محطات نيوز – حذر وزير الخزانة الاميركية جاك ليو من أن عجز الولايات المتحدة عن سداد التزاماتها المالية سيتسبب في تداعيات اقتصادية خطيرة من بينها الحاق “ضرر كبير” بالاسواق المالية، وذلك قبل اسبوع من المهلة النهائية لرفع سقف الدين الاميركي.
وياتي ذلك في وقت يتوقع ان يستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما قادة البرلمانيين الجمهوريين قبل اسبوع من احتمال ان تؤدي الازمة السياسية المترافقة مع شلل في الميزانية في 17 اكتوبر إلى تخلف عن سداد الدين غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة.
إلا أن الانظار مسلطة على وزير الخزانة الذي توجه الى مقر الكونغرس ليلقي كلمة امام الكونغرس وهي أن عليهم انهاء المواجهة السياسية والتحرك فورا لتجنب “اضرار تلحقها البلاد بنفسها” وكارثة مالية محتملة.
وصرح ليو امام لجنة المالية في مجلس الشيوخ “اذا لم يتمكن الكونغرس من القيام بمسؤولياته، فان ذلك يمكن ان يلحق اضرارا كبيرة بالاسواق المالية وبالانتعاش الاقتصادي الحالي، وبوظائف ومدخرات ملايين الاميركيين”، مضيفا انه “اذا لم يتحرك الكونغرس واصبحت الولايات المتحدة غير قادرة فجأة على سداد فواتيرها، فان ذلك سيكون له تداعيات خطيرة”.
وهذه الازمة غير المسبوقة منذ 1996 والتي تدخل يومها التاسع تتفاقم مع خطر تخلف الولايات المتحدة عن سداد دينها وهو امر منقطع النظير في التاريخ الاميركي ويثير قلق الاسواق المالية والحكومات الاجنبية.
فبعد استحقاق 17 اكتوبر وفي حال عدم رفع السقف القانوني لدين الولايات المتحدة (محدد حاليا بـ 16700 مليار دولار) من قبل الكونغرس فان الاقتصاد العالمي الاول لن يتمكن من الاقتراض من اسواق السندات ولا من تسديد مستحقات بعض الدائنين.
وحذر ليو من “تاثيرات يمكن ان تكون كارثية بسبب العجز عن السداد، بما في ذلك اضطرابات في اسواق الائتمان، وخسارة كبيرة في قيمة الدولار، وارتفاع اسعار الفائدة الاميركية بشكل كبير، وتاثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي، وخطر حقيقي من حدوث ازمة مالية وركود يشبه ما حدث في 2008 أو اسوأ”.
وسيلتقي زعماء البرلمانيين الجمهوريين وخاصة رئيس مجلس النواب جون باينر، اوباما في البيت الابيض لكن يبدو انه عاقد العزم على عدم التراجع عن موقفه في مواجهة الحكومة بشان الميزانية.
وثمة سيناريوهات عدة للخروج من الازمة مطروحة للدرس في واشنطن بما فيها قانون حول تمويل قصير الاجل ورفع موقت لسقف الدين لكن الاستراتيجية التي يمكن ان تعتمد ما زالت بعيدة المنال.
وفي اشارة الى انعدام الثقة السائد بين البيت الابيض والجمهوريين، لم يتوصل الطرفان حتى الى تفاهم على لائحة المدعوين الذين سيشاركون في المحادثات المرتقب اجراؤها في قاعة روزفلت.
وقد دعا اوباما جميع الاعضاء الجمهوريين في مجلس النواب الى هذه الجلسة، لكن الجمهوريين الذين يتهمون الرئيس الاميركي بانه لا يملك اي نية جدية بالتفاوض، اعلنوا ان قادة الحزب وليس برلمانيي القاعدة سيلبون دعوة البيت الابيض.
وقد بدأ اوباما بعد ظهر الاربعاء استقبال برلمانيين في مسعى للخروج من ازمة الميزانية، وبعد هذا اللقاء الاول مع مئتي ديموقراطي في مجلس النواب، كرر البيت الابيض دعوته لباينر الذي يعتبر صاحب القرار في مجلس النواب، لكي ينظم جلسات تصويت في اسرع وقت بشأن الميزانية ورفع سقف الدين.
ويؤكد اوباما ان عددا كافيا من الجمهوريين المعتدلين سينضمون الى الديموقراطيين في هذا المجلس المؤلف من 435 عضوا للتوصل الى غالبية.
لكن باينر الذي ينتمي قسم من مناصريه الى الحركة الشعبوية اليمينية المتطرفة المعروفة باسم حزب الشاي (تي بارتي) الرافضة لاي تسوية، يطالب اولا السلطة التنفيذية بتقديم تنازلات في مجال النفقات الاجتماعية وبخاصة ما يتعلق باصلاح الضمان الصحي الذي اقره اوباما في العام 2010.
وفي حال التخلف عن دفع المستحقات فان النفقات العامة الاميركية قد تتراجع على الفور بنسبة 4% من اجمالي الناتج القومي للبلاد كما يتوقع الامين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
وأشار البيان أيضا إلى أن معدل البطالة في الولايات المتحدة المقدر حاليا بـ7.3% سيرتفع الى مستويات قياسية خلال الازمة المالية ليصل الى 10%.
ويتوقع ايضا ان يقلص اول اقتصاد عالمي وارداته مما يؤثر “بشكل كبير” على البلدان الاخرى كما حذر غوريا الذي دعا الكونغرس الاميركي الى “التعقل”.
وبعد الهلع الذي اصيبت به بسبب التعطيل الحكومي في واشنطن في الايام الاخيرة استعادت بعض الاسواق العالمية بعض النشاط الاربعاء في اتجاه نسب الى تعيين جانيت يلين المعروفة بتاييدها لنهج الليونة في السياسة النقدية.
وبسبب عدم التوصل الى اتفاق في الكونغرس فان الادارات الاميركية الفدرالية تعمل بوتيرة بطيئة منذ ثمانية ايام بعد وضع مئات الاف الموظفين في اجازة غير مدفوعة .