زعيتر من بقاعصفرين: لنحصن واقعنا الداخلي بمزيد من الحوارات كرامي: من سوء حظ طرابلس مجيء مهرج سياسي يقتات على جيفة ماض ينتمي إليه

محطات نيوز –  افتتح وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر والوزير السابق فيصل كرامي، بدء العمل في عملية تأهيل طريق عام بقاعصفرين – جرد الاجاص واطلاق اسم الراحل الرئيس عمر عبد الحميد كرامي عليها.

وكان زعيتر قد وصل ظهرا الى قصر الرئيس المرحوم عمر كرامي في بقاعصفرين، وكان في استقباله فيصل وخالد كرامي، النائب السابق اسعد هرموش، الدكتور محمد الفاضل نجل النائب السابق احمد الفاضل، المدير العام لمصالح المياه في الشمال الدكتور جمال كريم، رئيس مرفأ طرابلس عامر بيضا، المدير الاقليمي للضمان الاجتماعي في طرابلس والشمال محمد زكي، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية ورؤساء بلديات ومخاتير قضاء المنية الضنية وعدد من رؤساء بلديات زغرتا وشخصيات سياسية وعسكرية ونقابية وتربوية ورياضية وهيئات المجتمع المدني وفاعليات شعبية من طرابلس ومرياطة والضنية.

ومن قصر كرامي انطلق الجميع الى جرد الاربعين، حيث توقف الوفد ونحرت الخراف ونثر الارز والورود ايذانا باطلاق العمل بالمشروع، ثم توجه الوزيران الى سد عطارة للاطلاع على الطريق الترابية، التي تصلها بقرى الضنية.

بعد ذلك، توجه زعيتر وكرامي والحضور الى مطعم “سحر الطبيعة”، حيث أولم كرامي ورئيس بلدية ومخاتير بقاعصفرين على شرف زعيتر والحضور.

صبرا

البداية، مع النشيد الوطني وقراءة الفاتحة عن روح الرئيس عمر كرامي، ثم رحب العريف محمود وردة بالحضور، تلاه مختار بقاعصفرين عمار صبرا، الذي أعرب عن سعادته ب”اطلاق مشاريع التنمية في الضنية، البقعة التي احبها الراحل عمر كرامي، عروس المصايف بقاعصفرين الضنية، وسعادتنا كبيرة لانها حملت اسم الراحل كرامي”.

طالب

ثم تحدث رئيس بلدية بقاعصفرين سعد طالب، فقال: “اهلا و سهلا بكم في الضنية، التي حباها الله بجمال الطبيعة ووفرة المياه واصالة اهلها وقلوبهم النقية، فأنصفها كما حباها بحب آل كرامي لها من الزعيم عبدالحميد الى الرشيد الشهيد الى الراحل الكبير دولة الرئيس عمر كرامي، وصولا الى حامل الشعله والامانة فيصل الحق، فصار الانصاف انصافين بحمد الله عز وجل”.

أضاف “ولكن هذه الضنية، مثلها مثل كثير من مناطق لبنان، نالها اقصى ما تتصورون من اهمال الدولة ومؤسساتها، وصبرت ايضا اكثر مما تتصورون على هذا الظلم، متمسكة بوطنيتها الصادقة النقية، متطلعة الى يوم تحظى فيه بالانصاف، الذي تستحقه فتكون جزءا من خريطة الانماء المتوازن في الدولة اللبنانية، وهو يوم آت لا ريب في ذلك”.

وتابع “ان كل نسمة هواء في بقاعصفرين، تحمل اسم عبدالحميد، الذي احب هذه الارض و احبته و ان كل شجرة في الضنية ارتوت من عيون الرشيد حبا” و صفاء و طمأنينة ولطالما اعتبرنا ان رشيد كرامي هو ابن الضنية، مثلما هو ابن طرابلس، وفي النهاية دفع حياته من اجل الضنية و طرابلس و كل لبنان دون استثناء. اما حديث الهوى بين الرئيس عمر كرامي طيب الله ثراه، وبين الضنية بكل بلداتها وقراها، وصولا الى معشوقته بقاعصفرين فهو حديث طويل اطول من الطرقات واطول من الآفات”.

وأردف “ها نحن اليوم نرد الهوى بالهوى، والوفاء بالوفاء، ونزف اليكم خبر تأهيل طريق بقاعصفرين – جرد النجاص ابتداء من مفرق سير- بقاعصفرين، وصولا الى جرد الاجاص، التي سوف تحمل اسم اغلى الرجال الرئيس المرحوم عمر عبدالحميد كرامي، تقديرا لذكراه ولمحبته لهذه المنطقة ولرعايته الدائمة لها طوال مسيرته السياسية”، متوجها بالشكر والتحية إلى “معالي الوزير غازي زعيتر، الذي ارادان تكون هذه المناسبة بحضوره، ونقول له: حللت ضيفا عزيزا في بيوت تقول لك نحن الضيوف وانت رب المنزل”، شاكرا “معالي الوزير فيصل كرامي الذي عودنا ان يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا، فهو منا ونحن منه ونحن ادرى الناس بأن للضنية في قلبه وعقله مكانة غالية توازي مكانة طرابلس والميناء, فكلنا شمالا وكلنا في لبنان في البيت الكرامي بيت الوفاء والعطاء والتضحيات”.

ورأى ان “تأهيل هذه الطريق سوف يخلق حركة اقتصادية كبرى في المنطقة، وسوف يؤسس لاعادة الاعتبار لهذه المنطقة الخلابة من لبنان، بوصفها منطقة سياحية بامتياز”، مجددا الترحيب بالحضور جميعا، شاكرا “سعيكم الدؤوب من اجل انعاش الضنية”، سائلا الله ان “يوفقنا بمتعهد يتقي الله”، مباركا “لأنفسنا و للوزيرين زعيتر وكرامي هذا الانجاز”، متمنيا على الدولة ان “تشرع في تطبيق خطط الانماء المتوازن في كل لبنان واطلاق ورشة عمل وورشة انصاف وورشة وفاء لكل اللبنانيين، الذين لم يتاخروا يوما في بذل الغالي والنفيس في سبيل هذا الوطن”.

كرامي

بعد ذلك، تحدث كرامي فقال: “انها مناسبة تعددت فيها المسرات، وانها لنعمة من الله عز وجل، أن تتاح لنا فرصة استراق بعض المسرات في هذا الزمن العصيب”، متوجها إلى زعيتر بالقول: “معالي الأخ والصديق غازي زعيتر أهلا ومرحبا بك بين أهلك في الضنية. أهلا بك وزيرا للأشغال العامة والنقل لا تميز بين منطقة لبنانية ومنطقة لبنانية أخرى، ولا تميز بين شمال وجنوب وبقاع وجبل. وأهلا بك ابن بقعة من لبناننا الحبيب، تتآخى مع الضنية في الجمال والأصالة والحرمان الظلم والأهمال، فلا غرابة أن نكون من الهرمل الى الضنية أبناء المعاناة الواحدة في هذا الوطن. وأهلا بك صديقا وأخا نبيلا مجبولا بقيم الأصالة والوفاء وحفظ المودة”.

أضاف “الحقيقة هنا، أريد أن أتوقف عند المرة الأولى التي تعرفت فيها على الوزير غازي زعيتر حين عين وزيرا لأول مرة في حكومة الرئيس عمر كرامي، في العام 2004. من المعروف أن الرئيس كرامي ربطته صلات ود وصداقة مع كل، الذين عملوا معه في حكوماته ولكنني لاحظت دائما أن أبي يحمل لغازي زعيتر مودة خاصة، وكنت أتساءل لماذا. ولاحقا بعد استقالة حكومة الرئيس كرامي تنقل الوزير زعيتر في عدة حكومات وفي عدة حقائب، ولم يكن يرد طلبا للرئيس كرامي، وبدأت شخصيا أعرف لماذا خصه أبي بهذه المودة، المستمرة. انه رجل من أهل الوفاء والوفاء نقطة ضعف ونقطة قوة عمر كرامي طوال حياته. أقول ذلك حتى لا يستغرب احد، لماذا بيت عمر كرامي يحبون الوزير غازي زعيتر، فنحن نحب رجال المعدن النادر معدن الوفاء، ونعتبر غازي زعيتر منا وفينا “.

اضاف “ان ما نتشارك فيه اليوم، له الكثير من المعاني التي تعنيني شخصيا ووطنيا.
إن مجرد مبادرة الدولة عبر وزارة الأشغال، الى شق طريق في الضنية، هو خطوة نحو انصاف هذه المنطقة، التي تحتاج الى ورشة كبرى من المشاريع الأنمائية والصابرة على اهمال الحكومات لها منذ عقود. وبكل حال، فإن شق الطريق اليوم، أكبر في معناه الرمزي من مجرد انشاء مشروع حيوي، يستفيد منه أبناء البلدات والقرى، وتستفيد منه الضنية عموما. انه بداية شق الطرق الى القلوب، ولكم من الضنية ورؤساء بلدياتها ومخاتيرها وأهلها الطيبين كل الشكر والود. آملين جميعا أن نستكمل الأنماء بمشاريع حيوية تستحقها الضنية، كما تستحقها كل منطقة محرومة في لبنان”.

وتابع “أما أن يحمل طريق سير- بقاعصفرين- جرد النجاص اسم الرئيس عمر كرامي، فهو أمر يستثير شجنا وفرحا في أن معا. لقد اخترتم المناطق الأحب على قلب عمر كرامي وأطلقتم اسمه على الطريق، الذي يصل بينها، واني لأراه في عليائه في هذه اللحظة، ممتلئا بالغبطة، مؤمنا كما كان طوال حياته، بأن من يزرع المحبة يحصد الوفاء، وبأن العمل الصالح يثبت في الصدور ويمكث في الأرض”.

وأردف “هي مناسبة، لكي أشكر معالي الوزير زعيتر، على دوره الأساسي في اطلاق اسم الرئيس عمر كرامي العام الماضي، على الجادة الممتدة من معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس حتى البداوي، وهي جزء من الأوتوستراد العربي، الذي يفترض أن يربط لبنان بعمقه العربي”، شاكرا “الصدفة التي جعلت اسم عمر كرامي ضمن مشروع يشبه كل مسيرته السياسية القائمة على الوصل الدائم بين لبنان والعالم العربي، بل لا أظنها صدفة، بل تأكيد جديد على البوصلة، التي لم يضيعها لحظة خلال حياته، ولن نضيعها بإذن الله بعد غيابه”.

ولفت “قبل أن نتطرق الى الواقع السياسي المأزوم في لبنان على كل المستويات، لدي كلمتان عن المشهد السياسي المفجع في طرابلس”، فقال: “هذه المدينة خرجت من المحنة اللبنانية منهكة اقتصاديا ومعيشيا، لكنها لم تدخل عصر السلام والأعمار، بل تعرضت لعملية افقار وحرمان ممنهجة، وانتهى بها الأمر مجرد مدينة موظفة في خدمة مشاريع سلطوية وانتخابية، ولاحقا كانت جاهزة لتأدية دور الساحة المفتوحة للمغامرات الأمنية، التي استباحت الأرواح والأرزاق، قتلت فيها روح الأمل، وهجرت شبابها ونخبها الى دنيا الله الواسعة، ومنذ سنوات عمد اللاعبون بمصيرها ومصير أهلها الى زجها في المحنة الكبرى، التي تشهدها المنطقة بوصفها مدينة قابلة للعب دور رأس الحربة في الفتنة القبيحة، التي يعتاش ويرتزق منها مجموعة من السياسيين المرتبطين بأجندات خارجية، لا علاقة لها بمصلحة طرابلس والطرابلسيين من قريب أو بعيد”.

أضاف “اليوم، وبعد تراكم الفشل والخيبات في هذه السياسات الحمقاء وقعت طرابلس في الفراغ. نعم انه الفراغ. جردوها من هويتها القومية والعروبية. فصلوها عن لبنان سياسيا واجتماعيا، وكأنها ليست العاصمة الثانية للجمهورية بل مجرد دسكرة نائية مستباحة. أغرقوها تحريضا وافقارا وعمموا صورة مشوهة تجعل منها مدينة من القرن التاسع عشر. استغلوا طيبة أهلها وايمانهم الفطري الصادق وأقنعوهم بأن العدو ليس اسرائيل ولا أدوات اسرائيل ولا عملاء اسرائيل، وصار العدو هو الشريك في الوطن الواحد، والشريك في الدين الواحد والشريك في المبادئ القومية الواحدة”.

وتابع “لكن مع تهاوي امبراطورية الفراغ، كان من سوء حظ هذه المدينة، أن يتم ملء الفراغ بفراغ أشنع، وأتى مهرج سياسي محترف لكي يقتات على جيفة الماضي، الذي ينتمي اليه، ولكي يأخذ المدينة الى امبراطورية التهريج، متنطحا بإسمها لمناطحة الشرق والغرب ولتحديد العدو والصديق، ولتحدي القريب والبعيد في واحدة من أكثر نوبات جنون العظمة تفاهة وضحالة. وعلى مقاس التهريج الجاري حاليا، فإن طرابلس عروبية، لكن ترجمة هذه العروبة، لا تكون ضد اسرائيل، بل عبر الفتنة بين المسلمين، وعبر الحلف المقدس مع صنيعة اسرائيل سمير جعجع، وعبر تشويه تاريخ رشيد كرامي شهيد الوطن والمدينة وشهيد العروبة والوطنية الصافية”.

وأردف “دعوني أقول لكل الذين لم يستوعبوا بعد ما يحدث، بأن ما يحدث واضح وطبيعي، ومن يكلف نفسه بقراءة التاريخ تاريخ الشعوب والدول والمجتمعات، سيكتشف بسهولة بأن ما يحصل هو انتهاء مرحلة فاشلة، ودائما تأتي النهاية على شاكلة مهزلة، يصعد فيها على خشبة المسرح مهرجون ومعاقون وفراعنة الوهم وطامحون بالسلطة والمال تحركهم شهوات مريضة ويجدون المطبلين، الذين يقولون لهم أن الحماقة جرأة وأن التهور شجاعة وأن الفرصة سانحة للسطو على ارث متروك بأبخس الأثمان، واني ولأول مرة أبارك النأي بالنفس”.

وأعلن “أنا فيصل عمر كرامي أربأ بنفسي وأنأى بنفسي عن الإنجرار الى هذه المهزلة، فليتفرعن من يريد أن يتفرعن، بالنسبة الي معركته مع أولياء نعمته وليس معي. أنا في خط آخر تماما وفي نهج آخر تماما، وكما فعل الرشيد في الأزمنة العصيبة، وكما فعل عمر في الأيام السود، أرى أن واجبي الأول والوحيد هو حماية ضمير طرابلس ووجدانها والثبات على المبادئ، التي تمثل هذه المدينة، وتعبر عن وجهها وروحها وأخلاقها وتمسكها بإسلامها المعتدل والمنفتح وبلبنانيتها ذات الطابع الوطني، القائم على التلاقي مع كل المكونات، التي يقوم عليها العقد الأجتماعي اللبناني، والأهم أنني لن أضيع البوصلة، أنا أعرف عدوي وأعرف الشقيق والصديق والحليف، كما أعرف الخارجين عن تاريخ مدينتهم وعن أخلاق قومهم وعن روح وعقل بني جلدتهم”.

وقال: “إنها غيمة صيف، مهما طالت ومهما كان تصفيق الضحايا والمخدوعين مدويا، ومهما تضخمت الرؤوس دون أن يدرك أصحابها، أن هذا التضخم هو من هواء، لأن الذي يمشي عكس التاريخ والمبادئ والأخلاق والكرامة، سيعبر مع الهواء آجلا أو عاجلا، كما يعبر الهواء الفاسد”.

أضاف “من مفاسد هذا الزمن السياسي في لبنان، أن يخرج علينا البعض بآراء حول الحوار الوطني، بل أن يوجه النصائح حول الحوار لقامة وطنية كبيرة تكاد تشكل نقطة التلاقي الوحيدة بين كل الأطراف، وأقصد دولة الرئيس الصديق نبيه بري. ليس خافيا على أحد أننا لسنا من المؤمنين بنجاح طاولة الحوار الوطني بعد 11 سنة على ولادتها. ولكننا لم ولن نشكك لحظة بالأهداف الوطنية، التي كانت وراء انشائها واستمرارها رغم كل تحفظاتنا عليها. هذه الطاولة هي المبادرة السياسية اللبنانية الوحيدة، التي يمكن القول انها “صنعت في لبنان”! لقد أراد منها الرئيس بري ابقاء قنوات التواصل بين اللبنانيين بعدما عجزوا عن هذا التواصل في مؤسساتهم الدستورية. وشئنا أم أبينا فإن الحوار الوطني، الذي لم ينتج حلولا حسبه أنه أنتج آمالا اسهمت في تخفيف الأحتقان، وفي وقت من الأوقات في نقل النزاع من الشارع الى السياسة”.

وتابع “دعوني أقولها بمنتهى الوضوح والواقعية، ان فشل الحوار ليس فشلا للرئيس بري بل هو فشل للبنان، وتأكيد على عجز القوى السياسية اللبنانية عن لبننة أي قضية وأي أزمة وأي مشكلة. ان حجم الأرتباط بالخارج، أوقع اللبنانيين في العجز الكامل، ليس عن انتخاب رئيس للجمهورية فقط، بل حتى عن ايجاد حل لأزمة النفايات، التي نشرت الأمراض والأوبئة بين المواطنين، وقدمت للعالم صورة متخلفة عن بلد يدعي أنه بلد سياحي، فضلا عما رافق كل ذلك من فضائح تفوح منها روائح الفساد أكثر من روائح النفايات”.

وأردف “وهنا اعود الى الطريق المنوي بدء العمل به، والى الاشغال التي تنفذ في الضنية وطرابلس وكل الشمال. معالي الصديق زعيتر قلتها قبل ايام من سير الضنية واكررها اليوم، عندما يبدأ العمل في اي مشروع انمائي او طريق عام في مناطقنا، يتبادر الى اذهاننا انه سيتوقف العمل به فور اطلاقه، ويصبح مصدر اعاقة لاعمال كل الشماليين، واذا نفذ العمل بأي طريق ينفخض الزفت ويتحول الطريق الى جور تصطاد المارة والسيارات. نحن نعرف ان المتعهد الملتزم هذا الطريق آدمي، وليس لدينا شك بخياراتك، لكن نخبرك بأننا سنراقب عن كثب عمل المتعهد والادمي، الذي ينفذ عمله باخلاص، ولانه ليس لدينا غازي زعيتر بالوزارة في كل الاوقات لنستطيع احضار مشاريع للضنية”.

وختم “إنه يوم طيب اجتمعنا فيه من أجل عمل طيب، ومجددا وتكرارا أقول لكم ما كان يقوله عمر كرامي: هوا الضنية بيرد الروح”.أشكرككم فردا فردا وصديقا صديقا. وأحيي الأخوة رؤساء بلديات الضنية ومخاتيرها، وأعاهدهم بأننا باقون ومستمرون معا، لما فيه خير ومصلحة ضنيتنا الغالية. وأجدد الترحيب بضيف الضنية والشمال معالي الوزير غازي زعيتر وأقول له أيضا: إننا باقون ومستمرون معا، لما فيه خير ومصلحة الوطن. والى لقاءات تدوم من أجل لبنان”.

زعيتر

كلمة الختام، كانت لزعيتر الذي نقل تحيات الرئيس نبيه بري لكرامي والحضور، وقال: “يكن الرئيس بري للضنية والشمال محبة خاصة، ومن خارج النص، أقول، بالنسبة الى الطريق وتنفيذه، فإضافة الى مهندسي وزارة الاشغال، اتمنى ان تبادر بلدية بقاعصفرين وأعين المواطنين الى المراقبة على الاشغال وحسن سير العمل، واضم صوتي الى صوت رئيس البلدية في اطلاق اسم الراحل الرئيس عمر كرامي على هذه الطريق، واشعر انني بين اهلي واخوتي، ولقد كنت من فريق عمل الرئيس كرامي، وايضا تاريخيا، كان المرحوم والدي صديقا وتربطه علاقة اخوية مع الشهيد الرشيد، والمرحوم الرئيس عمر كرامي”.

أضاف: “بالنسبة الى طاولة الحوار، فانني اتبنى ما قاله الوزير كرامي، ولن ازيد، ويجب ان تضم الطاولة كل القوى الممثلة داخل المجلس النيابي، وغير الممثلة فيه”.

وعاد زعيتر الى النص، ليقول: “من طرابلس الفيحاء التي نجتمع اليوم في رحاب جبلها جاء التاريخ الى الفيحاء مبحرا فوق مراكب الريح، ثم استراح على شواطئها مستظلا خيمة الزمان، فلا هو مبارح ولا هو مقيم، كأن حنينا للفيحاء يشده من الاسفار والتعب في غربة الاوطان. الى جبالها التي حباها الله بجمال فريد وبطبيعة خضراء خلابة. الى الضنية وبقاعصفرين ذاك الجبل الذي تطاول في العلاء حتى ترصع بالبياض وتلفح بالاخضر ارزا وصنوبرا وسنديان، جاور الغيم واستظل النجوم، استنبت التراب حورا وصفصافا واستقطب أصحاب الهمم والشيم وأهل المعروف واستولد الكرامة من العلا واعطانا مدرسة في السياسة اللبنانية لها طابعها الخاص، عنيت آل كرامي، من عبد الحميد كرامي أحد زعماء الاستقلال الذي جمع بين علوم الدين والسياسة فأجمع أهل طرابلس وعلماؤها على توليته منصب الإفتاء وقام بمهامه بكل جدارة واقتدار. الى دولة الرشيد الشهيد احد رجالات لبنان القلائل الذين استلموا مقاليد الحكم في ظروف استثنائيه وما تردد يوما في الاقدام. رأس عشر حكومات شكلت في معظمها مفاصل أساسية في تاريخ لبنان. الى دولة عمر افندي العروبي الوحوي المسالم حتى العظم الداعي دائما الى اعتماد الحوار”.

وتابع: “عندما نتحدث عن رشيد او عمر كرامي نتحدث عن رجل دولة من الطراز الاول، عن رجل حكم ومعارضة فولاذي الإرادة، رفض اي شكل من اشكال التقسيم وكل ما يخالف طموحات الشعب التي يقول دائما انها لا تتحقق الا بالديمقراطية. مواقفهما متميزة كما شخصيتهما وسيمتها الدائمة الصراحة والصدق ومواجهة التجني والإستفزاز بالبسمة الساخرة والحرص على هيبة الدوله ومؤسساتها. عندما نتحدث عن آل كرامي نتحدث عن سجل في السياسة اللبنانية، عن مدرسة لها طابعها الخاص في الاعتدال والوحدة في سياسة التصدي للأزمات، عن سياسة انتصرت لروح التراث واستجابت لإيقاع الحكم وتقاليده اللبنانية لعائلة كانت محورا في الموالاة كما المعارضة. هكذا غدت الأفندية مزيج الحياة الاجتماعية في الفيحاء وكل لبنان. الافندية كانت كلمة طرابلس في عنفوان تراثها له منها جذور الانتماء ولها منه أمانة الكلمة في مزيج السياسة اللبنانية، وستبقى كذلك بوجود حامل الراية العروبي فيصل أفندي المحافظ على سياسة العائلة في الاعتدال والوحدة”.

وقال: “لقاؤنا اليوم في حفل وضع حجر الاساس لطريق بقاعصفرين، هذا المشروع المتواضع هو جزء يسير من واجبات الدولة تجاه منطقة الضنيه والذي يشمل حقا من حقوق اهالينا وليس منة من أحد. ان وزارة الاشغال العامة والنقل اولت وستولي هذه المنطقة اهتماما خاصا من ضمن النهج الانمائي الذي تتبعه الوزارة نهج التنمية والصمود الذي اعده وأسسه الامام القائد السيد موسى الصدر وسار بتنفيذه بكل اقتدار دولة الرئيس نبيه بري، أعرف ان هناك ظلما واحجافا في حق هذه المنطقة، وسنسعى وبقدر إمكاناتنا الى إنجاز مشاريع التنمية والبنى التحتيه وفقا للأوليات والحاجات الكثيرة وضمن ما يتوفر لنا من اعتمادات”.

وفي السياسة جدد زعيتر “التزامنا الواضح بقواعد الدستور للمحافظة على المؤسسات وصلاحيتها ودورها في حفظ بلدنا وصونه لأننا امام مرحلة إسقاط النظم، إسقاط القيم، اسقاط الدول. من هنا، واليوم أكثر من اي وقت مضى، نحن مدعوون لكي نحصن واقعنا الداخلي بمزيد من الحوارات الداخلية والالتزام جميعا بالحوار الوطني الشامل لكي نكون قادرين على مواكبة التطورات المتسارعة وبشكل يعيد الانتظام الى عمل المؤسسات الدستورية والسياسية”.

وختم زعيتر: “اذ أتقدم منكم بالشكر على هذه الدعوة، أؤكد ان الغاية الأساسية والمرجوة هي تحقيق التنمية في المجالات كافة وصولا الى الأهداف المرجوة”.

بعد ذلك، قدم سعدية وطالب ووجهاء الضنية درع القضاء لزعيتر، ودرعا أخرى لكرامي.

وكان زعيتر قد تفقد صباحا وصلة اوتوستراد المنية- الروضة- عزقي، التي أنجزت مؤخرا. وأقيم لقاء شعبي في عزقي تكريما له.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات