قداس لشهداء قوات دير الأحمر في بتدعي

محطات نيوز _  أقامت منسقية حزب القوات اللبنانية في البقاع الشمالي قداسا في كنيسة مار نهرا في بلدة بتدعي على نية شهداء منطقة دير الأحمر، برئاسة راعي أبرشية بعلبك – دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، وحضور رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب فادي كرم، منسق الحزب في البقاع الشمالي المهندس مسعود رحمة، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر المحامي جان فخري، رئيس بلدية دورس العميد نزيه نجيم، رئيس بلدية عيناتا ميشال رحمة، رئيس بلدية بشوات حمدان كيروز، رئيس بلدية الزرازير طعان حبشي، رئيس بلدية برقا غسان جعجع، رئيس بلدية نبحا غسان كيروز، رئيس بلدية شليفا يوسف الرعيدي، رئيس إقليم كاريتاس في البقاع الشمالي جوزيف خوري، باتريك الفخري على رأس وفد من عائلة الشهيدين صبحي ونديمة الفخري ومخاتير بلدات المنطقة وفاعليات وهيئات اجتماعية.

الافتتاح بالنشيد الوطني ونشيد القوات، ثم وضعت ثلة من كشافة الإغاثة اللبنانية الأكاليل، وأضيئت الشموع ووضع منسق البقاع الشمالي ورؤساء المراكز الورود الحمراء أمام المنصة.

القداس

بعد الانجيل المقدس، ألقى رحمة عظة قال فيها: “نجتمع اليوم في باحة هذه الكنيسة الجميلة، تحت نظر شفيعها القديس نوهرا الشهيد، لنتذكر شهداءنا ونرفعهم ذبيحة لله ونكرم ذكراهم الطاهرة، وشئتم أن يكون الاحتفال هذه السنة في صرح هذا الشهيد، إيمانا منكم بالتأكيد أن مصير الشهداء هو صرح السماء، وهو إكليل المجد والكرامة، والاستشهاد نعمة من الله”.

واعتبر أن “قصة الاستشهاد في تاريخ الكنيسة المبكر، هي قصة المسيحية المبكرة وانتشارها عبر الزمان وفي كل مكان، حية مضيئة طريق الملكوت بنور الإيمان الحقيقي الذي وهبه الرب لنا، بل بحبه الفائق الذي تجلى على الصليب، إذ قدم ذاته ذبيحة كفارية عن العالم، لكي يهب الخلاص والحياة الأبدية لكل الذين يؤمنون به ويريدون أن يحيوا حياة القداسة الحقيقية، سائرين على طريق الملكوت في جهاد مستمر طول الحياة. وإن المسيحيين الأبطال هم الذين أبوا أن يكون مصيرهم بخلاف مصير المعلم، فقبلوا الاستشهاد على أنه نعمة من لدن السماء، وشرف مارد يؤهلهم إلى الشراكة الإنسانية في الفداء الإلهي”.

وأكد أن “الإيمان المسيحي قد انتشر في العالم كله بفضل استشهاد القديسين، أكثر منه بفضل وعظ المبشرين وتعليمهم، فدماء الشهداء روت بذار الإيمان فنما الإيمان وأتى بثمار كثيرة لحساب ملكوت الله”. وقال: “في ضوء معنى هذا الاستشهاد المسيحي، يمكننا أن نفهم معنى كل استشهاد في سبيل الوطن والحزب والقضية والإنسان، وإلا فلا يليق بذاك الموت أن يسمى استشهادا، لأن الاستشهاد هو سبيل إلى الحياة وإلى إحياء الآخرين، مع العلم أن الاستشهاد ليس هدفا بحد ذاته وليس أمرا مرغوبا أو مرادا، لذلك لا تقبل الكنيسة أن يكون المؤمن من صفوف أبنائها في صيغة المهاجم أو المعتدي أو الغدار أو الإرهابي، بل نراها تقبل بصيغة المقاومة والدفاع عن النفس حفاظا على الكرامة الشخصية والوطنية وقضية الوجود والرسالة”.

أضاف: “هناك وراء المتراس نجد من لا يخاف أن يأخذ فداء الوطن على عاتقه، فلا يتردد في إدراج اسمه على لائحة الشهداء والبطولة، ولكن ويل لأمة تنسى شهداءها متناسية القضية السامية التي لأجلها حاربوا وقاتلوا واستشهدوا”.

وتابع: “في هذه الوقفة اليوبيلية – التقييمية، أسمح لنفسي بالابتهال والمديح بمبادرة المصالحة المسيحية – المسيحية التي قام بها قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، والتي إنما أرى فيها تكريما لشهداء المقاومة المسيحية ورغبة صافية في مد الجسور الوطنية وإنقاذ الجمهورية. وكم يطيب لي أن أرى كل واحد منا، من مكانه وانطلاقا من وزنه ووزنته، ساعيا إلى مد الجسور وأخذ المبادرات الطيبة، حبا بالمسيح وكرمى للشهداء. هذه هي المقاومة المسيحية الحقيقية، وهذه هي المقاومة الوطنية، يا أبناء أبرشيتي الأحباء، فتعالوا نكون كلنا شهداء أحياء في قلب العالم من خلال شهادتنا الصالحة، متذرعين بسلاح العلم والحق والمحبة والرحمة”.

وختم: “نسألك يا إلهنا أن تجود علينا بجميع النعم التي نتلمسها من وجودك الإلهي بشفاعة ابنتك المحبوبة مريم أمنا، سيدة البقاع الشمالي، احفظ لنا لبناننا، وحقق على أرضه دوما ما قاله فيه قداسة الحبر الأعظم البابا القديس يوحنا بولس الثاني، يوم زارها عام 1997 “لبنان هو أكثر من وطن، إنه رسالة للشرق والغرب”.

الفخري

وكانت كلمة للمسؤولة الإعلامية للقوات في البقاع الشمالي نورا الفخري قالت فيها: “قيمة الإنسان بما يعطي وليس بما يملك، وموعدنا مثل كل سنة، نلتقي لنصلي على نية الذين لولاهم لما بقيت كنيسة لنصلي. أعطوا أغلى ما يملكون، وصارت قيمتهم ليست بما يملكون ولا في أي صف يجلسون، وإنما صارت قيمتهم بقيمة الوطن. منهم نتعلم، نقاوم، نعطي بتواضع، ونبني الوطن، وإكراما لعظمة شهادتهم سنصلي لهم بكل خشوع، ونجدد لهم التحية، ونقول لهم منكم نتعلم”.

مسعود رحمة

وألقى رحمة كلمة منسقية البقاع الشمالي قال فيها: “لما بعض الناس مشوا وراء أهوائهم وأعطوا أصواتهم للذي أوهمهم أنه يحقق لهم بعض حاجاتهم الخاصة على حساب الحق العام، ولما كل المسؤولين الذين وصلوا بهذه الطريقة باعوا الأمانة كرمى لحفنة من الوجاهة، ولما انعدمت الأخلاق وقل الوفاء عند البعض، تركت الدولة حالها، وما عادت تشبه حالها، وشرعت الأبواب لمجرمين برابرة، ينطبق عليهم وصف “أساتذة دواعش” هذه الأيام، ولأن القضية كبيرة والذي حصل خطر، وقفت مجموعة من الشباب بوجه المعتدين، وصفها آنذاك الناطق باسم الاحتلال والنظام البائد، بال “5% من الشعب المسيحي الخارج عن القانون”، وقالت هذه الأرض المقدسة التي رسمها الله وخلقنا كرمى لها.

وقال: “من أول ما تكونا وشغلنا الشاغل بناء دولة قوية، قدمنا أحسن ما عندنا، ليس من أجل ألا تبقى دولتنا بلا رأس منذ أيار 2014، وليس من أجل التمديد للمجلس النيابي، وليس من أجل أن يبقى لدينا قانون انتخابي يسمح بتعيين نواب ضريبة على وجع شعبنا، ومن كثرة الوجع همشوا شعبنا. الخطر خطر وجودي، وأتى الوقت ليعي الجميع الحرية النابعة من الوعي، وكلما رفرف علم القوات تكون الحقيقة التي كرمى لها استشهد المؤسس واعتقل القائد واستشهد أبطال وتشرد رفاق، وأكملت المسيرة اللبنانية، ونفذنا مشاريع عامة بأموالنا الخاصة، بينما هم حولوا المشاريع العامة والأموال العامة إلى مشاريع خاصة”.

وختم رحمة: “نحن صادقون وشفافون في كل ما نفعله لتحقيق قناعاتنا وصدقنا مع ذاتنا، ونطمئن شهداءنا ورفاقنا وأهلنا وكل مجتمعنا أن القضية بأيد حكيمة”.

كرم

وألقى كرم كلمة جعجع قال فيها: “أنقل إليكم تحيات القائد الحكيم، وعندما نلتقي تحت شعار الشهداء لسنا بحاجة إلى تحضير كلمة مكتوبة، لأنني في الحقيقة أشعر بكل نبضات قلبي تلفظ الكلمات، وعقلي ينسق الكلمات حتى أتمكن من نطقها. في كل مرة يطلب مني الحكيم تمثيله في ذكرى لشهداء اعتبر أنه يشرفني لأنه يضعني أمامهم وأمام وجودهم وفي حضرة شهداء أبطال ورجال كبار ضحوا بأهم شيء عندهم، فهل هناك أهم وأغلى من الحياة؟ استشهدوا من أجل أن نبقى، ونحن هنا لأنهم استشهدوا”.

أضاف: “في كل مرة نلتقي تحت شعار شهداء، نتذكر تاريخنا وتضحياتنا، فكيف الحال ونحن هنا في هذه المنطقة حيث تضحيات الشهداء والشهداء الأحياء أبقت هذه المنطقة؟ ولا مرة كان بقاء شعب مرتبط ببعض الخدمات لأن الذي يهب خدمات خاصة وشخصية يحاول أن يسلب لنا روحنا وعقلنا وعقيدتنا، ويضرب لنا صمودنا. والشهداء كانوا هم درس الصمود في وجه المؤامرات، وكل واحد منكم يعلم أن منطقتكم كانت تتعرض لمؤامرات، وأنتم كنتم الصف الأول للدفاع عن لبنان كله، وبتضحيات هؤلاء الشهداء سقطت المؤامرات واستمرت المنطقة التي نعمل لبنائها، ولكن الأهم أنها بقيت، والأهم أن معركة الوجود كانت لصالحنا”.

وتابع: “مررنا بظروف قاسية وخطيرة، وهناك الكثير منا فقدوا الأمل واعتبروا أن الزمن انتهى، وفي لحظة معينة كله رجع لصالحنا، لأننا نحن بقينا مع وطننا، بقينا مع قضيتنا ومع تاريخنا، وبقينا مع شهدائنا على مدى 1500 سنة، ولهذا السبب ربنا بقي معنا”.

وقال: “نحن لسنا سعاة موت. نحن لا نحب الموت. الشهادة بالنسبة لنا هي بقاء الحياة وهي حب الحياة، ولكن أي نوع من الحياة؟ إنها الحياة الكريمة، ولا نقبل إلا أن نعيش بحريتنا، ولا مرة سنقبل بأن نبيع حريتنا من أجل إعطائنا الحياة. الكرامة بالنسبة لنا مرادفة للحياة، لهذا السبب عقيدتنا سوف نعيشها، وتقاليدنا سنعيشها، وتاريخنا سنحافظ عليه، ونحن مستمرون وباقون”.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات