محطات نيوز – تابع “تكتل التغيير والإصلاح” جولته على الكتل النيابية في سياق مبادرته لإقرار قانون انتخاب جديد، وقد زار وفد منه يضم النواب ابراهيم كنعان وغسان مخيبر وناجي غاريوس، مقر حزب الطاشناق في برج حمود، حيث التقى قيادة الحزب وعلى رأسها الامين العام النائب اغوب بقرادونيان.
وعقب اللقاء قال كنعان: “في سياق مبادرتنا لوضع قانون الانتخاب في سلم أولويات الكتل، وعلى طاولة المؤسسات الدستورية، تشرفنا اليوم بزيارة قيادة حزب الطاشناق، والتقينا الأمين العام والقيادة، وجرى تداول كل تفاصيل هذا الملف. وكان هناك تفاهم على ضرورة أن يأخذ هذا الأمر مجراه بمعزل عن المعوقات التي نشهدها في كل فترة. ويجب ألا نتوقف عن استكمال قانون انتخاب جديد وإقراره”.
أضاف: “هناك ضرورة لتمثيل عادل، والشراكة غير مؤمنة منذ الطائف، في ضوء الخلل في التمثيل المسيحي والتوازنات المسيحية الإسلامية، وهو ما ينعكس سلبا على الثقة والديموقراطية، ونسعى بعملنا اليوم مع كل الاحزاب والكتل التي لديها الهم نفسه، للتوصل الى صيغة مشتركة منصفة وغير مجحفة بحق أحد، لتأمين التمثيل للجميع في ظل المجتمع التعددي. واي قانون يجب ان يؤدي هذا الغرض. وعلى رغم الطروحات المختلفة لناحية الانظمة النسبية او الاكثرية او المختلطة، المطلوب عدم النظر الى الوضع الخاص بمعزل عن الوضع العام، فهناك ضرورة لمراعاة تمثيل كل الطوائف، ونحن كتكل وتيار، حرصاء على تمثيل الطائفة الارمنية، ونتشارك مع حليفنا في حزب الطاشناق في هذا الهم، ونريد كذلك تمثيل كل الاقليات، لأننا نعتبر أن كل مكون من مكونات المجتمع اللبناني هو ميزة وقيمة في مجتمعه، وكلنا من هذا المنطلق أكثريات. وقد تداولنا هذه المسائل والاصلاحات المطلوبة والتي تهدف الى تعزيز الشفافية في العملية الانتخابية. والمجموعة التي نعمل على تشكيلها تهدف الى الاتفاق في اقرب فرصة على قانون انتخاب”.
بقرادونيان
وقال بقرادونيان: “مبادرة التكتل هي مبادرتنا، ونشكر الوفد على زيارته، وتبادلنا الآراء، ومن المهم الوصول الى مرحلة نقول فيها للناس، لقد سقطت اسطورة عدم الوصول الى قانون انتخاب، وهي الاسطورة المستمرة منذ سنوات، وقد ترافق ذلك مع التشكيك في القدرة على إقرار قانون جديد. واليوم، المطلوب مراعاة التمثيل الصحيح، من منطق التمثيل العادل”.
أضاف: “ونحن في حزب الطاشناق عانينا القوانين المجحفة، كسائر الاطراف المسيحية الأخرى. ولم يسمع البعض عام 2000 ما قلناه، لناحية التحذير من التمثيل غير الصحيح، الذي أدى الى اضطرابات سياسية وامنية وانهيار اقتصادي. وفي ظل عهد الميثاقية والشراكة، حان الوقت للوصول الى قانون عادل، هناك اتجاه الى أن يكون نسبيا. والمطلوب قبول الجميع، ونحن نحترم خصوصيات الغير، ونطالب الغير باحترام خصوصيتنا واعتماد المعيار الواحد، لاجل الشراكة والميثاقية. ومن هنا، ثمة تطابق في الآراء مع حليفنا التيار الوطني الحر، ويمكن أن ننطلق منه الى أطراف أخرى”.
وتابع: “هناك مرحلة جديدة أمامنا، فإما أن نستفيد منها، وإما لن يكون بامكاننا طمأنة اولادنا الى مستقبل الوطن. ونحن كلنا ثقة بأن جميع المواطنين سيكون لهم الحق العادل بالتمثيل في ظل هذا العهد، في لبنان والاغتراب. ونتمنى ان تكون هناك نظرة خاصة للاغتراب، ونحن كطائفة ارمنية، لدينا قسم كبير من ابنائنا في دول الاغتراب، ويجب ان يلحظهم قانون الانتخاب الجديد، مترافقا مع اصلاحات بعد فساد لعقود في البلاد، ويجب ان تكون هناك انطلاقة جديدة”.
زيارة القومي
وكان الوفد زار مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي، بالاضافة الى النائب نعمة الله ابي نصر، حيث التقى كتلة الحزب التي تضم النائبين اسعد حردان ومروان فارس، في سياق الجولة على القوى والاحزاب لخلق دينامية لإقرار قانون جديد للانتخابات.
وبعد اللقاء قال كنعان: “تأتي الزيارة في سياق مبادرة وضع قانون الانتخاب على جدول أعمال الكتل وضمن أولوياتها. ونحن نعتبر أن الوقت بات داهما، ونتشارك في هذا الهم مع الوزير حردان وكتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومع الكثير من الكتل لناحية المواقف المعلنة. وهمنا ألا نترك هذا الموضوع للظروف السياسية، وأن نشكل قوة دفع لاستكمال النقاش داخل المؤسسات الدستورية وخارجها، ولا يجوز أن يبقى قانون الانتخاب ينتظر دوره. وهذه المسألة كان من المفترض ان تتم بحسب الاصول منذ 26 عاما. ولناحية موقفنا المشترك، نتفق على النسبية، ونتفهم كتكتل ضرورة الانفتاح على النقاش للوصول الى صيغة مشتركة، نأمل في أن تكون الصيغة التي نحملها لأن النسبية تشكل ضمانا للجميع”.
أضاف: “تمنينا على كتلة الحزب القومي أن يكون هناك تعاون مشترك في ما بيننا ومع سائر الكتل لتشكيل مجموعة من ممثلي الاحزاب، تقوم بعمل بعيد عن الاعلام، لاحداث خرق في ما يتعلق بقانون الانتخاب، فلا يجوز ان نذهب الى الانتخاب بالقانون الذي نلعنه، او الرضوخ للتمديد الذي لا يرغب احد في التمديد له لأنه يدل على العجز والسلبية، وهو ما لا يريده العهد الذي يحمل الأمل”.
حردان
أما حردان فقال: “التقينا الاصدقاء في التكتل والتيار، وقدرنا ايجابيتهم في تحريك هذا الملف الذي يشكل أولوية في عقل اللبنانيين. وجميع اللبنانيين يريدون الانتقال من الحالة الراهنة الى مستقبل مستقر، مقرون بالاصلاح السياسي الذي يبدأ بإيجاد قانون انتخابي يتساوى فيه المواطنون. ونحن نأخذ الامر بجدية ومسؤولية، ونعتبرها نقطة مركزية يجب التمسك بها، لانها بداية الاصلاح السياسي في لبنان، ويجب عدم تكرار أخطاء الماضي مع التداعيات التي حملتها”.
أضاف: “نعم لتنفيذ وثيقة الوفاق الوطني واحترام الدستور وتنفيذه خارج مسألة الاستنسابية. فقانون الانتخاب مسألة رئيسية. وقد استمعنا الى وجهة نظر زملائنا وحلفائنا، وتفهمنا طبيعتها، وننطلق من قانون انتخاب يعتمد النسبية، وهي مسألة قابلة للنقاش والتطوير من خلال الأفكار التي طرحها الاستاذ ابراهيم، في سياق مجموعة تتواصل في ما بينها وتتشكل من الكتل، لانضاج قانون انتخاب يتوافق عليه الجميع. ونحن يسكننا القلق من عدم مواجهة واقع التمديد او الانتخابات على قاعدة الستين. لسنا مع التمديد ولا مع الانتخابات على اساس الستين، بل مع اصلاح سياسي يبدأ بقانون انتخاب يعتمد النسبية على اساس لبنان دائرة واحدة”.