محطات نيوز – عقد “المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى” جلسته الدورية برئاسة نائب رئيس المجلس عمر مسقاوي في “قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري” في مسجد محمد الأمين، وحضور الأعضاء: المفتي الشيخ خليل الميس، المفتي الشيخ حسن دلي، بسام برغوت، منذر ضناوي، محمد فواز، محمد خالد المراد، رياض الحلبي، سامي السنيورة، القاضي طلال بيضون، محي الدين دوغان، عبد الحليم الزين، محمد امين الداعوق، محمد الصميلي، الشيخ رئيف عبدالله وبحضور الأمين العام للمجلس الشيخ خلدون عريمط.
وبعد المداولة والمناقشة واستعراض الأوضاع العامة في البلاد، أصدر المجلس البيان التالي الذي تلاه الأمين العام للمجلس الشيخ عريمط:
“توقف المجلس عند المسيرة الوطنية الحافلة لعضو المجلس الشرعي المرحوم الرئيس رشيد الصلح، ورأى في مسيرته الوطنية ودوره في تعزيز العيش المشترك، وبناء الدولة ومؤسساتها وحرصه على خدمة المواطنين وخاصة أبناء العاصمة بيروت، نهجا وطنيا واجتماعيا يمكن أن يشكل نموذجا خيرا لعلاقة المسؤول بالمواطنين، وخلال استعراض مسيرة الرئيس المرحوم الصلح، دعا نائب الرئيس الحضور لقراءة الفاتحة عن روحه الطاهرة مصحوبة بالدعاء له ولمن جاوره في تربته.
رأى المجلس ان طروحات البعض في إعادة النظر بالميثاق الوطني والدعوة الى انتخابات رئاسية من الشعب مباشرة وبآلية تتناقض مع الدستور وفي هذا الوقت بالذات، هي وسيلة من وسائل إعاقة انتخاب رئيس الجمهورية بعد هذا الفراغ ووقف تعطيل مجلس النواب المرفوض، ويرى المجلس ان على كل القوى السياسية أن تتداعى لإجراء الإنتخابات الرئاسية في أقرب فرصة ممكنة كونها أولوية على كل القضايا والطروحات التي تطلبها المصالح العامة في البلاد.
استعرض المجلس بإسهاب البيانات المتعددة والمتنوعة بأسمائها وأهدافها وما تضمن بعضها من تهديدات لأماكن عبادة ولمواطنين أشقاء ما هي إلا جزء من الحملات المكشوفة والمفبركة والمرفوضة جملة وتفصيلا، وهي تهديد لمقومات الدولة ووحدة المواطنين بخلق فتنة وتشويه وجه الإسلام السمح الذي يحرص على احترام وقبول الآخر، انطلاقا من قوله تعالى “لا إكراه في الدين”، مع تأكيدنا على ان الإسلام بدوره الإيماني ونهجه الحضاري الإنساني يرفض رفضا مطلقا كل إساءة بالقول أو الفعل لإخواننا وأبناء وطننا من أهل الكتاب، ويرى في تهديد الكنائس وروادها تهديدا مباشرا للمساجد وقاصديها.
حيا المجلس الشرعي جهود القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وبقية الأجهزة بتوجيهات من السلطة السياسية على الخطوات الإستباقية التي تحققت لمنع التفجيرات لزعزعة الأمن والإستقرار، ويدعو المجلس الأطراف اللبنانية كافة الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار العربي والتزام سياسة النأي بالنفس كي لا يقع لبنان وشعبه ضحية تدخل البعض بميليشياته عسكريا في دعم هذا الفريق أو ذاك لمصالح إقليمية ودولية تسيء الى لبنان وشعبه والى الأشقاء العرب في العديد من أقطارنا.
دعا المجلس المجتمع الدولي والدول العربية الشقيقة ومن باب أولى الدولة اللبنانية لإيجاد حل سريع لمشكلة الأشقاء السوريين النازحين من بلادهم بسبب الحرب القاسية والظالمة التي يشنها النظام على شعبه منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، ويرى في استمرار تدفع الإخوة النازحين بحيث تجاوزت أعدادهم ثلث سكان لبنان خطرا يهدد الأمن السياسي والإجتماعي والإقتصادي للبنان وشعبه، في ظل تراخي المجتمع الدولي عن المأساة المستمرة للأشقاء في سوريا والعراق، ودعوة الأشقاء العرب والدول الصديقة لمساعدة النازحين في المجتمعات والقرى والبلدات المتواجدين فيها.
استنكر المجلس الشرعي بشدة العدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمة فلسطين القدس الشريف ومحاولاته الدائمة والآثمة لاقتحام ساحات المسجد الأقصى وتدنيسها بالمستوطنين ومنعه المصلين من أداء الصلوات في المسجد الأقصى وخاصة في هذه الأيام المباركة، ويؤكد المجلس ان الواجب الشرعي والوطني يدعو كافة الأشقاء العرب والمسلمين في كل مكان أن لا يتوانوا ولو لحظة واحدة عن الإستمرار في احتضان القضية الفلسطينية ونصرة شعبها بكل الوسائل المتاحة لتحرير بيت المقدس وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.