محطات نيوز _ اعتبر النائب نضال طعمة ان “توظيف الانتصار في حرب تموز، والذي أهداه السيد حسن إلى جميع اللبنانيين، لا بد من أن يوظف في سبيل مصلحة كل اللبنانيين. ما يستدعي حتما إنتاج المزيد من اللحمة الداخلية، وتفعيل مؤسسات الدولة، وتأكيد حضور لبنان كدولة مستقلة على كافة الصعد”.
وقال في تصريح: “لا شك أن جميع اللبنانيين دون استثناء يدركون خطورة الكيان الإسرائيلي، وعندما يسمونه بالغاصب فهم يصفون الواقع ويشهدون للحق. وقد تكون المعادلة القائلة بوجوب حماية لبنان، والدفاع عن أهله، واعتبار إسرائيل مصدر خطر عليه، معادلة منطقية تحظى بشبه إجماع وطني شامل. أما الحديث عن معركة وجودية وضرورة اقتلاع إسرائيل من الوجود، في ظل وجود مبادرات عربية، أيدها لبنان، بل هو من أطلقها، تقارب قضية سلام عادل وشامل في المنطقة، يضعنا أمام اختلاف واضح في وجهات النظر. ففي حين يصر المنتصر على الخوض في كل حروب المنطقة، ويتهم الآخرين بالتآمر والخيانة والتخاذل، يقر الآخرون بالدور الوطني للفعل المقاوم، ويدعون لاستثماره داخليا، دون التفرد باستراتيجيات مصيرية، مع تأكيدهم رفض التنازلات في مقاربة اسلام عادل وشامل”.
اضاف: “من هنا ندعو حزب الله لإعادة بلورة الرؤية الوطنية الجامعة بأبعادها الموضوعية ما يعطي نصر تموز بعدا استراتيجيا حقيقيا وواقعيا، ما يستدعي مرونة في الملفات الوطنية الأساسية وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية في البلد. وإذا كان من حق الحزب إعلان تأييده لمرشح معين، فإن شخصنة الاستحقاق بغض النظر عن الأبعاد السياسية يجعلنا ندور في حلقة مفرغة. وما يضع حزب الله أمام مسؤولية تاريخية، عدم تلقفه لتنازل مهم قدم له في سبيل حل الوضع الداخلي، فمجرد وجود مرشحين حليفين له يضعه أمام مسؤولية التسوية في ما بينهما بأية طريقة، وعدم إقدامه على ذلك هو ما يجعلنا نعتقد بعدم وجود إرادة للحل. وما إصرار السيد حسن على تبني ترشيح عون، وتركه لترشيح فرنجية معلقا في إطار مقاربة عاطفية لا أبعاد معلنة لها، يجعلنا نستنتج الأبعاد التعطيلية لمثل هذا التصرف. أما تحميل كلام الرئيس السنيورة أبعد من مضمونه وبخاصة بعد توضيح الأخير، فيوضح النيات في المناورة على المحاور الداخلية والدخول في لعبة كسب المزيد من الوقت”.
واكد “ان توظيف الانتصار في حرب تموز في تفعيل الوحدة الداخلية، يسهم أيضا في حماية كل ثروات لبنان وموارده البشرية والمادية، وحديث السيد حسن عن حماية بترول لبنان وغازه، يجعلنا نلفت نظر حزب الله إلى أن سوء إدارة الملف أشد خطرا عليه من الأطماع الإسرائيلية، وقيام التلزيمات والمشاريع في ظل غياب دولة قادرة على المحاسبة ومجابهة الفساد، يجعل مكتسبات ملف النفط جبنة يتقاسمها النافذون عوض أن تكون مدخلا لحل اقتصادي جذري يخرج اللبنانيين من عنق الزجاجة بعد ضيقة على كافة الصعد”.
وختم طعمة: “نقول هذا الكلام في ظل حديث عن اكتشاف صفقات ذات طابع احتكاري في ملف الانترنت. والمؤسف في هذا البلد أن الحديث في ملفات الفساد غالبا ما يأخذ بعدا سياسيا استغلاليا عوض المسلك القضائي وفق الأصول. ومنطقيا نسأل، ألا يؤدي اكتشاف احتكار ساعات الانترنت والمتاجرة فيها إلى المساهمة في حل ما يعاني منه المواطنون، وهو تحديدا جودة الخدمة وكلفتها. فإذا كان المتحدثون عن الفضائح صادقين، ونحن مع فضح كل مرتكب، فلماذا لم تتحسن خدمة الانترنت؟ ولماذا لم تخفض الكلفة؟ هل من مجيب؟”.