محطات نيوز – شربل سلامة
انهما الثنائي المبدع والذي من خلالهما امتلأت المقاعد بجمهور وعدد كبير من الوجوه السياسية والفنية واهل الصحافة.
المكان مسرح كازينو لبنان، والعيون متربصة نحو ستارته المخملية، لحين تم إزاحتها، وساد الهدؤ، وعم الصمت المكان، ودقت ساعة الصفر للحفل المنتظر، لتبحر بجمهورها ومشاهديها الى أجوائها الرومانسية، فانبهر الحضور بما رأى خلفها، فرقة بنحو 22 موسيقياً، اجتمع أعضائها لترقية الذائقة الموسيقية، والنشر للفن الجيد، بقيادة المايسترو والموسيقار الياس الرحباني.
أطل من خلفها رجل يختصر في طياته كم هائل من الالحان وصفحات كثيرة من الاعمال التي رسخت في وجدان من واكب ذاك الزمان الجميل وفي قلب جيل اليوم الذي ما زال يملك القدرة عل التميز ما بين الفن الهابط والصاعد الراقي…
انه الموسيقار الياس الرحباني، الذي تقدم بهدؤ وقدم تحية لجمهوره التواق لإطلالته، واعتلى كرسيه الاحب خلف آلته الموسيقية البيانو الابيض رمز النقاء والضوء…
وها هو النجم هاني العمري الذي يعيش عصره الذهبي دون منازع يدخل في كامل اناقته والتصفيق يعلوا ترحيبآ به، فهو السباق في افكاره وفي اتخاذه القرارات الصائبة، بمعنى “ضربة معلم”… وعلى وقع اغنية “جينا الدار ياأهل الدار” رحب بالحضور، وأطلق أروع الاغاني التي نشأنا عليها ونشتاق اليها دائماً، ومنها ما حمل توقيعه مثال: لا تجي اليوم * وعدوني ونطروني* اربع مجانين (وشبهها هاني بحديثه مع الجمهور للوضع السياسي الذي نعيشه) وتابع بأغنية ، 12 11 10 دقت الساعة بالليل* حنا السكران * وغيرها الكثير.. تفاعل الجمهور وصفق ورقص وبدا عليه علامات الفرح، وهو يستمع الى الأغاني والموسيقى…
وختم العمري الحفل بأغنية “عم بحلمك حلم يا لبنان” من بعد أن رافقه الجمهور وقوفآ.
والجدير بالذكر ان هذا العمل، كان قد سبقه حملات اعلانية كبيرة وليالي من السهر الطويلة والتحضيرات والبروفات تحت اشراف الفنان المميز غسان الرحباني والجنود المجهولين، مثال مهندس الإضاءة داني مخول، والمخرجة ناتاشا نهرا، التي لا تكل ولاتمل، وهي صاحبة شركة الإنتاج “YoursTruly” وهي المتعمقة في ثقافتها الفنية التي تجمع حساً مرهفاً وذوقاً رفيعاً، وتسعى إلى تحقيق طموحاتها وتثبيت قدميها في مجتمع يفخر بمثيلاتها ويعتزّ.
أما فرقة الدبكة Viva Entertainment فلقد مزجت الفلكلور القديم والحديث مع بعضهما، ووضعت لمسات خاصة بها عبّرت عن أدائها التي أبهرت الحضور في أكثر من لوحة تراثية فنية، أثناء العرض.
الفنان هاني العمري تألق بصوته الجميل الذي ادهش الجميع وبإطلالته التي تليق بمن حضر
حفل حمل في طياته الكثير والكثير من الحنين للحب والتراث والحس الوطني، ويضخ أيضاً، جرعة جديدة من الدم في عروق تكاد لا تنبض، تهلك جراء ما نشهده على الساحة الفنية المحلية والمستوردة والتي لا تشبهنا بشيء.
ختاما الفنان هاني العمري والموسيقار الياس الرحباني اعادا لبنان لخارطته الفنية والثقافية الى مكانه الطبيعي الذي نريد.
هذا هو لبنان الذي ننتظر، هذا هو الفن الراقي، وهذا ما كنا نتوقع في تلك الأمسية، فهنيئآ للكل بما شاهد.
ولقد لفتني كلمة المخرجة ناتاشا نهرا في كتاب اطلاق الحفل بنظرتها التأملية وعمق العبارات التي تقول فيه:
حين بدأ الفن اللبناني الأصيل يتراجع ويأخذ منحى سلبيآ وبدأنا نفتقد الأصالة في الفن اللبناني، وحينما بدأت ثقافة الحروب في الدول المجاورة تنعكس سلبآ على ثقافتنا الإجتماعية والفنية، كان لا بد أن تبدأ النهضة من مكان ما. ونظرآ لإرادة الناس لهذه النهضة وثقة مني بثلاثي كبير قد يبدأ الخطوة الأولى في الأف ميل، لذلك قررت أن أجمع قطبآ من أقطاب الفن اللبناني الأصيل والباقي والمتجذر الذي هو الموسيقار الكبير الأستاذ الياس الرحباني، بالفنان النجم صاحب الصوت المميز المليء بالإحساس هاني العمري ليشتركا معآ في إعادة الأمور الفنية إلى نصابها ولو في الخطوة الأولى. ولم يكن أفضل من المسرح العريق المتجذر في لبنان الذي هو مسرح كازينو لبنان ليصبح هذا الجمع كامﻵ ومتكامﻵ. كلي أمل أن تنجح هذه الخطوة وتتبعها خطوات لاحقة لنعيد الأصالة الى الفن اللبناني ليبقى ويستمر. ناتاشا نهرا.