محطات نيوز – نظمت نقابة المهندسين في بيروت حفل عشاء على شرف رؤساء الجامعات وعمدائها في لبنان، في مطعم مهنا انطلياس، بحضور رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب خالد شهاب وممثلي الجامعات اللبنانية كافة.
وقال شهاب في المناسبة: “إنها مناسبة سعيدة ومميزة ان أتحدث في هذا اللقاء، ونحن ننطلق بوطننا بعهد جديد نعلق عليه آمالا كبيرة في أن يكون مليئا بنجاح وخير لكل اللبنانيين، وان يلعب لبنان من جديد دوره المميز على الساحتين الإقليمية والدولية بتألق وإبداع وريادة. وهو لا يمكن ان يكون كذلك من دون العلم والثقافة كرصيدين معنويين كبيرين”.
اضاف: “نكرر دوما أن التعليم في لبنان ليس حاجة وطنية فقط، بل هو أيضا إنتاج استراتيجي بالكامل، يرفع شأن المجتمع وينمي الاقتصاد والازدهار عبر تكوين إنتاجية مميزة تتقدم على كل ما عداها من نشاطات. ان الهندسة هي المفتاح الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة في المجالات كافة، والعالم يحتاج إلى تفعيل هذه التنمية عبر حل مشاكل عدة وأبرزها البيئية والصحية وغيرها. وللمهندس اللبناني أكثر من دور في التنمية المحلية والعالمية، إن في الدراسات أو الإشراف أو التنفيذ، وفي الاختصاصات كافة، مما أظهر، قدرة لبنان على تشكيل مهندسين مبدعين من خلال جامعات وأكاديميات مشهود لها”.
وتابع: “نعاني في لبنان كما في الوطن العربي من ندرة الأبحاث التوجيهية في التعليم العالي، من هذا المنطلق، نرى ضرورة التكامل والتعاون بين اتحاد المهندسين اللبنانيين والتعليم العالي والجامعات اللبنانية لوضع ضوابط مفصلية تكبح حركة التخريج العشوائي، وتكون منطلقا لإصلاح هذا القطاع، فلنعمل سويا من أجل وضع استراتيجيات عمل متقدمة نبين فيها الضرورات للتوجهات الهندسية الأكثر نموا، وصولا الى وضع برامج توجيه علمية للطلاب لكي نستثمر في ثروتنا الأفضل والأكثر مردودا على الفرد والوطن على السواء. ننشر فيه المعرفة اللازمة لمساعدة الطالب على الاختيار بين الاختصاصات الهندسية المختلفة في حال قرر التوجه في هذا الميدان”.
واشار الى ان “الأعداد تفاقمت في اختصاصات موجودة ومتراكمة، حيث تجاوز عدد المنتسبين إلى نقابتي بيروت وطرابلس ال 63 ألف مهندس، وللمعلومة فإن عدد المنتسبين إلى نقابة المهندسين في بيروت، منذ تأسيسها أي منذ 65 عاما، بلغ الـ 51163 مهندسا، مع ملاحظة لافتة انه خلال الخمس سنوات الأخيرة، أي منذ سنة 2011، بلغ عدد المنتسبين ال 14613 مهندسا، أكثر من 38% منهم هم باختصاصي الكهرباء والاتصالات. كما نرى أيضا أن عدد الطلاب المسجلين على مراحل التعليم في كليات العمارة والهندسة في الجامعات اللبنانية للعام 2015-2016 بلغ أكثر من 30000 طالب، وهي مسألة يجب التوقف عندها حماية للجامعات اولا وللمهندسين ثانيا، فإذا كان هذا الرقم نفتخر به وقد نريده أكثر إنما يجب أن يكون وفق الجودة والتوجيه الصحيح.
نعم سنعمل على السير بمشروع اختبار الجدارة لجميع الخريجين الذي سيكون بالتعاون والشراكة مع كافة الجامعات اللبنانية، لينضم إلى المهنة ويمارسها من يستحقها فعلا. إن الحاجة إلى الهندسة في عمق نتائجها وفن التعامل بها وتسخيرها لخدمة الإنسان، وليس فقط لجني المال والأرباح وإبرام الصفقات، الهندسة ليست قياسات وحسابات فقط، ليست برامج الكترونية ندخل إليها الأرقام ونخرج منها نتائج فحسب، الهندسة دراسات وأفكار وإبداع، مما يوجب علينا سويا، العمل على تطويرها وتنظيمها وحمايتها والتوجيه الصحيح نحو اختصاصات حاجة السوق، حتى لا يتحول الخريجون إلى كتل بشرية عاطلة عن العمل”.
وتابع: “وفي إطار إطلاق المبادرات العلمية والهندسية المتواصلة، يسعى اتحاد المهندسين اللبنانيين، الى تنظيم الندوات والدورات التدريبية والمؤتمرات العربية الإقليمية والدولية، وقد سبق للاتحاد ونظم مؤتمرات دولية كبرى، منها مهرجان جوائز العمارة للدول العربية ودول حوض البحر المتوسط،Archmarathon والمؤتمر العاشر للتعليم الهندسي المستدام، ومؤتمر المكاتب الاستشارية الهندسية العربية، وهي محطات تسجل في تاريخ الدعم الذي تقدمه النقابة في مجال التطوير والتنوع والتقدم المقصود”.
وختم: “ان اهمية ما نقوم به هو توسيع رقعة المشاركة وتنمية القدرات في سبيل ايجاد مساحات كبيرة للتفاعل الهندسي والعلمي مع غيرنا من المنتديات الدولية والاطلاع على أحدث الابتكارات. وها نحن اليوم بصدد تنظيم مهرجان جوائز المعمار اللبناني L.A.A.حيث يتم اختيار مشاريع لها قيمتها المتمايزة من خلال مسابقة يعرض فيها معماريون لبنانيون مرشحون في المنافسة، على مدى ثلاثة ايام، مشاريعهم المنفذة في لبنان والعالم امام لجنة تحكيم، يتم على اثر مراجعتها ودراستها بكل حيثياتها، اختيار المشاريع الافضل حسب كل فئة ضمن اطار مشاركة مهنية متخصصة من كافة القطاعات العاملة في مجال الهندسة المعمارية والبناء”.