محطات نيوز – شيعت بيروت ودار الفتوى، عالما من علمائها في لبنان هو قاضي قضاة الشرع الشيخ عبد الحفيظ سلام الرئيس السابق للمحاكم الشرعية السنية، في مأتم مهيب. وأم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني المصلين على جثمان الفقيد في مسجد الخاشقجي، ثم ووري في مدفن الاوقاف الاسلامية الحرج.
وأقيمت مراسم التشييع في قاعة الدكتور محيي الدين برغوت في مسجد الخاشقجي، حيث منح مفتي الجمهورية اللبنانية الفقيد باسمه وباسم المسلمين والعلماء في لبنان وسام دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية تقديرا لخدماته في القضاء الشرعي وخدمة الاسلام والمسلمين في لبنان، ووضعه على نعش الفقيد. وسلم المفتي قباني نجل الفقيد حسان سلام شهادة الوسام، في حضور ممثل الرئيس المكلف تمام سلام مازن سلام، وممثل الرئيس سليم الحص رفعت بدوي، وممثل الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة عدنان فاكهاني، وممثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى المفتي يوسف رغده، ورئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان، والمستشارين وقضاة الشرع ورئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق، وأمين الفتوى الشيخ امين الكردي، والامين العام للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الشيخ يوسف ادريس، وممثل قائد الجيش العقيد نسيم ابو ضاهر وممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي الرائد عارف غلاييني والمدير العام للأوقاف الاسلامية الشيخ هشام خليفة والمدير الاداري لدار الفتوى الشيخ صلاح الدين فخري والمدير العام لمؤسسات محمد خالد الاجتماعية الشيخ احمد دندن ومدير المركز الصحي العام لدار الفتوى الشيخ محمود الخطيب واعضاء البعثة المصرية في لبنان واعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى وحشد من الشخصيات السياسية وأئمة المساجد والعلماء بالإضافة إلى شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية وتربوية ونقابية واعلامية.
وقال مفتي الجمهورية: “نودع اليوم أحد كبار بيروت وكبار العلماء المسلمين في لبنان. لقد عرفته بيروت عالما من علمائه الكبار، كبيرا في علمه، كبيرا في عمله، كبيرا في خلقه وأخلاقه وصفائه، لقد كان سماحة الشيخ عبد الحفيظ سلام مثال العالم الفقيه، وصاحب الأدب الرفيع في أخلاقيات الإيمان والإسلام وفي تعامله مع إخوانه في جميع الإدارات الدينية التي يعمل فيها وخدمها بتفان وإخلاص، وخصوصا في المحاكم الشرعية، فكان حازما في قراراته عادلا في أحكامه لا يقبل توصية في الحق، قضيت معه وإلى جانبه في المحاكم الشرعية ستة عشر عاما، وشاهدت مرة في أواخر الستينات من القرن الماضي، وقد جاءه أحد المتقاضين يحمل له توصية في قضيته من أحد رؤساء الحكومات السابقين، فنظر فيها الشيخ عبد الحفيظ سلام، ثم أعادها الى الرجل، وقال له أعدها الى رئيس الحكومة، وقل له اذا كان لي حق فسوف آخذه واذا لم يكن لك حق فمن أين أعطيك إياه؟ فكم نحن أيها الاخوة بحاجة الى أمثال هؤلاء الرجال اليوم ليصلح حالنا في كل شأن وأمر، وقد مدح الله أمثال هؤلاء العلماء في كتابه العزيز، فقال: “الذين يبلغون رسالات ربهم ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله”، وقال صلى الله عليه وسلم: “ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى اذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا.
وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: “يا أيها الناس إن وعد الله حق، فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور”، أيها الناس الدنيا دار بلاء وابتلاء، ليبلوكم الله فيها أيكم احسن عملا، ويميز الخبيث من الطيب، فقويها يضعف وعزيزها يذل، وصحيحها يمرض وحيها يموت والى الله المصير”.
وأضاف: “قال الله تعالى في القران الكريم: “كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور”، ألا فلمثل هذه الساعة فليعمل العاملون، رحمك الله يا عالمنا الجليل واثابك الجنة على ما قدمت في ايامك في هذه الدنيا من عمل صالح وانزلك منازل الابرار مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا”.
وأوفد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وزير الاعلام وليد الداعوق لتقديم التعازي اليوم في مبنى صندوق الزكاة.
ويتقبل مفتي الجمهورية وآل سلام التعازي بالفقيد في الثاني والثالث الموافق فيه 31-10 و1-11/2013 في بهو دار الفتوى للرجال من الساعة الثانية والنصف ولغاية الساعة الخامسة مساء.
وقد نعاه كل من مفتي الجمهورية اللبنانية والمحاكم الشرعية السنية في لبنان وجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، والمديرية العامة للأوقاف الإسلامية، ومجلس العلماء في لبنان ومؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية وصندوق الزكاة في لبنان والرابطة العائلية لآل سلام.