محطات نيوز – عقد تكتل “التغيير والإصلاح” اجتماعه الأسبوعي برئاسة العماد ميشال عون في دارته في الرابية، وجرى البحث في الملفات الراهنة.
وعقب الاجتماع، تحدث الوزير السابق سليم جريصاتي، فقال: “جلسة الغد المتعلقة بمناقشة رسالة رئيس الجمهورية بموضوع الإستحقاق الرئاسي، عملا بالحق السياسي المحفوظ للنواب، تقرر حضور هذه الجلسة لمن يريد من نواب التكتل، للاستماع إلى كلمة الرئيس التي وجهت إلى مجلس النواب بواسطة رئيس مجلس النواب، إلا أننا نسجل أن هذه الرسالة جاءت متأخرة، وبأن هذه الصلاحية المحفوظة للرئيس غابت عن أوضاع دستورية سابقة إفترست العهد الرئاسي الذي إنقضى أكثر من نصفه بتأليف الحكومات، كما وغابت عن إستحقاقات أخرى كتعطيل المجلس الدستوري في مفاصيل أساسية.
لذلك وبالرغم من هذه الملاحظات، وبما أن الأمر يتعلق بمؤسسة مجلس النواب وبرسالة رئيس الجمهورية، تقرر ممارسة الحق السياسي بحضور الجلسة”.
اضاف: “ثم تناول التكتل النقاش الذي يجري بموضوع ما يسمى بتعطيل جلسات إنتخاب رئيس للجمهورية، والذي تم توضيحه في بيان سابق للتكتل، وقد علم الجميع أن الرأي العام أصبح متيقنا، وأن ليس في الأمر تعطيلا لجلسات مجلس النواب، إنما تمسك صارم بالميثاق وبمقتضياته، ولن يصيبنا أي إنهاك في تمسكنا هذا.
كما ونذكر أيضا بحصيلة نقاشات اللجنة السياسية التي تألفت في بكركي، والتي شارك فيها ممثلون عن الأقطاب المسيحية الأربعة، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء الآخرين الذين حضروا عملا برغبة غبطة البطريرك، وأقرأ نتيجة النقاشات منعا لأي إزدواجية في التفسير: “المبدأ الأول حيث وجوب إجراء إنتخابات رئاسية لتأتي برئيس جديد للجمهورية”، وهذا ما ينفي الأفكار المتداولة بشيء من الإستنسابية والإستسهال عن تمديد من هنا أم تصريف أعمال من هناك”. رئيس جديد للجمهورية قادر على تحمل مسؤولياته بشكل فعلي، يستمد دعمه من المكون الذي ينتمي إليه، ويعبر بذلك عن وجدان المسيحيين وثوابتهم الوطنية، ويستعيد دورهم، ويرتاد رحاب الوطن بأمته من أجل مصلحة كل اللبنايين وخيرهم المشترك”.
وتابع: “كما ولاحظتم أن عبارة “معبرا عن وجدان المسيحيين”، إقتبست حرفيا للملاءمة من خطاب الرئيس سعد الحريري في البيال في الرابع عشر من آذار.
ثم المبدأ الرابع، الذي يذكر بوجوب الإنتباه جيدا إلى مسألتين هامتين. المسألة الأولى وتشمل التدخلات الخارجية التي ستحضر ربما لفرض تسويات معينة أو مرشحين معينين لا يتمتعون بالمواصفات المطلوبة التي قرأتها أعلاه حرفيا. وقد تضمن الدستور الآليات والوسائل للتصدي للنصاب. وهنا يلاحظ معالي الأستاذ يوسف سعاده بان تغيب النائب عن جلسات مجلس النواب هو حق سياسي له. ومن ثم علاقة أي فائز بالإنتخابات بالأقطاب الآخرين في ضوء المصلحة المشتركة، وهذا ما ينفي أيضا ما نُقل مؤخرا عن لسان رئيس البلاد بانه يخاف على الأقطاب من بعضهم، كما وأنه لا يحبذ وصول أحدهم خوفا لانتقامه من الآخرين”.
وقال: “بالإنتقال إلى مذكرة بكركي الوطنية، فقد أوردت أيضا بالتفصيل مواصفات الرئيس المطلوب، أي الرئيس القوي الذي تتأمن معه مقتضيات الصيغة والوفاق، والذي يؤمن – على ما ورد في المذكرة- المشاركة الفعلية لمكونات الوطن في صناعة القرار الوطني. إذا، الصيغة، والميثاق ودونهما كل استحقاق. هذا ما قالته المذكرة. ثم إن الأقطاب المسيحية التي اجتمعت في بكركي عطفت بالتأكيد على حصيلة نقاشات اللجنة السياسية، واعتبرت المبادئ الـ6 الواردة فيها مبادئ معتمدة من قبلهم دون أي تحفظ”.
واشار الى ان “التكتل تداول النهج الذي يعتمده في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، وهو نهجٌ نستمده من النهج الحكومي الراهن، ونرغب في تزخيمه بمعرض هذا الاستحقاق. ماذا نقصد في ذلك؟ نقصد أن التكتل وعماد التكتل عملا على القيام بنقلة نوعية في صناعة هذه الحكومة، واستخراج البيان، وبالتالي الثقة المريحة، ما أمن للبنان في شهرين استقرارا أمنيا شمالا وبقاعا، ووقفا للتفجيرات في عمق الضاحية الجنوبية، وإقرارا للتعيينات لملء الشواغر الإدارية خصوصا وأن الإدارات كانت تعاني أزمة في هذا المجال منذ العام 2005، وإطاحة للسجال الناري المتشنج بين مكونات الوطن. كما ظهرت إيجابيات هذه النقلة النوعية أيضا في ما يختص في الجبهة السورية. هذا هو النهج الذي نريد أن نزخمه في معرض الاستحقاق الرئاسي”.
وختم: “نرفض الاستحقاقات النارية التي تمس بميثاقنا وبصيغتنا، ونرفض بالتأكيد نهج تعطيل المؤسسات، وقد كنا أول المنادين بعدم وجوب تعطيل المجلس الدستوري بالقوة، وقمنا بإدانة هذا التصرف، كما كنا قد اتخذنا موقفا من التمديد غير الدستوري لمجلس النواب. فمن يحرص منا على مؤسساتنا يحرص بالتأكيد على موقع الرئاسة الأولى من باب الصيغة والميثاق”.
ثم أجاب عن أسئلة الصحافيين فسئل: هل بحثتم في مسألة المشاركة في جلسة مجلس النواب نهار الخميس لانتخاب رئيس؟! هل ستضعون أوراقا بيضاء أو تضعون إسم العماد ميشال عون؟
اجاب: “في حال استمرت الظروف نفسها التي قضت باستعمالنا الحق السياسي المحفوظ لنا بعدم الحضور، لن نحضر. وإذا تغيرت الظروف باتجاه الوفاق الذي نسعى إليه، من خلال المفاوضات التي تجري والتي لم تنقطع أوصالها بإرادة من الطرفين، فسنذهب إلى انتخاب رئيس”.
سئل: أي أن يكون العماد عون رئيسا؟
اجاب: “أنا أتحدث عن نتيجة الوفاق، أي نتيجة استمرار المفاوضات، فإذا أفضت إلى نتيجة يتأمن معها انتخاب رئيس وفاقي بامتياز، فسنذهب إلى الجلسة لانتخاب رئيس. أما إذا لم تتأمن هذه الظروف للأسباب نفسها التي سبق أن ذكرناها، فستكون عندئذ النتائج هي نفسها كما في السابق”.
سئل: البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حمل النواب مسؤولية العار إذا تخلفوا عن حضور جلسات الإنتخاب..
اجاب: “هذا أمر طبيعي، وأنا أدعو غبطة البطريرك إلى التمسك بما جرى في بكركي، وهو طبعا كان على رأس اللجنتين، ممثلا في اللجنة الأولى بسيادة المطران مظلوم، أما في بكركي، فقد كان حاضرا شخصيا، وهذه الدعوة هي دعوة صادقة لسيد الصرح وهو يعرف ذلك. وأنا أعتقد أن ما يهم البطريرك في هذا الأمر هو ملء الشغور، على أن يكون من يملأ هذا الشغور، يليق بالموقع، هكذا يجب أن نفهم كلام سلطة البطريرك”.
سئل: هناك تسريبات تتحدث عن موقف سعودي سلبي تجاه ترشح العماد عون؟
اجاب: “هذا الأمر لا يتعدى التسريبات، ما من موقف رسمي حتى الساعة”.
سئل: من هو الرئيس الوفاقي الذي يمكن أن تتوافقوا عليه قبل الجلسة؟
اجاب: “شرحت هذا الأمر في بيان سابق، وقلت إن الرئيس الوفاقي هو الرئيس القادر على جمع مكونات الوطن وتمثيلهم خير تمثيل، وهو الذي تتوافر فيه مواصفات المادة 49 من الدستور، وأترك التسمية لكم”.