الديار : ‏”نصف التزام” في اليوم الاول للإقفال الجزئي… ووزير ‏الصحة يطالب المستشفيات الخاصة باستقبال المصابين ‏بـ “كورونا” حكومة الـ “تكنو سياسية” تتقدم على حكومة ‏الاختصاصيين… وصعوبة في الاتفاق على الرئيس المكلف إجتماع للسفير الفرنسي مع حزب الله… وباريس تركز ‏على الإصلاح ولن تدخل في لعبة الأسماء

محطات نيوز

– كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : الحرب التي تشنها الدولة ووزارتا الصحة والداخلية لمحاربة وباء الكورونا كانت ‏جزئية، لان المدن والقرى التي عددها 111 والتي شملها الاغلاق التزمت جزئياً، ‏واكثرية البلديات طالبت بمؤازرة ودعم من قوى الامن الداخلي لتطبيق قرار وزير ‏الداخلية والبلديات بالاقفال التام لمدة اسبوع كامل.‏

وفي جولة على المناطق التي شملها قرار الاقفال، تبين ان المحلات التجارية والمطاعم ‏التزمت جزئياً وليس بشكل تام، وشكا اصحاب المحلات من ان احداً لم يقم بزيارتهم ‏ويبلغهم مضمون القرار، لا من قبل البلديات، ولا من جهة القوى الامنية. غير أن ‏الخطوة كانت ناجحة الى حد ما، كون المواطنين واصحاب المصالح الاقتصادية ‏والعمال والتجار باتوا يشعرون بخطورة وباء كورونا الذي وصل عدد الاصابات به ‏أول من أمس الى 1321، لينخفض يوم أمس الى 1005 اصابة وهو يعني انخفاض ‏‏300. هذا وعلق الجسم الطبي في لبنان ايجابياً على الانخفاض الفجائي بنسبة 30% ‏في يومٍ واحد. بالتوازي طالب وزير الصحة الدكتور حمد حسن المستشفيات الخاصة ‏باستقبال المصابين معتبراً ان رسالة المستشفيات هي انسانية بالدرجة الاولى، وليست ‏ذات بعد مالي بحت، قائلا “ان المستشفيات الحكومية امتلأت اسرتها بالمصابين، ‏ومطلوب من المستشفيات الخاصة المساعدة لوضع حد لانتشار “الكورونا” وتأمين ‏الشفاء للمصابين من خلال استقبالهم ومعالجتهم”.‏

هذا وعلمت “الديار” ان وزارة الداخلية ستنشر اليوم الاثنين قوى من الامن الداخلي ‏لتطبيق قرار الاقفال. ويبدو ان لبنان هو امام تجربة هامة لمحاربة الكورونا فاذا نجحت ‏خطوة التعبئة العامة في 111 قرية وبلدة، فان لبنان يكون قد سار على الطريق ‏الصحيح لوضع حد لانتشار الوباء، اما اذا فشلت الخطوة فيعني ذلك ان على وزارة ‏الصحة وهيئة التعبئة العامة اتخاذ تدابير اكثر قساوة من خلال فرض التباعد ‏الاجتماعي والزام الناس بالكمامات واطلاق حملة توعية هامة مرتبطة بالنظافة ‏الشخصية واغلاق تام لكل النوادي الليلية والمطاعم والمعامل حتى تستطيع السلطات ‏المختصة ضبط الوضع والبقاء تحت خط 1000 اصابة في اليوم الواحد.‏

من جهة اخرى، نشرت وزارة الصحة فرقاً طبية في المناطق التي عددها 111 لاجراء ‏فحوصات “‏PCR‏” حيث استطاعت اجراء 11 الفاً و200 فحص مخبري في كامل ‏هذه المدن والقرى، مع العلم ان النتائج ستظهر اليوم الاثنين.‏

حكومة تكنو سياسية تتقدم على حكومة الاختصاصيين
يبدو ان طرح حكومة “تكنو سياسية” يتقدم على حكومة الاختصاصيين لان الكتل ‏النيابية رحبت بإشراك 6 وزراء سياسيين الى جانب 14 وزيراً من الاختصاصيين، ‏على ان تكون الحكومة مؤلفة من 20 وزيراً. وطرح حكومة “تكنو سياسية” جاء من ‏الرئيس نجيب ميقاتي ورغم عدم صدور تصريحات علنية بتأييدها، الا ان الرؤساء ‏عون وبري وقادة
الاحزاب والجهات السياسية عمليا رحبوا بحكومة بالطرح كونها تتماشى مع مطالبهم ‏السابقة، اضافة الى ان المفاوضات غير المباشرة التي ستجري بين لبنان وسلطات ‏الاحتلال الاسرائيلي لترسيم الحدود البرية والبحرية، تتطلب وجود حكومة تضم ‏سياسيين لمواكبة هذه المفاوضات غير المباشرة، كما ان اشراك سياسيين بعدد 6 ‏وزراء ينهي المشكلة مع عدة كتل نيابية واهمها حزب الله وحركة امل.‏

واذا كان التأليف يتجه نحو الانفراج الجزئي، فان الصعوبة هي في الاتفاق على اسم ‏الرئيس المكلف، كون تجربة تكليف الرئيس مصطفى اديب شكلت صدمة لرئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون وللرئيس بري وكتلة نواب حزب الله وحركة امل ‏وغيرهم ايضاً، ذلك ان الرئيس اديب امتنع عن التشاور مع الكتل النيابية او تقديم اسماء ‏لهم او حقائب وحتى بالنسبة لرئيس الجمهورية لم يقدم اي تصور لحكومته بالاسماء ‏والحقائب، ولا مع الرئىس بري ولا مع التيار الوطني الحر، لذلك قررت هذه الكتل ‏الاجتماع بأي اسم يتم طرحه لتأليف الحكومة قبل ان يتم تكليفه لاخذ ضمانات بانه ‏سيتشاور مع الكتل النيابية ولا يخفي الاسماء عنهم والحقائب، ولا يحتفظ بالسرية التامة ‏كما فعل الرئيس المكلف مصطفى اديب. هذا، ولن يوافق حزب الله وحركة امل بالتحديد ‏وغيرهم من الكتل على تقديم اسم في الاستشارات النيابية لدى رئيس الجمهورية قبل ‏مناقشة الشخصية التي ستكلف تأليف الحكومة فاذا حصلوا على ضمانات، سوف يتم ‏تسمية الرئىس المكلف والا فان التكليف متأخر ربما لاسبوعين او شهر كون موضوع ‏تأليف الحكومة بات دقيقاً جداً في ظل ملف ترسيم الحدود اضافة الى ملف تسمية حزب ‏الله وحركة امل للوزراء الشيعة. هذا ولم يتم معرفة مواقف كتل اخرى مثل التيار ‏الوطني الحر او غيره.‏

اجتماع السفير الفرنسي مع ممثل حزب الله
التقى السفير الفرنسي فوشيه بالسيد عمار الموسوي مسؤول العلاقات الخارجية في ‏حزب الله وكانت الاجواء ايجابية وابلغ السفير الفرنسي الموسوي ان فرنسا تفهمت ‏خطاب سماحة السيد حسن نصرالله، فيما شرح النائب السابق الموسوي موقف الحزب ‏الذي ما زال يؤيد المبادرة الفرنسية، لكن ضمن اطار الرعاية الفرنسية، والقبول ‏بالاصلاحات انما على اساس ان تكون وزارة المالية من حصة الثنائي وان يسمي ‏الثنائي وزراءه في الحكومة. ويتوقع ان ينقل السفير الفرنسي الذي انتهت مدة عمله في ‏لبنان هذه الاجواء الى المسؤولين في العاصمة الفرنسية.‏
اما فرنسا فقررت عدم الدخول في لعبة الاسماء لاختيار الرئيس المكلف او الدخول في ‏مناقشة موضوع المداورة او غيره بل تعتبر ان الحكومة المقبلة يجب ان تركز على ‏الاصلاح وان الرئيس الفرنسي ماكرون ينتظر من القيادات اللبنانية ان تساعد نفسها في ‏الاتفاق على تشكيل الحكومة، وبعدها تقوم فرنسا بالمساعدة في تذليل العقبات، لكن ‏المسؤولية الاولى تقع على المسؤولين اللبنانيين والسياسيين، وفرنسا لا تريد ان تكون ‏بديلا عنهم.‏

الرئيسان عون وبري في طائرة واحدة الى الكويت
سيسافر اليوم رئيس الجمهورية العماد عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس ‏دياب في طائرة واحدة الى الكويت وستكون الرحلة من بيروت الى الكويت نقطة التقاء ‏واجتماع بين الرئيسين عون وبري لبحث الملف الحكومي والاستشارات النيابية ‏والاجواء الفرنسية الجديدة. هذا ويبني المراقبون آمالاً على ان اجتماع الرئيسين عون ‏وبري قد يؤدي الى اطلاق الاستشارات النيابية الاسبوع الحالي، وهذا التوقع ليس في ‏محله لان رئىس الجمهورية العماد ميشال عون لن يدعو الى استشارات في هذه ‏السرعة بل يحتاج الامر الى دراسة ابعد واطول، وبالتالي قبل اسبوعين لا استشارات ‏نيابية بل مشاورات سياسية بين الاطراف والقيادات للتفاهم على صيغة الحكومة بشكل ‏نهائي، والاتجاه طبعاً نحو حكومة تكنو سياسية، والاهم اسم الرئيس المكلف، وهنا يعلن ‏الرئيس سعد الحريري انه غير مرشح لتأليف الحكومة الا انه في حال حصل توافق ‏فرنسي ـ سعودي على الحريري وحصل توافق بين الأخير والكتل النيابية وبالتحديد ‏حزب الله وحركة امل، فان الحريري هو الذي سيكلف تشكيل الحكومة رغم موقفه ‏الرافض لتشكيلها، كونه لا يستطيع مقاومة طلب فرنسا والسعودية بان يشكل الحكومة ‏المقبلة.‏

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات