محطات نيوز- عقد رئيس لقاء الاعتدال المدني مصباح الاحدب، مؤتمرا صحافيا في دارته بطرابلس، قال فيه: “ان السياسات الخاطئة التي اعتمدت في لبنان منذ ما بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي توجت بالتنازلات والتسويات غير المتكافئة على حساب الدستور ومؤسسات الدولة الشرعية ومصالح الشعب اللبناني في اتفاق الدوحة، اوصلت المواطنين الى قناعة بان الوطن لم يعد لهم. وما هجرة مئات الشباب والعائلات يوميا الى بلاد تؤمن لهم العيش الكريم هربا من شبح الجوع والفقر والقهر والذل الذي يخيم فوقهم، الا اكبر دليل على فشل هذه السياسات التي اعتمدت في ادارة شؤون البلد.
فمن طرابلس وحدها وفي اكبر عملية هجرة في تاريخها، بلغ عدد الذين طلبوا الاستحصال على جوازات سفر اكثر من 28 الف مواطن، وهذا ما لم نشهده حتى خلال ايام الحرب الاهلية، فإلى اين تأخذون البلد؟”
اضاف: “سنوات مرت ونحن نرفع الصوت ونقول ان شعبنا يظلم ويهان، وكنا نواجه دائما بنكرانهم ونتهم بافتراءات عديدة، واليوم وبعد سنتين من الادعاء والاستكبار والتعنت، ها هم وزراء تيار المستقبل يعترفون بالظلم الواقع على ابنائنا، لا بل يزايدون علينا وهم من اوصلنا الى هذه الحال المأساوية. فبتنا امام وزراء مصابين بانفصام سياسي في النهار يكيلون الشتائم والاتهامات لحزب الله، وفي الليل يتسامرون ويمسحون الجوخ لبعضهم البعض في عين التينة. ان سياسات التخبط والارتجال في تيار المستقبل دفعت البلد نحو المجهول، في حين ان الطرف الاخر، وهنا اعني حزب الله، لديه مشروع واضح، وان كنا ضده، ولكنه يعمل ويثابر على تحقيقه منذ نشأته في هذا البلد. فعندما كان تيار المستقبل خارج السطلة، اشعل البلد بكلامه الطائفي والتحريضي ودعم الشباب اللبناني للقتال في سوريا، وشارك كما غيره بدعم التقاتل بين ابناء باب التبانة وجبل محسن، وعندما اعاده “حزب الله” الى السلطة تخلى عن كل بيئته لا بل عمل على توقيف وحبس كل الشباب الذين حرضهم على القتال بعد ان تخلى عنهم، وجلس حول طاولة الحوار مع الحزب، متنازلا عن كل المبادئ التي طالب بها وقاتل من اجلها، واجلس الحج وفيق صفا مكان الشهيد وسام الحسن في اجتماعات مجلس الامن المركزي، واستمر بالتنازل عن كل الشعارات التي رفعها”.
وتابع: “اليوم وبعدما حذرناهم من سياسة التنازلات التي انتهجوها وخطورة ذلك على الدولة اللبنانية والمؤسسات الشرعية وعلى حياة المواطن وكرامته، ها هو الوزير المشنوق يعترف ويعلن فشل سياسة تيار المستقبل التي لطالما سوق لها، فالى اين تريدون اخذ البلد؟ لقد اتهمكم حزب الله صراحة بنقد الاتفاقات التي توصلتم اليها، وحملكم المسؤولية، ليتبين انها اتفاقات قامت على بناء نظام امني مشترك بينكم وبين الحزب يضرب العصب السني في البلد، تنفيذا لسياسات خارجية اصبحت مكشوفة، مقابل تأمين مصالحكم الخاصة وشراكتكم الحكومية وتغطيتكم لتوريط واستعمال مؤسسات الدولة العسكرية والامنية والقضائية في هذا الاتجاه، وما توقيف الاف الشباب السني بتهم الارهاب المفبركة الا اكبر شاهد على ذلك، وما زجهم حتى اليوم في السجون يضربون ويهانون وتذل عائلاتهم عند ابواب السجون، وتأجل محاكماتهم الا خير برهان على فشل سياسة التيار الذي يبني استمرار شعبيته على نقل مسجون من سجن لأخر وتوكيل محام والكل يعلم ان المحامي لن يقدم او يؤخر لان التوقيف جاء بقرار سياسي”.