محطات نيوز – ألقى الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله عصر اليوم، كلمة خلال حفل تكريمي لجرحى “المقاومة الاسلامية”، حضرته شخصيات حزبية وسياسية لبنانية وفلسطينية وعلماء دين.
بداية آي من الذكر الحكيم تلاها القارىء عباس شرف الدين، ثم فيلم مصور عن جرحى المقاومة، فكلمة تقديم من الشاعر علي عباس، وكلمة مؤسسة الجرحى القاها حسين دكروب.
نصر الله
ثم أطل نصر الله عبر شاشة، فحيا الجرحى، وتناول بعض العناوين السياسية في المنطقة والانتخابات البلدية وما يتعلق بالمناسبة. وقال: “نحن بين يدي الجرحى الذين قاتلوا المشروع الصهيوني والذين يقاتلون اليوم مشروعا مشابها له”.
واستذكر “يوم النكبة في عام 1948 والتي حلت بفلسطين وشعبها ومهدت لاحتلال الاراضي المقدسة في العام 1967″، عارضا المعاناة الناتجة منها وآثارها في “وجدان الامة وفي كرامتها وشرفها واستقرارها ومستقبلها ورخائها”.
وقال: “لقد أتى الانكليز ومن خلفهم الغرب، بالعصابات الصهيونية والارهاب والهمجية والوحشية وأقاموا الكيان الاسرائيلي من اجل المشروع البريطاني الاستعماري للسيطرة على فلسطين. وتجاهلت بريطانيا التي اعترفت سريعا بإسرائيل، حق الشعب الفلسطيني”.
أضاف: “منذ سنوات تجري في منطقتنا نكبة مشابهة على يد وريث بريطانيا، أي الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤها الاقليميون، حيث جاؤوا بقوى متوحشة من اجل تدمير روح المقاومة وإرادتها في بقية حكوماتنا وشعوبنا. لكن الفارق بين نكبة 48 واليوم هو وجود قوى حية في المنطقة مصممة على اسقاط المشروع الاميركي وكل ادواته وليس كما حصل مع المشروع البريطاني، وما جرحاكم وشهداؤكم الا دليل”.
وتابع: “ان ما تقوم به داعش كما فعلت امس في بغداد، سببه هزائمها في الجبهات فتلجأ الى قتل المدنيين، وهذا ما تفعله وفعلته في سوريا ولبنان”.
وأردف: “بعض الناس لا يقبلون تحميل المسؤولية لاميركا في دعمها لهذه الحركات التكفيرية، ويتساءلون عن الدليل على ذلك، وايضا هذا الامر يتعلق بالوعي ومشروع العدو. فمثلا في العام 2009 ادلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون آنذاك امام لجنة المخصصات الاميركية بتصريح قالت فيه ان الناس الذين نحاربهم اليوم عملنا على تمويلهم منذ عشرين سنة، وفعلنا ذلك لاننا كنا عالقين في معركة مع الاتحاد السوفياتي ولم نكن نحب ان نراه يسيطر على أسيا الوسطى، فكان تجنيد هؤلاء المجاهدين بالتعاون مع المخابرات الباكستانية والسعودية ممن يحملون الفكر الوهابي لتقاتل الاتحاد السوفياتي. وقد خسر السوفيات ولكن عندما انتهى توظيف القاعدة أهملناهم وما زرعناه كان علينا ان نحصده لاننا بعد ذلك تركنا الجيش الباكستاني يواجه النتائج حيث التفجيرات مستمرة ونحن الان ندفع ثمن الوقت الضائع”.
وقال نصر الله: “اليوم هناك مشكلة عند الغرب والولايات المتحدة واسرائيل اسمها محور المقاومة أي ايران وسوريا وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق واليمن، اسمها اليقظة التي حصلت في الامة في السنوات الاخيرة. مشكلتهم ليست في دينك على المستوى القشري الظاهري بل مع الحركات التي ترفض احتلال المقدسات وكل من يرفض الهيمنة الاميركية ويريد استعادة كرامة هذه الامة ومشكلتهم مع ثقافة المقاومة”.
أضاف: “قاتلوهم بالاسرائيلي في 2006 ففشلوا ومثلها في عزة، لذلك عادوا الى النموذج السابق اي نموذج افغانستان وجلبوا هؤلاء لتدمير الامة، وهؤلاء برأي اميركا والغرب يقاتلون باسم الاسلام ومكة والمدينة والصحابة وتحت عناوين الفتنة. هذه هي النكبة الكبرى، واذا سمحنا لها ان تنجح فستضيع فلسطين لذلك جلبوا هؤلاء من كل البلدان الى سوريا”.
وأعطى نمودحا ثانيا هي “مقابلة جرت هذا العام مع الجنرال الاميركي ويسلي كلارك وهو كان القائد الاعلى لحلف الاطلسي بين 1997 – 2000، اذ قال على شاشة سي. ان. ان. ان واشنطن وحلفاءها هم الذين انشأوا جماعة داعش لمواجهة حزب الله في لبنان بهدف تدميره، وقد عملنا على تأمين التمويل لداعش من اصدقائنا وحلفائنا، وقد صرفنا مئات ملايين الدولارات على محاربة حزب الله ومحاصرته، وواشنطن سهلت تمرير جرائم داعش اعلاميا بهدف ارهاب الناس وتهجيرهم من المنطقة”.
ورأى أن “داعش ستكون خطرا مستقبليا على غزة والضفة الغربية بعد ان جاؤوا بها لتقاتل ايران والعراق وسوريا وافغانسان حيث حصل انشقاق داعش عن طالبان”، متهما النظام السعودي ب”العمل على دعم هؤلاء”.
ودعا الى “التبصر بهذا الخطر”، مشيرا الى أن “هدف اميركا هو خدمة اسرائيل”، منوها ب”ثبات اهل اليمن والعراق وسوريا في ظل محاولات اميركية للعودة الى هذه البلدان”.
وخاطب المسلمين من سنة وشيعة، قائلا: “ما يجري في المنطقة ليس صراعا سنيا شيعيا على الاطلاق، بل هو تدمير للصحوة الاسلامية، او اذا شئتم الربيع العربي بحجة محاربة الارهاب”.
وتوجه الى المسيحيين في بلاد الشام بالقول: “البعض ما زال يراهن على اميركا التي عندما قررت الحاق الهزيمة بالسوفيات لم تهتم بما سيجري لاهل باكستان بل بخدمة مشاريعها، وهي لا تسأل عن مسيحيين ولا عن مسلمين، وقد دفع المسيحيون الثمن في العراق وسوريا ولم يحصل ذلك في لبنان”.
وشدد على “ضرورة رؤية ما يجري في المنطقة لانها ليست معركة اصلاحات او حقوق انسان او اسلام او مقدسات، انما هي معركة مع الجماعات المتوحشة التي أتى بها الغرب لتدمير المقاومة”. وقال: “هذا ما كنا نعرفه منذ اليوم الاول وعملنا على مواجهته وذهب شبان ومقاومون الى الميادين حيث صمدوا وعملوا على الحاق الهزيمة بهذا المشروع الذي لم يحقق اهدافه”.
أضاف: “نحن جميعا تحملنا هذه المسؤولية وسنبقى نتحملها، وجراحكم شهادة لمقاومتكم ولبلدكم ولشعبكم في مواجهة المشروعين الاسرائيلي والاميركي بالادوات التكفيرية”.
وأشار الى “توسع الكلام في اميركا ومن مسؤوليها حول دور السعودية”، داعيا الاعلام الى “متابعة هذا الامر”.
وتطرق نصر الله الى الانتخابات البلدية، فشكر الذين “انتخبوا لوائح المقاومة والجيش اللبناني والقوى الامنية لتوفيرهم الامن لاجراء هذه الانتخابات”، متوقفا امام “تضحيات هؤلاء بمقاتلة التكفيريين وابعادهم عن الحدود الشمالية”.
ودعا الى “مواجهة التحديات بقوة الموقف، وقال: سنعمل على التنمية في البلديات التي تم انتخابنا فيها وسنخدم الجميع. والحزب اتخذ قرارا بالتحالف مع اصدقائه وحلفائه في هذه الانتخابات الا الذين خاصمونا وشتمونا وهاجمونا طيلة السنوات الماضية وأساؤوا الى كرامتنا وقواعدنا”.
أضاف: “هناك أثمان دفعها بعض خصومنا في الانتخابات البلدية مؤخرا نتيجة تحالفات معينة قاموا بها. ان حزب الله لن يتحالف مع خصم سياسي، وموقفنا هذا ليس اعتراضا على خيارات حلفائنا، ونحن نتفهم تحالف حليفنا عون مع القوات ومثلها تحالف امل مع المستقبل. نحن ملتزمون مع حلفائنا سياسيا واخلاقيا، ولكننا لسنا ملزمين بمن يتحالفون معهم، فنحن ملتزمون بالتحالف مع حليفنا عون ولسنا ملزمين بالتحالف مع القوات او الكتائب. نحن لن نتخلى عن حليف او صديق ولن نغدر، وهذا ما حصل في المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية وما سيحصل لاحقا”.
وتطرق الى ما حصل في بيروت، قائلا: “لا علاقة لنا بما حصل، وكان قرارنا ألا نكون في لائحة تضم خصمنا تيار المستقبل، ولكن شارك فيها حلفاؤنا امل والتيار الوطني ولم نعترض”.
ونفى “توجيه رسائل من فوق او تحت الطاولة لهؤلاء الخصوم”. وقال: “لم نشكل لائحة ثانية ولم ندعم اللائحة المضادة لها. وكانت فرصة الفوز صعبة، وستستخدم في تحريض مذهبي ونحن لا نريد التوتر في البلد”.
وعن انتخابات زحلة، قال: “لم نرشح احدا ولم يكن هدفنا وجود مرشح وكنا نتمنى على حلفائنا أن يتوحدوا ولكن هذا لم يحصل، فكان خيارنا تقديم الدعم الكامل لحلفائنا في التيار الوطني الحر ودعم بعض المرشحين في اللوائح الاخرى لاسباب اخلاقية وسياسية”.
وأكد ان “العلاقة مع التيار الوطني الحر هي فوق الثقة”.
وعن انتخابات جبل لبنان الاحد، قال: “لقد عملنا على تشكيل لوائح مع حلفائنا في التيار الوطني الحر والاحزاب الصديقة”.