قباني من دار الفتوى:لا يخيفنا السراي ولا من هو فيها ولا من يحميها

محطات نيوز – عقد أئمة المساجد والعلماء والخطباء في لبنان اجتماعا طارئا في بهو دار الفتوى ضم حوالي مائتي وخمسين عالما، بدعوة من المديرية العامة للأوقاف الاسلامية في بيروت. وحضر في بداية الاجتماع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. 

وبحث المجتمعون في قرار المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الذي اعاد العمل بتوسيع الهيئة الناخبة الذي كان ساريا قبل انتخاب مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد وجرى تقليصها عند انتخابه.

وقال مفتي الجمهورية: “هذه جلسة وداع لي ولكم في هذه الدار، ولكن أيضا هي عهد بيني وبينكم أن نستمر يدا بيد خارج هذه الدار، لأن العلماء لا ينتهي دورهم ولا تتوقف كلمتهم الحق خالصة لوجه الله تعالى، طالما هم أحياء فهذه رسالتهم، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: “فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون”، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه. هذا المجلس اليوم هو برئاسة مدير عام الأوقاف الإسلامية فضيلة الشيخ هشام خليفة، يحدثكم عن بعض الأمور ويستمع أيضا منكم، ولكن الذي أريد أن أقوله لكم: إن إعادة العمل بالمواد السابقة التي ألغيت عام 1996 وقت انتخابي مفتيا للجمهورية هي الهيئة الناخبة الحق، هي مجلس الانتخاب الإسلامي الذي نص عليه رجال الاستقلال، كانت هناك أسباب سريعة، جرت خلافات عليها لم ينتخب مفت للجمهورية، فرأى رؤساء الوزراء وقتها أن يختصروا هذه الهيئة. ولكن لا يصح أن تختصر إلى ما لا نهاية. أولا، العلماء كانوا ينتخبون رئيسهم وهو مفتي الجمهورية، بنص المرسوم الاشتراعي رقم 18/55 الذي ينظم مؤسسات دار الفتوى والاوقاف الإسلامية ينص على أن مفتي الجمهورية اللبنانية هو الرئيس الديني المباشر لجميع العلماء المسلمين، كل من يحمل شهادة شرعية عالية، ولو لم يكن موظفا وظيفة دينية، بهذا النص كان معمولا به سابقا”. 

أضاف: “وبعد اختصار هذه الهيئة أصبح عدد العلماء الذين يشاركون في انتخاب مفتي الجمهورية حوالي 35 أو 37 عالما بعد أن كان كل من يحمل شهادة شرعية عالية، واليوم العلماء الذين يحملون هذه الشهادات يقارب عددهم حوالي 1000 أو 1500 ربما أكثر، فقط 35 أو 37 عالما الذين هم قضاة الشرع والمفتين، قضاة الشرع حوالي 25 أو 27 لوجود شغور، والمفتون وعددهم حوالي 7 تقريبا الآن لوجود شغور. فنحن اتجهنا إلى توسعة الهيئة الناخبة وإعادة الأمور إلى نصابها وهذا حقكم، وهذه أمانة أسلمكم إياها، ربما إن قضى الله سبحانه وتعالى أن نجتمع اجتماعا آخر لوداع في اجتماع أكبر ان شاء الله. انا اسلم هذه الأمانة بداية لهذا الاجتماع الكبير، ثم ربما يكون هناك اجتماع اكبر ان شاء الله سبحانه وتعالى، الأمانة بايديكم، لا تدعوا أحدا يصادر قرار دار الفتوى، انا لم اختلف معهم، وعندما أقول معهم انتم تعرفون من هم، لقد احببته سابقا، ولقد تعاونت معه بإخلاص وصدق، ولكن ليس عندهم وفاء، ليس عندهم صدق، ليس عندهم اخلاص، هم يريدون ان يسخروا كل الناس، ولا يهمهم دين، لأن احدهم يقول: انا مع الزواج المدني، والآخر يقول: خلي لي الدين على جنب؛ انا لا اكرههم كراهية الان، وانما أقول كلمة الحق، لا يريدوا لمفتي الجمهورية ان يكون له رأي او قول”. 

وتابع قباني: “لم يظهر سابقا لأنني ما كنت اريد ان احدث مشاكل اطلاقا، ولكن ارفض كثيرا من الأمور، ولكن لا ادخل في خلافات، والناس لا يعلمون انه كانت هناك خلافات، خلافات بالتشاور وابداء الرأي برأيي لا تحتاج الى إشكالات، وحتى رأيي اليوم لا يحتاج الى اشكال، هم الذين يثيرون الإشكالات، هم الذين يسبون، وهم الذين يشتمون في صحفهم، هؤلاء هم الذين يمثلون المسلمين السنة؟ الذين يشتمون مفتيهم؟ حتى لو كان صحيحا ما يقولون، هذا عيب، يمكن الحل بطريقة أخرى، فكيف اذا كان ما يقولونه كله كذبا، وما يثيرونه كله كذب للتشهير لإسقاط كلمة مفتي الجمهورية، وأقول لهم ان كلمة مفتي الجمهورية -بعد قليل نقول السابق ان أحياني الله عز وجل- ستكون اقوى واقدر مما انا في هذا المنصب، لأن ليس هذا المنصب الذي يعطيني القوة ابدا، الذي يعطي القوة هو الله الذي خلق، وهو الذي يحيي ويميت. هم لو قبلوا مني بأن يغلقوا هذه التعديلات التي تقلص صلاحيات مفتي الجمهورية، لو قبلوا مني هذا الامر، ولو قبلوا انتخاب مجلس شرعي جديد، هم بالتوافق مع الجميع، ما كان هناك مشكلة اطلاقا. هم يعطلون انتخابات المجلس الشرعي منذ عام 2009، هم تيار المستقبل ورئيس تيار المستقبل الذي هو فؤاد السنيورة. وأقول فؤاد السنيورة وليقولوا لي وانتم قولوا لي محمد رشيد قباني، لأننا عندما نلقى الله لا نلقاه بلقب رئيس وزارة او مفتي الجمهورية او افسحوا الطريق امامنا في الاخرة، اطلاقا، وقفوهم انهم مسؤولون، مطلبي فقط هو كان انتخاب مجلس شرعي عندما انتهت ولاية المجلس السابق عام 2009 منذ خمس سنوات، هم يمددون لأنفسهم، صحيح بحضوري او ثاني مرة، وما كنت اقبل ولكن حتى لا يكون هناك مشكل ظاهر امام الناس كنت اقبل، ولكن لما طال الامر رفضت ذلك” 

وقال: “التمديد هو تعطيل الانتخابات. هم وكلاء لأربع سنوات بالانتخاب، الوكيل لا يملك ان يمدد لنفسه الا في الظروف الاستثنائية، استثنائية يعني مثل حرب الفتنة التي كانت، لأن المرسوم 18 ليس فيه تمديد اطلاقا، لا شيء اسمه تمديد. موضوع التمديد صدر بقرار من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اثناء الحروب الاهلية، بقرار وليس بقانون، صدر بقرار وقال: “في الظروف الاستثنائية يمكن ان يمدد المجلس لنفسه سنة واحدة”، رضينا وغير راضين في اول سنة للتمديد، ظننا انها سنة فقط، فاذا هي خمس سنوات، هم يعطلون انتخابات المجلس الشرعي، فليكن واضحا، هم يعطلون هذه الانتخابات، وأيضا يريدون إقرار هذه التعديلات، حتى ان احدهم قال لأحد المسؤولين: “نحن لا يهمنا من يأتي مفتيا للجمهورية، نحن يهمنا إقرار هذه التعديلات”. هذه التعديلات علمانية، بمعنى انها تريد ان تأتي بمفت ضعيف، ولا يعود مفتي الجمهورية هو المرجع الأعلى للأوقاف الإسلامية، بل ربما رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى او أي وظيفة أخرى لم يذكروها حتى الان، هذا هو السبب ليس هناك سبب اخر، وما عداه تشهير وكذب، اذا كان هناك من أخطاء يتحدثون عنها؟ نعم هناك أخطاء، ولكن هي أخطاء ملتزم لم يف بالتزامه، هو المسؤول، فكيف اذا تعاقدنا معهم يقول انت المسؤول. هناك كثير من الالتزامات يتعاقد معها المرء ويختلفون مع بعضهم، ولكن يكذبون ويكذبون ويكذبون، هم تيار المستقبل وعلى رأسهم رئيس تيار المستقبل فؤاد السنيورة. نحن لا نخشى احدا الا الله. الله هو القاهر فوق عباده، هذا هو السبب، والآن عادت الهيئة الناخبة بالتوسعة، انتم تطالبون بحقكم، انتخابات مفتي الجمهورية ستكون عندما تكون، هذا حقكم، وبدأنا اعداد لوائح الشطب على هذا الأساس، هم يجتمعون اليوم في رئاسة مجلس الوزراء، هل هذا تهديد لنا؟ اذا اجتمع مجموعة أعضاء المجلس السابق في السراي، نحن يخيفنا السراي؟”.

أضاف: “لا يخيفنا السراي ولا من هو في السراي ولا من هو على رأس السراي ولا من يحمي السراي، لأن الله عز وجل هو اقدر عليهم منا. واذا كانوا يظنون انهم هم الذين يقدرون الأمور فالله سوف يحكم بين عباده، فالله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب. هم وضعوا أنفسهم في هذا الموضع، كل واحد منكم ايها الاخوة امة بنفسه، وكل عالم من العلماء يعرف نفسه اذا كان مخلصا صادقا لله ام لا، هذه العمامة التي على الرأس اطلاقا ليست هي الحكم، الحكم لله والعمل بنية القلب وقد حذر ائمتنا وعلماؤنا سابقا من علماء السوء. نحن نرفض ان نكون، ونكون جميعا العلماء بالله الصادقين، العلماء لله، وليس العلماء الذين يعظون الناس وينسون انفسهم. قال الله تعالى: “أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون”. كونوا علماء لله، كونوا علماء لله وليس لأحد، واذا كان لأحد فهذا شرك خفي، وانتم تعلمون ان الشرك نوعان: شرك يخرج عن الملة، وشرك خفي عن طريق الرياء لا يخرج عن الملة، ولكن هذا مطعن بأي انسان عادي فكيف بالعلماء؟ لا تخشوا احدا الا الله، لا تنظروا الى وظيفة، لا الى مركز، ولا الى شيء. اربع وعشرون سنة انتهت كنت خلالها مفتيا للجمهورية. الامر كان رؤية فقط وان يكسب الانسان الذاكرة والمعلومات. اشكركم اخواني جميعا، هذه الامانة بين ايديكم انتم الذين تجعلون قرارنا راسخا، وسوف يوزع عليكم الان قرار المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى، عندما انتخبت انا طعن الكثيرون وقالوا ما هذه الهيئة من مئة وعشرين واحدا انتخبوا مفتي الجمهورية؟ معهم حق، ولكن عند ذاك ما انا الذي اقرر، لم اكن انا مفتيا للجمهورية. كنت اتكلم ولكن غير الكلام عندما يكون هو على رأس السلطة في دار الفتوى، كما هو اليوم الكلام نستطيع ان نوقف اي مشروع ولكن وقتها رأوا ذلك وقدر الله ما شاء فعل، والخبرة يكتسبها الانسان مع الظروف”.

وتابع: “قال الله تعالى في القرآن الكريم عن كل الظالمين: “سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين”. اقول لهم عودوا الى الله، توبوا الى الله توبة نصوحا، ما تفعلونه هو تخريب على الاسلام والمسلمين وخاصة السنة في هذا البلد وعلى مؤسستهم. عندما اخرج انا غدا هم سيظنون انهم سيدخلون على دار الفتوى دخول الفاتحين، وحتى ان دخلوا هل انتهى الامر؟ لله قضاء. قال الله تعالى في القرآن الكريم: وكذلك اخذ ربك يعني اهلاك اخذ الله هو الاهلاك “وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد”، وقال الله تعالى في القرآن الكريم: “فليحذر الذين يخالفون عن امره”، هذا انذار وتحذير من الله، احببت ان التقي بكم وسنلتقي ان شاء الله وليس هناك شيء اسمه ما قبل الافتاء وما بعد الإفتاء، الموضوع هو نحن وانتم بإذن الله علماء، احفظوها، والذين يعرفون الحقيقة في هذا الامر هم الذين يدركون ما معنى العلماء بالله وعن الله ولله، ليس فقط الذين يقرأون الفقه اطلاقا فقط وانما هو الاعتصام بالله عز وجل. كونوا اقوياء بالله عز وجل عند ذلك يكون الواحد منكم بمليون وليس بألف، نعم بمليون. وقد قال سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم: إن افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر. سلطان هي كناية عن المسؤول”.

خليفة
وأكد المدير العام للأوقاف الاسلامية الشيخ هشام خليفة على “ضرورة ايجاد حل وسط يجمع بين الأفرقاء”. وناشد جميع المعنيين في انتخاب مفت جديد للجمهورية “أن يبادروا إلى القيام بعملية انقاذية تجنب المسلمين الانقسام والخصام والتشرذم وتخفف من حدة التوتر التي تشهده قضية دار الفتوى والمجلس الشرعي الاسلامي الأعلى”، مؤكدا أن “العلماء إذ يحيون بإيجابية قرار توسيع الهيئة الناخبة لتشمل العلماء على أرض لبنان باعتبار أن هذا هو حقهم الطبيعي والأصيل بأن يكون لهم رأي في اختيار مفتي الجمهورية الجديد”. 

صقال
وتحدث بعد ذلك نائب رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى المهندس ماهر صقال الذي شرح للعماء أسباب الرجوع عن القرار الذي قام به المجلس وأنه أعاد الأمر إلى أصله وإلى نصابه الاول “بأن يأخذ العلماء والمفكرون من الطائفة السنية دورهم الصحيح بانتخاب مفت للجمهورية وأن قرار المجلس الشرعي لم يعدل المرسوم الاشتراعي رقم 18/1955 بل ألغى التعديلات الخاطئة التي طرأت عليه وأنه بذلك يكون قد صحح الأمر على أصله”. 

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات