محطات نيوز – افتتحت مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة والشبكة المدرسية لصيدا والجوار، فعاليات “الملتقى السابع للقيادة التربوية- رفيق الحريري في حضرة التربية والتعليم” تحت عنوان “التحفيز من خلال التجديد والتطوير التربوي المستمر”، والذي تنظمه المؤسسة والشبكة لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، برعاية رئيسة لجنة التربية والثقافة والتعليم العالي النيابية النائب بهية الحريري، ومشاركة وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب، في “مركز أكاديمية القيادة والتواصل (OLA)” في دار حمود الأثري- المبنى القديم لمدرسة عائشة أم المؤمنين في صيدا القديمة.
تقدم حضور حفل افتتاح الملتقى، الى بوصعب والحريري، المدير العام للتعليم المهني والتقني احمد دياب، رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، مستشار بوصعب البير شمعون، ممثل رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية LAU مسؤول قسم التواصل الخارجي والالتزام المدني في الجامعة البرفسور ايلي سميا، ممثلة مكتب الرئيس فؤاد السنيورة في صيدا نادين الترياقي، المدير العام السابق لمؤسسة رفيق الحريري مصطفى الزعتري، مدير مؤسسة الحريري في صيدا محيي الدين القطب، والمديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة روبينا ابو زينب، منسق عام الشبكة المدرسية لصيدا والجوار نبيل بواب ومدراء مدارس الشبكة الرسمية والخاصة وحشد من التربويين.
بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان ترحيب من مسؤولة برامج تربوية في مؤسسة الحريري هبة ابو علفا، ثم عرض فيلم وثائقي عن الشبكة المدرسية والملتقى في سنواته السابقة من اعداد نبيل بواب وسميرة دعبول وتصوير حازم مجذوب.
وتحدثت الحريري، فرحبت ببوصعب قائلة: “أشكر معالي وزير التربية والتعليم العالي الصديق الأستاذ الياس بو صعب لإصراره على المشاركة معنا في هذا اليوم الشديد البرودة الذي كان قد أعلنه يوم عطلة مدرسية حرصا منه على سلامة بناتنا وأبنائنا. وإنني ومعالي الوزير نحسد الصديق معالي وزير الصحة العامة الأستاذ وائل أبو فاعور على مهمته النبيلة في الحفاظ على سلامة الغذاء، والتي على أهميتها يمكن معالجتها، وإن الغذاء الفاسد يضر بالصحة العامة ويمكن معالجته في يوم أو أيام. أما فساد التربية والتعليم، فإنه يذهب أبدا ويدمر الأجيال، لا بل يدمر الشعوب والأوطان. وإن ما نسمعه وما نراه من حولنا يعيد التأكيد بأن التعليم هو الغذاء الحقيقي لحرية الإنسان وسلامة الإنسان وتقدم الأوطان”.
أضافت: “ان محاربة العنف والتطرف والإرهاب لا يكون إلا بجودة التعليم، وعدالة التعليم، ومواكبة كل تطور في العملية التربوية بعد أن دخل العالم في طور القرية الكونية الواحدة مع ثورة الإتصالات والمعلومات. وإن لم يكن بناتنا وأبناؤنا محصنين بالعلم والمعرفة وبالثقة والعدالة، فسيكونون حكما هدفا سهلا للعنف والتطرف. وإنني أتوجه بخالص الشكر والتقدير من الهيئة المنظمة لهذا الملتقى السابع للقيادة التربوية- رفيق الحريري في حضرة التربية والتعليم، تحت عنوان “التحفيز من خلال التجديد والتطوير التربوي المستمر” من مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة والشبكة المدرسية لصيدا والجوار، وإنني أجد في الشبكة المدرسية لصيدا والجوار آلية تحفيزية مستدامة لتحقيق العدالة التربوية لكل طلابنا في التعليم الرسمي والخاص، والحرص على التجديد والتطوير التربوي. وإننا في كل عام نعتقد بأننا تقدمنا خطوات إلى الأمام لنجد أنفسنا في العام الذي يليه بأننا لا نزال في بداية الطريق. وإن مسؤولية التحفيز والتجديد والتطوير هي مسؤولية مشتركة من المجتمع بكل مكوناته الإقتصادية والأهلية والحكومية، لأن هذه العملية تطال كل أسرة وكل فرد في هذا المجتمع. وإن هناك مفهوما شائعا وخاطئا وهو تحميل العاملين في التربية كل المسؤولية عن تقدم العملية التربوية أو تراجعها، في حين أن الحقيقة هي أن المسؤولية جامعة وشاملة لكل مكونات مجتمعنا الوطني الأهلي والحكومي والخاص، وإنها عملية متكاملة تبدأ بالأسرة وتنتهي بسوق العمل”.
وتابعت: “قد يغيب حضور رفيق الحريري في كثير من المواقع والموضوعات، إلا أنه الباقي الدائم في حضرة التربية والتعليم، لأن التعليم كان الأساس في بناء مسيرة السلم الأهلي والإنماء والإعمار، وبالتعليم وحده إستطاع رفيق الحريري أن يعيد الأمل والثقة بلبنان، وكان يقول دائما التعليم أولا والتعليم ثانيا وثالثا ورابعا، وإننا نقول له في ذكرى غيابه العاشرة بأن التعليم بالنسبة لنا سيبقى أولا وأخيرا السبيل الوحيد للنهوض والتقدم، والعدالة بكل أوجهها الإجتماعية والإنمائية والسياسية، وبأن التعليم وحده هو الضامن للحرية وللكرامة الإنسانية، وإننا بالتعليم وحده نستطيع أن نرفع اليأس والبؤس والغضب والتطرف من عقول الأجيال. وكما جاء في الدباجة التأسيسية لليونسكو قبل سبعين عاما “ان الحروب تقع أولا في عقول البشر وفي عقول البشر تبنى حصون السلام”. سنبقى نحترم عقول اللبنانيين أطفالا وشابات وشبابا لنبني أجيالا قادرة على حماية لبنان، وليبقى لبنان آمنا سيدا حرا مستقلا”.
ثم القت كلمة الشبكة المدرسية مديرة ثانوية حكمت الصباغ الرسمية للبنات فاديا الجبيلي، فاستحضرت محطات من “تاريخ صيدا الطويل مع التعليم والابداع انطلاقا من مدارسها وجمعياتها ومؤسساتها ومن ابنائها الذين تركوا بصمات مضيئة في هذا المجال، وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي ينظم هذا الملتقى في ذكراه وفي رحاب مسيرته التربوية والانسانية والوطنية التي انطلقت من هذا المكان”، متوقفة عند “الدور الذي قامت وتقوم به النائب بهية الحريري على هذا الصعيد وكبادراتها التربوية الوطنية الجامعة وصولا الى اطلاقها فكرة تجمع مدراء مدارس صيدا الذي توسع وتطور في ما بعد ليصبح الشبكة المدرسية لصيدا والجوار”.
وقالت: “ان هذه المبادرة نقلت المدرسة من جزيرة منعزلة الى ارخبيل بديع فدعت الى الحوار الفعال والبناء والشراكة مع احترام خصوصية كل مدرسة، وذلك من خلال العمل على التنمية البشرية المستدامة لخلق جيل متعلم يؤمن بالتواصل مع الآخر والتجسير الذكي مع المجتمع الأهلي والمؤسسات غير الحكومية وقد نجحت بذلك نجاحا باهرا. ان القلق على المستقبل لا يصنع امة مطمئنة، وان غياب العدالة الاجتماعية عن اي بيئة لا يجعل منها بيئة صالحة لغير الظلم المتبادل”.
ثم تحدث بو صعب، فقال: “عشر سنوات مرت على استشهاد دولة الرئيس الصديق رفيق الحريري، والزلزال يشتد ضراوة في المنطقة العربية الحزينة الغارقة بالدماء والدمار. عشر سنوات والألم يتضاعف عشرات المرات، لكن الأهم من كل ذلك هو الحاجة الملحة في هذه الأيام الى رفيق الحريري، سيد الاعتدال والمدافع الشرس عن المعتدلين، والمناضل بكل القدرات والإمكانات لتكريس مسيرة الاعتدال في لبنان والدفاع عن وحدته ودعم مقاومته لتحرير ارضه من العدو الاسرائيلي.
اليوم نقف في حضرة التربية والتعليم خلف نهج رفيق الحريري، فهو في هذا الهيكل التربوي بالذات الذي أحبه ورفع مداميكه وفتح أبوابه مشرعة للشباب بالآلاف، هو شخصية وطنية مكرسة للعلم والتربية التي يعتبرها طريقا نحو تحقيق التنمية المستدامة، وسبيلا لفتح الآفاق أمام الشباب، وقد رأيناهم في الإحتفال بالذكرى العاشرة وفي العالم روادا يحتلون أرفع المناصب ويؤسسون الأعمال المتمايزة. والذي حضر منكم الذكرى العاشرة رأى شهادة من مواطن لم يكن يعرف ما هو الباسبور ولم يكن لديه تلفون بيته ولا يعرف كيف يصل الى بيروت. لم يعطه رفيق الحريري الف دولار او عشرة الاف دولار وانما اعطاه شهادة اسست له لمستقبل، فأسس شركة وباعها بمليار دولار وعاد الى لبنان يستثمر في ارضه وبالتحديد في البقاع. هذا هو السر الذي كان مقتنعا به الرئيس الحريري سر العلم وسلاح العلم الذي هو اهم سلاح يمكن ان يستعمله الوطن ويمكن ان يستعمله الأجيال لبناء الأوطان”.
أضاف: “إن انعقاد هذا المؤتمر التربوي تحت هذا العنوان الكبير وفي ظل هذه الظروف التي تسيطر على المنطقة والتي يتأثر بها لبنان، إنما هو فعل إيمان برؤية رفيق الحريري للبنان، هذه الرؤية المقرونة بالإقدام والعمل على الأجيال، هذه الرؤية التي تسهر على تجسيدها السيدة الصديقة بهية الحريري إن من خلال الحرص على استقرار صيدا وجوارها، أو على استقرار لبنان والحفاظ على منعته الاقتصادية والوطنية مصانة من المتطرفين المشوهين لصورة الدين. وانا في وزارة التربية اقولها بكل صراحة، انا اعتبرت نفسي في كل الأوقات والظروف التي مررت بها في السنة الماضية ومن دون ان اكون اعلنها رسميا انما استشارة الست ام نادر بالنسبة لي واكبتني بالمراحل الصعبة التي مررنا بها، من مشكلة الامتحانات الرسمية الى الوضع الحالي الذي نمر به. هي الوزيرة التي عندما تركت وزارة التربية ابدعت اكثر بالتربية وبقيت حريصة على التربية ولأنها انطلقت من هذه البيئة، وتعرف قيمتها، لذلك كل كلمة تحكيها بالتربية هي كلمة صدق، وانا كلامها بالنسبة لي اخذه على هذا الأساس”.
وتابع: “إن هذا اللقاء هو نموذج عن حب الحياة والجمال والإبداع، وفتح مجالات التخصص والتقدم أمام المتعلمين صغارا وكبارا. إنه ترسيخ لنهج الاعتدال والانفتاح والتضامن. إنه صورة عن طريقة رفيق الحريري في الحوار الراقي المترفع عن المصالح الشخصية والطائفية والفئوية. أما الحوار الذي يدور في هذه الفترة على كل المستويات، فإننا نأمل منه نتائج تؤدي إلى تنفيس الإحتقان على أشكاله، ونتطلع إلى توجهات نحو ترسيخ عمل المؤسسات وممارسة الديموقراطية وتكوين مؤسسات السلطة الشرعية في الوطن وعلى رأسها رئاسة الجمهورية. إن البلاد تتوسم خيرا من عودة الرئيس الصديق سعد الحريري إلى لبنان، لإعطاء الزخم اللازم للحوار وإضفاء جو من الثقة بالبلاد، والتأكيد على استمرار الإعتدال، والإصرار على أولوية الوطن قبل أي مسألة أخرى”.
وقال: “لا اخفيكم اذا شاركتكم جدية هذا الحوار القائم بين كل الافرقاء حاليا في لبنان، هو ليس مجرد حوار كما يعتقد البعض، واضح ان هذا الحوار جدي وانه في الوطن الكل اصبح مقتنعا بأنه ليس باستطاعة احد ان يلغي احدا، كلنا نريد ان نعيش مع بعضنا البعض لنستطيع ان نحافظ على لبنان ولنستطيع ان نبني اجيالا من خلال التربية وغير التربية.
والدليل على ذلك اللقاء الذي جرى مؤخرا بين الرئيس سعد الحريري والجنرال عون من جهة، والبارحة بين الرئيس سعد الحريري والرئيس نبيه بري، يؤكد ان هناك جدية كبيرة بالحوار لإنقاذ لبنان من الوضع الذي نحن فيه وخاصة من الخطر الارهابي والتكفيري الموجود حولنا ولبنان لا يشبهه وصيدا لا تشبهه. وانا قادم قالوا لي تصل الى جنب المسجد وتفرق الى الشمال تصل الى جنب الكنيسة وتقف وتصل الى القاعة. هذه صيدا التي نعرفها”.
أضاف: “ان القيادة التربوية هي سر نجاح المؤسسات التربوية، وهي طريق إعداد الشباب لسلوك نهج الريادة والانطلاق في الحياة.
وإن التطوير التربوي والتجديد في المنظومة التربوية، والتعمق في مكوناتها، وتبادل الأفكار والخبرات العالمية لعلاج نقاط الضعف في هذه المنظومة التربوية، إنما هي أمور أصبحت ملحة، وبالتالي وبما أننا في وزارة التربية والتعليم العالي نزمع عقد مؤتمر تربوي في شهر نيسان المقبل، فإننا سوف نستفيد حكما من مقررات هذه الورشة التربوية الجامعة، ومن توصياتها وتوجهاتها، لكي لا نكرر الجهد، بل نبني على الأفكار والنجاحات، لأن المدرسة الرسمية بحاجة الى الكثير من الجهد والعمل كي ننجح بالنهوض بها، بعدما أثقلها التراجع والتعاقد والنزوح وقلة الموارد وغير ذلك الكثير.
ومن هنا اعود واقول ان حقوق الأساتذة ليست منسية، وعندما تحدثت عن التعاون مع السيدة بهية الحريري، تعاون كان يشمل سلسلة الرتب والرواتب، كانت تسبقكم بالمطالب ان كان بالكواليس او بالعلن، كلنا نعرف موقفك من سلسلة الرتب والرواتب ونأمل ان نعمل سويا بالمستقبل لاقرار السلسلة باسرع وقت ممكن ونعطي اصحاب الحق حقوقهم. وللأساتذة الثانويين بالأخص، الكل يعرف انني اعلنت منذ يومين توصلنا لتاريخ محدد لاجراء مباراة مفتوحة عن طريق مجلس الخدمة المدنية يعلن عنها في شهر نيسان، والامتحانات تجري في شهر تموز، كلها خطوات لتعزيز المدرسة الرسمية، وشبكة مدارس صيدا هي نموذج يجب ان يعمم في لبنان. انتم محظوظون بهذه الشبكة الموجودة والنشيطة وبوجود السيدة بهية الحريري على رأسها وداعمة لها، وهي تعرف انني طلبت من اساتذة جبل لبنان والمتن بالتحديد أن يأتوا ويجتمعوا معكم ليستفيدوا من هذه الخبرة لنستطيع ان نعممها في مناطق اخرى في لبنان، وهناك كلام ان تعمم في الشمال، في عكار وطرابلس، كما كنا نقول”.
وختم بو صعب مهنئا جميع العاملين والساهرين على تنظيم وإدارة المؤتمر، وخصص بالشكر السيدة بهية الحريري، متمنيا للجميع التوفيق والنجاح في بلوغ الأهداف المحددة”.
بعد ذلك قدم سميا محاضرة مطولة حول محور الملتقى لهذا العام وهو “التحفيز من خلال التجديد والتطوير التربوي المستمر”، فاعتبر “اننا كمعلمين نعطي ونحن غير محفزين لأنه بعلم الادارة فاقد الشيء لا يعطيه، اما انتم فتعطون ان كنتم محفزين ام لم تكونوا محفزين، وانه بانتظار اقرار سلسلة الرتب والرواتب يجب ان نبقى نعطي، نعطي لأننا نعطي من قلبنا”.
وحدد اربعة انواع من الذكاء تستوي بها مجتمعة العملية التربوية وهي الذكاء الذهني، الذكاء العاطفي، الذكاء الاخلاقي والذكاء الجسمي”، وقال: “علينا دائما ان نحفز الطاقات وان نتواضع ونتعلم وان نستفيد لكي نفيد”.
وسبق حفل افتتاح الملتقى جولة قام بها بوصعب برفقة الحريري والسعودي في اقسام مركز اكاديمية “علا” للتواصل والقيادة.