هذا ما يحصل اليوم في شوارع المدن والقری المصرية والسورية وربما في مدن عربية وإسلامية اخرى. فهذه هي الجاهلية بعینها، والبربرية والهمجية التي لا يقبلها دين ولا شرع.
قتل الانسان مهما کان دينه ومذهبه وقطع رأسه وسحبه في الشوارع وحرق جسده أصبح عادة في العديد من البلدان الاسلامية وكان آخر ما جرى فی مصر بقتل قبطي في قرية دلجا في محافظة المنيا المصرية وقطع رأسه وسحله ومن ثم نبش قبره والسماح للاخرين بتصويره من دون رأس، (انظر صحيفة السفير – مقال من يعرف اسكندر طوس 16-9-2013).
وقبل ثلاثة أشهر شهدت مصر ايضا حادثة مروعة اخرى اذ هاجم شبان متطرفون منزل رجل مسلم شيعي كان يحتفل مع العديد من أصحابه بذكرى ميلاد الامام المهدي (ع) في قرية ابو مسلم بالهرم التابعة لمحافظة الجيزة وقد احرق المهاجمون المنزل واخرجوا اربعة من المشاركين في الاحتفال بينهم العالم الشيعي الازهري حسن شحاته وقاموا بقتلهم والتمثيل بهم وسحلهم في الشوارع.
وتأتي هذه الجرائم الشنيعة بعد أن أصدر رجال دين وهابيين في العديد من البلدان الاسلامية فتاوي تكفر المسلمين الذين لا ينتمون الى مذهب بعينه وتسمح للمتطرفين بقتلهم والتمثيل بهم وسحبهم بدعوى أنهم كفار.
وكان المؤتمر الذي عقد في القاهرة في 13 حزيران يونيو الماضي وشارك فيه رجال دين من جميع انحاء العالم، نواة هذه الحركة المتطرفة، اذ اصدر المشاركون فتوى بتكفير العلويين والشيعة وهذا ما فتح الباب امام التكفيريين لكي يقوموا بجرائمهم التي يندى له جبين الانسانية. وكان المؤتمر قد عقد في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وبمباركته وتأييد كل ما صدر من قرارات في المؤتمر.
ان التحريض على قتل المسلمين في سوريا بذريعة الدفاع عن الثورة السورية كان من نتائجه قيام تكفيريين بقتل المزيد من المسلمين في سوريا تحت ذرائع عديدة منها مناصرة النظام اوالانتماء الى مذاهب اخرى وكان قيام احد التكفيريين بقتل انسان مسلم وشق صدره واخراج قلبه وقضمه بأسنانه أما كاميرات التلفزة قد هز العالم، واثبت بان من قام بهذا العمل البربري الشنيع هو من تلقى الاوامر من رجال دين وهابيين أفتوا بقتل أي انسان لا يؤمن بالفكر التكفيري ولا يشاطر التكفيريين آراءهم.
ان الاعمال الاجرامیة للجماعات التكفيرية وخاصة في سوريا قد وصلت الى مستوى لايطاق ، بحيث لم يتمكن مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل شيخ الذي كان يصدر الفتاوي بتكفير المسلمين من غير مذهبه من السكوت عليها، واضطر الى اصدار بيان يندد بالاعمال البربرية للتكفيريين الذين درسوا على يد شيوخ وهابيين انتشروا في العديد من البلدان العربية والاسلامية وحرضوا الشباب المسلم للانضمام الى جماعات تكفيرية ارهابية منها جبهة النصرة ودولة العراق والشام الاسلامية والتي تتواجد في سوريا وتقاتل النظام و الجماعات التي لا تنتمي اليها من أجل السیطرة على الحكم في سوريا وبناء الخلافة هناك.
فقد حذر مفتي السعودية من ” خطر منهج التكفير وما يجره من الاعتداء على الانفس قائلا إننا ننبه الى خطورة الاعتداء على الأنفس المعصومة من مسلمين أو معاهدين أو مستأمنين، مؤكدا إن أهل الغلو والتطرف ابتدعوا منهج التكفير الذي يهون قتل المسلمين وغيرهم من المعصومين، ونشأ عن هذا المنهج التكفيري المبني على الشبه والتأويلات الباطلة استباحة الدماء، وانتهاك الأعراض، وسلب الأموال الخاصة والعامة، وتفجير المساكن والمركبات وتخريب المنشآت”.
وحذرمفتي السعودية في بيانه ” الانتساب إلى الجماعات التي تتبنى المنهج التكفيري، مشيرا الى ان علماء المسلمين لا يوجد بينهم خلاف على تحريم مسلكهم وشناعته وخطورته، ويخشى على من انتسب إليهم خاتمة السوء.”.
ان اعمال التكفيريين ضد المسلمين والمسيحيين في سوريا والعراق وبلدان اخرى وقيامهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية سوف تنشر على الملأ وسيعرف العالم كيف ان هؤلاء تلقوا الدعم المالي والتسليحي من أنظمة عربية نفطية وأعداء المسلمين ليشقوا صفوف المسلمين ويفرقوا بينهم لكي يكونوا اداة لسيطرة الاعداء على مقدرات المسلمين.
ان على الانظمة العربية التي تدعي محاربة الارهاب، وفي نفس الوقت تجهز التكفيريين بالمال والسلاح لمواصلة القتال في سوريا ، أن تتحمل نتائج وآثار وتبعات جرائم التكفيريين الذين يدخلون سوريا بالالاف ليشاركوا بالجهاد ضد النظام، بينما ينسون الجهاد ضد العدو الرئيسي للمسلمين وهو الكيان الصهيوني الذي لا يزال بعد اكثر من خمسة وستين عاما يواصل احتلاله للاراضي الفلسطينية ويستمر في اعماله الاجرامية ضد الفلسطينيين .