محطات نيوز – أطلق “مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني” كتاب المؤتمر الاقليمي الثالث بعنوان “العالم العربي 2013، ديناميات التغيير، التحديات في الامن والاقتصاد والادارة السياسية”، في الخامسة من بعد ظهر يوم الأربعاء الواقع في 12 شباط 2014، في النادي العسكري المركزي – المنارة، برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بنائب رئيس الاركان للعمليات في الجيش العميد علي حمود، في حضور عدد من السفراء والملحقين العسكريين في السفارات الاجنبية والعربية، مديرين عامين، ضباط حاليين وسابقين، رؤساء جامعات ومديري مراكز ابحاث وممثلين عن “اليونيفيل”.
بعد النشيد الوطني، القى العميد الركن حمود كلمة رحب فيها بالحضور، وتوجه بالتقدير الى الباحثين والاكاديميين الذين شاركوا في المؤتمرات السابقة، والى الجهات التي وفرت الدعم المعنوي والمادي لها، لافتا الى ان “المبادرة التي قام بها الجيش على صعيد عقد هذه المؤتمرات، تنبع من دور لبنان الرسالي في المنطقة العربية والعالم كنموذج للتنوع الحضاري والثقافي، ومن اهتمام قيادة الجيش بمواكبة التطور، وتعزيز المهارات العلمية والثقافية والفكرية للعسكريين، كونها اصبحت جزءا لا يتجزأ من صورة الجيش في عصرنا الحديث.
ثم كانت كلمة رئيس اللجنة العامة للمؤتمر الأقليمي الثالث العميد الركن خالد حمادة بالمناسبة، رحب فيها بأصحاب المعالي، أصحاب السعادة، صاحب الرعاية حضرة العماد جان قهوجي قائد الجيش
أيها الحضور الكريم،
أهلاً وسهلاً بكم في داركم، رسميون وديبلوماسيون وأكاديميون شركاء للمؤسسة العسكرية، كلّ من موقعه، التي لن توفر جهداً للتفاعل أكثر فأكثر مع تخب المجتمع المدني العامله في دوائر صنع القرار في لبنان ومثيلاتها في الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة. أن شراكتنا الواعدة في المؤتمر الإقليمي السنوي تمتد ثلاث سنوات خلت وتبشر بمستقبل مثمر لسنوات قادمة.
لقد إجتزنا وإياكم وبعمل دؤوب مرحلة إثبات الذات وترسخت لدينا القناعة بصوابية وإلزامية الفهم الموضوعي للمتغيرات الإقليمية بما فيها تقاطع المصالح بين القوى الدولية والإقليمية، تبدّل موازين القوى، توظيف وإدارة فائض القوى وسلّم الاولويات الدولية في ظل غياب كليّ لمنظومة القيم لصالح منظومة المصالح ولقد توسّلنا في ذلك نقاشاً حراً بين أصحاب الكفاءة والخبرة من مراكز معرفية بحثية ومواقع دبلوماسية وعسكرية متعددة ومتباينة في حين.
لقد راكمنا على مدى ثلاث سنوات عملاً بحثياً جاداً في قضايا إعتبرت من المحرّمات في مجالات الأمن الأقليمي وصعود الإسلام الياسي ومستقبل الأقليات في ضؤ تصاعد حدّة التطرف وتداعيات الصراع العسكري والسياسي في سوريا وأمن الخليج العربي. وهاهي اليوم تشكل موضوعات أساس يصاغ على وقعها مستقبل المنطقة.
ألا يصاغ إيقاع الأمن الوطني والمعادلات الوطنية الداخلية والرؤى الاقتصادية من افغانيتان حتى المغرب العربي على إيقاع ترتيبات الدول (الخمس +1) مع ايران حول الملف النووي ومباحثات جنيف 2؟ ألا تقدم يوميات العنف السياسي في العراق واليمن والسودان وتونس وسوريا وغيرها نماذج واضحة عن الفوضى الإستراتيجية وأنغلاق الأفق بشكل مطلق سوى على المزيد من العنف.
ليس ذلك مدعاة للتعمق أكثر فأكثر ومن منظور الامن الإستباقي لفهم البيئة العربية والإسلامية التي تشكل بنقاط ضعفها حاضنة لعنف متصاعد يهدد كل القيم التاريخية والسلوكية التي إلتأمت على أساسها مجتمعاتنا؟
لقد وثقنا في كتابكم، كتاب المؤتمر الإقليمي الثالث كل المداولات الحرّة التي عبرت عن رؤية كل منكم لمسار المتغبّرات وعرضنا للتوصيات التي اجابت عن الهواجس والتهديدات التي أثيرت على إختلافها والتي تستفيد من الإنشقاقات والإختلالات البنيوية في كل بلدان المنطقة وتساءلنا معاً، لماذا أصبحت الفوضى العارمة هي البديل؟ ولماذا أصبح الخطاب المتمرد شرّاً لابد منه لبلوغ الحرية؟ لماذا يدفع المواطنون لكي يصبحوا أطرافاً في حرب أهلية؟ لماذا تتباهى الدول المتحضرة بتوقفها عن شن الحروب وتلقي بشرارة حروبها من بعيد ويبقى على الشعوب تدبير شؤونها؟ هل نحن أمام حرب أهلية أبدية؟ وهل يقتصر التصويت على الأمر في مجلس الأمن لوضع حدّ لها؟ لماذا نعجز عن إدراك أننا ننفق المليارات على الحروب في حين أننا نستطيع بناء مدن وتعليم شعب بكامله وتقديم العلاجات له بأقل من ذلك بكثير؟
ماهو مستقبل الدساتير في العالم العربي وهل تستمد شرعيتها من الشريعة أم من القانون المدني؟ هل ستبقى الساحات هي أدوات التعبير المتاحة؟ ماهو مستقبل المؤسسات في الدولة المدنية؟
ألسنا في لبنان متشابكون مع محيطنا في اكثر من قضية تتصل بأمننا، أليس ترسيم حدودنا البحرية وتحقيق الإستقرار سبباً ملزماً لإستخراج النفط وتحقيق المنعة للبنان؟ هل يفضل العالم إستقرار لبنان أو استمراره متفعماً على الفتن والحروب؟
هذه تساؤلات وسواها الكثير ستشكل حيّزاً من جملة قضايا يعالجها المؤتمر الإقليمي الرابع الذي ينظمه مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية في ربوع بيروت من 9 حتى 12 نيسان 2014، برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبإحتضان مستمر من حضرة العماد قائد الجيش،
بعنوان:
“الستاتيكو في الشرق الأوسط في ضؤ المتغيرات والتسويات المحتملة: شرعية أنظمة الحكم وركائز النظام الإقليمي الجديد”
ويشاركنا فيه صانعو القرار من مراكز متجذرة وعريقة منذ خمسنيات القرن الماضي في كل من الولايات المتحدة الأميركية ولأوروبا والدول العربية وبالدعم لمؤسسات إقتصادية ومالية وثقافية، لبنانية وعربية
عشتم عاش الجيش وعاش لبنان
وهذا نموذج عما يتضمن هذا الكتاب خلاصة اعمال المؤتمر الاقليمي الثالث الذي نظمه مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش خلال العام 2013 في بيروت.