صيدا :مدينةٌ تاريخيه عريقة على مدار التاريخ.

محطات نيوز-  تحقيق  احمد صلاح عثمان

صيدا أو سيدة البحار مدينة تقع على الساحل الشرقي لحوض البحر الأبيض المتوسط. وتعتبر من أهم المدن التاريخية القديمة التي ما تزال تحافظ على رونقها وطابعها المعماري التراثي كمدينة مأهولة.

تعتبر مدينة صيدا مدينة أثرية بامتياز، حيث تكثر فيها الآثار والتي منها ما يعود للعصور الفينيقية المختلفة وأخرى إلى العقود المسيحية والعربية والصليبية وعلى مر التاريخ اعتبرت مدينة صيدا ناقله  للحرف والمعرفة  وما زال اسم صيدا وصيدون الفينقيه يتردد بحرراة فى تلك الاجزاء من العالم القديم وحتى الحديث وخاصة فى الامريكيتين الشمالية والجنوبية

وقد كانت مدينتها القديمة وبساتينها مكاناً هادئاً وممراً لمعظم الحضارات التي ما زالت مطمورة في مختلف أنحاء المدينة فمن الحضارة الكنعانية الى الفينيقية الى اليونانية ثم الرومانية والبيزنطية والعربية بأقسامها المختلفة ومنها الفاطمية والأيوبية إلى عصر المماليك والعثمانيين ثم الى الإنتداب الفرنسي، وعصر الإستقلال حتى يومنا هذا بعد الاجتياح الاسرائيلي الذي دمر جزءاً  لا يستهان به من حضارة وتراث وتاريخ المدينة.

ولا غرو إذا قلنا بأن معظم آثار وتراث صيدا وتاريخها لم يظهر كلياً للعيان ولم يبرز كما يجب لأن صيدا لم ترتاح في تاريخها الطويل وزاد من آلامها الاحتلال  الاسرائيلي عام 1982 ونكبة فلسطين وتهجير عام 1948 أهاليها .

أهم المعالم الأثرية في صيدا

مدينة صيدا  القديمة من أهم المدن العربية فهي كفاس في المغرب وسوسة في تونس وصنعاء في اليمن; فهي مدينة لا تموت، فيها من الإكتفاء التراثي مما يجعلها مستمرة ومدينة للحياة وهي منظمة بطريقة سليمة تشقها الممرات من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وتضم في داخلها المساكن والأسواق والمعابد من جوامع وكنائس وكنيس واحد عدا عن الخانات والحمامات والزوايا والمدارس والمستوصفات والمقاهي وكل ما يحتاجه المواطن في حياته اليومية ويحمي هذه الشريحة الاجتماعية قلعتان “القلعة البحرية والقلعة البرية” اللتان فقدتا سورهما الواقي من الغزوات والحروب.

قصر دبانه

قصر دبانه هذا القصر الذي يحتل مكانة هامة فى تاريخ المدينة فى العهد العثماني وهو قد شيد فى القرن الثامن عشر وهو يرتبط بأبنية اخري بالمدينة القديمة  وعندما تتجول فى اروقة القصر تري انه يجمع ببنيته عناصر الدار العربية العثمانية كافة المتمثلة ببهو مركزي يسمح بالولوج الى الغرف الاخري المحيطة به ويجسد هذا البهو فن العمارة الذي تميزت به المدرسة الدمشقية مصحوبا بلمسة من الفن العثماني .

فى العام 1920 اتخذ المبني شكله الحالي بواجهته الزجاجية التى تنير البهو المركزي المنخفض وسقف القرميد الاحمر.

وفى العام 1968 صنف القصر العائد لعائلة دبانه بفضل مساعي الامير موريس شهاب الى متحف غير ان الحرب الاهلية التى  اندلعت فى عام 1975 حالت دون اتمام المشروع ولكن  فى عام 2000 عادت عائلة دبانه الى القياك بسلسة اعمال هدفت الى حماية البناء واعادة ترميمه  وفتحة امام الزوار وتم تحويلة الى متحف بعد ان انضم وقف دبانة فى صيدا الى مجلس المتاحف الد ولي للمنازل التى تحولت الى متحاف .

وهذا المتحف هو الاول من نوعه في لبنان إذ ما من متحف يعيد احياء الحقبة العثمانية وأثارها المعمارية وسيكون بذلك  المتحف الوحيد الذي يساعد الزائر على فهم التراث العثماني فى الشرق الاوسط بشكل معمق .

ولا تقف الاثار في صيدا  عند معلم واحد فهي معالم كثيرة وجميعها يحتاج الى كتب ومجلدات للتعريف عنها  ولكننا اخترنا فى هذا التحقيق  معالم تاريخية  مميزه ولها طابع تاريخي يعبر عن  تاريخ مدينة صيدا

خان الصابون

في احدي زقاق صيدا القديمة يقبع متحف الصابون ليروي قصة حرفه انطلقت منذ نحو 3000 سنة اذ لم تشا عائلة ريمون عودة المصرفي ابن مدينة صيدا إلا ان تحافظ على ارث العائلة وتراثها فتحول بيت العائلة ومعمل الصابون الى متحف يروي تاريخ صناعة الصابون الحرفي وتقنياتها في منطقة المشرق العربي

وعرفت مدينة صيدا صناعة الصابون للمرة الاولي عبر مصبنة بني جلال الدين التى كانت تقع في حارة الزيتوني وكانت تحتوي على طبقة علوية وسفلية وبئر ماء وابار معدة لوضع الزيت ولا يزال بناؤها قائما إلا ان الاهمال وما خلفته الحوادث الاليمة التى عصفت بلبنان وما تركته من اثار الخراب جعلتها هيكلا من دون حياة

  وتُعتبر صناعة الصابون واحدة من أقدم الصناعات التقليدية في صيدا، ويوصف إنتاج صيدا منه بأفضل إنتاج لبناني، وقد تعاقب على هذه المهنة عدد من العائلات الصيداوية التي أنشأت “مصابن” صغيرة مع عائلة ريمون عودة  مصبنة مجيد خوري، إلا أن هذه الصناعة ما لبثت أن تطوّرت فعرفت صيدا أول معمل لصناعة الصابون حمل اسم “صابون براج وعربي”، وذلك في عام 1935.

متحف

يعود تاريخ المتحف الى القرن السابع عشر، ويروي حكاية الصّابون في المنطقة الممتدة من حلب الى نابلس، كما يبرز المراحل التي تمر بها عملية التصنيع، فضلا عن تنوع اشكال الصّابون وخصائصه. يشكّل المتحف مقصداً للزائرين للتّمتّع بما يضمّه من ثروة هندسية إذ يزوره سنوياً أكثر من 45 الف سائح، كونه نادراً وله مثيل وحيد في فرنسا ويحتوي على معروضات تتضمّن: منتجات الصّابون وكل ما يتعلّق بلوازم الحمّام التركيّ.

قلعة صيدا البحرية

تعتبر قلعة صيدا البحرية من أشهر معالم صيدا الأثرية على الإطلاق كونها الشاهدة على كل العصور وعلى كل الغزوات وكانت الثغر الذي صدت من خلاله صيدون وقاومت كل جحافل وأساطيل الغزاة وما تزال تشكل عنوان العنفوان الصيداوي الشامخ

شيدت قلعة صيدا البحرية او قلعة الصليبيين في صيدا فوق نتوء صخري. تبعد نحو مئة متر عن صيدا القديمة وتعود إلى القرن الثالث عشر للميلاد وهي مبنية من حجارة أبنية قديمة يعود بعضها إلى العصر الروماني وقد أضيفت عليها أجنحة ومعالم ترمز إلى الحضارات المتعاقبة

القلعة البرية

قلعة صيدا البرية أو قلعة القديس لويس التاسع الملك الذي قاد الحملة الصليبية السابعة (1248–1254) او قلعة الخليفة المعز الفاطمي (952 –975). وهي تقع فوق أعلى تلة في صيدون القديمة (ناحية بوابة صيدا المتعارف عليها باسم البوابة الفوقا) التي كانت تشرف على المدينة القديمة وهذه القلعة بالرغم من الأهمية التاريخية التي كانت لها نظرا لما تشكله من ثغر بري لصد الغزوات عن المدينة القديمة فهي اليوم مقفلة أمام الزوار وبحاجة لأعمال ترميم فورية وسريعة حماية لها وحرصا عليها من الانهيار

خان الافرنج

تشتهر صيدا بالخانات منذ القدم بحيث يعود تاريخ هذه الخانات إلى تعدد الحقبات التي توالت على المدينة القديمة.. إلا أن خان الإفرنج الذي يقع قبالة رصيف ميناء الصيادين ويشرف على البحر يعتبر من أهم احد ستة خانات في المدينة.

 ويؤشر الخان إلى الأهمية التجارية والاقتصادية التي عرفتها صيدا في عهد الأمير فخر الدين إضافة إلى فنون البناء الذي تميزت بها كبقية المدن الساحلية. وارتبطت شهرة الخان ليس فقط بالتجارة قديما بل باستقبال وفود الفرنجة الزائرة من توسكانا في ايطاليا وفرنسا وغيرها إضافة لاستخدامه كإسطبل لخيل كبار الوافدين والتجار وكمخزن كبير للبضائع لا سيما في الطابق السفلي.

والخان بناء جميل جدا مربع الشكل من الحجر الرملي ويتألف من قسم سفلي وقسم علوي يقع ضمنه البيت القنصلي الأجنبي، ويحتوي على جناح يقال انه كان مخصصاً للمندوب الفرنسي. ويتم حاليا استخدام الخان من قبل مؤسسة الحريري بشكل جيد ومتعدد الأوجه الثقافية وتقام فيه المهرجانات الفنية والثقافية والمعارض التراثية والحرفية ومعارض المنتوجات الزراعية .1901145_625863320878374_1452792057578977136_n[1] 10403690_625864027544970_674598325048237085_n[1] 10532780_625863670878339_2104421274164542899_n[1] الصابون 1

ˆ

ˆ

الخاتمه

 صيدا التاريخية هي ليست صيدا الحديثة التى يعيش سكانها  اليوم ظروفا اقتصادية صعبة  فهي  ينقصها الكثير اليوم فى القرن الواحد والعشرين  حتى تصبح مدينة سياحية بالمواصفات العامة والخاصة للمفردات المتعلقة بالمدينة السياحية الجاذبة للاستثمار السياحي بمفهومه ألاقتصادي كما ينقصها الأهم حتى تصبح مقرا دائما وليس ممرا فقط عبر زيارة عابرة للحافلات التي تقل الوفود الأجنبية أو حتى للسائح الأجنبي أو الوافد العربي أو الزائر اللبناني الداخلي والمغترب.

 

 

 

 

 

 

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات