الراعي غادر الى روما وأكد أن العلاقة مع بري وقبلان ممتازة: لعدم التشبث بوزارة أو وضع فيتو على الاخر

محطات نيوز – غادر بيروت مساء اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي متوجها الى روما في جولة تشمل ايضا مارسيليا وليون، للمشاركة في عدة اجتماعات هناك، اضافة الى الاحتفال بالقداس الالهي الذي يرأسه قداسة البابا فرنسيس في بازليلك القديس بطرس وزيارات راعوية.
وغادر مع الراعي مسؤول الاعلام في الصرح البطريركي وليد غياض.

وكان في وداعه في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال سجعان قزي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المطرانان بولس صياح وحنا علوان، وفد من المجلس العام الماروني ضم نائب الرئيس ميشال متى، رولان غسطين وانطوان رميا، اضافة الى الدكتور الياس صفير.

واستعرض الراعي وممثل رئيس الجمهورية ثلة من قوى الامن الداخلي أدت التحية الرسمية.

وقال البطريرك الماروني ردا على سؤال عن شعوره بعد إعادة وضع صورة لرئيس الجمهورية في قاعة الشرف بعد غياب لاكثر من سنتين ونصف سنة وحضور ممثل لرئيس الجمهورية خلال الوداع: “هذه المناسبة تعني لنا الكثير الكثير، فهي تعني عودة الكرامة الوطنية، لقد أصبح لدينا رئيس للجمهورية أي هذا الجسم صار له رأس وصار لنا وجود وكيان، وهذه الفرحة عمت كل اللبنانيين وغير اللبنانيين ايضا حتى كل الدول”.

أضاف: “خلال فترة الفراغ كانت كل الدول تطالب اللبنانيين والمجلس النيابي بانتخاب رئيس للجمهورية، إذن هذه فرحة شاملة، ومناسبة لنا ايضا مع غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام كي نوجه تحية كبيرة لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر الوزير سجعان قزي الذي اشكره اولا شخصيا على تمثيله فخامة رئيس الجمهورية ونحمله كل الشكر لفخامة الرئيس، وهذا الامر كنا افتقدناه منذ سنتين ونصف وقد عدنا اليه بفرح كبير مما يدل عن مدى العلاقة بين بكركي وبعبدا، اي بين البطريركية ورئاسة الجمهورية، وهي وحدة متكاملة تنصب مع كل الجهود اللبنانية وكل الارادات الطيبة في لبنان وكل الكنائس”.

وتابع: “هذا ما كنا عبرنا عنه بالامس في حضور مجلس البطاركة والاساقفة، ومدى استطاعتنا المساعدة الى جانب رئيس الجمهورية لاستكمال وتوطيد وتشديد روابط الوحدة الوطنية والمصالحة اللبنانية الكاملة والنهوض سويا لبناء وطننا الذي هو آية من آيات الدول. وهنا سأستعمل كلمة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني: انه يمثل نموذجا ويمثل رسالة وعلينا ان نعيش ذلك”.

وسئل: هل ستمهد زيارتكم الى الفاتيكان لزيارة رئيس الجمهورية الى الكرسي الرسولي ولقاء قداسة البابا؟
اجاب: “من اجل هذا الامر يجب ان تكون هناك حكومة ويجب ان يكون هناك سفير للبنان في الفاتيكان لان سفير لبنان الحالي لدى حاضرة الفاتيكان انتهت ولايته امس بالذات، (السفير جورج خوري)، لذلك الفاتيكان لا يستقبل رئيس دولة لا سفير لديها”.

أضاف: “نحن نحيي مجددا فخامة الرئيس عون والرئيس سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة على الاتفاق مع الرئيس وكل القوى السياسية حتى يكون عندنا حكومة في اسرع ما يمكن لتستكمل مكونات الدولة، وعندها يستطيع رئيس الجمهورية زيارة الفاتيكان من جهته، ومن جهة ثانية يستطيع ان يوجه الدعوة الى قداسة البابا لزيارة لبنان”.

سئل: زرتم اليوم رئيس الجمهورية، فهل لمستم منه ان تشكيل الحكومة بات قريبا جدا؟
اجاب: “لقد تحدث عن بعض الصعوبات، وكنا خطونا خطوات الى الامام وفجأة نعود الى الوراء. لذلك نحن نقول ونتمنى على كل الكتل السياسية والنيابية المعنية، تسهيل هذه المهمة من اجل خير لبنان واللبنانيين”.

وإذا كان يتوقع الاعلان عن الحكومة الجديدة قبل عيد الاستقلال، قال الراعي: “هذه رغبة الجميع ونحن نصلي على هذه النية، وسنبقى نأمل الى ان تكتمل الفرحة”.

قيل له: الوضع في لبنان يحتاج الى تبريد الاجواء لا سيما بعدما ورد أمس من كلام للرئيس نبيه بري والشيخ عبد الامير قبلان؟
اجاب ضاحكا: “أولا ما حميت حتى نبردها، فعلاقتنا مع دولة الرئيس نبيه بري ممتازة ونحن على اتصال مع بعضنا البعض، والعلاقة ايضا مع سماحة الشيخ عبد الامير قبلان احسن واحسن. ولكن المؤسف ان الاعلام يصنع مشكلة كبيرة في حين ان ليس هناك ما يستدعي ذلك، فمثلا نرى خبرا بمانشيت كبير وعندما نقرأ النص نجده فارغا من اي محتوى. لذلك اكرر واقول: ما حميت حتى نبردها، وعلاقتنا بالرئيس بري والشيخ قبلان فوق الممتازة”.

سئل: هل جرى اتصال بينكم وبين كل من الرئيس بري والشيخ قبلان لتوضيح الصورة؟
اجاب: “أنا اتصلت بالرئيس بري عندما تم انتخاب رئيس للجمهورية وهنأته بصفته رئيسا للمجلس النيابي، وهناك اتصال دائم بيننا وبينه عبر وسيط مستمر. ولكن خلال هذين اليومين لم تتح لي الفرصة لكي اتحدث معه، فإذا كان هناك ضرورة للتحدث معه فنحن على استعداد للقيام بذلك وما من مشكلة في هذا الامر. أكرر واقول نحن على اتصال مستمر”.

سئل: هل ستشهد بكركي بعد عودتكم الى بيروت قمة روحية مارونية شيعية؟
اجاب: “قمة روحية مسيحية، شيعية، سنية، درزية، علوية كما جرت العادة، ونحن دائما كل الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والبروتستانية وكل السنة والشيعة والدروز والعلويين فهذه اسمها القمة الروحية هكذا نجتمع، ولا نجتمع الا على هذا الاساس وليس لدينا اي فئوية او تخصيص او تهميش لدور اي احد. نحن دائما نعمل للوحدة وشعارنا المشترك كما يقول سيدنا البطريرك “أنا احبكم”، وشعاري انا كان منذ الاساس “الشراكة والمحبة” فإذا لم نعش ذلك عمليا على الارض فهذا يعني اننا لا نطبق فعليا هذا الامر”.

سئل: برأيكم اين تكمن الصعوبات التي تواجه الرئيس الحريري في تشكيل الحكومة؟
اجاب: “نحن نتمنى ألا تكون هناك اي صعوبات، وأنا لا اعلم اين توجد مثل هذه الصعوبات. منذ فترة ونحن نسمع ان هذه الحكومة ستشكل بين ليلة وضحاها او بين ساعة واخرى، لذلك نحن نبقى نأمل ان تكون مناسبة الاستقلال جامعة للرؤساء الثلاثة مع الحكومة الجديدة وعندها يكتمل العيد ولا يأتي ناقصا، وهذه رغبة كل اللبنانيين وليس رغبتي وحدي فقط”.

سئل: اذا كانت الخلافات حول تشكيل الحكومة الجديدة وتقاسم الحصص فيها قد اخذ هذا الحيز من الوقت، برأيكم ماذا سيحصل عندما تصل الامور عند البحث بقانون الانتخاب الجديد؟
اجاب: “هذه هي المشكلة، فقانون الانتخاب يعملون للوصول اليه منذ أحد عشر عاما، اي منذ العام 2005 دون التوصل الى نتيجة حتى الان، لان كل فئة وكل واحد يريده على قياسه والقانون لا يمشي على قياس احد، انما يجب ان يكون فقط على قياس لبنان وكل اللبنانيين، وعلى الجميع العمل ليس لمصالحهم الشخصية والفئوية فقط انما عليهم العمل ليربح لبنان والمجتمع اللبناني. وهذا الامر ينطبق ايضا على الحكومة، وعلينا التمييز بين تقاسم الحصص كقالب الجبنة او بين اختيار المشاركة بروح الميثاق الوطني دون ان يتشبث احد بهذه الوزارة او تلك او بهذه الحقيبة او تلك وألا يضع احد فيتو على الاخر، لاننا بذلك لا نبني دولة. وهنا نتمنى ونطلب ان ننهض بدولتنا لكي تأخذ قيمتها ومقامها في هذا العالم وان نعود الى روح الدستور والميثاق الوطني بروح المشاركة وليس بالمحاصصة”.

سئل: وجهتم اليوم رسالة للاعلام اللبناني من قصر بعبدا، فهل من مآخذ من قبلكم على الاعلام اللبناني؟
اجاب: “نحن قلنا للاعلام في لبنان ان لديكم رسالة كبيرة جدا ومهمة وانتم تكونون الرأي العام، لذلك نتمنى عليكم خدمة الحقيقة دائما وتجنب خلق المشاكل حيث لا توجد، فمثلا الزيارة الحلوة والجميلة التي جمعت بالامس رئيس الجمهورية مع كل البطاركة والمطارنة والرؤساء والرئيسات العامات وكل الكلمات التي قيلت بهذه المناسبة، أخذ الاعلام من كل ذلك جملة واحدة استدعت ردود الفعل وحذفت كل الجمل الرائعة عن وحدة لبنان، ولم يأت احد على ذكرها. وهنا أثني على دور الاعلام في المطار لانه لم يحرف مرة واحد في الاقوال ويسعى دائما الى قول الحقيقة كما هي”.

اترك تعليقاً