التقنية الرقمية تحتوي على جميع أنواع المعدات الإلكترونية والتطبيقات التي تستخدم المعلومات على شكل شفرات (رموز) رقمية. وتكون المعلومات عادة برمز شفري ثنائي، أي الرمز الذي يمثل بسلسلة مكونة من رقمين فقط هما صفر (0) و1. ومن الأجهزة والنبائط التي تستخدم تقنية المعلومات الرقمية: الحواسيب الشخصية، والآلات الحاسبة، وأجهزة التحكم في إشارات المرور، وألعاب الأقراص المدمجة، والسيارات، والهواتف الخلوية، وأقمار الاتصالات الصناعية، وأجهزة التلفاز عالية الوضوح.
تقنية الجزيئات
تقنية الجزيئات أو النانوتكنولوجي، معالجة دقيقة للجزيئات والذرات المنفردة لعمل بنيات أو تركيبات أكبر. وتطبق تقنية الجزيئات العمليات الهندسية بمقياس النانومتر. والنانو جزء واحد من بليون. والنانومتر، يساوي 0,000000001 متر، ويساوي بوصة، ونحو 0,00001 عرض شعرة الإنسان الواحدة، أو بين 3 و5 أضعاف قطر الذرة الواحدة. ويطلق على تقنية الجزيئات اسم هندسة الجزيئات أو صناعة الجزيئات.
تباشير تقنية الجزيئات. يعتقد كثير من العلماء والمهندسين أن تقنية الجزيئات ربما تبتكر في يوم ما نبائط (أجهزة) صغيرة جدًا لا يمكن رؤيتها إلا بوساطة المجاهر القوية. وهذه الأجهزة ربما تحتوي على مجسمات عالية الحساسية يمكنها كشف الذرات المنفردة للملوثات أو أية مادة أخرى. ومع ذلك فإن تطبيقات تقنية الجزيئات تنحصر في ابتكار الأشياء الدقيقة إذ يمكن استغلالها في صناعة الأجسام الكبيرة مثل السيارات أو الحواسيب وذلك ببناء وحدات في حجم الذرة أو الجزيء.
المعالج الدقيق
المعالج الدَّقيق نبيطة (أداة) إلكترونية دقيقة ذات قدرة حاسوبية تعادل قدرة حاسوب ضخم. ويتكون المعالج الدقيق من عشرات الآلاف من الترانزستورات المثبتة على رقاقة من السليكون، يعادل حجمها حجم الظفر. ويطلق على النبيطة ـ أحيانًا ـ حاسوب على رقاقة.
إنتل
إنتل اسم لإحدى الشركات الأمريكية العملاقة في صناعة الرقائق فائقة التوصيل والإلكترونيات. ففي عام 1971م، قام المهندس مارسيان هوف الذي يعمل بالشركة باختراع المعالج الدقيق الذي اعتُبر مرحلة متطورة في تاريخ الحواسيب الشخصية. وقد ارتبط اسم إنتل بعدد كبير من عوائل المعالِجات الحاسوبية التي تنتجها الشركة منذ إدخال المعالِج ألتير 8800 الذي أنتجته في أول حاسوب شخصي عام 1975م. وتوجد حاليًا مجموعة من المعالجات المتطورة في إنتاج إنتل تدخل في صناعة معظم الحواسيب الشخصية .
البطاقة الذكية
البطاقة الذكية بطاقة بلاستيكية مبطنة بشريحة حاسوبية واحدة على الأقل. تحفظ هذه الشرائح المعلومات، وربما تؤدي أيضًا بعض العمليات الحسابية الرياضية. تستخدم البطاقات الذكية في كثير من النبائط (الأجهزة) الإلكترونية، مثل آلات الصرف الآلي، والهواتف الخلوية، والحواسيب المحمولة.
الحاسوب الشخصي
الحاسوب الشخصي نوع من الحواسيب (الكمبيوترات) يستخدمه الأفراد، والعائلات، والمدارس، والشركات. تُستَخدم الحواسيب الشخصية لأغراض شتى كحفظ السجلات، وكتابة التقارير، وتعلم موضوع جديد، واللعب، والبرمجة، أو حتى التحكم في الأدوات الكهربائية المنزلية.
تختزن الحواسيب الشخصية البيانات وتعالج كل المعلومات. ويستخدم العديد من شركات الأعمال التجارية الكبيرة حواسيب ضخمة غالية الثمن، ولذلك يجب أن يشارك في استخدامها عدد من الأشخاص حتى تكون اقتصادية. لكن، الحواسيب الشخصية، أصغر من هذه الحواسيب الضخمة لأنها مزودة بمعالج دقيق واحد أو أكثر. والمعالجات الدقيقة التي أعلن عنها عام 1971م، أجهزة إلكترونية مصغرة تقوم بأداء الأعمال نفسها التي تقوم بها الحواسيب الكبيرة، لكن ببطء وبمعدل معلومات أقل. وأدى تطوير المعالجات الدقيقة إلى تخفيض أسعار الحواسيب وبالتالي أصبح في الإمكان شراؤها بوساطة الأفراد والمدارس والشركات الصغيرة.
الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي فرع من فروع علم الحاسوب يختص بتصميم أنظمة الحاسوب التى تؤدِّي أعمالاً يبدو أنها تحتاج إلى ذكاء. ومثل هذه الأعمال تتضمن معقولية وتكيفًا لمواقف جديدة وتعليم مهارات جديدة. فمثلاً، بإمكان الناس أن يتوصلوا إلى الكيفية التي يستعملون بها أداة من الأدوات التي لم يروها من قبل مطلقًا، أو بإمكانهم أن يتعرفوا على وجوه، أو يتعلموا لغات جديدة أو كيفية تشخيص الأمراض. غير أن أغلب أجهزة الحاسوب يمكنها فقط أن تتبع مجموعة محددة من التعليمات.
ومن إيجابيات هذه التقنيات سرعة الإنجاز والاتصال السريع وفتح الحدود الجغرافية بين البلدان إلى أن أصبحت الكرة الأرضية تسمى قرية إلكترونية. فأصبجت كل الدول والشعوب في العالم باستطاعتها النفاذ إلى غيرها وإلى المعطيات والمعلومات والمعرفة التي كانت مخصصة لبلدان العالم المتقدم والصناعي. فالمعلومة التي ينفذ إليها المستعمل في بلاد متقدمة هي نفسها التي ينفذ إليها المستعمل في بلاد نامية وبهذا فإن حظوظ الشعوب في الانتفاع بالمعلومة متساوية مما يشجع كل الشعوب على الاحتكاك والتحاور فيخلق بذلك حيوية وديناميكية تثري المعرفة على الساحة العالمية وتقرّب الشعوب من بعضها البعض. أما الجانب الإيجابي الثاني الهام فهو يتمثل في تقديم آليات تيسر العمل في المؤسسات كالأعمال المكتبية التي كانت تستدعي وقتا طويلا وعددا كبيرا من الأفراد لإنجازها.
تتمثل السلبيات في التقنية الرقمية أساسا في الجانب المادي الذي يعتبر الأساس في الحياة الاقتصادية سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع. ويكون الجانب السلبي الأول هو في توفير الأجهزة المتطلبة لاستعمال هذه التقنية وتكون ذات كلفة عالية حيث يعجز جل الأفراد عن اقتنائها خاصة إذا كانت مستوردة ثم صيانتها وتغييرها إذا تطورت التقنية وغاب هذا النوع من الأجهزة في الأسواق العالمية وهذا ما يحدث اليوم. أما الجانب السلبي الآخر فهو حذق استعمال التقنية الرقمية للإستفادة منها وهذا يتطلب تكوينا جيدا وصحيحا والتكوين يستوجب بدوره الأجهزة والمكونين وينتج عنه تكاليف كبيرة مع مراعاة سرعة التطور فلابد للتكوين أن يساير ذلك التطور ويكون المكون في رسكلة دائمة وعلى علم بما يجري على الساحة العالمية.
الجانب السلبي الآخر يمكن أن يكون في سلامة استعمال التقنيات الرقمية ومنها شبكة الأنترنت الذي يمكن أن يكون وبالا على المجتمع وسلوكيات شبابه إذا فُقد الجانب التوجيهي في التكوين.
ويكون الجانب السلبي مؤثرا تأثيرا كبيرا في المجتمع إذا أصبح أفراده مستهلكين للمنتوجات المقدمة من طرف المجتمعات الأخرى خاصة وأن هذه الأخيرة تحاول استغلال هذه التقنيات استغلالا كليا لمصالحها، فتحاول أن تستعمل هذه الآليات للإشهار وبث الأفكار الموالية لها وإغراء الشباب لإتباع منهجياتها سواء الثقافية منها أو الإستهلاكية أو الأخلاقية. ونلاحظ اليوم مدى تأثير ذلك في حياة الدول ومجتمعاتها.
خاتمة :
ينقسم العالم اليوم إلى ثلاثة أقسام وهي: الدول المتقدمة والدول النامية والدول الفقيرة أو المتخلفة وللتقنيات الرقمية اليوم تأثير كبير وهام جدا حيث أن هذه التقنيات سيف ذو حدين، فإن أحسنا التعامل معها والإستفادة منها ستتغير وضعية البلدان التي أجادت استعمال تلك التقنيات وتنتقل من قسم إلى قسم أحسن،فالبلدان المتخلفة تنتقل إلى بلدان نامية والبلدان النامية تنتقل إلى قسم البلدان المتقدمة وتصبح المتقدمة أكثر تقدما من غيرها وهكذا. وعموما فإن هذه التقنيات وكيفية تركيزها على الساحة العالمية هي فرصة لا تعوض للحاق بصفوف الدول المتقدمة وخاصة وأن هذه التقنيات تستعمل بنفس الطريقة في جميع أنحاء العالم وتقدم خدماتها بدون تمييز بين دولة أو أخرى. فينفذ مستعمل الأنترنت من جميع بقاع العالم إلى نفس المعطيات ونفس الدراسات ويطّلع على نفس النتائج التي أنجزت في مخبر من المخابر في العالم. فهناك مساواة في النفاذ إلى العلوم،فالطالب في بلد نام له نفس الحظوظ للاطلاع على دروس في جامعة أو مدرسة عليا في بلد متقدم، فهذه المساواة التي تقدمها التقنيات الرقمية الحديثة لم تكن من قبل. كما أن الاتصال بالأشخاص أو الموارد في العالم لم يعد خاصا بالعالم المتقدم بل كل مستعملي هذه التقنيات لهم إمكانية الاتصال والنفاذ إلى الموارد وهذا ما يجعل الدول النامية على مقربة الانتقال إلى قسم الدول المتقدمة لأن البنية الأساسية التي وضعت للاقتصاد العالمي والتي استدعت تكاليف باهضة من الدول المتقدمة لضمان التقدم والنمو المتطلب للمؤسسات الاقتصادية هي نفس البنية التي يمكن استغلالها في بقية بلدان العالم، الشيء الذي يجعل تلك البلدان تستفيد من البنية دون تمويلها.فالعولمة هي فرصة لا تعوض لمن يريد الاستفادة منها وأداة استعمار بالنسبة للدول المتقدمة لاستغلال خيرات وطاقات الدول الأخرى. فمنظومة التقنيات الرقمية الحديثة تعتمد أساسا على الحريف أي المستهلك من ناحية وعلى المزود من ناحية أخرى، فالمزود هو الذي ينتج ويقدم المنتوج بواسطة هذه التقنيات والمستهلك هو الذي ينتظر المزود ليقدم له المنتوج الذي سيستهلكه وهذا هو الفرق بين الدول المتقدمة والدول الفقيرة أو النامية، فالأول ينتج ويوفر والجانب الآخر يستهلك وهكذا كانت الحال منذ العصر الصناعي حيث كان يصعب في ذلك الوقت الانتقال من قسم المستهلك إلى المنتج لأن الوضع يتطلب مجهودا كبيرا جدا في تركيز المعامل والمصانع والتجهيزات اللازمة لذلك والتي يصعب على الدول النامية اقتنائها.
أما اليوم فيمكن لبلد نام أن يصبح متقدما لأن المنتوج لا يستدعي تجهيزات ثقيلة بل يعتمد على الذكاء البشري الذي ينتج البرمجيات التي هي أساس التطبيقات على الحواسيب والأجهزة الرقمية بكاملها وفي كل الميادين. فصناعة البرمجيات هي المنتوج السائد والمطلوب لاشتغال المؤسسات وكل الهياكل الحيوية في الاقتصاد العالمي.
أخيرا نؤكد على ضرورة متابعة التطورات السريعة للتقنيات الرقمية والعمل على التحكم فيها وذلك بالعمل على تطبيق العناصر الآتية : التجهيز التكوين وتشجيع الاستثمار والإنتاج.