محطات نيوز – عيدنا نحن اللبنانيين عيدين. عيد الفطر الذي نأمل أن يكون الذي بعده خيرا، ونحن في ظل الخوف الطويل، والذي يأتي بالتزامن مع عيد تحرّرنا من إسرائيل. وإذا كان العيد الأول يتصل دينياً بالمسلمين بشكل خاص، فإن عيد التحرير يعني كل اللبنانيين.
ففي هذا اليوم تخلّصنا من عدو لم يتوان عن ارتكاب المجازر بحق الجميع، غير معترف، وبوقاحة، إلا بقوته على الإبادة والتدمير. لم يسلم شعب عربي من عدوانه بدءاً من الشعب الفلسطيني وصولاً الى الأردنيين والمصريين والعراقيين والسوريين واللبنانيين، وكل عربي أتى من الخليج والمغرب العربي للقتال ضد الإحتلال.
في الخامس والعشرين من أيار 2000، أي قبل عشرين سنة بالتمام والكمال، استطاع شعب بلد صغير جداً، وبمقدرات بسيطة جداً، أن يهزم “البعبع” تاركاً جنوده ينسحبون في الظلام من شدة الخوف وتلافياً لــ “البهدلة” المعلنة.
لبنان، هذا البلد الذي بالرغم من كل ما كان يعانيه من أسباب التخلف السياسي والإقتصادي، نجح في إثبات نفسه أمام دول العالم. صار محط الأنظار بوصفه قويا لا ضعيفا، وبصفته قادرا مقتدرا، لا ساحة لمن يخطر في باله أن يدير ما شاء من الألعاب.
بعد عشرين سنة من التحرير أثبتنا للعالم أننا أقوياء، لكننا فشلنا أمام أنفسنا. أسوأ الشعوب تلك التي لا تعرف كيف تستثمر في إنجازاتها. بما صارت صفة وسجية أن ندمّر كل ما بنيناه بالعذاب والآلام والتهجير والتضامن. لدينا قدرة عجيبة على تسخيف كل شيء، وتسطيح كل شيء، في وقت يقيم لنا وزناً من يفترض فيه أن يبخسنا قوتنا وحقنا في الوجود.
بعد عشرين سنة من التحرير أثبتنا للعالم أننا أقوياء، لكننا فشلنا أمام أنفسنا. أسوأ الشعوب تلك التي لا تعرف كيف تستثمر في إنجازاتها. بما صارت صفة وسجية أن ندمّر كل ما بنيناه بالعذاب والآلام والتهجير والتضامن. لدينا قدرة عجيبة على تسخيف كل شيء، وتسطيح كل شيء، في وقت يقيم لنا وزناً من يفترض فيه أن يبخسنا قوتنا وحقنا في الوجود.