الراعي من حديقة البطاركة: النور الإلهي كفيل بتوجيه السياسيين لانتخاب رئيس وإيقاف الفساد

محطات نيوز _ ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفال السنوية الثالثة عشرة لحديقة البطاركة في الديمان، الذي نظمته رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وشارك فيه الرئيس ميشال سليمان، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف ممثلا النائبين ستريدا جعجع وإيلي كيروز، العميد وليام مجلي ممثلا النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس، السيدة ماري مادلين الخازن ممثلة زوجها الوزير السابق وديع الخازن، الوزير السابق إبراهيم الضاهر، رئيس الرابطة المارونية النقيب أنطوان اقليموس ونائبه توفيق معوض، المدير العام للاسكان روني لحود، رئيس اتحاد بلديات قضاء الكورة كريم بو كريم، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا الزعني خير، رئيس اتحاد بلديات قضاء البترون مرسيلينو الحرك، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت أفرام، المدير العام للقصر الجمهوري الدكتور أنطوان شقير، مدير المراسم لحود لحود، رئيسة المشروع الأخضر غلوريا أبي زيد، رئيس المجلس الأعلى للخصخصة زياد الحايك، القاضي فادي النشار، رئيس المجلس الأعلى للتنظيم المدني الياس الطويل، مدير مكتب النائب السابق جبران طوق حنا طوق، المحاميان بطرس سكر وروي عيسى الخوري، رئيس “حركة الأرض” طلال الدويهي، رئيس مركز الانتشار اللبناني المحامي لوران عون، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي وحشد من أصدقاء الرابطة ورؤساء بلديات ومخاتير وأبناء المنطقة والجوار.

بداية الاحتفال مباركة مدخل حديقة البطاركة التراثي المنجز تقدمة بنك SGBL، في حضور السيد جورج صغبيني ممثلا رئيس مجلس إدارة البنك أنطون الصحناوي، فإلى ساحة كنيسة مار إسطفان حيث وضع البطريرك الحجر الأساس لمبنى اقامة جماعة Mission De Vie الرهبانية فجولة على مبنى معرض الوادي المقدس (تقدمة جوزف غصوب)، مبنى متحف الوادي المقدس (تقدمة سليم الزعني)، ثم بارك الراعي محطة مار يوحنا مارون، المحطة الثانية من سمبوزيوم الوادي المقدس (تقدمة اتحاد بلديات قضاء زغرتا برئاسة الزعني خير).

بعد ذلك وضع الحجر الأساس لمبنيي استراحة المسنين والمشغل الحرفي اللذين تقدمهما رابطة قنوبين، ثم نزولا الى داخل حديقة البطاركة حيث إزاحة الستارة عن تمثال البطريرك مخايل الرزي للنحات نصري طوق، تقدمة فارس دانيال، الذي ألقى كلمة حيا فيها البطريرك الراعي ومواقفه. وتعهدت عائلة طوني دانيال اقامة التمثالين الآخرين للبطريركين سركيس ومخايل الرزي. ثم كانت جولة في محطة الإنتشار الماروني (تقدمة ريتا غصن) اطلع خلالها الراعي على أعمال استكمال المحطة وتوسيعها وتأهيل واحات لإقامة رموز أبرشيات الإنتشار.

بعد ذلك احتفل الراعي بالقداس يعاونه المطرانان مطانيوس خوري ومارون العمار، الأباتي أنطوان ضو، الآباء بطرس عازار ونادر نادر وخليل عرب وطوني الآغا، رئيس عام الجماعة الرهبانية المارونية Mission de vie.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة حيا فيها جهود المطران العمار ورابطة قنوبين لجهة تحقيق أول وأكبر مشروع في تاريخ الكنيسة المشرقية هو مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، ولجهة عنايتها وتطويرها موقع حديقة البطاركة. وقال: “يسوع المسيح نور العالم، ونور كل إنسان فيه، أيا يكن دينه أو عرقه، وأيا يكن عمره وموقعه وحالته. فهو كالشمس للأرض ولجميع مكوناتها. هو نور كل واحد وواحدة منا: نور بشخصه وكلامه وأفعاله وآياته. فبمقدار ما نعرفه، ننفتح لنوره الذي يبدد كل ظلمات الحياة ويقينا من العثرات”.

أضاف: “تحتفل الكنيسة اليوم بعيد الشهيد القديس ماما الذي إستشهد بسن الصبا، إذ كان يرعى الماشية ويناجي الله من خلال جمال الطبيعة التي هي صنع حكمته ومحبته. واحتفلنا أمس في الكرسي البطريركي في بكركي باليوم العالمي للصلاة من أجل حماية الطبيعة وخلائقها وبيئتها. هذه كلها تشكل المصدر الأول لمعرفة الله، وقد أرادها شهادة له مستدامة، توجب علينا أن نعرفه ونحبه ونستنير بكلامه، ونحافظ على جمال الخلق. يؤكد بولس الرسول في رسالته إلى الرومانيين: “إن معرفة الله ظاهرة فيهم، وإن خفيات الله، منذ إنشاء العالم، وقوته وألوهيـته الأبدية تراها مخلوقاته بالعقل، حتى لا يكون لهم عذر، لأنهم عرفوا الله، ولم يؤدوا له المجد والشكر، كما يجب لله. لكنهم ضلوا بأفكارهم، وأظلم قلبهم لئلا يفهم” (روم1: 19-21)”.

وتابع: “يسعدنا اليوم، ككل سنة، أن نحتفل بالقداس الإلهي في “حديقة البطاركة” في الديمان، على مطل الوادي المقدس وكرسي سيدة قنوبين البطريركي حيث عاش أكثر من خمسة وعشرين بطريركا فيه، في عهد السلطة العثمانية، حوالي أربعماية سنة، من عام 1440 إلى 1823، حفاظا على الأغليين: الإيمان الكاثوليكي والإستقلالية في الجبل اللبناني. من بين هؤلاء البطاركة، البطريرك ميخائيل الرزي من قرية بقوفا، قرب إهدن، الذي نحتفل اليوم بإزاحة الستارة عن نصبه، والذي دامت خدمته من سنة 1567 إلى 1581. وتميزت بتطبيق تعاليم المجمع التريدنتيني الذي أجرى إصلاحا شاملا في الكنيسة. وطد هذا البطريرك علاقة الشركة مع البابا غريغوريوس الثالث عشر الذي منح زوار سيدة قنوبين الغفران الكامل ببراءة أصدرها في 3 أيار 1580، والذي أسس المدرسة الحبرية المارونية في روما سنة، 1584 في عهد شقيق البطريرك مخايل، البطريرك سركيس الرزي (1581-1597)”.

ووجه “تحية شكر وتقدير للنحات نصري طوق الذي حقق نصب البطريرك، ولمقدمه السيد فارس دانيال. كافأهما الله. ونعرب عن الامتنان والتقدير لرابطة قنوبين للرسالة والتراث على إحياء هذا الاحتفال الثالث عشر منذ إنشاء “حديقة البطاركة”، وبخاصة على تجميل هذه الطبيعة والبيئة سنة بعد سنة، بتماثيل البطاركة، بالإنجازات التراثية والثقافية والجمالية والإنمائية، التي تتحفنا بها الرابطة في كل سنة، بفضل محسنين ومحبين يسخون بمالهم في تنفيذها. فلهم جميعا شكرنا ومحبتنا وصلاتنا”.

وأشار الى “ما تحقق من إنجازات هذه السنة: من تبريك مدخل حديقة البطاركة التراثي المنجز، تقدمة بنك SGBL، فإلى ساحة كنيسة مار اسطفان. ووضع الحجر الأساس لمبنى إقامة جماعة Mission De Vie الرهبانية. وتفقد مبنى معرض الوادي المقدس (تقدمة السيد جوزف غصوب). وتفقد مبنى متحف الوادي المقدس (تقدمة السيد سليم الزعني). إضافة الى إفتتاح محطة مار مارون، الأولى من سمبوزيوم الوادي المقدس (تقدمة المجلس العام الماروني برئاسة معالي الشيخ وديع الخازن. وتبريك محطة مار يوحنا مارون، المحطة الثانية من سمبوزيوم الوادي المقدس (تقدمة اتحاد بلديات قضاء زغرتا برئاسة الزعني خير). ووضع الحجر الأساس لمبنيي استراحة المسنين والمشغل الحرفي”.

وقال: “نقدم هذه الذبيحة الإلهية على نية جميع المحسنين وأعضاء رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وكل المساهمين بشكل أو بآخر في تجميل هذه الحديقة التي تكشف لنا جمال الله الخالق، ودعوة الإنسان لإكمال الخلق بالمحافظة عليه وبتجميله. لكن الإنسان لا يستطيع ذلك إذا لم يكن جميلا في داخله: في روحانيته وأخلاقيته، في عقله المنزه عن الكذب والازدواجية، وفي إرادته المنزهة عن فعل الشر والميل إليه، وفي قلبه المنزه عن البغض والحقد والضغينة، وفي لسانه المنزه عن الكلام المسيء. هذا ما كشفه لنا قداسة البابا فرنسيس في رسالته العامة عن البيئة بعنوان “كن مسبحا، مبينا أن الخطيئة تدمر البيئة الطبيعية والإنسانية والاجتماعية والوطنية؛ وإن تلوث هذه البيئة المتنوعة من تلوث الإنسان الروحي والأخلاقي، ومن تلوث أنانيته وكبريائه، ومن تلوث جشعه وماديته وطمعه، ومن تلوث فساده ورشوته.هذه هي حالنا اليوم في لبنان، وبكل أسف. وهذه هي حال بلدان الشرق الأوسط التي تتآكلها الحروب والنزاعات، وتدمرها الأسلحة الفتاكة حجرا وبشرا، ثقافة وحضارة ووجودا، من أجل مكاسب اقتصادية وسياسية واستراتيجية. فلا بد من أن يرجع الجميع إلى نور المسيح، نور كلام الله، الذي يبدد كل هذه الظلمات، وينقي جميع أنواع التلوث”.

أضاف: “هذا النور الإلهي، الذي ينير العقول والإرادات والقلوب، كفيل وحده بأن يوجه الكتل السياسية والنيابية عندنا إلى الاستنارة بالدستور، فيهتدوا إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي إلى تحقيق ما يلزم من إصلاحات، وإلى تفعيل الحياة السليمة في المؤسسات الدستورية والعامة، وإيقاف الفساد والرشوة وهدر المال العام، وحل الأزمات الاجتماعية والمعيشية، والنهوض بالإقتصاد الوطني، وإعادة الثقة إلى المواطنين وبخاصة إلى شبابنا اللبناني. هذا النور الإلهي يهدي المسؤولين إلى إحترام القانون وتطبيقه ولاسيما في ما يختص بالشؤون العقارية والملكيات الخاصة والعامة تجنبا للنزاعات والعداوات السياسية والمذهبية. هذا النور الإلهي قادر وحده على اختراق ضمائر رؤساء الدول المعنية والسير بهم نحو إيقاف الحروب في المنطقة، وإيجاد الحلول السياسية لها، وإحلال سلام عادل وشامل ودائم، وإعادة جميع النازحين والمهجرين واللاجئين والمخطوفين إلى أوطانهم وبيتوهم وممتلكاتهم، وضمانة حقوقهم كمواطنين، أيا يكن دينهم أو مذهبهم أو لونهم السياسي”.

وختم: “من “حديقة البطاركة” التي تعكس جمال الخالق، نصلي لكي يعود جماله إلى كل إنسان وشعب وأرض ووطن، جمال الحقيقة والمحبة والعدالة والسلام، جمال الحرية وقدسية الحياة وكرامة الشخص البشري. وليكن مسبحا دائما الله الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

بعد القداس وزع كتيب الأباتي انطوان ضو عن البطريرك مخايل الرزي، ثم كان عرض مصور للخرائط الهندسية لأبنية: رعاية المسنين، المشغل الحرفي، بيت الجماعة الرهبانية Mission De Vie، وقد وضعتها مؤسسة عريضة للبناء ومكتب أرشيكو Archico. وتحدث امين عام رابطة قنوبين المحامي جوزف فرح في مضامين اتفاقية العمل والتعاون مع الجماعة الرهبانية في موقع حديقة البطاركة. وأعلن عضو الهيئة الفخرية في رابطة قنوبين باخوس ناصيف التبرع بكلفة بناء بيت الجماعة الرهبانية والسعي لتأمين تمويل إقامة مبنيي رعاية المسنين والمشغل الحرفي.

ثم سلم الراعي ايقونة قنوبين للمنتسبين الجدد للرابطة السادة كريم بو كريم، مرسيلينو الحرك، القاضي فادي النشار، وليد الراسي وفارس دانيال.

وكان عرض لما تحقق من مواثيق الشراكة والتعاون التي وقعت السنة الماضية مع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، لبرنامج “قنوبين في مدارسنا”، ومع شركة alfa لجهة اصدار كتاب “دروب القديسين الى قنوبين” العلمي التاريخي المصور بست لغات، وإعداد مشروع التجهيزات السمعية لحديقة البطاركة، ومع المؤسسة اللبنانية للارسال حول إنتاج فيلم “البطريركية المارونية”، ومع المجلس العام الماروني لاقامة المحطة الاولى من سمبوزيوم الوادي المقدس محطة مار مارون، بالاضافة الى إصدار كتاب “الوادي المقدس في حياة وكتابات الدويهي” للدكتور طانيوس نجيم تقدمة فريد زغيب، وإعداد المهندس طوني البطي دراسة ترميم دير مار أبون في عمق الوادي، والمهندس نصري طوق دراسة ترميم وتأهيل بيت رعية وادي قنوبين.

ثم كان توقيع مواثيق التعاون بين رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث والرابطة المارونية والجماعة المارونية Mission De Vie وإتحاد بلديات قضاء زغرتا وإتحاد بلديات قضاء الكورة وإتحاد بلديات قضاء البترون والمؤسسة المارونية للانتشار ومركز الإنتشار اللبناني الذي شرح رئيسه المحامي لوران عون آلية عمله لجهة نقل التراث من لبنان الى بلدان الإنتشار.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات