بوغنطوس: أذار الحالي مفصلي وحاسم والخوف ان يتعرقن لبنان

محطات نيوز – اكد الخبير السياسي والاقتصادي في الشؤون اللبنانية المستشار الدكتور نبيل بو غنطوس انه “لم يعد امام لبنان من سبيل للخروج من ازماته سوى الالتزام الفعلي والجدي الحياد، والنأي بالنفس عن كل ازمات المنطقة والعالم، فعلا لا قولا”.
وقال في بيان: “تجرى حاليا اتصالات على المستويات الدولية، من فوق الطاولة ومن تحتها، بين الاقطاب الدوليين وبعض وكلائهم الاقليميين، لرسم مستقبل المنطقة لعقود قادمة. وعلمنا التاريخ انه في مثل هذه الظروف، ليس للدول الصغرى اي دور سوى التزام ما يرسم لها من دور، ان لم نقل الخضوع صاغرة لقرارات كبريات الدول، خصوصا عندما يكتب لأمم ان تقوم على انقاض أمم”.
واوضح ان “لبنان اليوم على عتبة تغييرات سترسم مستقبله لسنين وعقود، ويلاحظ ان بعض ممن في الداخل ارتبط ببعض الخارج، للاستقواء على مواطنيه تحت عناوين ليس للبنان بها صلة رحم، في حين ان بعضا أخر ينتظر الفرصة للانتفاض على هذا الواقع، والانقضاض على آسري قراره، لكن ليعود ويلتحق بركاب مشغل خارجي آخر والعمل تحت إمرته. ومؤسف القول ان بين هذا البعض وذاك، وجه شبه واحد، هو البعد الطائفي الذي يذكي ويحرك النعرات ويرسم التوجهات”.
أضاف ان “الصراع في المنطقة مذهبي مبطن، شيعي – سني، تذكيه القوى العظمى من خلف الستارة، ولبنان في الوسط، والفريقان المتصارعان يعملان سرا وعلانية، لوضع اليد عليه، لكن الانكى، انه في خضم الصراعات المذهبية الخفية، هناك صراعات داخل المذهب الواحد، كمثل ما هو بين شيعة العراق وشيعة ايران ووليها الفقيه، او كما هو حال الصراع لتزعم سنة المنطقة، بين السعودية من جهة وتركيا من جهة اخرى”، مشيرا الى اننا “لن ننسى اسرائيل ودورها المفتن في هذا الاطار، فكلما احتدمت المواجهات وازدادت الانقسامات، كلما استشعرت انها بامان، وانها ربما تقترب من تحقيق سياساتها التوسعية لكن بثقة وتؤدة، وما التطبيع مع دول الخليج الا خطوة متقدمة في هذا الاطار”.
وتابع: “وفي السياق نفسه، انجز الروس تفاهمات مع قطر والامارات، ونجحوا سوية في انهاء الازمة في ليبيا وسيقومون ايضا بانهاء الازمة السورية، ويبدو ان ذلك سيكون على قاعدة تقسيمها الى 4 مناطق نفوذ او ولايات، توزع بين الاتراك والروس والاميركيين واسرائيل. من دون ان نتجاهل ان العراق بات فعليا بفعل المقسم الى 3 دول، دولة الاكراد والمسيحيين ودولة الشيعة ودولة السنة”.
وختم بو غنطوس قائلا: “بالعودة الى لبنان، حيث هيبة الدولة مفقودة، وحيث التركيبة الحاكمة تأتمر وتدير آذانها إلى السفراء والاشارات الخارجية، وحيث تسود شريعة الغاب، وحيث السلاح المتفلت والقتل والإغتيالات والمتاجرة بالسياسة، وتغطية المجرمين والمتورطين بكل انواع الموبقات، وحيث السيادة والشرعية والقرار الوطني مرتهنين على يد من هدفهم التربع الدائم على عرش السلطة، نجد البلاد سائرة على طريق الانهيار السريع. المبادرة الفرنسية فشلت، ولا تسويات بين اركان السلطة القائمة في ظل استمرار الصراع على تنفيذ الاجندات الخارجية، اذ ليس من المنطق ان تأتي الحلول على يد المارقين ممن دمروا وافلسوا الدولة. ورهنوا قرارها للخارج. شهر أذار الحالي مفصلي وحاسم، وصلت الامور الى نقطة اللاعودة، والخوف كل الخوف ان يتعرقن لبنان وندخل من جديد في المجهول”.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات