أدوار ترسمها قوى من خارج الحدود…

محطات نيوز – عماد جانبيه

أعادت التفاهمات الخارجية رسم الاطار السياسي العام للحكومة. فرضت التوازنات التي تؤمن المشاركة وبالتالي الاستقرار. في هذا الاطار تم تخريج مطالب الأفرقاء فوضعت في علب مختلفة.

كابر المكابرون ولا يزال البعض منهم كذلك، لكن الوقائع والمعطيات جرفت الكثير من الأوهام. فلبنان لم يكن يوماً مرجحاً للخيارات السياسية الكبرى على مستوى النظام الإقليمي.

تكبر بعض القوى أو تصغر في لبنان نتيجة أدوار ترسمها القوى الخارجية الكبرى. تكبر الطوائف وتصغر أيضاً بتأثير هذا البعد الخارجي. حيث لم يكن يوماً المجلس النيابي اللبناني هو ميزان الحياة السياسية، ولم يكن ايضاً عديده من يقرر إلى أين يتجه لبنان، فالشارع وحده من يضبط ايقاع السياسة.

الخط الشعبي التاريخي لم يكن يوما في لبنان راجحاً لمصلحة الإنعزال عن القضايا العربية. بل الخط البياني الصاعد بسبب الكثير من التحولات الديموغرافية والسوسيولوجية لمصلحة العروبة.

حاول اللبنانيون إلى الاحتفاظ بديمقراطية من نوع خاص، لكنهم يقاتلون في سبيل الهوية أكثر من أي شيء آخر. لم تكن الهوية بلا مضمون اجتماعي ثقافي أواقتصادي أوسياسي، بل هي جزء من مناهضة نظام التبعية للغرب وتداعياته على حياتهم اليومية، الحياة السياسية اللبنانية لم تكن يوماً تافهة وإن تخللها سياسيون تافهون, هي صراع تراجيدي أحياناً، وكوميدي أحياناً أخرى…

أصحاب المشاريع السياسية بينهم من ليس له قضية سوى السلطة. لقد انكشف الوضع اللبناني على المزيد من الانغماس في السياسات الطائفية حين فقد لبنان الحضن العربي الكبير, تبعثرت السياسة اللبنانية على هواجس الطوائف ومخاوفها. يستعيد لبنان اليوم بعضاً من توازنهالسابق نتيجة الانحسار النسبي للعمليات الانتحارية وللاندفاعة الهجومية الغربية ولثبات بعض القوى الوطنية في المواجهة. كل التحولات التي نشهدها اليوم وغداً هي ثمرة تراجع الاغراء الغربي بتشكيل نظام إقليمي جديد.

بذور المقاومة لا تضيع سدى فلا وطنية لبنانية وسيادية وحرية واستقلالية من ردع الخطر الاسرائيلي. ليست المقاومة من ستحرر فلسطين ولكنها حررت بيروت والجنوب، ومازال لدينا مهمة هي الحفاظ على التحرير. كل الأحاديث صارت مهزلة. فالمهمة الآن أن نجعل من تحرير الأرض قاعدة لبناء مقوّمات السيادة الفعلية ورد الآمانة إلى أهلها والبلد إلى سكانه والدولة الى مواطنيها.

ان هذا النظام الطائفي لا يحافظ على تضحيات شعبه، بل هو يهدرها في متاهات النزاع على السلطة. ربما صار اليوم البعض داخل النظام يدرك عمق الأزمة ولعله يفكر أن لا معنى لأي موقع سياسي في بلد متأرجح بحسب المناخات الإقليمية. فإن المطلب الأساس عند الجميع مشروع الدولة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إضغط هنا

أحدث المقالات