ترو في ذكرى مجزرة كترمايا:سياسة الناي بالنفس هي الصواب بعينه ونريد حماية لبنان لا حماية سوريا

محطات نيوز – أحيا نادي “كترمايا الثقافي الاجتماعي” الذكرى 32 للمجزرة والعدوان الاسرائيلي على بلدة كترمايا، عبر احتفال اقيم في خلية مسجد البلدة، برعاية النائب علاء الدين ترو، حضره ممثل النائب وليد جنبلاط وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب الدكتور سليم السيد، ممثل النائب مروان حماده نجله كريم، ممثل النائب نعمه طعمه منير السيد، ممثل النائب محمد الحجار الدكتور عمران العبد، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص النقيب ربيع الغصيني، ممثل الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري الدكتور بسام عبد الملك، منسق تيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوبي الدكتور محمد الكجك، رئيس مجلس محافظة جبل لبنان في الجماعة الاسلامية المهندس محمد قداح، عضو المكتب السياسي للجماعة عمر سراج، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي الرائد المتقاعد محمد بهيج منصور، رئيس النجدة الشعبية في لبنان رمزي عواد ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلون عن الاندية والجمعيات ومشايخ وشخصيات.


استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني وكلمة ترحيبية لعضو النادي محمود علي يونس، ثم تحدث رئيس النادي عماد عبد الرحيم فأكد “ان احياء ذكرى شهداء كترمايا يأتي انطلاقا من ان للمناسبة خصوصيتها”، مشيرا الى انه “في 7 حزيران من العام 1982 كانت بداية الكيان ورحلة التضحية والشهادة”، معتبرا “انه من اشلاء شهدائنا فاض النور الوانا”، مؤكدا “ان النسيان لا يشفي هذا الجرح المستعصي على الشفاء”، مشيرا الى “ان النادي يحرص على احياء هذه المناسبة سنويا برعاية كبار رجالات الوطن”، مشددا على “ان هذه المناسبة ستبقى ذكرى لا يخشاها الظلام ولا يمحوها النسيان، ولأنها تستند الى قاعدة شعبية معروفة بأصالتها ووفية لمبادئها”، معتبرا “ان الذكرى ستبقى لأن من لا ماضي له لا مستقبل ولا حاضر له”.


ثم، القى منصور كلمة أهالي اقليم الخروب، فلفت الى “ان كترمايا سطرت بدماء شهدائها صفحات خالدة ومشرفة على مذبح قضية فلسطين ارتكبته البربرية الاسرائيلية”، محييا ارواح الشهداء والذكرى، آملا في “ان نرفع عن وطننا ما يتربص به من مخاطر ونقضي على عوامل الفرقة التي تتنازعنا وتهدد صفوفنا، لنعيد وجه لبنان الحقيقي، لبنان الجمال والمحبة والانتاج والثقافة والعلم والايمان والمعرفة”، مؤكدا “ان الشهداء الذين سقطوا في كترمايا سقطوا من اجل الوطن وفلسطين وهم كانوا ابرياء آمنين”، مشيرا الى اقليم الخروب وتحديدا كترمايا “كان له نصيب كبير من العدوان الاسرئيلي على لبنان”، لافتا الى “ان كترمايا ام الشهداء مرفوعة الراس”، مشددا على “ان كترمايا ردت بدماء شهدائها الكرامة الوطنية والعروبية بصمودها وتضحياتها البطولية”، موضحا “انها باتت صفحات مشرقة في تاريخ لبنان والعرب قل نظيرها”.
يونس 

والقى الدكتور محمود حسين يونس كلمة اهالي الشهداء فإعتبر “ان كترمايا كلها شهيدة واهلها شهداء”، وقال: “كترمايا ذات قيمة في هذا الاقليم المهم، والاقليم ذو قيمة في هذا الوطن الأهم، والا لما جاءت اسرائيل بجبروتها وقوتها العسكرية قاصفة هذه البلدة المنيعة، زاعمة انها ستنال من عزيمة اهلهها وعزيمة اللبنانيين عموما وتمسكهم بوطنهم وعروبتهم، فخسأت اسرائيل، وخسئ كل عدو يظن ام بإمكانه ذلك”، مؤكدا الالتزام بالدفاعن عن ارضنا ووطننا بكل ما اوتينا من قوة ووسيلة”، معتبرا “انها الحرب بين الايمان والكفر والحق والباطل”. 


ثم تحدث ترو، فقال: “أذكر في تلك الليلة حين قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بقصف كترمايا، البلدة المناضلة والصامدة، كنا في مركز الحزب التقدمي الاشتراكي في سبلين، عندما قامت الطائرات المعادية بقصف البلدة الصامدة تحت حجج واهية، وقامت بتدمير حي بكامله على اطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه”، مشيرا الى “ان الهدف من ضرب كترمايا في العام 1982، اسقاط المنطقة نفسيا، ثم اسقاطها عسكريا لضرب روح الصمود والتصدي عند اهلنا في الاقليم، والذي دفعت ثمنه كترمايا”، لافتا الى “ان العدوان كان كبيرا جدا لناحية التدمير وعدد الشهداء والجرحى”.

وأضاف: “ان هذا العدوان لم يكن على كترمايا، بل هو عدوان على الوطن وعلى المقاومة والعروبة، حيث لم يكن في ذلك الزمان لا طائفية او مذهبية ولا مناطقية كما هو الآن، شبات سياسية وطائفية ومذهبية، يحاولون تقسيمنا على اساسها، بدلا من ان نكون دولة واحدة ووطنا واحدا ومصيرا واحدا ويدا واحدة وسلاحا واحدا ومقاومة واحدة. نستذكر كل سنة شهداءنا في كترمايا والاقليم، على انهم شهداء للوطن بكل فئاته واطيافه، لا تقسيم للشهداء ولا نعوت ولا طائفة ولا مذهب لهم، انما هم شهداء الغدر والحقد، شهداء للوطن، فما قدمته كترمايا وقدمه الوطن فداء عن الاحياء وتعزيزا لحرية الوطن وعروبته وتضامن ابنائه”.

وتابع ترو: “يمر الوطن بظروف صعبة حيث ينقسم اللبنانيون بين طوائف ومذاهب، بين قوى سياسية متصارعة، يتم تعطيل المؤسسات وتفريغها من محتواها بدل فصل السلطات وتعاونها، فمركز الرئاسة شاغرا نتيجة تعنت فريقي 8 و14 آذار حول مرشحين لا يستطيعون الوصول الى سدة الرئاسة، فبدل التفاهم والحوار لإختيار رئيس، يتفقون على تعطيل مجلس النواب بحجة انه لا يجوز التشريع والرئاسة فارغة، ويتم العمل على تعطيل مجلس الوزراء في محاولات جارية، فربما يجتمع مجلس الوزراء ويصدر مرسومين او غير ذلك، فيتم ايضا تعطيل مجلس الوزراء بالحجج نفسها من انه لا يجوز ان يجتمع مجلس الوزراء ويصدر مراسيم وتعيينات ومشاريع والرئاسة فارغة، فإذهبوا الى توافق على رئيس ينهي الفراغ بدل المزايدات والتوافق على تعطيل المؤسسات”.

وقال: “ان لحظة مهمة، قد تم التقاطها بتشكيل الحكومة السلامية، والتي عملت ونجحت بالأمن والتعيينات، على الرغم من ان الاقليم لم ينل حصته من تلك التعيينات، فيجب الحفاظ على هذه اللحظة وتطويرها من خلال حوار دؤوب وجدي من اجل حل المشاكل السياسية والامنية، لأنه بالحوار معا نستطيع اخراج الحلول الى العالم، بدلا من ان ننتظر حوار الآخرين لحل مشاكلنا، تارة الحوار الايراني – الاميركي، وتارة اخرى الحوار الايراني – السعودي، ان حوارنا ووحدتنا الوطنية هي الأهم وهي ما ينتظره اللبنانيون. ان سياسة النأي بالنفس التي انتهجتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في عهد الرئيس ميشال سليمان، هي الصواب بعينه، وهي ما تمارسه اليوم حكومة الرئيس تمام سلام، لأنه لا قدرة للبنان سوى النأي بنفسه عن الاحداث السورية وعدم التدخل في الشأن السوري، بغض النظر عن رأي من هو مع النظام ومن هو مع المعارضة، لأننا نريد حماية لبنان لا نريد حماية سوريا، وهذا ما حصل بالأمس في منطقة ضهر البيدر والقبض على بعض الشبكات في بيروت، هذا محاولة من الحكومة والاجهزة الامنية للنأي بلبنان عن الاحداث السورية، بخاصة بعد احداث العراق التي تنذر بالويل والثبور على كل المنطقة”.

وأضاف ترو: “ان الوضع الاقتصادي الضاغط على اللبنانيين، وسلسلة الاضرابات المتنقلة من اجل سلسلة الرتب والرواتب، نحن مع سلسلة الرتب والرواتب التي يجري اقرارها بما يسعد الجميع، فهذا شرط اساسي ان يكون هناك توازن بين ما تريد ان تعطيه الدولة، وبين ما تستطيع ان ترسله الى خزينتها، حتى لا يحصل عجز اكبر من العجز الحاصل حاليا، مما يدخل الخزينة في عدم القدرة على تلبية هذه الكلفة، فلا يحصل الموظفون على حقوقهم، وحرمان التلاميذ للعام الدراسي، فاليوم قاموا بالامتحانات، ولكن متى التصحيح ؟ لا احد يدري، فالجميع ينتظر وزير التربية لاجراء مفاوضات جديدة من اجل التصحيح، فهو يقول انه معكم في الاضراب ومعكم في التصحيح وكل شيء، فليتفضل وليجر التصحيح للمسابقات كي يتمكن الطلاب من الدخول الى الجامعات”، معتبرا “ان هذا الأمر يستدعي معالجة موضوع سلسلة الرتب والرواتب بما يتلاءم مع امكانات الدولة وقدرتها على التسديد ووقف الهدر والفساد، هناك ضرائب جديدة ويجب وقف الهدر والفساد والرفاهية التي يمارسها المسؤولون في الوزرات والادارات والاسلاك العسكرية، كذلك يجب معالجة ايضا ملف الجامعة اللبنانية بتعيين مجلس الجامعة وتفريغ الاساتذة المتعاقدين”.

وتابع: “كل هذا يستدعي معالجة جذرية بالعودة الى تداول السلطة والاحتكام الى صناديق الاقتراع ووضع قانون انتخابي عادل تجري على اساسه الانتخابات النيابية، وعدم التمديد للمجلس مرة جديدة، فاذا كانت الظروف الامنية المرة الماضية لم تسمح باجراء الانتخابات، وهذا خطأ، لذلك يجب ان لا يكون هناك خطأ مماثل بالعودة مجددا الى التمديد، لأننا اذا لم نجر الانتخابات ستتفاقم الاوضاع وتسوء اكثر، وسوف تقل ثقة المواطن بالقوى السياسية، فاليوم يشككون بالمجلس النيابي، يجب ان تجري الانتخابات حتى لا يتم التشكيك بالمجلس النيابي أم السلطات، وعدم التشكيك بالنواب”.

وفي الموضوع الانمائي، قال ترو: “ان اقليم الخروب بحاجة الى الكثير من المشاريع الانمائية، فالمستشفيات الحكومية والمهنيات والمدارس والمياه والهاتف والكهرباء والطرق بحاجة دائمة للتطوير، بخاصة في ظل وجود الاعداد الهائلة للنازحين السوريين، وهذا ما نسعى اليه مع اتحاد البلديات ونواب المنطقة والبلديات والفاعليات والجمعيات، فهناك مشاريع جديدة اقرت في الجلسة الماضية لمجلس الوزراء، فطريق عين الحور – داريا، كانت مطلبا دائما لأبناء المنطقة عندما بدأ التنفيذ لطريق السعديات – عين الحور، فكل من كان يسلك هذه الطريق كان يسعى الى استكمالها لتصل الى مفرق بلدة الزعرورية وتستكمل مع الطريق في الزعرورية. هناك تطوير لمستشفى سبلين الحكومي، الذي لم يعد بحالته الحاضرة قادرا على استيعاب العدد المطلوب من ابناء الاقليم والجوار والمقيمين، وقد وعدنا وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور بزيادة عدد الاسرة ليتمكن من الاستيعاب”.

وختم: “بالنسبة للطريق التي تنفذ حاليا من جدرا – برجا – الشميس- شحيم، فهذا شريان حيوي لتخفيف الاحتقان وزحمة السير عن وسط بلدات المنطقة، واننا نسعى لتطوير البنى التحتية في بلداتنا، وهناك ايضا طريق نهر الحمام غريفة الذي يصلنا مع الشوف الاعلى، اضافة الى طريق مجاز شحيم الى غيرها من المشاريع، فهذه كلها ثمرة مطالب الجميع، فلا احد يستطيع ان يقول ان علاء ترو نفذ هذه الطرقات او غيره، فكلنا نعمل ونسعى من اجل هذه الخدمات الانمائية، لأن ما من احد يقول انا اعمل وغيري يتفرج، فالبلدية تعمل والمواطن كذلك، فلا يمكننا ان نربح اهلنا “جميلة”، ففي احتفال الشهداء اليوم الذين سقطوا من اجل التضحيات للمنطقة وصمودها، لا يمكننا ان نمنن اهلنا لبعض المشاريع التي نقوم بها هنا او هناك، والتي هي غير كافية في ظل عجز الدولة”. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إضغط هنا

أحدث المقالات