محطات نيوز – حسناً، لكل منا في هذه الحياة حكاية، حادثة حصلت… لم أستطع تخيل شعور زوجتي، ودمعها حبيس الفؤاد والمقل، الذي لم يتحمّل المصاب الجلل الذي وقع بالبلاد وبالعباد عبر حادثة انفجار مرفأء بيروت…

كارثة حقيقية وليس للـ ليت أن تمنع ما حصل. زوجتي، كما عرفتها واخترتها، رسولة أفكارها، وهي رسولة ما اوتي في لحظات لم تخترها، يسمونها إلهاماً، من أفكار في عقلها، وخواطر تجول في بالها. حبها للوطن، لا تقوى على كتمانه ولا تقدر أن توفيه حقه بالكلمات.

أسئلة كثيرة، كانت حبيسة في داخلها، أشعلت فؤادها ما يشبه النار، في صمت ناطق! ليس إلّا في عينيها. فسألت بعد ما رأت وسمعت عبر وسائل الإعلام، أن الأمور تسير عكس ما ينبغي من ظلم وبغي في حق من بقي حيّاً جوار موقع هذا الإنفجار… وكأن هذا الإنفجار بزلزاله وإعصاره، وقع بقربها وعليها،…

أسئلة كرّت فوق رأسي كحبات مسبحة الكوربا الكبيرة، حبة تلو الحبة. ففي سؤالها الأول، رغم بساطته يحمل بين حروفه كل الحكاية، وقالت، كيف لهؤلاء الدكتاتوريين المعنيين، سياسيين كانوا أو غير ذلك، يتفنون في إحقاق الباطل وإبطال الحق والمراوغة بالظاهر من الأمور. سرقوا مال الوطن والشعب، وفسادهم في الغالب واضح، يقولون ما لا يفعلون، ومجاملتهم أمام الناس من أحدث فروع النفاق وآخر صيحاته، بكلمات رنانة وأوصاف برّاقة، لا لأنهم يعنونها بل لحاجة في نفس يعقوب يريدون قضاءها. أضافت، كل الأرصاد الجوية تشير إلى أن لبنان دخل في فصل الشتاء وإن حكاية بين تشرين وتشرين صيف ثان، باتت حكاية قديمة، فها نحن في الأسبوع الأخير من تشرين الثاني، وعلى مشارف كانون الأول، لا صيف ثان ولا من يصيفون، الحرارة تنخفض، والطقس أصبح ممطراً، يترافق معه عواصف رعدية. أين هم؟، لا شك فيه، أنهم لم يكترثوا أو يتحركوا، وماذا أعدوا؟، لكل هذه الناس التي تضررت جراء هذا الإنفجار، في الوقت الذي لا مأوى لديهم، أو فراش، وهم في تقلّب لا يعرفون الإستقرار.

ان القاعدة تقول، لا سلطان لأحد على قلب أحد بالقوة والإكراه، أو الحيلة أو التجاهل، أو بالمعسول من الكلام أو المنمّق من الأشعار والمشاعر. إنما الأمر سجية، إن لم يأت من تلقاء نفسه فلن يأتي أبداً، فالأمر ليس بمدى صدقهم أو قدرتهم على العطاء وكل التفاهات المحشوة في صفحات كتبهم، ومتى كان فعل الخير يدرّس في الكتب ويشرح في الكلمات؟ إنما الأمر توفيق وإختيار لا إرادي من القلوب للتآلف بعضها مع بعض.

أناشدكم، لتنتفضوا لمساعدة وإغاثة هؤلاء الناس الذين دفعوا الضريبة عنكم، بأرواحهم وأملاكهم.

أناشدكم، مساعدة لبنان الإبداع على أنغام وصوت فيروز وصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين، لبنان كبار المسرحيين والموسيقيين أمثال، الاخوين رحباني، روميو لحود، ريمون جبارة.

أناشدكم لدعم المتطوعين الشرفاء الذين يقومون بعمل السلطات التي تكتفي بالمشاهدة.

أناشدكم، لتكف زوجتي عن كر مسبحة أسئلتها على راسي. لأنها أمثولة أنثوية في مشاعرها تجاه الإنسان الضعيف، الخائف والمتخوف من التشتت والضياع. أزمة مالية وإقتصادية، كانوا هؤلاء السياسيين سببهما، وليسوا بمستوى المسؤولية التي تقتضيها هاتين الأزمتين، كما وان القيّمين على السلطة في لبنان، مشاركون في تخريب لبنان، عبر تجاهلهم لكل التحذيرات والنصائح التي أسديت لهم بتجنيب لبنان كارثة إقتصادية ومالية، فلا هرمية في الإحترام في لبنان ولا رهبة من القانون.

ان الفوضى هي المعيار لغالبيتهم، وحين يكون الأمر كذلك، لا يعود صعباً إكتشاف لماذا حلّت اللعنة على لبنان؟. في إعتقادي تزداد الهوة عمقاً وإتساعاً بين الناس والسياسيين، الناس في واد والسياسيون في واد آخر. لسبب أن وعودهم كغيوم شهر آب التي ما أن تظهر حتى تختفي. وأيضاً، بما أن لهؤلاء السياسيين أمور كثيرة لا تعجب الرأي العام، والذي شكل استفزازاً لزوجتي، أنصحكم، بتفنيد أسئلتها، وإلّا ستكر المسبحة على رؤوسكم كيلا من السماء. وكل ما عليكم بعد ذلك، نسيان ما ينتظركم.

ومما لا شك فيه، أني أراكم كقطرة زيت فوق الماء، لا تغوصون في أعماق الوعي، ومثلما لا تنزل قطرة الزيت إلى قعر المياه، لا تدركون ما الذي يجري حولكم، لا تعلمون خبايا الأمور وما يحدث في الأعماق، كل ما تعرفونه هو السطح الواسع، لكسب الفرص واستغلال نفوذكم لسرقة مال الدولة والشعب وتظنون أنه كل ما يوجد.

أعدكم، بأني سأعمل المستحيل حتى أشفي غليل زوجتي الحبيبة. أما والدي رحمة الله عليه كان يقول لي: الثلم الأعوج من الثور الكبير جريدة البلاد البحرنية شكرًا جورج W بوش (حاطوم مفيد حاطوم) أرجو منكم قرأتها. لن ننسى الموسيقار الراحل ملحم بركات عندما غنى أجمل أغنياته، مرتي حلوة مثل البدر يا سبحان «الله (جلا جلاله)ٍ » الخالقها. سبحان الخالقها لأني أعي حجم تأثرها، في ما أصاب أبناء وطنها في إنفجار مرفأ بيروت، الذين لم يستحقوا كل ذلك العناء والتعب والخسارة في البشر والحجر.

في الختام… أناشدكم يا أيها السياسييون المتعالون، أن تتركوا شيئاً جميلاً في نفوس أبناء وطنكم… كونوا ذكرى تبعث فيهم الإبتسام، علّهم ذات يوم يدعون لكم بالرحمة، حينما تغدو الرحمة ما تريد زوجتي.

وللبقية تتمة…

المخلص أبو مفيد 1/10/2020

شكرا w بوش

شكرا w بوش 2 شكرا w بوش 3 شكرا w بوش 4 شكرا w بوش 5

اترك تعليقاً