على صهوة الريح، من حطام العبث، أتيت لأقول كلمة وأرحل مع الضباب!

محطات نيوز – الياس أبو ملهب

في البدء كانت الكلمة… الساعة ما هي سوى ابتكار الفكر لتنظيم مسيرة عجلة الحياة، أما الوقت في المطلق هو الا دهشة اللحظة المجتزأة من دهشة الوجود في بصيرة من يؤمن بعدل الحياة ما وراء مرارة الواقع… الوقت هو الله!

هو قدسية الأفعال خارج عقارب الساعة في صميم نبضات القلب… سوف أخاطب الوجدان الجماعي غافلاً عن صراخ التاريخ وأنين الجغرافيا لأبلغ آذان قلب المجرّة!… بعيداً عن هفوات الفرد، أخطاء المجتمع وجرائم الأمة، ما أفعالنا سوى رجاء الله حين وهبنا الحرية والخيار… فماذا فعلنا؟

هل الكرامة مصونة في قلوب العوز والجوع والحرمان؟ أم أن الخجل لا يعتريكم في ظمأ العاجز؟ شناعة صنيعكم أردت الحياة قتيلاً في عراء ذاكرة الفجر الأول!

ما تفتّت الجماد سوى لهيام الروح!

إنه باطل بني على باطل، وليس التنظير والمعمعة والجدالات البيزنطية في تقاذف المسؤوليات تبررنا من أوبئة الفساد، وتطهر نفوسنا من الجرائم… سوف أغرّد على صفحات الرؤيا لأنشد قولاً ما أشعر خارج صمت الكره وصخب الضغينة التي تضج في النفوس… فالأطيار تحلّق فوق الأحقاد وتسمو رفعة في رحاب الصفاء…

الشر والخير توأم سيامي أيد هبوب العواصف وجنون البحار.. ليس الشر سوى خير ضلّ طريقه، فلنتحلّ ببعض الرحمة.

تخيّلوا معي واسألوا سؤالي: هل ظاهرة الانتحاريين تفاقمت لولا تقصيرنا؟ لو أن هؤلاء المسيّرين، المغسولة أدمغتهم، أحدهم ولد في جزيرة “بلو لاغون”برفقة “بروك شيلدز”، هل كان يمني النفس بغداء مع الرسول وينتظر بعدها حوريات الأوهام؟

الجرم أيها الأخوة في نظامكم المتعبّد للسيد بنجمن فرنكلين وسحنته البهية على ورقة المائة دولار… هي مسؤولية ضمير الهمّ والتقاليد البالية والموروث القاتل، فالإرث الأحمر الذي يتخلل معظم البيارق يعزز ثقافة الموت لتصبح نهج حياة… صفاء الروح من أدران المادة يلاطف المحتاج أينما حلّ في بقاع الأرض، فيناجي الطبيعة ويسأل عبق المروج رأفة بهذا الجحيم الذي فاق حد الغثيان…

كفاكم دجلاً أيها الثعالب والملتحين، فالحساب لا مفرّ منه لمن أجرم وتغاضى، والأجدر الا يغفل من استباح قذارة راحتيه أنه لو أفلت من عقاب الأرض سوف يغفل عنه رب السماء!

هو الحب أيها الناس حين ينبثق من قوقعة الأنا ليخلب لب النحن، ندرك حينئذ أن الإنسان واحد من مشارق الأرض الى مغاربها، يتكلم لغة واحدة وينعم بدفء شمس واحدة ويعبّ من سبيل واحد عذب الكوثر.

ما الجسد سوى تكاثف الروح ليظهر صورة ترتعش إجلالاً وتمجّد المسكونة في مشيئة القادر الكامل المتكامل!!
سوف يكون لنا لقاء في المرتجى، وهناك ستعزف الملائكة لحن الخلود حيث لا ظالم ولا مظلوم دحضاً للثنائية، على أوتار السكينة العظمى!

هلليلويا، هلليلويا، هلليلويا.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات