محطات نيوز – في تصريح للرئيس نجيب ميقاتي، بعد إجتماع المجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا في 28/12/2013، قال: “في هذا اليوم الحزين أتقدم أولاً بالتعزية بإستشهاد الوزير السابق محمد شطح من جميع اللبنانيين ومن عائلته الصغيرة زوجته نينا وأولاده راني، إحسان وعمر وأشقائه حسن وجلال، وشقيقتيه سناء وهدى. بإستشهاد محمد شطح غاب رجل حوار وإعتدال، دمث الإخلاق، كان يملك مخزوناً فكرياً وسياسياً راقياً، جعله محاوراً سياسياً مميزاً. كما أتقدم بالتعزية من ذوي جميع الشهداء الذين سقطوا في هذه الجريمة النكراء وأتمنى للجرحى الشفاء العاجل”.
أضاف: “إن هذه الجريمة النكراء هزّتنا جميعاً وهي تشكّل ضربة جديدة للإستقرار النسبي الذي نعيشه في لبنان، في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة، ووسط العواصف السياسية والأمنية الخطيرة التي تحصل، وقد نجح من خطط ونفذ هذه الجريمة في رفع منسوب التوتر على كل المستويات. إلا أن الرهان الحقيقي يبقى على حكمة القيادات اللبنانية ووعيها لخطورة المرحلة والسعي، كّل من موقعه، لسحب فتيل التفجير الكبير عبر تخفيف حدة الخطاب السياسي ومحاولة لملمة الوضع الداخلي في لبنان، رأفة بهذا الوطن وأبنائه”.
وقال: “أيها اللبنانيون ليس الوقت للتساجل الذي لم يوصل إلا إلى اليأس والقنوط أو للإتهام والإتهام المضاد، المرحلة ليست مرحلة تصفية حسابات سياسية. النار المشتعلة في الجوار باتت تلفح داخلنا اللبناني وتهدد بالمزيد من الحرائق ولم يعد مقبولاً الإبتعاد عن المعالجة بالتساجل وإطلاق المواقف والإتهامات. العيش الواحد في لبنان تتهدده المواقف الإنفعالية وصيحات الغضب رغم أحقية وجع مطلقيها. عودة الثقة بين الأطراف اللبنانية بات أولوية ملحة، لأن إستمرار التباعد الحاصل والتمترس خلف شروط وشروط مضادة سيودي بنا جميعاً إلى الهلاك. إذا كانت كل الدروب المنظورة تؤدي إلى الهاوية فعلينا التفتيش عن درب لا يؤدي إليها، وعليه فالمصلحة الوطنية تقتضي منا جميعاً العودة إلى الحوار والتلاقي سبيلاً وحيداً للخروج من المآزق الراهن”.
ودعا إلى “تشكيل حكومة جديدة في لبنان اليوم قبل الغد، وهذا الملف بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، لأن الظرف إستثنائي ويحتاج إلى حكومة لا تستثني أحداً، تتعاطى مع الوقائع اليومية الإستثنائية وتشرف على الإستحقاقات المقبلة. لا يجوز الإستمرار في دوامة الشروط والشروط المضادة، أو التوقف على تفصيل من هنا وتشبث من هناك. ندائي اليوم إلى جميع اللبنانيين لنحيي الإلتزام بمبدأ النأي بالنفس فننزع فتائل التفجير التي تهدّد أمان اللبنانيين وأمنهم وتحافظ على الحدّ الأدنى من الإستقرار. إبتعادنا جميعاً نحن اللبنانيين عما يجري في سوريا يمنع إستدراج الفتن والصراعات إلى أرضنا، ويشكل سياجاً يحمي لبنان ويمنع إستخدامه ساحة منازلة إضافية لما يجري في سوريا. منذ سنوات ونحن نشهد الإنقسام ذاته، واللبنانيون ضاقوا ذرعاً بالإصطفاف القائم ويريدون حياة هانئة يبنون فيها حاضرهم ومستقبلهم. بإختصار نحن نمر بالأشهر الأصعب، وغداً تحصل التسويات وعليه تعالوا، اليوم قبل الغد، نتعاون لحماية وطننا قبل فوات الأوان وحيث لا يعود ينفع الندم”.
*****
وأكد الرئيس ميقاتي “أن للمساجد حرمة و للشهادة والصلاة على الشهداء حرمة وأن إحترام المقامات واجب”.
وقال بتاريخ 29/12/2013: إننا نرفض بشدة ما حصل أمام جامع الخاشقجي خلال تشييع الشاب الشهيد محمد الشعار لأن إحترام مقام دار الفتوى وحرمة المساجد أمر واجب مهما كانت الأسباب، لا سيما وأن المصاب جلل بسقوط شهداء أبرار بإنفجار إرهابي في وسط بيروت. ولطالما طالبنا صاحب السماحة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بإتخاذ الموقف الحكيم وتجنيب الطائفة الإنقسامات والصراعات، التي لا تؤدي إلا إلى إضعاف هيبة المقام وتعريض سماحته لما لا يرغب ولا نرغب به.
أضاف: ربما هي لحظة علينا جميعاً أن نعيد التفكير بها من منطلق الحفاظ على وحدتنا وإعتدالنا والتخلي عن التشبث المسبق بالأفكار و المواقع. ونأمل أن تشكل الحادثة التي حصلت، والتي ندينها بشدة، مناسبة لصاحب السماحة لإتخاذ القرار الحكيم صوناً لمركز الإفتاء وللطائفة السنية.
وختم: الرحمة للشهداء البررة و الشفاء للجرحى والسلام للبنان واللبنانيين.
*****
ودان الرئيس ميقاتي محاولات توتير الوضع على الحدود اللبنانية الجنوبية وإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان بتاريخ 29/12/2013 والقصف الاسرائيلي على قرى جنوبية والخروقات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية. وأكد أن لبنان ملتزم تطبيق القرار الدولي الرقم ١٧٠١ والتعاون بين الجيش اللبناني واليونيفيل.
وفي مجال آخر رحّب الرئيس ميقاتي بالمساعدة الجديدة المقدمة من المملكة العربية السعودية للجيش اللبناني.
وقال: إن هذا الدعم المشكور ليس جديداً على المملكة العربية السعودية التي وقفت إلى جانب لبنان في كل المراحل الصعبة، وهو سيمكِّن الجيش اللبناني من تعزيز قدراته ليتمكن من القيام بكل المهام المطلوبة منه.
*****
وقد أصدر الرئيس ميقاتي بياناً بتاريخ 2/1/2014 أدان فيه التفجير الإرهابي في حارة حريك، وجاء فيه:
“إن استهداف منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً بالتفجير، بعد أيام قليلة على التفجير الإرهابي الذي أدى إلى إستشهاد الوزير السابق محمد شطح وآخرين، يثبت مرة جديدة أن يد الإرهاب لا تفرّق بين اللبنانيين ولا تريد لهذا الوطن الإستقرار بل تخطط وتنفذ مؤامرة دنيئة لإغراق اللبنانيين في الفتنة والتخبط بدمائهم الذكية. من هنا نناشد الجميع تغليب لغة العقل، أكثر من أي وقت مضى، وتجاوز الحسابات السياسية ووقف التحدي لكي نتمكن جميعاً من التلاقي والتحاور سعياً للخروج من هذا المأزق الخطير.
النار المشتعلة في أكثر من منطقة لبنانية تنذر بما هو أسوأ إذا لم نلتقِ ونتفاهم بعيداً عن لغة التحدي والإستفراد والإقصاء. ليلهمنا الله سواء السبيل فنحمي لبنان واللبنانيين من الشرور والمخاطر”.
*****
نلفت إنتباهكم إلى أن مجلة “الأمن العام” أجرت حواراً مطولاً مع الرئيس ميقاتي يمكن الإطلاع على نصه في باب “خطابات ومقابلات” في الموقع على هذا العنوان:
http://www.najib-mikati.net/LatestNews/10135/الرئيس نجيب ميقاتي للأمن العام