محطات نيوز – بيروت، في 16 حزيران، 2015 – تمهيداً لحلول الشهر الفضيل، سلّطت شركة سانوفي، الرائدة عالمياً في قطاع الرعاية الصحية، الضوء على التدابير التي ينصح مرضى السكّري باتخاذها أثناء فترة الصوم. وقدّمت نموذجاً جديداً متكاملاً من الرعاية يتضمّن التشخيص، والعلاج، والمراقبة طوال رمضان.
أطلقت حملة التوعية بعنوان “معك سكري وحابِب برمضان تصوم، استشِر طبيبك للصحة تدوم” خلال ورشة عمل للإعلاميين ترأسها الدكتور منذر صالح، رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكّري والدهنيات، وأخصّائية التغذية رنده فهد، بهدف تحفيز مرضى السكّري وتوعيتهم على كيفية إدارة مرضهم قبل شهر رمضان وأثنائه وبعده. وعقدت ورشة العمل في فندق لو غراي وحضرها حشد من وسائل الإعلام المتخصصة بالرعاية الصحية.
وتعتبر حملة الصوم الآمن هذه جزءاً من سلسلة لقاءات تنظمها شركة الأدوية العالمية “سانوفي”، ترسيخاً لمكانتها الريادية في قطاع الرعاية الصحّية من خلال العناية بالمرضى ونشر التوعية.
وتشكل إدارة السكّري للمرضى الذين يختارون الصوم خلال شهر رمضان المبارك تحدياً كبيراً لهم ولأطبائهم. فالتغيّرات التي تطال عملية الأيض بشكل خاص والجسم ككل خلال فترة الصوم تؤدي إلى مضاعفات حادّة يجب مراقبتها وإدارتها لحماية مرضى السكّري من حالات نقص معدّل السكّر في الدم أو ارتفاع معدّله، والجفاف، أو ارتفاع الحموضة الكيتونية.
وحول الموضوع، قال الدكتور منذر صالح رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكّري والدهنيات:
“يجب على الأطباء أن يكونوا حذرين جداً عند تقديم إرشاداتهم لمرضاهم”، مضيفاً: “بما أن الشهر الفضيل يحلّ علينا خلال فصل الصيف هذا العام، فستكون ساعات النهار أطول. لذا يجب على المرضى التخطيط لوجباتهم الغذائية، وممارسة الرياضة وكسر الصوم عند الحاجة وهي شروط ثلاثية أساسية لإبقائهم بصحة جيدة”.
يذكر أن أخصائيي الرعاية الصحية مضطلعون على آثار الصوم خلال شهر رمضان على مرضى السكّري، وبالتالي يمكنهم تقديم الإرشادات الملائمة لهم، والتوصيات المناسبة، وتغيير أدويتهم (من حيث نوعيتها أو كميتها) لتمكينهم من الصوم بأمان إذا اختاروا أن يصوموا. ففي العام 2001، رعت شركة “سانوفي” دراسة حول “علم الأوبئة الخاصة بمرض السكّري أثناء رمضان” (EPIDIAR) كشفت فيها عن أن خطر انخفاض معدل السكّر في الدم ارتفع بنسبة 4.7 أضعاف لمرضى السكّري من الفئة الأولى، وبنسبة 7.5 أضعاف لمرضى السكّري من الفئة الثانية؛ بينما زاد خطر ارتفاع معدل السكّر في الدم ب3 أضعاف لدى مرضى السكّري من الفئة الأولى وخمسة أضعاف لدى مرضى السكّري من الفئة الثانية.
وشدد الدكتور صالح على: “أن السرّ يكمن في الاعتدال”، قائلاً: “لا تتناول كميات زائدة من الطعام على معدة خاوية، فالمراقبة المتكررة هي المفتاح. وينبغي توصية المرضى أن يفطروا (يكسروا صومهم) في حال انخفاض معدّل السكّر في الدم الى أقل من 70 ملغ/دل. كذلك المرضى الذين يعانون من داء السكّري من الفئة الأولى تحديداً ينبغي عليهم أن يفطروا، ويتناولوا جرعة الأنسولين إذا ارتفعت نسبة السكر في الدم إلى أكثر من 250 ملغ/ دل”.
تجدر الإشارة إلى أن تغييراً كبيراً يطرأ على النمط الغذائي خلال شهر رمضان مقارنةً بالأوقات الأخرى من السنة. فنقص الغذاء والسوائل خلال النهار، الذي يرافقه وجبة دسمة في المساء، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحّية خطرة للمصابين بمرض السكّري، لأنهم يواجهون اضطرابات كبيرة في نظامهم الغذائي وروتينهم اليومي، ما قد يُحدث لهم المضاعفات. لذا يجب أن تتلائم النصيحة الغذائية لمرضى السكّري مع احتياجاتهم الخاصة بهدف المحافظة كتلة جسمهم ثابتة.
كما يجب تفادي العادات الشائعة المتمثلة بتناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والدهون، خصوصاً خلال وجبة الإفطار عند غروب الشمس. ونذكر من أنواع هذه الأطعمة، على سبيل المثال، الفواكه المجفّفة، والمقرمشات، والكعك المحلّى، والطحين، والمربيات، والمعلّبات، ومنتجات الخبز، ومنتجات البطاطا. وبسبب تأخّر عملية الهضم والامتصاص، يستحسن تناول الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات “معقدة” (بطيئة الهضم) خلال وجبة السحور، أي في وقت متأخر قبل بدء الصوم يومياً.
من جهتها، قالت أخصائية التغذية الدكتورة رنده فهد:
“قد تصل الفترة الفاصلة بين الوجبات الغذائية إلى حوالى 18 ساعة ابتداءً من شروق الشمس إلى ساعة الغروب كل يوم، لذا من المهم أن تدعم الخيارات الغذائية احتياجات الجسم من الطاقة على مدار اليوم”، مضيفةً: “قبل الفجر، يجب أن تتضمن وجبة السحور الأطعمة النشوية والغنية بالألياف التي يبطؤ هضمها الى جانب أنواع غذائية أخرى كالحبوب الكاملة، الخبز، والعدس، والمعكرونة، والحليب، والأرز المسلوق، والبطاطا، والنخالة، والقمح الكامل والبذور والخضروات والفواكه. يمكن أن يساعد اختيار الطعام بعناية خلال الفترات المخصصة للوجبات الغذائية، وعند الفجر والغسق، المرضى على تجنّب التعب أو عواقب أكثر خطورة كالجفاف”.
ينصح خبراء التغذية أيضاً مرضى السكّري بشرب كمية كبيرة من الماء، مما يساعدهم على تعويض نقص السوائل في الجسم، وتقليص فرص الإفراط من تناول جرعات زائدة تسبب جفافاً في الجسم مثل المشروبات المعتمدة على مادة الكافيين كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية. وفي هذا الصدد تؤكد الدكتورة فهد أنه “من الأفضل تجنّب الأطعمة المصنّعة والدهنية مثل السكّر والطحين الأبيض والكعك المحلّى والبسكويت والشوكولاتة والحلويات. وعادةً يتم كسر الصوم من خلال تناول التمر لتنشيط الطاقة، إضافة ًالى العصائر التي تقدّم الفوائد عينها”.
وخلُصت ورشة العمل إلى توصيات توكّد أن الصوم وصحة مرضى السكري قرار فردي يشترط الموازنة بين المبادئ التوجيهية للإعفاءات الدينية والمخاطر المرتبطة بالمرض بالتشاور مع مقدّمي الرعاية الصحية. فالمرضى الذين يرغبون بالصوم لفترات طويلة خلال شهر رمضان يجب أن يستشيروا طبيبهم وخبراء التغذية كي يكون الصوم آمناً خلال الشهر الفضيل.