محطات نيوز – باللون البرتقالي نفسه الذي يرتديه مسجونو “غوانتنامو”، ألبس تنظيم “الدولة الاسلامية” الصحافي الأميركي جيمس فولي. اكتمل المشهد مع خلفية صحراوية قاحلة تغيب فيها اي حركة. كل التركيز على الأميركي الذي يخاطب شعبه وعائلته وعلى سفاح ملثم يحمل سكينه ويرتدي ثياباً سوداء جعلته يشبه “النينجا”.
إنه لغز يحيّر العالم في براعة “داعش” في استخدام الاعلام وتكتيكات مؤثرة في نفوس الاخرين، ونُقل عن أحدهم أن أهالي قرية بأكملها في العراق عندما شاهدوا أعلام سوداء ترفرف من بعيد سارعوا في الهروب. ومن الواضح أن “داعش” يستخدم وسائل اتصال متطورة من تطبيقات وافلام مصورة بكاميرات حديثة ومواقع الكترونية، ولديه مصورون ومخرجون ومنتجون، ليظهر مدى تطوره وقوته في السيطرة والتوسع وامكانياته في الوصول إلى المجتمع الغربي.
كما ولقد اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي تبنى قطع راس الصحافي الاميركي جيمس فولي “سرطان لا مكان له في القرن الحادي والعشرين”.
وذكر اوباما ان تنظيم “الدولة الاسلامية لا يتحدث باسم اي ديانة. ليس هناك ديانة تقوم بذبح الابرياء. ان عقيدتهم فارغة”، داعيا الى التعبئة لتجنب انتشار هذا “السرطان”. ودعا “الحكومات والشعوب في الشرق الاوسط” الى العمل معا “لاستئصال هذا السرطان لكي لا يتفشى”، ووعد بان الولايات المتحدة التي تشن ضربات جوية في العراق منذ 10 ايام ستستمر في محاربة هؤلاء الاسلاميين المتطرفين.
وأشار اوباما في كلمة القاها من ادغارتاون في مساتشوسيتس حيث يمضي اجازة مع اسرته: “لقد دمروا مدنا وبلدات وقتلوا مدنيين ابرياء عزل في اعمال عنف جبانة للغاية”. واضاف “لقد خطفوا نساء اخضعن للتعذيب والاغتصاب والعبودية. لقد اغتالوا مسلمين سنة وشيعة بالالاف. وهاجموا المسيحيين والاقليات الدينية الاخرى”.
وتابع محذرا “سنبقى متيقظين وحازمين. عندما يستهدف اميركيون في مكان ما نقوم بكل ما في وسعنا لاحقاق العدالة” داعيا الى “الرفض الواضح لهذا النوع من الايديولوجيات المدمرة”. واوضح الرئيس الاميركي انه تحدث الى عائلة فولي، مؤكدا ان قتله “صدم ضمير العالم اجمع”.
أما الرسالة التي بعثتها الأم الثكلى فأتت مقتضبة، مؤكدة أن جيمس بذل حياته من أجل أن يظهر للعالم معاناة الشعب السوري، وتابعت: “نشكر جيمس على السعادة التي منحنا إياها، كان ابناً رائعاً وإنساناً وصحافياً ممتازاً”.
وتابعت الرسالة التي نسبت إلى دايان فولي، أم جيمس، وفق ما ذكر حساب الحملة التي أطلقت دعماً لإطلاق الصحافي الأميركي عبر “فايسبوك”، مناشدة الخاطفين الحفاظ على حياة بقية الرهائن، لأن لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بسياسة الحكومة الأميركية سواء في العراق وسوريا أو أي مكان في العالم، ولا تأثير لهم بالتالي على قرارها في هذا المجال.
وختمت مناشدة كل باحث عن معلومة “احترام خصوصية العائلة لا سيما في هذا الوقت العصيب الذي تسعى فيه إلى رثاء جيمس وتكريمه”.