تفاصيل ترشح الحريري.. هل كُسر الطوق السعودي؟

محطات نيوز-

نجح حزب الله ب”جر” الحريري الى حلبة المواجهة المباشرة باعلانه ترشحه “الدائم” لرئاسة الحكومة وخوضه مفاوضات الساعات الاثنتين والسبعين قبل اتخاذ القرار النهائي.

قبل اطلالته كان الحريري يناور، مرة عبر ترشيح محمد الصفدي ومرة أخرى عبر سمير الخطيب، قبل أن يباغته حزب الله بتشكيل حكومة حسان دياب التي أزعجته وأرغمته على متابعة تصاريح الوزير السابق وئام وهاب من السراي الحكومي، ورؤية السفير السوري علي عبد الكريم علي جالسا الى جانب دياب في المكتب الذي اراده الحريري “نظيفا” بمفهومة من “أزلام النظام السوري”، حتى أن طيف النائب جميل السيد عراب تلك الحكومة كما يتردد في الصالونات السياسية، سائدا في مكاتب السرايا الحكومية ويطل على بيت الوسط.

لم يعد امام الحريري اي سبيل لتقديم البديل، حتى أن رؤساء الحكومات السابقين سجلوا اعتراضهم على حياديته المقصودة والتي جاءت لاستلحاق ثورة 17 تشرين، فاستبق الرئيس نجيب ميقاتي اطلالة رئيس تيار المستقبل ليقدم مبادرته القائمة على حكومة “تكنوسياسية” برئاسة الحريري، فكانت بمثابة طعم وضعه ميقاتي في صنارته قبل أن يرميها في بحر الاطراف السياسية “المعكر” ولكنها لم تنجح باصطياد زميله في “النادي”، الذي سرعان ما رد عليه برفضه المطلق لهذه المبادرة لأنها برأيه تُعوم حزب الله والقوى السياسية الاخرى.

منذ رحلة المفاوضات بين الرئيس مصطفى اديب، والحريري يدرك أن حزب الله يريد الاصيل لا البديل وأن لعبة توزيع الادوار بين نادي الحكومات السابقين من جهة والثنائي حزب الله أمل والتيار الوطني الحر من جهة أخرى لم تعد نافعة والمطلوب أن يأتي الحريري ب “رجليه” معلنا شروطه من دون أي مناورة ليبنى على الشيء مقتضاه، وأن أي حديث آخر هو تمرير للوقت وقفز في المجهول، وكان أسهل على الحريري أن يأتي من بيت الوسط الى عين التينة من وضع أديب في اقرب طائرة قادمة من المانيا ليقول ما يوارب به الحريري مع الثنائي.

قرأ الحريري ما دار على طاولة قصر الصنوبر، شَغَّل قنواته مع الاليزيه الذي وعده بوساطة مع السعودية لكسر عزلتها عنه، جاء الرد من روسية عبر خبر نشرته قناة روسيا اليوم الرسمية يفيد بأن ماكرون اتفق مع بن سلمان على أن يقود الحريري الحكومة بعد اعتذار أديب. هذا التسريب المقصود عبر اللاعب الروسي والذي  ستكشف اسبابه لاحقا، نُشر في السابع والعشرين من أيلول أي بعد اعلان الحريري أنه ليس مرشحا لرئاسة الحكومة طالبا سحب اسمه من التداول.

في الثامن من تشرين الاول قلب الحريري صفحة الرفض وفتح مع الاعلامي مارسيل غانم صفحة القبول بل ذهب ليناقض نفسه عندما قال انه مرشح طبيعي لرئاسة الحكومة اللبنانية وهذا الموقف أطلقه الحريري بعد سلسلة اتصالات قادها بنفسه مع الفرنسيين الذين عملوا على فك الحصار السعودي عن الرجل ولكن بشروط عنوانها المبادرة الفرنسية، وقد تنازل الجانب السعودي عن مبدأ تسمية “شيعي” لوزارة المال شرط أن يكون مبدأ عدم المداورة للمرة الاخيرة، وبأن تكون الحكومة لمدة ستة أشهر فقط، وهذا ما دفع بالحريري الى ترتيب اللقاء التلفزيوني لاعلان حصيلة الاتصالات التي بدأت منذ اعتذار مصطفى أديب.

في المقابل يبدو أن أجواء حزب الله لا توحي بقبول هذه الشروط، وتشير مصادر مقربة من الحزب الى أن ظروف عودة الحريري الى السراي غير ناضجة حتى الساعة وأن الامور لا تزال تخضع لنقاش واسع لاسيما فيما يتعلق بشروط المبادرة، موضحة أن الابواب غير موصدة لأن الجميع يدرك أن الامور تتجه الى انفجار اجتماعي كبير لأن قرار رفع الدعم قد اتخذ وبالتالي فاننا قادمون على وضع أمني ومالي دقيق وصعب للغاية، ولكن الحزب لا يمكن أن يتنازل تحت هذا الضغط على أي بند يؤثر على مستقبله السياسي لاسيما وأن شروط الحريري يلزمها حوار ونقاش لتعديلها ليضمن كل فريق حقه التفاوضي تؤكد المصادر.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات