عون في ذكرى 13 تشرين: بناء الوطن باحترام الميثاق والمشاركة باسيل: نرفض الثنائيات والثلاثيات والرباعيات ونعمل للتفاهم الوطني

محطات نيوز _ أحيا “التيار الوطني الحر”، ذكرى 13 تشرين الاول بتظاهرة حاشدة تحت شعار “يكون الميثاق او لا يكون … لبنان”، نظمها قبل ظهر اليوم على طريق قصر بعبدا “بيت الشعب” بمشاركة وزراء ونواب التيار.

ومنذ ساعات الصباح الباكر، بدأ مناصرو التيار بالوصول إلى طريق قصر بعبدا لاحياء هذه الذكرى، رافعين اعلام التيار واللافتات، وقد علقت شاشات عملاقة على طول طريق القصر لنقل وقائع الاحتفال ومكبرات للصوت تصدح بالأغاني الوطنية.

عرف الاحتفال كل من القيادي في التيار بيار رفول والاعلامي حبيب يونس، وافتتح بالنشيد الوطني ثم “صلاة 13 تشرين” تلاها رجال دين من كل الطوائف، وقرئت الفاتحة عن أرواح الشهداء وختمت بصلاة “الابانا” وأقيمت صلاة مشتركة إسلامية مسيحية، وكانت اغان من وحي المناسبة.

باسيل

ثم ألقى رئيس التيار الوزير جبران باسيل كلمة قال فيها: “يا ابناء التيار الوطني الحر، يا ابناء واحفاد 13 تشرين الأول 1990، يا جيل التحرير، يا جيل عون، 13 تشرين ارادوه للبنان نهاية كابوس، فكان لنا بداية الحلم، الحلم بالحرية والسيادة والاستقلال، الحلم بتحرير لبنان وقد تحرر، تحرر من الوصاية السورية ومن الاحتلال الاسرائيلي. الحلم بالعودة، عودة الوطن الى الوطن، وقد عاد العماد عون، عاد من منفاه الباريسي الى وطنه اللبناني. الحلم بالتحرر، تحرر لبنان من الاقطاع، وقد بدأ تحرر اللبناني، وها نحن ندخل الى مجلس النواب ومجلس الوزراء والادارة والانماء وبقيت رئاسة الجمهورية”.

وأضاف: “قبل 13 تشرين مشينا كلنا على طريق القصر وصعدنا الى ساحة بيت الشعب، واليوم نقف على هذه الطريق دون ان نستطيع ان نصعد الى ساحة القصر. في هذه الفترة، انا صعدت الى فوق، لكن لم أجدكم ولا وجدت روحا في هذا القصر من دونكم. في 13 تشرين وقبله وبعده استشهد للوطن ابطال من الجيش والشعب، واليوم نجتمع لنكون اوفياء لذكراهم، ليس بالبكاء بل بالأمل والهتاف. هم رقدوا في 13 تشرين ونحن عشنا بفضل شهادتهم، هم رقدوا على رجاء القيامة – قيامة الوطن، ونحن عشنا على أمل العودة – عودة الوطن. هم رقدوا ونحن رحنا نحلم”.

وأكمل: “أنا من الذين حلموا، وعلقت صورة “لأنك كرامتنا” فوق السرير، علقتها على الحائط وقلت انني لن ازيلها عنه حتى يعود فعاد، ووضعتها ممزقة في اطار وستبقى للأبد ذكرى طيبة، واصبح الحلم ان اعلقها على الحائط ورائي في الوزارة “لأنك كرامتنا”.

وتابع: “عندما تصبح الكرامة انسانا، يصبح الانسان بحجم وطن ويصبح الحلم بالكرامة الوطنية هو حلم بالشخص، وهكذا تصبح المعاني الكبيرة والقيم الكبيرة احيانا مجسدة بأشخاص، ويصبح المواطن يرى خلاصه فيهم. حلمنا اليوم ب 2016 هو ذاته ب1990 وبال2005، حلمنا هو الوطن، لأن الوطن اذا تحرر وبقي حكامه محتلة عقولهم لا يكون وطن، ولأن الوطن اذا استقل، واكله الفساد ونخر مؤسساته لا يكون وطنا، ولأن الوطن اذا صار سيدا، ولم يكن فيه دولة لا يكون وطنا، لأن لبنان من دون ميثاقه ليس وطنا، ميثاق العيش الواحد المتساوي بين المسلمين والمسيحيين، حلمنا اليوم هو الوطن، تنظيفه ليس من الزبالة فقط بل من الفساد، حلمنا اليوم هو الوطن وبناء الدولة في الوطن وبناء انسان الكرامة في الوطن، والحفاظ على الميثاق في الوطن، هذا هو حلمنا، والحلم يجب تحقيقه، وتحقيقه في حاجة الى عمل. صحيح ان وجودنا اليوم هو ذكرى واستذكار ولكنه جزء من العمل، فالحلم من دون عمل يصبح فلسفة وتنظيرا وصاحبه يصبح حالما دائما او مهلوسا. اما الحلم مع جهد فيصبح نضالا من اجل الوطن وصاحبه يصبح اسمه مناضلا، ونحن مجموعة من الحالمين المناضلين ولذلك نحن “التيار الوطني الحر”، تيار كل واحد يحلم بوطن اسمه لبنان، موجود في الشرق وغير “منقلع” عنه، أت من تاريخ وتراث وحضارة، وذاهب الى مستقبل كله امن وطمأنينة وازدهار”.

وأضاف: “هذا هو حلمنا، اما ذنبنا اننا نحلم ممنوع الحلم؟ ممنوع أن نحلم خاصة اذا كان حلمنا بميثاق ووطن ودولة؟ ميثاقنا وضعه كبارنا واليوم سيعيد احياؤه كبارنا، ميثاق ليس ثنائيا ولا ثلاثيا ولا رباعيا بل ميثاق وطني فيه الجميع متساوون، وطن حر سيد مستقل لا يلحق احدا، لا سياسات ولا محاور، محوره الوحيد هو مصلحته، ومصلحته ان يبقى جزءا من الشرق ومنفتحا على الغرب، ودولة مقاومة بكل مكوناتها، مقاومة للاحتلال ومقاومة ايضا للفساد، دولة مقاومة بشعبها وقوية بجيشها – قوية ولكن لا يأكل القوي فيها الضعيف. حلمنا بوحدة وطنية، بعيش واحد، بقبول بالآخر، وحدة وطنية حقيقية. نعم حلمنا ان يقف ميشال عون على شرفة قصر بعبدا ويصرخ يا شعب لبنان العظيم ولكن يقف معه جميع اللبنانيين يدا بيد، وايديهم الى فوق. لا يصبحون واحدا لكن يعيشون عيشا واحدا مع شعب واحد في بيت واحد هو لبنان، ويقبلون بالاختلاف مع بعضهم دون الغاء ولكن بتساو، ويرفضون كلهم داعش ويقتلون داعش بالفكر كي يستطيعوا العيش مع بعضهم بمحبة وشراكة وليس بكراهية وتسلط”.

وتابع باسيل: “حلمنا هو هوية وارض ورسالة، وطن له هوية هي تاريخه وحضارته وثقافته، هوية ابنائه يردها لهم بفخر ولا يستبدلهم لا بنازح ولا بلاجئ، وطن يستضيف الجميع وكل مستضعف، لكن من دون ان يضعف شعبه، وطن له ارض لا يحجبها عن اجنبي لاستثمار ولا يبيعها لأجنبي للتوطين، وطن الرسالة – رسالة العيش المتناصف المتشارك تتبادل فيه الناس الاحترام بالاختلاف ويسلك التبادلية بدل الاستنسابية، وطن ميزته هويته، وهويته رسالته، ورسالته لها ارض تنطلق منها هي لبنان وتشع الى كل العالم. حلمنا هو الحياة الكريمة للانسان اللبناني، للشاب لتكون له فرصة عمل وليس باب هجرة، للمرأة لتكون لها حقوق المشاركة وليس واجب الخدمة فقط، حياة لمبادرة فردية خلاقة هي اقوى من الدولة ولكن من ضمنها، حياة لمجتمع مدني هو مبدع يصلح مع الاحزاب الحياة السياسية ولا يلغيها بحجة التعميم بالفساد بل يعتمد التعميم بالاصلاح، حياة لطاقات لبنانية كبيرة مسموح أن تعبر عن نفسها في لبنان، واذا كبرت واصبحت اكبر من ان يستوعبها وخرجت منه، نلحقها لتبقى مربوطة بالوطن، لتنشر لبنان معها وليس لتنشر غسيل لبنان”.

وأردف: “حلمنا هو كهرباء ومياه ونفط ومواصلات واتصالات وضمان وخدمات، كهرباء من دون انقطاع وتعطيل يعطيها القطاع العام والخاص بالأصول والقانون، مياه من دون “تسكير” وتخريب بحجة البيئة، تعطيها ارضنا وسدودنا وهي تعطي بيئة نظيفة، نفط من دون حجب لصالح جار او عدو او منتفع وتستفيد منه الاجيال القادمة، اتصالات شرعية متطورة تصل الى كل انسان ولا يحرمنا منها انسان، مواصلات بالطرقات والباصات والقطارات تدخل الى كل مكان ولا تنحصر ببعض الامكنة، ضمان اجتماعي وصحي يستفيد منه كل كبير وصغير ومحتاج وليس صندوقا مكسورا، خدمات تعليم وتدريب وتثقيف وليس توزيعا و”تزبيطا” وتنفيعا. حلمنا اننا نحن شعب عظيم ونريد بلدا عظيما، مثلنا. وهذا الحلم يجب أن يتحقق، شهداؤنا ماتوا ليتحقق ونحنا هنا على طريق بيت الشعب لنحققه. هنا مشينا وحلمنا، هنا ضاع الحلم وهنا عاد الحلم. اليوم بعض من يسمعنا يعتقد اننا حالمون مثل ايام الوصاية. غدا اذا صعدنا الى القصر، الى بيت الشعب، نصبح نحن حاكمين بدل حالمين، وهم سيدخلون معنا القصر ويستمتعون معنا بالحلم وبالحكم ولن نرضى ان يبقى لبناني خارجه”.

وختم باسيل متوجها الى عون: “اما انت، الذي انت الحلم، انت لن تحلم ولن تنام لتحلم، ولن ترتاح بل ستتعب اكثر، سترتاح منا وتتركنا في “التيار” بعد ان كنت أب “التيار” ووالدنا وأخانا ورفيقنا. وستصبح أب كل اللبنانيين، ستتعب من دون تفاهم ثنائي، وسترفض كل تفاهم ثنائي وثلاثي ورباعي لتصير صانع التفاهم الوطني، سنخسرك كي يربحك كل اللبنانيين، وكما كنت ضمانتنا في التيار ستكون ضمانة كل اللبنانيين، لأنك الضمانة، لأنك الكرامة، لأنك كرامتنا. سنبقى نحلم ونراك هكذا، ليبقى التيار ويبقى لبنان.عشتم، عاش التيار الوطني الحر وعاش لبنان”.

عون

أما رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب العماد ميشال عون الذي أطل عبر شاشة عملاقة من الرابية، فقال: “تعود بنا الذاكرة اليوم 26 عاما الى الوراء، الى 13 تشرين 1990 يوم سقط العديد من الشهداء وهم يدافعون عن أرض أحبوها وأقسموا يمين الدفاع عنها، وعن مواطنين أقسموا يمين حمايتهم، فارتوت الأرض بدمائهم كما بدموع أحبائهم”.

أضاف: “في هذه الذكرى يمتزج دوما شعورنا بالفخر والاعتزاز ببطولاتهم مع شعور بالأسى لفقدانهم وألم فراقهم، وهم رفاق وإخوة لنا في السلاح، افتدوا الوطن بحياتهم وجسدوا الحب الأعظم الذي تكلم عنه يوحنا في انجيله حين قال: ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه. نعم، لقد بذلوا أنفسهم في سبيل أحبائهم وفي سبيل وطنهم، لم يكونوا طرفا في حرب أهلية، ولم يقاتلوا مواطنيهم، بل قاتلوا دفاعا عن حرية لبنان واستقلاله وسيادته، قاتلوا من أجل كرامة شعب، ومن أجل بناء وطن ينعمون فيه مع أولادهم بالطمأنينة والسلام، ولكن، هم ذهبوا ولم يبن الوطن. فهل ذهبوا هباء؟ هل استشهدوا عبثا؟ أبدا، فدماؤهم ستبقى منارتنا، وستبقى صوت الضمير الذي يصرخ في أعماقنا، يطالبنا بإكمال ما بدأوا، يمنعنا من التوقف، من الاستراحة، حتى تحقيق الحلم، والوفاء بالعهد الذي قطعناه لهم يوم استشهادهم. حلمهم كان أن نبني الوطن القوي الآمن المزدهر، وأن يعيش فيه أولادهم وأحفادهم هانئين مطمئنين ليومهم ولغدهم، حلمهم دولة المؤسسات والقانون، حلمهم وحدة الأرض والشعب، حلمهم الاقتصاد المزدهر، حلمهم البيئة النظيفة والكهرباء والمياه.
نعم أحلامهم كانت كثيرة ومستحقة، وهي نفسها أحلامكم، وعهدنا لهم ولكم أننا لن نتوقف حتى تحقيقها، وحتى نصل الى الوطن الذي دفعنا جميعا أغلى الأثمان في سبيله”.

وتابع: “عندما نتحدث عن بناء الوطن، فذلك ليس من باب الشعارات الفارغة من المضمون، فبناء الوطن أول ما يكون باحترام الدستور والميثاق والقوانين، والمشاركة المضمونة والمتوازنة لكافة الطوائف دون كيدية أو عزل أو قهر، بناء الوطن ومؤسساته يكون على أيدي الأكفاء الذين يترفعون عن المكاسب الشخصية ويتمتعون بأعلى درجات النزاهة والشفافية وبروح العدالة والتجرد، بناء الوطن يكون بوضع حد للمحسوبيات والاستزلام، واحترام الكفاءات في الاختيار، وعودة معايير الولاء للدولة دون سواها، بناء الوطن يكون بدعم استقلالية القضاء كي يحمي الناس في رزقهم وعيالهم وكرامتهم وحرياتهم، بناء الوطن يكون بتجديد النخب السياسية من خلال قانون انتخابات عادل يؤمن التمثيل الصحيح لجميع مكونات الوطن، بناء الوطن يكون بأن ننتبه الى وجود عشرات الالاف من شبابنا يعملون في الخارج ويتبوأون أعلى المراكز في مجالات عدة، وأن نوجد البيئة الاقتصادية والإدارية الملائمة لعودتهم فنعطي الأمل لكل أم بأن ترى أولادها المبدعين في الخارج يعودون ليبدعوا في وطنهم، بناء الوطن يكون بالتنمية المتوازنة وبتثمير خيرات البلاد من نفط ومياه، بناء الوطن يكون بالاستماع الى صرخة الناس في همومهم اليومية ومحاولة ايجاد الحلول السريعة لها، بناء الوطن يكون بالاستماع الى صوت الشباب، وهم لبناننا الآتي، وعملية البناء هذه تعني أن يكون لبنان ورشة عمل وورشة إعمار على كل الأصعدة، يشترك بها كل اللبنانيين، فشهداؤنا يمتدون على مدى مساحة الوطن، ويجسدون كل مكوناته، كذلك عنايتنا واهتمامنا يجب أن يغطيا كل الوطن وكل أبنائه، فالوطن لا يكون إلا للجميع، وعلى الجميع أن يتشاركوا بمغانمه ومغارمه”.

وأضاف: “في العام 1993، وفي رسالة الى اللبنانيين في ذكرى الاستقلال قلت: يجب أن تترسخ في أذهاننا حقيقة ساطعة وهي أن لبنان في 13 تشرين الأول سنة 1990، لم يدفن بل ثبت حقه بالوجود وزرع في أرض طيبة خضبت وارتوت بدماء الشهداء وعرق الأبطال ودموع الأمهات واليتامى، وإنه بكل تأكيد أوشك أن ينبت موسما متدفقا”.

وختم: “الموسم المتدفق هو أنتم الذين حملتم راية النضال وصمدتم في ساحاته، هو إيمانكم الراسخ بقضيتكم، وثباتكم الذي لم تهزه السنون ولم تنل منه الحروب النفسية. وما يعزينا بشهدائنا هو أن القضايا الكبرى لا يمكن أن تنتصر وتستمر بدون أن تمر بالصليب وما يرمز اليه من آلام وشهادة، فلولا الصليب لما كانت القيامة، ولولا شهادة الشهداء لما تحرر أي بلد من الاستعمار، ولولا تحمل السجون وعذاباتها لما وصل أي شعب الى الحرية والديموقراطية. فهذه المسارات الصعبة هي طريق الأبطال، وكم هي تعيسة الشعوب التي تحتاج إلى أبطال”.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات