محطات نيوز – نظمت الاسكوا – بيت الامم المتحدة، مؤتمرا عن “الترابط بين المياه والغذاء والطاقة”، في مقرها – ساحة رياض الصلح، بالتعاون مع مؤسسة رفيق الحريري التي ترأسها السيدة نازك الحريري وحضور وزير الاعلام وليد الداعوق، النائب محمد قباني ممثلا الرئيس سعد الحريري،الوزير السابق ابراهيم شمس الدين، هدى بهيج طبارة ممثلة السيدة نازك الحريري، نائب الامين العام للاسكوا نديم خوري وفاعليات.
بعد النشيد الوطني، تحدثت مديرة ادارة التنمية المستدامة والانتاجية في الاسكوا رلى مجدلاني “عن استمرار التعاون والشراكة مع مؤسسة الرئيس الحريري التي عملت على بناء الاجيال من خلال اعطاء المنح لمتابعة تحصيلهم الجامعي لاغناء لبنان والمنطقة، ساعية لتطوير مجتمعنا العربي”.
ثم القت المديرة العامة لمؤسسة رفيق الحريري سلوى السنيورة بعاصيري كلمة المؤسسة ونقلت في بدايتها تحيات رئيستها التي اسعدها كثيرا “ان تكون المؤسسة قد تعاونت ولجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا في تنظيم مؤتمر اليوم لما يعنيه هذا التعاون من ترجمة لعمق الروابط التي جمعت وتجمع بينهما على اكثر من صعيد”.
وعددت بعض جوانب هذا التعاون ومنها “الجهود الكبرى التي بذلها الرئيس رفيق الحريري في حينه، والتسهيلات المتعددة الجانب التي وفرها لكي يعود لبنان مقرا للاسكوا في العام 1997 بعد غياب الاسكوا القسري عن لبنان لمدة 15 عاما”.
وتحدثت “عن مبادرة الاسكوا الى ترشيح الرئيس رفيق الحريري لجائزة الامم المتحدة للمستوطنات البشرية للعام 2004 والتي نالها تقديرا لابداعاته وريادته ومكانته كرجل دولة اعاد اعمار لبنان والعاصمة بيروت، متوقفة عند القضايا المشتركة التي تتقاطع في اطارها جهود الاسكوا ومؤسسة رفيق الحريري والتي تصب جميعها في السعي للرفع من مكانة الانسان وشأنه في مجتمعه والمحيط”.
واضافت:”ها هو مؤتمر اليوم الذي ارادته مؤسسة رفيق الحريري ان ينعقد بالتزامن مع احتفالات يوم الامم المتحدة ومع اطلاق مسح موارد المياه المشتركة في غربي آسيا نظرا لرمزية المناسبة، هو مخصص في المقدمة للتداول بمسائل محورية تشغل مفكرينا والباحثين وتحتل مضامينه موقعا متقدما في اولويات الاسكوا واهتماماتها لما يترتب عن تلك المضامين من تداعيات تطال اقتصادات الدول العربي الاعضاء وحال الاستقرار الاجتماعي فيها”.
تابعت:”قد يجدر التنويه ان اختيار مؤسسة رفيق الحريري لموضوع مؤتمر اليوم انما يصب في السياق العام لاطلاقها سلسلة مؤتمرات ستتناول كلها قضايا حية تشغل المجتمع اللبناني ومسائل انسانية محورية في حاجة الى التفكر والتأمل، ان لم يكن للتوصل لاجابات شافية بشأنها، فلعله للسعي لتقديم رؤى وتصورات لسبل التعامل معها، وسوف تتحلق لمقاربة تلك القضايا والمسائل كواكب مشعة تضيىء الشعلة التي اؤتمن رفيق الحريري المؤسسة على حملها منذ العام 1984. وكم كان على يقين حينها ان الشعل ستضاء بالاف من الانوار، انوار الطاقات اللبنانية الشابة الممثلة لجميع مكونات المجتمع اللبناني والتي دفعها طموحها الى التقاط فرص الالتحاق بارقى الجامعات في لبنان وفي شتى بقاع العالم، لتكون مهيئة للاسهام في اعادة اعمار لبنان الذي كان ولا يزال في امس الحاجة الى طاقات ابنائه ليستعيد عافيته وازدهاره ويحصن سيادته ويعزز وطنيته ويؤمن استقراره”.
واكدت “ان الحاجة لانتظام حياة مستقرة ومزدهرة تحفظ فيها كرامة الانسان وامنه ليست حكرا على لبنان بل هي حاجة ملحة في اكثر من بلد عربي ، بعد ان تشعبت وتداخلت الاسباب الكامنة وراء هشاشة الاوضاع وعدم الاستقرار في معظمها وان بقي العامل المركب الاقتصادي الاجتماعي البيئي في مقدمة العوامل التي اثرت سلبا في مسار الامور لكونه العامل الاهم في دفع قاطرة التنمية، ولكون في تعثره تتعثر التنمية بشتى ابعادها. وها هو التقرير العربي الصادر مؤخرا حول الاهداف الانمائية للالفية الثالثة يؤكد ذلك للتعثر في اشارته الى ان 20% من العرب يهددهم الجوع بعد ما كانت نسبتهم بحدود 15% في العام 2011″.
وقالت:”ازاء هذا التردي المتسارع في واقع الامن الغذائي في العالم العربي، والامر عينه على مستوى العالم ككل حيث يقدر ان هناك راهنا ما يفوق المليار ونصف المليار نسمة يعيشون في فقر متعدد البعد، يرى الباحثون ازاء ذلك ان ازدياد الجوع لا ينفصل عن ازدياد العطش ، فشح مخزون المياه الصالحة للشرب وتلك المتاحة للزراعة اضافة الى تقلص المساحات الصالحة للزراعة يجعل من الجوع والعطش مجتمعين سببا اضافيا لتعميق الانحدار نحو الاسوأ، الا انهما بدورهما اي الجوع والعطش لا ينفصلان عن تركيبة مجمل عواقب تغير المناخ، وتحديدا الجفاف والتصحر والسيول والفيضانات. في حين ان تغير المناخ لا ينفصل هو ايضا عن تداعيات طرق الاستخدامات غير الصديقة للبيئة في اطار الاعتماد المتمادي على الطاقة التقليدية والتي تسأل عن تلوث الغلاف الجوي ومياه الانهار والمياه الجوفية نتيجة النشاطات البشرية الملوثة للبيئة” .
واشارت “الى وجود حلقات مترابطة يؤثر بعضها في البعض الاخر، فهل يمكن استطرادا الاخذ بانه في حال استخدمت مصادر طاقة بديلة يمكن للبيئة ان تتلوث اقل. وهل في حال تردي بيئي اقل، هل تحمى المياه من عواقب التلوث والندرة، وهل في طاقة بديلة يمكن للبيئة ان تتلوث اقل؟ وهل في حال تردي بيئي اقل هل تحمى المياه من عواقب التلوث والندرة، وهل في حال سلامة المياه سنضمن الامن الغذائي اذا كانت الاجابات بنعم كيف نؤكد صحة تلازم التأثيرات المتبادلة وكيف قيس احجامها”.
واضافت:”ان المستجد هو الحديث مؤخرا عن ضرورة البحث في طبيعة الترابط بين اضلاع المثلث الذهبي الماء والغذاء والطاقة، ودراسة التأثيرات المتبادلة، كما ونوعا وضرورة تسخير الابتكار والتقدم العلمي والتكنولوجي والبحثي لدراسة طبيعة الترابط المتعدد الاوجه ذاك بالاعتماد على مقاربات دامجة غير مجتزأة او احادية الجانب، كما ضرورة صياغة استراتيجيات متكاملة، لمجتمعات اكثر تكيفا ومناعة، تخدم جميعها في تحقيق غايات التنمية المستدامة، سيما واننا مدعوون ان نشهد وجها آخر للعالم في العام 2010، بعد ان اعلنت معظم الدول عن رؤى تطويرية لكل منها تأمل انجازها بحلول العام 2020، وترتكز في جوهرها على ايجاد توازن اكبر في التعامل مع الموارد الطبيعية ونحن مدعوون ايضا لنرى عالما اكثر انصافا في العام 2030، بعد ان حدد البنك الدولي العام 2030 تاريخا جديدا للقضاء على الفقر المدقع”.
خوري
والقى خوري كلمة وكيلة الامين العام والامينة التنفيذية للاسكوا ريما خلف كلمة فقال:”ان هذا المؤتمر يهدف الى افساح المجال للحوار حول الترابط بين قطاعات اساسية من الموارد الطبيعية بين المياه والغذاء والطاقة “.
واوضح “ان الجزء الاكبر من اجمالي مساحة البلدان العربية يقع في بيئات جافة وشبه جافة بل وقاحلة في بعض المناطق ، مما يجعل ندرة الموارد المائية ميزة ملازمة للمنطقة العربية. لقد انعكس عدم توفر المياه وتزايد شحتها على قطاع الزراعة وبالتالي على الامن الغذائي في المنطقة، اذ ان اجمالي المساحات المزروعة الحالية لا تشكل الا ما نسبته 5,3% فقط من اجمالي المساحة الجغرافية للوطن العربي.”
وقال:”اما بالنسبة لموارد الطاقة، فعلى الرغم من توفرها بشكل ملحوظ في بعض بلدان المنطقة العربية، الا انها لا تزال تمثل عبئا ماليا واقتصاديا كبيرا على اقتصاديات بعض الدول الاخرى. ان هذا التباين الواضح في توزيع الموارد الطبيعية من مياه واراض زراعية ومصادر الطاقة في المنطقة العربية قد اثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وادى الى تنامي ظاهرة الهجرة خصوصا من الريف الى المدينة داخل الوطن الواحد، وكذلك الى خارج حدود الوطن بحثا عن سبل العيش الكريم. لقد اصبح لزاما علينا العمل على تعزيز المعرفة الكفيلة بتوضيح كيفية مقاربة القضايا الملحة للترابط بين المياه والغذاء والطاقة”.
اضاف:”ان آفاق التكامل بين استخدام موارد المياه والزراعة والطاقة على الصعيد الوطني واسعة، وبدراستها بمنهجية علمية ، يمكن ان تؤدي الى تحديد الممارسات والاليات ذات التأثير الايجابي الافضل على التنمية الاقتصادية والاجتماعية. في هذا السياق، لا بد للبنان ولبلدان المنطقة العربية من رسم سياسات وتبني ممارسات تنموية كفيلة بتحقيق التخطيط والادارة المتكاملة والشاملة في مجالات الطاقة والمياه والامن الغذائي للاجيال الحالية والمستقبلية. ولذلك يمكن لنهج تشاوري يضم الحكومات، والجامعات واصحاب المصلحة في القطاع العام دعم تحقيق هذا الهدف”.
وذكر “انه قد تم تعيين 2013 السنة الدولية للتعاون في مجال المياه. وفي هذا الاطار بات لا بد من تكثيف الجهود والتعاون بين مختلف اصحاب المصلحة والمعنيين لتطوير تقنيات الري ورفع كفاءته ونظم تحلية المياه، ومعالجة مياه الصرف الصحي واعادة استخدامها. اما في مجال الطاقة فيجب اعطاء اهتمام خاص لرفع كفاءة انتاج واستهلاك الطاقة والتوجه الجاد نحو مصادر الطاقة البديلة والمستدامة”.
وقال:”وحرصا منا على اهمية العلاقة الترابطية بين المياه والطاقة ، فقد قامت الاسكوا بتنظيم اجتماعا حكوميا تشاوريا في بيروت في حزيران من العام الماضي، ضم اعضاء لجنة الموارد المائية واعضاء لجنة الطاقة لدول الاسكوا، حيث تمحور الاجتماع حول موضوع الترابط بين قطاعي المياه والطاقة في بلدان الاسكوا بهدف تحديد الاولويات التي تستوجب دراسة واهتماما اكبر من قبل البلدان، وقد برزت قضايا التوعية وزيادة معرفة الخيارات التقنية بالاضافة الى رفع الكفاءة والترويج للطاقة المتجددة كقضايا ذات اولوية على المدى القصير والمتوسط”.
واعلن “انه تمت الموافقة على برنامج تطوير قدرات البلدان الاعضاء في الاسكوا لمعالجة الترابط بين المياه والطاقة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة الذي سيبدأ انشطته في عام 2015 والممول من مخصصات حساب التنمية للامم المتحدة، وسيتضمن هذا البرنامج اعداد الآليات والترتيبات المؤسساتية الممكنة لتنظيم التنسيق والمواءمة في السياسات المعتمدة في مجالي الطاقة والمياه وكذلك عقد ورش عمل اقليمية تدريبية حول تلك الاليات والترتيبات والتعريف بالخيارات التقنية في هذه المجالات”.
واشار الى “ان الاسكوا ستقوم باصدار تقرير يتناول موضوع آفاق الترابط بين المياه والغذاء والطاقة في المنطقة العربية خلال العام 2015″، مطالبا “بتقديم اقتراح مواضيع بحثية للدراسات العليا في مجالات الترابط بين المياه والغذاء والطاقة لرفع مستوى المعرفة العلمية العربية في هذا المجال، خاصة وان من بينكم من هم نتاج استثمار رفيق الحريري في الانسان “.