محطات نيوز – من المنتظر أن يبصر التوافق السياسي في الانتخابات البلدية في طرابلس النور في غضون الساعات القليلة المقبلة، بعدما وافق الرئيس سعد الحريري على طرح الرئيس نجيب ميقاتي بتسمية الدكتور عزام عويضة للرئاسة، إثر الاجتماع الذي عقد بينهما الاسبوع الفائت في دارة رئيس الحكومة تمام سلام في المصيطبة.
وعلمت «السفير» أن عويضة الذي كان عرض العديد من الأسماء المرشحة لعضوية المجلس البلدي أمام نواب المدينة لتشكيل فريق عمله بحسب الاتفاق على عدم المحاصصة، وباعتباره واحدا من الأسماء الثلاثة التي اختارها ميقاتي للتوافق، نشط خلال الساعات الماضية على وضع اللمسات الأخيرة على لائحته، وهي باتت شبه جاهزة.
وكانت طرابلس شهدت حركة إتصالات ولقاءات مكثفة بين نواب المدينة، حيث استضاف الرئيس ميقاتي اجتماعا في منزله حضره النواب: أحمد كرامي، سمير الجسر، محمد كبارة، روبير فاضل، أحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، والوزير الاسبق فيصل كرامي، حيث جرى البحث في كل التفاصيل، والعمل على طرد «الشياطين» التي يمكن أن تكمن فيها، وبالتالي حل الكثير من العقد التي وقفت في البداية حائلا أمام إنجاز مهمة التوافق.
وتشير المعلومات لـ «السفير» الى أن بعض هذه العقد تمثلت في كيفية تطبيق قرار عدم عودة أي من أعضاء المجلس البلدي القديم والخروج من بعض الاحراجات التي تعرض لها نواب المدينة جراء ذلك، وفي كيفية الابتعاد الكلي عن المحاصصة السياسية سواء بالمباشر أو بالواسطة وعدم تسمية حزبيين أو ملتزمين مع التيارات السياسية، إضافة الى كيفية تمثيل المناطق الشعبية في طرابلس، حيث اعترض عدد من النواب على بعض الأسماء المطروحة، فضلا عن تحديد الجهة التي سوف تسمي المرشحين العلويين، والحرص على عدم إثارة الحساسية الطرابلسية جراء ذلك، والسعي الحثيث لتعزيز دمج المجتمع العلوي مع نسيج المدينة، وكذلك في الحفاظ على التمثيل المسيحي وتسمية مرشحين قادرين على تفعيل الوجود المسيحي في البلدية وفي طرابلس، وقد تم وضع هذا الأمر في عهدة النائب روبير فاضل.
ومن هذه العقد أيضا، البحث في إمكانية أن يدخل المرشحان عبد الرحمن الثمين وعمر الحلاب الى اللائحة الى جانب عويضة، لكن الأول ما زال يواجه بـ «فيتو» سياسي، فيما يدرس الحلاب خياراته فإما أن يوافق، أو أن يتم إستبداله بأحد أفراد عائلته.
وعلمت «السفير» أن المشاورات النيابية إتسمت بالايجابية، وأدت الى حل أكثرية هذه العقد بمساع من النائب محمد كبارة والوزير فيصل كرامي، الأمر الذي أعطى الدكتور عويضة مزيدا من الحرية في العمل على تشكيل فريقه الذي من المفترض أن يكون متجانسا للمجلس البلدي، حيث من المنتظر أن يعلن لائحته كاملة يوم الخميس المقبل.
ويقول أحد المشاركين في الاجتماعات النيابية لـ «السفير»: إن التوافق قطع مرحلة 95% وبقي لدينا فقط 5% لانجازه بالكامل، وطبعا هذه النسبة الضئيلة لم تعد قادرة على تهديد هذا التوافق الذي أتى بمساعي الجميع من أجل تجنيب طرابلس معركة لن تكون نتائجها في مصلحة أحد.
في غضون ذلك، يستمر الوزير أشرف ريفي في مشاوراته من أجل دعم لائحة برئاسة المهندس أحمد قمر الدين. في حين يستكمل النائب السابق مصباح الأحدب مشاوراته تمهيدا للاعلان عن لائحته المؤلفة من 18 مرشحا، وكذلك تعمل لائحة إنقاذ طرابلس على استكمال أعضائها.
وينعكس تقدم التوافق في طرابلس، مزيدا من الارتياح على رئيس بلدية الميناء السابق عبد القادر علم الدين الذي يضع اللمسات الأخيرة على اللائحة التي شكلها من الشباب والمخضرمين بعيدا عن الحصص السياسية بعدما حظي بتأييد أكثرية القيادات السياسية، وهو من المفترض أن يعلنها في غضون الساعات الـ 48 المقبلة. في المقابل ما زال المرشح يحيى غازي المدعوم من الوزير ريفي يسعى الى تشكيل إئتلاف مع لوائح غير مكتملة من أجل تشكيل لائحة تستطيع مواجهة لائحة علم الدين، فيما يعمل المهندس عامر حداد على تشكيل لائحة المجتمع المدني في الميناء.