محطات نيوز – عقدت كتلة “المستقبل” النيابية اجتماعها في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع من مختلف جوانبها.
وفي نهاية الاجتماع، أصدرت بيانا تلاه النائب الدكتور عمار حوري، الذي قال عن “مواقف حزب الله المنتهكة للدستور”، أن “الكتلة تستنكر أشد الاستنكار المواقف التي صدرت خلال الاسبوع الماضي بشكل مبرمج ومنسق عن مسؤولين في حزب الله، المنتهكة للدستور، والتي تفضح مجددا مواقف الحزب الذي يتقصد تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، وإن كان ينتهج أسلوبا ماكرا يحاول فيه اظهار نفسه داعما لمرشح وحيد بذاته لرئاسة الجمهورية، بينما هو في الحالتين ينتهك الدستور والمبادئ الديمقراطية. وإن البث المتكرر لأكاذيب وأضاليل متعلقة بوعود مزعومة ولقاءات متخيلة لم تحدث لن تغير شيئا في الحقائق والوقائع”.
وأكدت الكتلة أن “مبادرة الرئيس سعد الحريري المتمثلة بدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مستمرة وقائمة، والآخرون هم المطالبون بتقديم ما لديهم من اقتراحات ومبادرات”، مشيرة إلى أن “ادعاء حزب الله بأن المملكة العربية السعودية وتيار المستقبل يتحملان مسؤولية تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، هي ادعاءات مردودة وبائسة وسخيفة ولا تنطلي على أحد، ولا يمكنها أن تغطي على دور الحزب ودور إيران بتعطيل الانتخاب وبمصادرة ورقة انتخاب رئيس الجمهورية خدمة لأجندة إيران الإقليمية”.
وأشارت إلى أن “انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان لا بد أن يكون بالشروط التي ينص عليها الدستور، وليس بشروط اي حزب أو جهة سياسية. وإن تقصد التغيب عن جلسات الانتخاب هو التعطيل بعينه، وهو ما يمارسه حزب الله وحليفه التيار العوني على مدار أربع وأربعين جلسة حتى الآن. وعلى ما يبدو، إن الحزب لن يشارك في الجلسة الخامسة والأربعين القادمة”.
واعتبرت أن “انتخاب رئيس للجمهورية، مع احترام الدستور وآلياته كان وما زال، لا سيما في هذه الفترة، أولوية الأولويات في لبنان لأن الاستمرار في الشغور، في ظل المخاطر الإقليمية المتعاظمة وتداعياتها ومن ذلك استمرار تورط حزب الله في الحرب التي يشنها النظام ضد الشعب السوري، وكذلك بسبب المخاطر الداخلية، من شأنه أن يعرض لبنان واللبنانيين إلى مخاطر جسيمة قد لا يمكن وقف تداعياتها على مختلف المستويات الوطنية والسياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية”.
ولفتت إلى أن “رئيس الجمهورية الذي يحتاجه لبنان في هذه المرحلة الحساسة والخطرة، هو الرئيس الذي يستطيع أن يجمع الشعب اللبناني ولا يفرق صفوفه، ويخدم انتخابه تدعيم الفكرة النبيلة للعيش المشترك في لبنان”.
وتوقفت الكتلة “أمام بعض المواقف المزايدة التي حاولت وتحاول تشتيت الصف الداخلي في تيار المستقبل في محاولة للنيل من الرئيس سعد الحريري والنهج الذي يتبعه إزاء القضايا الوطنية والسياسية المطروحة”، لافتة إلى أن “الرئيس سعد الحريري الذي قاد ويقود المسيرة تحت راية لبنان أولا، وثوابت ثورة الأرز ومنطلقات قوى الرابع عشر من آذار، إيمانا بلبنان الحر السيد الديمقراطي المستقل، وإيمانا منه بأهمية استعادة سيادة الدولة القادرة والعادلة، يشكل الضمانة التي يستند إليها تيار المستقبل بعيدا عن المزايدات والمزايدين”.
ولفت البيان إلى أن “كتلة المستقبل التي تقف بشكل حاسم الى جانب وخلف الرئيس سعد الحريري المتمسك بالثوابت الوطنية وبنهج الرئيس الشهيد، تدين وترفض محاولات البعض البائسة لشق الصف الداخلي في التيار. كما تدين الكتلة بشدة هذا الاسلوب الذي يعمل على استهداف تيار المستقبل وكتلته النيابية والرئيس الحريري، والتي لا تخدم المصلحة الوطنية أو وحدة الصف، وهي حتما لن تصل إلى أي نتيجة، فالمسيرة ستستمر تمضي بثبات وثقة التزاما بنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
وعن تفعيل عمل المؤسسات الدستورية، جددت الكتلة “دعمها الكامل لرئيس مجلس الوزراء”، مشددة على “ضرورة انعقاد مجلس الوزراء وانتظام عمل المؤسسات الدستورية في مجلس النواب والحكومة لرعاية مصالح الناس وتسيير أمور الدولة، بعيدا عن البدع الجديدة التي لا تمت بصلة للدستور الذي أصبح يحتضن القواعد الميثاقية للوطن اللبناني”.
وبالنسبة إلى “افتعال البعض لأزمة عنصرية”، أشارت الكتلة إلى أن “الوحدة الوطنية للبنانيين كانت وستبقى السلاح الأفعل في وجه الحروب والأزمات والمخاطر. فهذه الوحدة كانت حاسمة في نتائجها الإيجابية سواء في مواجهة عدوان تموز 2006 وقبلها في الخروج من الحرب الأهلية. وإن محاولة البعض افتعال أزمة عنصرية في ملف النزوح لا تخدم وحدة اللبنانيين وتزيد الأمور تعقيدا، وما على هذا البعض إلا الإقلاع عن هذه اللغة التي كان يجب أن تنتهي مع انتهاء الحرب الأهلية والعودة الى مقاربة الأمور بالمنطق الوطني الجامع”.
ولفتت إلى أن “إجماع الشعب اللبناني، والذي حسم في مقدمة الدستور، بنهائية لبنان وعروبته، ووحدة أراضيه وسيادته، وبرفض التوطين، لا يمكن المساس به حتى لو اجتمعت أمم الأرض عليه. وبالتالي، لا داعي لابتداع مسائل لا خلاف حولها من قبل اللبنانيين. كما لا داعي للتهويل بملف اللاجئين السوريين بطريقة توحي باختلاف اللبنانيين بشأنها. وكما بين دولة الرئيس تمام سلام في كلمته التي ألقاها في الامم المتحدة بأن اللجوء الكثيف مشكلة كبرى للبنان، وبالتالي فإنه يتوجب تضافر جميع الجهود في لبنان ومع الخارج بشكل منسق وهادف ومثابر من أجل إيجاد الحلول الصحيحة والفعالة والدائمة لإنهاء هذه المشكلة من أساسها وإنهاء تداعياتها على لبنان”.