الجنس بين الحاجة والإدمان – بقلم الأخصائية في علم النفس ليلى المقداد

 محطات نيوز – حين تتحرر الكتابة من قيودها، تنفتح على آفاق اللامحدود… وتظل مسألة النشاط الجنسي بين الشريكين محط جدل واختلاف في وجهات النظر تجاه النسبية المتعلقة بكمية الممارسات الجنسية، فقد يرى البعض ثلاث مرات من الممارسة الجنسية في الاسبوع أمرا معتدلا يرى البعض الآخر ان الممارسة اليومية للجنس حاجة في حين يصنفها آخرون في إطار الادمان الجنسي.

يتساءل البعض عن عدد العلاقات الجنسية الطبيعي. بعض الأزواج يمارسون الجنس مرة أسبوعيا، وآخرون مرة يوميا، والبعض مرة شهريا. وتظهر الدراسات أن الفرنسيين مثلا، يمارسون الجنس بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا. ويعتبر هذا معدلا مقبولا.

 

تموّج الأفكار وردود الفعل

ويتغير عدد الممارسة الجنسية مع التغيرات الحياتية. في الفترة الأولى من العلاقة، وفي أول سنتين من العيش المشترك بين الزوجين، يكون عدد العلاقات الجنسية عاليا، ويقل عدد العلاقات مع عدد السنين بين الزوجين. كما يقل عدد العلاقات الجنسية إذا كان أحد الزوجين منهمكا بالعمل ويعمل لساعات طويلة، أو في فترة الحمل وفترة ما بعد الإنجاب بسبب التغيرات الجسدية والهرمونية، وانهماك الزوجين بالاعتناء بالمولود الجديد.

فالإنسان في أعماقه متغيّر دائم لا تحدّه الشروط ولا تقيسه الموازين ولا تقيّده الأنظمة والقوانين، هو حركة دائمة، متغيّرة، متجددة، فاعلة، مؤثرة، تلتمس حقيقته توقعاً واستنتاجاً، يختزن الكون في مساحة جلده، وتنطلق أفكاره إلى مدى أوسع من الكون كله.

باستطاعة الرجال ممارسة الجنس لمرات متتالية في الليلة نفسها. ولكن فيزيولوجيا، بعد القذف عند الرجال، هناك فترة تمتد من دقائق إلى ساعات، لا يحصل فيها الإنتصاب. وتطول هذه الفترة مع تقدم الرجال في العمر. أما عند المرأة، فلا وجود لهذه الفترة، وباستطاعة المرأة أن تمارس الجنس لمرات متتالية أيضا.

لكل نتيجة سبب

أما الإدمان على الجنس، فهو حالة مرضية تشخص كما حالات الإدمان الأخرى. ونسبة وجودها ؟؟. والإدمان على الجنس ممكن أن يكون إدمانًا على ممارسة الجنس، إدمانا على رؤية الصور أو الأفلام الإباحية، إدمانا على الحديث الجنسي عبر الهاتف،أو عبر الإنترنت، أو الإدمان على ممارسة العادة السرية. وممكن أن تصحب هذا الإدمان اضطربات نفسية أخرى كالإحباط. والمدمن على الممارسات الجنسية المذكورة، يسعى لتكرارها بحثا عن الشعور الذي يصاحب الرعشة، ويتصاحب هذا الشعور مع إحساس عميق بالراحة، والسعي وراء هذا الشعور هو ما يدفع المدمن جنسيا على تكرار هذا الفعل. وهو الشعور ذاته الذي يشعر به ويسعى إليه المدمن على المخدرات. وعند عدم توفر الفعل الجنسي، يشعر الرجل أو المرأة المدمنان جنسيا بالنقص والألم النفسي الشديد و الفراغ، والشعور بالتعاسة والتعب.

وقد يسبب الشعور هذا ردة فعل عنيفة أو إحساسا بالخوف أو السعي إلى الالتهاء بالعمل بصورة متواصلة، ويلجأ البعض الى النوم و تناول المهدئات والأدوية والكحول أو المخدرات ظنا منهم انها وسيلة تبعده عن حاجته الجنسية الملحة.
كما بالإمكان اللجوء إلى الأكل بكمية كبيرة، أو على العكس، الامتناع عن تناول الطعام بشكل شبه نهائي . وهذا يؤدي إلى تعب نفسي شديد، وممكن أن يؤدي الشعور بالنقص إلى الإنتحار في بعض الحالات.
وعلاج الإدمان الجنسي يكون بالأدوية وبالعلاج النفسي، كما هو علاج المدمن على المخدرات. ويوجد في كل من بريطانيا، واميركا، مراكز متخصصة لعلاج الإدمان الجنسي.
ختاماً نعالج في موضوعنا هذا، مواضيع فلسفية تتعلق بوحدة الجسم والنفس والروح، وهوشرح تكاملية العمل بين أعضاء الجسم بأمرة الدماغ.. فالدماغ هو المعلّم والمايسترو وحياة الانسان مرتبطة بتموج الأفكار وردود الفعل…

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات