بين ارهاب المراقب والطالب للحقيقة عندهم وجه آخر!!

محطات نيوز – كتب عماد جانبيه

لأننا لم نخلق لنداري كل ذنب، وكل خطيئة يرتكبها البعض من البشر. أو نساند الظالمين ونغض النظر عن ظلمهم كما يفعل أغلبية البشر. ولأننا لن نكون سبباً في انتشار الظلم، وتفشي الفساد بدعوى غض النظر. ولأننا خلقنا أحراراً… لا لكي نستعبد من قبل بعض البشر. سننصر الحق ولو كره الانتهازيون والواهمون وان وصلوا القمر…

بهذه السطور سافتتح مقالي.. لسبب أن هناك من أراد أن نتبنى موضوع ارهاب بعض المراقبين النفسي في الامتحانات، معتبرين أن اولادهم أثناء الامتحان، يدخلون الى ساحة حرب مفتوحة من جانب وجود القوى الأمنية ومشهد الممنوع والترهيب، ومن جانب آخر الترهيب في الصفوف ليس لجدية المراقبة بل لمتابعة أعمال وأشغال هذا المراقب التي هي خارج نطاق الوظيفة، فيبدأ باعلان واعدام الوقت المتبقي على الطلبة فيما يتبين لاحقا ان الوقت المتبقي هو اكثر من ساعة …. ويلا عجلوا …..

فربما يرى أحدكم غير ما أرى، وربما من يعتبر انها مسألة شكلية لا تقدم ولا تؤخر. لكنني أراها ذات شأن وأنظر إلى ما خلفها، والسؤال يسأل؟ هل كتب على الطلبة أياً كانت أعمارهم الهم والحزن والصراع للحصول على السعادة بالنجاح… هل الفوضى في التوظيف، تؤدّي إلى نتائج، لا تحمد عقباها، ويدفع هذا الطالب الثمن؟ الا يجب أن تكون مسؤولية المراقب أمانة في عنق حاملها، وهي تستلزم المزيد من الصبر والدراية، لتسيير شؤون الطلبة وخدمتهم لا تعطيلهم. والمسؤولية أية مسؤولية كانت فهي محددة بإطار زمني محدد مهما طال.

مسكين هذا المراقب الظالم الغاشم إذ انه ومن بين جميع الأدوار الكثيرة في مسرح هذا الوجود ارتضى لنفسه دور البعبع الذي يخيف الطلبة ولا يطمئن اليه أحد واختار الشخصية القاسية التي تتخطاها العين وتتقزز لمرآها النفس وينفر منها الوادعون الطيبون، فمن حيث يدري أو لا يدري، وما أظنه إلا يدري تقمص دور الذئب الذي طالت أظافره وحدّت أنيابه وشرست طباعه وامتلأت بالشر نفسه، فما ينفك يطارد النعاج في مراعيها والخراف في مراتعها. فلو كنت مكانه لإستحيت من نفسي ولما ادعيت بزهو بأني موهوب الجانب، بل لقلت بعد تأمل وتفكر إن أولى مني بهذا الادعاء للوحوش الكاسرة والزواحف السامة والطيور الجارحة وشحذت طباعي حتى ترق، وهذبت نفسي حتى تسمو وأقلعت عن ظلمي وجبروتي، ثم لو أني مكانه أيضاً لإخترت ألف مرة أن اكون خروفاً وديعاً على أن اكون ضبعاً…

ندرك أن عالمنا مضطرب يسوده الشر والمكايدة والسفاهة، ناهيكم عن الصعوبات الجمة التي يكابدها الإنسان وهو يرسم طريقه باتجاه المستقبل، في سبيل الحلم وتحقيق الطموح، وإنما الحد الأدنى منه.. ببساطة لا يستطيع الطالب أثناء الامتحان أن يحقق الشعور بالتركيز والاتزان، مع أناس متسلطون جشعون يضحون به وبكل غالي ورخيص في سبيل أطماعهم.

من هنا نطالب أصحاب القرار، بهيبة الدوام والنظام والانتظام في النفوس، كفى جرائم مأساة وارهاب بحق الطالب في غرف الامتحان، كفى استهتار واستخفاف بعقول البشر، الا يجب أن يكون هناك وقفة جادة لمعالجة هكذا اوضاع، في مراكز الامتحان…

كلنا يعرف الحقيقة، وشواهدكم أكثر مما قلت، ولكن…. ربما للحقيقة عندكم وجه آخر!!

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات