قداس في الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد الوزير ايلي حبيقة ورفاقه في كنيسة مارت تقلا الحازمية

محطات نيوز – أقام الحزب الوطني العلماني الديموقراطي “وعد”، في الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد الوزير ايلي حبيقة ورفاقه فارس سويدان، ديمتري عجرم ووليد زين، قداساً في كنيسة مارت تقلا الحازمية، ترأسه راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، في حضور عدد من الشخصيات النيابية والسياسية الأصدقاء والمحازبين.

وقد القى المطران مطر عظة قال فيها: “نصنع في هذا القداس تذكارا للوزير العزيز إيلي حبيقه ورفاقه الأحباء ديمتري عجرم ووليد زين وفارس سويدان الذين استشهدوا معه بفعل اعتداء آثم تعرض له موكبهم على طريق الحازمية في صبيحة يوم أسود من أيام العام 2002. وإذ نرفع الصلاة على مذبح الرب من أجلهم، نسأله تعالى أن يفتقدهم بواسع رحمته وأن يسكب تعزياته الإلهية على ذويهم وعلى محازبيهم الذين ما زالوا يبكونهم بدموع حرى وبمحبة ووفاء نادرين”.

وأضاف: “لكننا نأسف كل الأسف، أن يكون قد تعرض لبنان لاستدراج العنف من جديد إلى أرضه وأن يكون أهله قد أوقعوا هم أيضا في الانقسامات الحادة التي كان يمكن تلافيها بالحوار الوطني الهادئ وفي ضوء الخبرة التي تعلموها من الحرب العبثية التي دارت رحاها على ظهورهم لما يقارب عقدين من الزمن. وهكذا ضاعت أمامنا الفرص تلو الفرص لاستلقاط الأنفاس ولوضع البلاد على سكة الحياة والتقدم بدلا من عودتها القهقرى وصولا إلى ما وصلنا إليه في الأيام الحاضرة من تفكك في البنى الوطنية ومن يأس قاتل راح يشتعل في قلوب الكثيرين من أبنائه الصابرين والمكابرين”.

واعتبر “أن ما زاد الوضع تأزما، وبما ينذر بالمآسي الشديدة، هو انتقال موجة العنف والقتل إلى مجمل الدول الشقيقة من حولنا، حيث راحت المجتمعات فيها تتعرض
لجرثومة التفسخ وسقطت الأنظمة ومعارضوها في محنة الرفض المتبادل لأي حوار بينهم ما عدا حوار السلاح الذي تعاظم شأن استعماله وتضخم حجم سقوط الأبرياء من جراء اللجوء إليه دون رحمة ودون هوادة. وإن الأقسى من كل ذلك هو فقدان الآفاق المنفتحة نحو التفاوض والتفاهم وإعادة السلام إلى الربوع. وقد يكون الأقسى أيضا إن الأصدقاء من كل جانب باتوا فرقاء في هذه الحرب ومساعدين على تسعيرها وعلى التوكل عليها لحسم الأمور بالقوة المادية دون النظر إلى أن هذه القوة لا تحسم أمرا بالنهاية نهائيا لأن قوة أكبر منها تعود وتنقلب عليها عاجلا أم آجلا وتدير لها ظهر المجن. بينما التفاوض والتنازلات من هنا ومن هنا يبقيان الوسيلة الأمثل لخروج الجميع من المآزق ولضمان الكرامة والحق لكل فريق، بما يؤدي إلى التعايش الأخوي الذي يبقى قاعدة الحياة وجوهرها لهم ولكل سكان الأرض”.

حبيقة

وبعد القداس القى رئيس حزب “وعد” جو ايلي حبيقة كلمة قال فيها: “مرة جديدة نلتقي لنحيي ذكرى تحفر في أذهاننا كل يوم سؤالا: ماذا لو كان ايلي حبيقة حيا؟ ماذا عن قراءته للمشهد العام؟ وماذا عن أحوال المسيحيين بشكل خاص؟ وكيف لعينيه ان تلتقطا شرارة اللقاءات والاتفاقات.
ولأننا لا ندعي أننا هو، فإننا نستعين بما خبرناه عنه، ومعه، وبما حفظناه منه، لنبني على ركائزها قدر ما استطعنا، الموقف الذي يبقي على اسمه ساطعا وعلى ذكراه حية”.

وأردف: “في العام 1997 وفي خضم خطط النهوض والإعمار وقف ايلي حبيقة وكان يومها من أركان الدولة وثوابتها ليقول بجرأة: نحن نعيش في شبه دولة، ونفضل شبه الدولة على عدم وجودها، فماذا عسانا أن نقول اليوم ونحن نعيش زمن انحلال الدولة وذوبانها.
وقال في ما قال حينها منتفضا على واقع آخذ في التأزم: إن الطائف أوقف الحرب، ولم يبن نظاما ودولة، وماذا عسانا أن نقول اليوم ونحن نشهد شبه نظام وشبه دستور لا طيف فيهما لطائف، بل طائف زاد صراعا على الطوائف والمذاهب.
واليوم في ما نشهد عليه في الساحتين اللبنانية عامة، والمسيحية خاصة، فإن الجميع مدعو لموقف شجاع ومسؤول، لا تقاذفا للمسؤوليات بما يزيد على الفرص الضائعة ضياعا إضافيا.
نحن نتطلع الى التقاط فرص الظروف السانحة من زاوية ايجابياتها، لا من باب ردود الفعل أوالكيدية، ونأمل ان تقود المبادرات الى حلول للأزمة التي نعيشها وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية قوي وصلب في ثبات مواقفه وكرامته، لا أن تكون وسيلة للاطاحة بمبادرات أخرى لانتخاب رئيس بهذه الميزات، وبالتالي الى مزيد من التعقيد”.

وتابع: “بالقدر الذي نتطلع فيه بإيجابية الى كل لقاء او حوار أو اعلان نيات أو مصالحة، نأمل أن تشكل كلها مناسبة صفاء جامعة، لا مناسبة شطب من المعادلات في حرب الغاء جديدة ومن نوع آخر، فلا نلغي بعضنا بعضا احزابا أو عائلات متجذرة في الوجدان. يكفي لبنان ما يحمل من تبعات، كيان مشلول المؤسسات ومخاطر الارهاب تحيط به من الجوانب كافة، ولولا مؤسسة الجيش واجهزة القوى الأمنية التي وحدها من سائر المؤسسات، تقف على الحدود وفي الداخل وقفة الشجعان، لكنا ظننا أننا نعيش في غابة مشرعة الأبواب.
وإننا على ما نحن عليه، نؤكد على ثوابت وتطلعات لا نرى عنها بديلا، لنحيا المواطنة الكريمة، ونضمن امن الحاضر وأمل المستقبل:التأكيد على الحوار والشراكة بين كل مكونات المجتمع، فلا عزل لأحد ولا استفراد ولا إقصاء ولا تهميش، إعادة بناء المؤسسات وفق عقد اجتماعي يتم صوغه نتيجة قناعة مشتركة، يتيح للجميع ممارسة أدواراهم ويحميها، يتضمن في ما يتضمن قانون انتخاب يحترم قيم المواطن وقيمته، تعزيز قدرات الجيش والقوى الأمنية عديدا وتسليحا، بما يؤمن استمرارية ثباتها في النجاحات بوجه الارهاب التكفيري وفي مواجهة العدو الاسرائيلي عند الحدود وتفكيك شبكاتها في الداخل أينما وجدت والاقرار بحتمية حماية ثروات لبنان واعتبارها ثروة عامة لا مجالا لشهوات استثمارية سياسية إضافية، بما يضمن المضي في طريق تعزيز المكانة الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية”.

وقال حبيقة: “أمام كل تلك الثوابت تتقدم واحدة: هي الانحناءة أمام عظمة شهادة الشهداء في اي موقع سقطوا، والعهد أن تبقى شهادتهم وكل التضحيات حية في وجداننا، تنير طريقنا لنحيا احلامهم، ننعم بما بذلوا لأجله أرواحهم، لا أن نتنكر لهم أو نبخل عليهم برحمة أو اعتذار، عند الانعطاف نحو التحولات والتبدلات.
ونخص من بين ما نخص شهداء الخامس عشر من كانون الثاني 1986 ، هذه الذكرى النكبة، التي لحقت باللبنانيين عموما، وبالمسيحيين خصوصا، حين ضرب البعض من اصحاب الرؤى القصيرة والخاصة، اتفاق الحل، الذي كان سيحمل سلاما استجدوه هم أنفسهم بعد 5 سنوات، بعدما أضافت على مآسي اللبنانيين والمسيحيين منهم بصورة خاصة، مزيدا من الضحايا والخراب، والخسائر التي لا تعوض.
15 كانون الثاني 1986 ليست مناسبة اعتزاز، وهي ليست أبدا تاريخا عزيزا، هي تاريخ اسود حزين مغمس بدم الرفاق، وإن كنا نتوقف عنده لنرفع الصلاة على ارواح أعزاء متجاوزين كل بغض، فهو لا يجب إلا أن يكون مناسبة للاعتذار، من شهداء، ذنبهم أنهم سعوا الى وقف الحرب، وطلبوا سلاما قبل أوانه – وفق حسابات المغامرين -، وكأن لوقف لعبة الموت توقيتا ومواعيد محددة”.

وختم حبيقة: “لن اطيل أكثر، لكن لا بد في الختام، من التفاتة الى الذات. فنحن في حزبنا نتهيأ لورشة تنظيمية تتسع للجميع، نأمل أن تضيف دينامية ليكون حراكنا الوطني قادرا على رفد من نتشارك واياه الثوابت والتطلعات، المزيد في خدمة لبنان.
التحية لروح فارس سويدان وديمتري عجرم ووليد زين الذين رافقوا ايلي حبيقة حتى الشهادة.
دائما الشكر لوفائكم، والشكر على مشاركتنا الذكرى، ودمتم ودام لبنان”.

وبعد القداس تقبلت عائلات الشهداء التعازي من الحاضرين.

 قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (17) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (16) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (15) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (14) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (13) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (8) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (9) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (10) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (11) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (12) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (7) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (6) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (5) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (4) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (3) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (2) قداس ايلي حبيقة ورفاقه في الذكرى الرابعة عشرة في كنيسة مارت تقلا (1)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إضغط هنا

أحدث المقالات