديا في مواجهة كل تلك التحديات الكبيرة التي نجحنا معا في تجاوزها إدارة ومدرسين وطلابا وأهالي ومرجعيات رسمية تربوية وإدارية، مما جعلنا نتوقف كثيرا أمام مناسبة اليوم العزيزة على قلوبنا جميعا، بهذا الاحتفال السنوي بتخريج طلابنا وبنجاحهم وتفوقهم.. حيث يلتئم شمل هذه الأسرة الكبيرة لتشارك كل عائلة من عائلات طلابنا سعادتها بهذا اليوم البالغ الأثر في نفوسهم”.
أضافت: “أجمل الأيام في حياتي كانت ولا تزال هي حفلات تخرج بناتنا وأبنائنا في ثانوية رفيق الحريري وفي كل مدارس صيدا والجوار لأن مستقبل لبنان هو الاستثمار بالانسان، واسمحوا لي أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير من إدارة الثانوية المتمثلة بسعادة المديرة السيدة هبة أبو علفا وزميلاتها في الهيئة الإدارية، وكذلك من أعضاء الهيئة التعليمية فردا فردا لما بذلوه من جهود إستثنائية من أجل التكيف مع التحديات التربوية القاهرة التي فرضتها جائحة كورونا عليهم من أجل تأمين المواد التربوية عن بعد بشكل داهم واستثنائي، وكذلك أحيي طلابنا الأحباء على تحملهم صعوبات هذا التحول الكبير في الأنماط التربوية، وإنني فخورة بجديتهم ومثابرتهم ونجاحهم، ولا يسعني إلا أن أحيي كل عائلة من عائلات الطلاب على تحملهم المسؤولية بمواكبة هذه التغييرات الجذرية، وأتمنى أن تحمل الأيام المقبلة المزيد من المناعة والجدية في التعامل مع المخاطر المتجددة لذلك الوباء المدمر الذي غير خريطة أولويات البشرية جمعاء، وجعلنا نغير في قواعدنا ومنطلقاتنا واهدافنا”.
وقالت: “لقد عملنا خلال الأشهر الماضية على تعزيز أسباب المناعة على أمل أن نتابع معا عمليات التلقيح على أن تطال الطلاب في كافة المراحل بعد القرار الحكيم بشمول كل طلاب الجامعات باللقاح هذا العام، وعملنا أيضا على متابعة كل ما استجد على مستوى البرامج التربوية المدمجة وكل معايير جودة التعليم، من أجل أن نخفف من تأثير هذه الأزمة على جودة التعليم التي لطالما كانت غايتنا وهدفنا وهي سمة أصيلة في شخصيتنا الصيداوية على مدى عقود طويلة”.
وختمت الحريري: “لا أعتقد أننا نستطيع أن نتحدث عن التحديات الصحية والتربوية بمعزل عن التحديات المعيشية والتي تصيب الجسم التربوي بالصميم، وإنني أحيي كافة افراد الهيئة الادارية والتعليمية والعاملين في ثانوية رفيق الحريري وفي كل مدارس صيدا والجوار وعلى امتداد الأراضي اللبنانية على صبرهم وتحملهم الآثار المدمرة للأزمة الإقتصادية التي أتت على المدخرات وعلى القيمة الشرائية للمداخيل، وكلي أمل بأن نتجاوز في لبنان هذه المحنة القاسية والمؤلمة والتي أصابت الجسم التربوي بالكثير من هجرة الكفاءات خارج لبنان بحثا عن الخلاص المعيشي الذي أصاب القطاع التربوي وكل القطاعات في لبنان، وأهنئكم جميعا، إدارة وهيئة تعليمية وطالبات وطلابا وأهالي، وإنني شديدة الأمل بأننا سنتجاوز معا كل هذه المحن والتحديات”.
أبو علفا
واعتبرت أبو علفا في كلمتها أن مناسبة التخرج من أجمل لحظات العمر، لأنها اللحظة التي ننتظرها بشوق ونسعى جاهدين للوصول إليها أهلا وطلابا وأساتذة.
وقالت: “لقد جرت العادة أن تتضمن بعض كلمات التخرج قصصا ملهمة، ولكني لم أجد ما هو أكثر إلهاما من قصتكم المليئة بالتحديات والتغييرات والإستثناءات. فحكايتكم بدأت في13 تشرين الأول 2019 مع اندلاع الحرائق، وحراك 17 تشرين الذي تبعها، وتتالت فصول الحكاية مع جائحة كورونا، حيث توقف التعلم حضوريا منذ 2 آذار 2020 واستبدل بالتعلم الإفتراضي حتى انتهاء العام الدراسي الحالي، ناهيكم عن كل ما مر ويمر به الوطن من تعثر معيشي واقتصادي واجتماعي وأمني، ومما لا شك فيه أن هذا الكم من التحديات يضع الإنسان أمام خيارين: الإستسلام ، أو المضي قدما مهما تعاظمت الصعاب”.
وتابعت: “لكن وجودكم هنا اليوم، بالإضافة إلى رسائل قبولكم في الجامعات المحلية والعالمية دليلان على الطريق الذي سلكتموه بدعم وصبر من أهاليكم، وجهود جبارة من أساتذتكم . وإذا نظرنا إلى الجانب الإيجابي من تجربتي الحجر والتعلم عن بعد، وإذا تأملنا المهارات التي أتيح لكم اكتسابها، لوجدنا أنها مهارات أساسية للنجاح الجامعي والمهني في ما بعد، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: المهارات التكنولوجية والمواطنة الرقمية، مهارات حل المشكلات وأخذ المبادرات، مهارات التكيف وحسن التصرف، مهارات التواصل البناء والإصغاء، مهارات الإستقلالية وتحمل المسؤولية، كل هذه من مهارات القرن الواحد والعشرين التي تنادي بها اليونيسكو، والتي حمل لواءها برؤية رائدة وإيمان وعمل مؤسس هذا الصرح التربوي الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
وقالت: “فريق العمل الإداري والتعليمي استحدث ما يساعدكم على تحقيق ذلك: كحصة ال wellness time وحصص المهارات الحياتية الأسبوعية life skills التي بلغ عددها حوالى الثلاثين حصة شاركتم في إعدادها وتقديمها لتستقبلوا فيها مهنيين واختصاصيين في مجالات متنوعة، بالإضافة إلى حصص ال office hours التي أتاحت لكم التواصل والمتابعة الفردية مع أساتذتكم ومعلماتكم.وعلى الرغم من كل ما تم ذكره، لا ننكر أنكم افتقدتم التواصل الإنساني المباشر وتفاصيل الحياة المدرسية اليومية بين أساتذتكم ورفاقكم وفي قاعات صفوفكم، ومساحات ملاعبكم.أما الفصل الأخير من الحكاية فسيكون بعد أيام عندما ستخوضون استحقاق امتحانات الشهادة الرسمية التي نتمنى لكم فيها التوفيق والنجاح”.
المتخرجون
كلمة المتخرجين والمتخرجات ألقتها الطالبة نادين فادي الحاج شحادة فقالت:”ها نحن اليوم نجني قطافنا ونودع أحبتنا والمكان الذي ضمنا. فأي كلمات عساي اختار لأصف رحلتنا الجماعية في رحاب ثانويتنا؟ هي مسيرة جماعية لأننا لا نستطيع تحقيق احلامنا وطموحاتنا بمفردنا، رحلة تخللتها محطات وتجارب قيمة ساعدتنا لنصل الى ما نحن عليه اليوم، شابات وشبانا واقفين على عتبة الحياة الجامعية الواعدة متأهبين لوداع هذا الصرح العظيم وقد تدثرنا بعباءات المعرفة الثرية للانطلاق بشغف لبناء مستقبل لامع، لقد واجهنا كما هائلا من الصعوبات لا سيما في السنتين الماضيتين اللتين شكلتا تحديا لصبرنا واصرارنا ولإرادتنا على المضي قدما في تحصيلنا الدراسي يعيننا على ذلك أساتذة أحباء لم يوفروا جهدا للمحافظة على مستوى يليق بمتخرجي ثانوية رفيق الحريري يحفزوننا دائما على التعلم والتفوق”.
وختمت نادين بتقديم الشكر والامتنان الى المديرة أبو علفا والاداريين والمعلمين والمعلمات والى أهالي الخريجين.
بعد ذلك وزعت الحريري بمشاركة أبو علفا الشهادات على المتخرجين والمتخرجات والجوائز على أوائل الدفعة.
2021-07-11