امسية ثقافية بعنوان “المواطنة” في المركز الثقافي العراقي في بيروت

محطات نيوز – وسط حشد كبير من المثقفين والاكاديميين العراقيين واللبنانيين اقام المركز الثقافي العراقي في بيروت امسية ثقافية بعنوان “المواطنة” للوزير السابق رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين.

استهلّت الامسية بكلمة للدكتور شفيق شحادة الذي ادارها قائلاً : “اقف اليوم في هذا الصرح الثقافي للعراق… السيد المثقّل الذي اذلّ بشعبه الصابر قوى الشرّ والظلال… وعكس حبّه للحياة والتواصل مع الشعوب بافتتاح هذا الصرح الثقافي في بيروت…المواطنة لا يمكن لها ان تتحقق الاّ في ظلّ الدولة المدنية الحرّة”.

بعدها قال الدكتور عدنان السيد حسين ان المواطنة يبقى عمادها ومحورها المواطن لا الفرد… المواطنون لا الرعايا… فإذا كانت الوطنية تشير الى الشعور الوطني ، والالتزام الوطني بالمعنى القيمي او النضالي او الاخلاقي فإن المواطنة تؤكد على الالتزامات بالمبادلة بين المواطن ودولة المواطنين… ولاء المواطن للوطن والدولة ، مقابل واجبات الدولة تجاه مواطنيها.

وان للمواطنة ابعاد قانونية واقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية ، والمساواة امام القانون هي دلالة على البعد المدني (الحقوقي) وحق الاقتراع العام للمواطنين ، والمساواة بين الجنسين تجسّد للبعد الاجتماعي وحصول كل مواطن على نصيب عادل من الثورة الوطنية تأكيد للبعد الاقتصادي والاجتماعي معاً.

وبيّن الحاج حسين ان ابعاد المواطنة لم تتكرّس في زمن قصير ولم تبرز دفعة واحدة ومسارها التاريخي يؤكد خبرات اليونانية والرومانية اطلِقت قبل المسيحية افكاراً جديدة بالدراسة ، وكيف يحثّ الفكر المسيحي عن سعادة الانسان والفكر الاسلامي كيف اقترب من مضمون الجنسية كما هي مفهومها في عصرنا حيث ضمن المساواة في الحقوق والواجبات ، اعلاء قيمة الحرية ، الهوية الوطنية الواحدة ، النتيجة الشاملة ويمكن اختصارها “بالحرية والعدالة”.

والمواطنة هي الاطار الجامع لتفاعل المواطن مع وطنه وعلاقة المواطنين فيما بينهم ضمن دائرة وطنية للدولة التي صارت محددة في جغرافيتها السياسية ومركزها القانوني وطبيعتها السياسية والاجتماعية الاقتصادية.. ولم تعد المواطنة مجرد ولاء عاطفي وانتماء للوطن وحسب بل صارت كذلك نظاماً عاماً له محددات وابعاد عن مختلف الاصعدة الانسانية.

وانطلاقاً من مبدأ المساواة بين المواطنين الذي يتجسّد من الحرية والعدالة فإن الفكر الغربي سعى الى بلورة  حقوق الافراد قبل ان تتطور الى حقوق المواطن.

وقال مدير المركز الدكتور علي عويد العبادي : “اننا بأمس الحاجة اليوم الى مشروع ثقافي وخطاب ثقافي عربي موحد يعكس وجهة نظر المثقفين والاكاديميين مما يحدث في العالم ويعطي التصور الحقيقي لبناء الانسان والدولة ويسهم في وضع اليد على الخلل والمشاكل ويقدم الحلول الناجحة لها وفق اسس الحقوق والواجبات المتبادلة والتي تضمن الحياة الكريمة للشعوب” لاجل تطبيق مفهوم المواطنة الذي لا ينظر الى النس والقوميات والاديان.

بعدها جرى حوار ثقافي راقي عن مفهوم المواطنة واسس تطبيقها في العالم العربي شارك فيه الدكتور محمد الشهال والدكتور اياد عبيد والسيد عمران القيسي والاستاذة اسما  مكارم كنعان.

وفي ختام الامسية قدم مدير المركز الثقافي العراقي في بيروت درع الوفاء للدكتور عدنان السيد حسين تقديراً واعتزازاً لما قدمه للثقافة العربية عبر كتابه المواطنة والبحوث والدراسات التي نشرت.

IMG_8941

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات