محطات نيوز – قال الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمة القاها خلال الاحتفال التأبيني تكريما للشيخ مصطفي قصير في قاعة السيد محمد باقر الصدر في ثانوية المهدي: “ان مقاومة تحضر في ساحة الصديق في سوريا لتسقط مشروعا على مستوى المنطقة يستهدف مقدساتها ومقوماتها، ما كان لها ان تقوى وتتعاظم الا من خلال هذا الحضور الشعبي والعقائدي والعلمائي، وهذه الجهود الكبيرة التي تبذل، لأنها مقاومة تستند الى قاعدة شعبية كبيرة وليست ردة فعل مؤقتة وانما تنتسب وتنتمي الى جذرو راسخة في هذه الارض وتاريخها وعقيدتها”.
وعن سلسلة الرتب قال: “اليوم هناك معضلة يعيشها البلد كله هي سلسلة الرتب والرواتب، وصلنا الى لحظة حساسة جدا، ومن الخطأ ان نضع موظفي القطاع العام والاساتذة وجها لوجه مع الطلاب والاهالي، فيما الدولة لا علاقة لها، ومن يجب ان يتنازل؟ ان ايصال الامر الى هذا الحد سيء وغير مسؤول”.
اضاف:”من غير المقبول ان نضع الناس في الايام الاخيرة امام المواعيد المحددة للامتحانات الرسمية، بوجه بعضهم. من الذي اوصل الامور الى هذه اللحظة؟ هي الطبقة السياسية وعليها هي معالجة هذا الوضع، هذه الطبقة السياسية كلها مسؤولة عن معالجة هذا الوضع في الايام القليلة المقبلة”.
وتابع:”من واجب كل الكتل النيابية، الاخلاقي والانساني والوطني، ان تتوجه الى مجلس النواب لحسم هذه المسألة في جلسة او أكثر، لانصاف الموظفين وانقاذ الطلاب والامتحانات الرسمية، ومن يتخلف هو من يتحمل المسؤولية، وادعو الى معالجة هذا الموضوع”.
وعن الجامعة اللبنانية قال: “رأينا وكأن هناك من يريد وضع الاساتذة مقابل طلاب الجامعة، الدولة هي من تتحمل المسؤولية وتحديدا مجلس الوزراء، لماذا لا يعالج هذا الموضوع؟ يجب ان يتنازل ويضحي الكل لمعالجة هذا الملف الحيوي والخطير”.
وفي الشأن السياسي قال نصر الله:” في الاوانة الاخير حكي عن اتهام فريقنا وخاصة الثنائي الشيعي بالسعي للمثالثة، ووصل الامر الى ان هناك من يحاول القول اننا نعطل الانتخابات الرئاسية لاننا نريد الوصول الى المثالثة، هذا الاتهام لا اساس له من الصحة، أين الدليل؟ اول من طرح المثالثة هم الفرنسيين فوفد منهم زار ايران وطرح ان اتفاق الطائف لم يعد صالحا، وما رأيكم باتفاق جديد على اساس المثالثة؟ طبعا الايرانيون رفضوا وقالوا لنا هذا الامر واكدنا لهم رفضنا لهم. نحن اذا خارج المثالثة ولم نفكر في هذا الامر ولم نطالب به ولا نسعى اليه”.
واردف:”اذا كنتم ترون اننا نمنع انتخابات الرئاسة لاننا نريد المثالثة، فاذا اردتم اقبلوا باجراء الانتخابات وبالشخصية الاقوى، لكن معروف من يمنع الاقوى من الوصول.
انا بكل صدق واخلاص ادعو الى جهد داخلي لانجاز الاستحقاق الرئاسي، حتى السعوديين يقولون انهم لا يتدخلون، وبالتالي كل الدول التي كانت تساعد في الماضي اليوم هي منشغلة، لا تنتظروا العلاقات الايرانية السعودية ولا المفاوضات بين هذين البلدين”
واكد ان “الامن والاستقرار لا يحتاج الى حل سياسي جذري، بل الى ارادة في الحفاظ على السلم والامن والاستقرار، عندما يتوقف التحريض وخصوصا الطائفي والمذهبي، يؤثر هذا جدا على تحقيق الامن والاستقرار في لبنان، المهم انكفاء وتراجع هذا الخطاب الطائفي لانه من اهم الامور لحفظ الاستقرار والامن والهدوء.”
وفي الشأن السوري قال:”اهم حدث حصل في الاونة الاخيرة هو الانتخابات الرئاسية وهذا الاقبال الشعبي يعتبر انجازا وانتصارا لسوريا وشعبها، في الماضي عملت اميركا والغرب وغيرهم لمنع حصول انتخابات في سوريا، والغرب هدد وتوعد انه اذا حصلت انتخابات سنفعل كذا وكذا، ونعرف ان ضغوطا مورست على القيادة السورية لعدم اجراء انتخابات، لكن الموقف السوري كان حاسما لاجراء الانتخابات”.
اضاف: “ان الضغط الذي حصل على الشعب السوري مسبقا والقول ان الانتخابات مهزلة ولن نعترف بها سقط، وكل الذين رفضوا الانتخابات بسوريا ووصفوها قبل ان تجري بأنها مهزلة وغير شرعية ولا تعبر عن الارادة الشعبية، هم يصادرون الارادة السورية الشعبية”
وسأل نصرالله “من مصلحة النظام حصول انتخابات شعبية فكيف يتهموه بانه سيرسل سيارات مفخخة؟”، معتبرا ان “الانتخابات حصلت رغم كل الموانع والضغوط وفتاوى التكفير”، لافتا الى “اننا رأينا ما حصل في الانتخابات. وقالوا ان الذين انتخبوا بالسفارة السورية في لبنان هم عناصر في “حزب الله”، وهذا كلام سخيف، ووزارة الداخلية بيدكم فعودوا وشاهدوا الصور”.
واكد ان “الملايين شاركوا في الانتخابات وهذا امر لا يمكن لاحد ان ينكره، والشعب السوري في هذه الانتخابات ثبت وحدة سوريا، فكل الذين كانوا يخططون لتقسيم سوريا جاءت الانتخابات لتثبت ان سوريا واحدة، ثانيا الشعب ثبت بقاء الدولة وانها قادرة على ادارة انتخابات، ثالثا اكد الشعب ارادة الصمود عند السوريين وعدم اليأس وعدم التخلي عن مستقبله لتصنعنه دول العالم”.
وتابع:”ان السوريين هم الذين يصنعون بلدهم ويعيدون اصلاح نظامهم السياسي، رابعا قالت الملايين ان المعركة ليست بين النظام والشعب، لو كانت كذلك لوجدنا فقط بضعة آلاف تتوجه الى صناديق الانتخاب، وعند توجه الملايين فهذا يعني ان القيادة تتمتع بحاضنة شعبية كبيرة جدا. يستطيعون في لبنان نزع صفة نازح عن السوري ولكن لا يستطيعون ازالة عنه صفة انه ناخب سوري”.
واعتبر ان “الانتخابات اعلان سياسي وشعبي بفشل الحرب على سوريا، ومن يريد حلا سياسيا في سوريا لا يستطيع تجاهل الانتخابات الرئاسية التي تدل على ان الحل الذي يستند الى استقالة الرئيس السوري بشار الاسد لم يعد واردا، بعدما اعاد الشعب انتخاب الاسد، والانتخابات تقول لكل المعارضة والدول الاقليمية والعالمية ان الحل السياسي في سوريا يبدأ وينتهي مع الاسد”.
ورأى ان “الحل السياسي يقوم على مقدمتين اساسيتين الاولى الاخذ بنتائج الانتخابات، وثانيا وقف دعم الجماعات التكفيرية بما يساعد على وقف القتال والحرب، ولا يكفي ان تقوم بعض الدول العربية او الاقليمية بوضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب لأن هناك دول في المنطقة وضعت او قد تضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب لكنها لا زالت تقدم الدعم لها”.
اضاف: ” نقول لكل الجماعات المقاتلة في سوريا من خلال الوقائع الميدانية والسياسية، ان لا أفق لقتالكم سوى المزيد من سفك الدماء وتدمير البلاد، لا افق للحرب العسكرية في سوريا، والحفاظ على ما تبقى ومن تبقى في سوريا من اهلها وشعبها المقاوم ومن عمرانها وحقولها وصناعتها، ويتوقف على ان يذهب الجميع الى المصالحة والحوار ووقف نزف الدم والقتال المتواصل الذي لم يعد يخدم اي اهداف داخلية سورية”.
وبارك نصرالله “للشعب السوري بهذا الانجاز وللأسد هذه الثقة المتجددة بقيادته”، متوجها للبنانيين بالقول:”لا تقلقوا اذا انتصرت سوريا، بل اقلقوا اذا هزمت، انتصار سوريا سيكون مباركا عليها وعلى المنطقة”.
