هل معادلة”الحريري – باسيل” قابلة للحياة مجددا؟

محطات نيوز-

لم تَحظَ أي مقابلة للرئيس السابق للحكومة سعد الحريري منذ خروجه من السرايا قبل نحو عام، بالاهتمام الذي أحيطت به اطلالته يوم الخميس الماضي، من جهة المواقف والرسائل السياسية، ولأن الرجل على مفترق مسارات مصيرية في حياته السياسية، فإما يعود رئيساً مكلفاً لتشكيل حكومة انقاذية، او يحزم حقائبه ليلتحق بالمعارضة ما لم يقرر البقاء منفرداً.

من اليوم وحتى الخميس المقبل موعد إنطلاق الاستشارات النيابية، فإن كلام الحريري سيبقى الحدث، حيث تستمر التفاعلات والمواقف حوله. ويعتبر كثيرون ان الحريري الذي بدّلَ لهجته وصار خطابه أكثر حدة، لعبها “صولد وأكثر”، وقال ما يريد من دون تحفظات. فالرئيس الحريري لم يعد لديه ما يخسره، وعليه صوّبَ انتقاداته التي قاسها بدقة تجاه حلفائه وخصومه.

رسائل الحريري كانت على طريقة هبّة باردة وأخرى ساخنة، و معبرة وبطرق مدروسة في اتجاه معراب والمختارة من جهة، وحارة حريك وميرنا الشالوحي تارة أخرى، لإنتزاع التأييد على تسميته. فكلام الحريري الى حزب الله ضمّنه رفضاً لدور سلاحه في الاقليم، و”لطشات” عن تأثير العقوبات على اللبنانيين جميعا، في حين بدا كلامه مختاراً بعناية تجاه رئيس التيار الوطني الحر الذي لم ينعته بمواصفات رئيس الظل وبما ساقه ضده في الموجات السياسية الماضية.

ولم يوفر الحريري حلفاءه السابقين، الأمر الذي تم تفسيره على إنه ابتعاد عن حليفيه سمير جعجع ووليد جنبلاط، واقتراباً من الثنائي الشيعي، تمهيداً لوصل ما انقطع مع الرئيس عون والتيار الوطني الحر، من أجل تأمين الميثاقية في الاستشارات الملزمة الخميس.

المواقف المخففة تجاه بعبدا والتيار جاءت ايضاً لإدراكه ان تشكيل الحكومة لا يمكن ان يمر من دون موافقة التيار الوطني، ولأن الحريري حاول ان يلعب على وتر ان مشاركة باسيل في الحكومة صارت وراءه.

يبحث الحريري عن تكليف في الاستشارات، لكن ذلك لا يعني ان مهمة التأليف سهلة، حيث تبرز مخاوف من افراغ مبادرته من مضمونها حتى لو حصل التكليف، فهو سيُواجَهْ بشروط حزب الله، الذي سيعود الى نغمة تسمية الوزراء الشيعة، ورفض شروط صندوق النقد الدولي والضرائب الجديدة، وسيُوَاجِه معادلة “سعد مقابل جبران” في الحكومة.

في حين يعتبر الحريري ان مشاركة النائب جبران باسيل “صارت وراءه”، الا ان المعلومات تتحدث عن وساطة فرنسية من اجل تقريب وجهات النظر تبعاً لمقتضيات الظروف، تتضمن موافقة باسيل على تسوية لعودة الحريري من دون مشاركته شخصياً في الحكومة لم تتضح معالمها النهائية بعد، انطلاقا من معادلة ان معادلة “الحريري باسيل” معاً لم تعد قابلة للحياة.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات