محطات نيوز – اكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في دردشة مع الإعلاميين في دارته بطرابلس، أن “الخطة الإنمائية الموضوعة لمدينة طرابلس سيتم تنفيذها قريبا من خلال سلسلة مشاريع وضعت على نار هادئة. وفي إعتقادي أنه إذا لم تحل الاسباب الأساسية وتأخذ الدولة دورها في بسط حضورها، يمكن أن يبقى التخوف قائما”.
وردا على سؤال قال: “كل المسؤولين والمعنيين يجمعون على أن الملف الإنمائي هو توأم للملف الأمني وإذا لم تحضر الدولة بإنمائها ومشاريعها فالجانب الأمني يبقى على صفيح ساخن. وفي نيتنا الإعداد لوفد يقوم بجولة على المسؤولين تبدأ بفخامة الرئيس وإلى دولة رئيس المجلس ودولة رئيس الحكومة للمطالبة بوجوب الإهتمام بالوضع الإنمائي والمعيشي والإجتماعي في طرابلس وشكرهم على صعيد الخطة الأمنية حيث يجب أن تذكر الخطوات الإيجابية التي تم تنفيذها والإشادة بها وهي لم تكن سهلة على صعيد الإقرار والتنفيذ ولكن هذا لا يعني أن نراوح مكاننا وإنما مواصلة التحرك للمطالبة بكل المشاريع التي بإمكانها تحريك الإقتصاد وتحيي حركة الإقتصاد بطرابلس والشمال”.
وعن الوصف الذي أطلق على طرابلس سابقا بأنها مأوى للارهابيين قال: “حتى الذين كانوا يقولون هذا الكلام يعلمون بقرارة أنفسهم بأنه ليس كلاما صحيحا، أنا لا أعتقد أن طرابلس إحتضنت أحدا من القاعدة أو من داعش أو من النصرة أبدا، ولكن هناك إرادة شريرة لإلباس طرابلس وجعلها في موقف حرج بأنها مدينة تطرف وتزمت وإرهاب وما شابه ذلك، وكل هذا له خلفيات إقليمية خارجية مقصودة، وأنا منذ بضعة أسابيع وحتى اليوم إلتقيت عددا من السفراء الأجانب والصورة واضحة في أذهانهم تماما أن طرابلس ليست هكذا على الإطلاق، وهذا مخالف لهوية المدينة ولكن هناك مالا دفع وهناك إرادة شريرة كما قلت قوية جدا من أجل إظهار هذه المدينة على غير حقيقتها وحتى يقال بأن السنة في طرابلس أو في الشمال يحتضنون الإرهاب والقاعدة”.
واضاف: “الغاية من ذلك أيضا أن يقال بأن السنة لا يعترفون بالآخر وغير مؤهلين للتعامل مع الآخر ومع الأقليات مما يثبت دعائم بعض الأنظمة التي تقوم على فكر مذهبي أو تطرف ديني، وأعتقد أن طرابلس لن تكون هكذا أبدا فبعض شوارع المدينة تعود أسماؤها إلى أكثر من سبعين سنة كشارع الراهبات والسيدة وشوارع المطران ومار مارون وهناك العديد من بناياتها في هذه المناطق وفي شارع عزمي معظمها يعود إمتلاكها إلى رجال أعمال مسيحيين الذين كانوا يعتبرون أن طرابلس هو مشتاهم حيث يمضون في المدينة فصلي الخريف والشتاء كما أن أهل طرابلس يعتبرون أن الحدث والحصرون وبشري هي أماكن للاصطياف كما بخعون وسير الضنية وغيرها من بلدات الإصطياف في شمالنا العزيز”.
وتابع: “إن طبيعة المدينة وهويتها وتربية أبنائها الوطنية والدينية يؤكد إنتماء الطرابلسيين وإبتعادهم عن كل ما يلصق بمدينتهم من صفات لا تمت إلى الحقيقة بصلة، فأنا مثلا أرتاد المساجد من عمر التسع سنوات ولا أعتقد أن أحدا يمكنه القول أن المفتي الشعار متطرف، أنا هكذا نشأت في حاضنة دينية والتربية الدينية الموجودة في طرابلس والشمال بعيدة كل البعد عن الإصطفاف المذهبي أو عن التطرف أو عن عدم الإعتراف بالآخر”.
وأشار إلى أنه “إستقبل منذ أيام مجموعة شبان وشابات من جونية ويعدون رسائل دكتوراه في جامعة القديس يوسف وأتوا لمناقشتي في أسس العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وقلت لهم: أنتم تسألون عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وأنا أريد أن اشرح لكم العلاقة بين المسلمين واليهود حتى لا تظنوا أني أجاملكم، فالإسلام يستوعب سائر الرسالات السماوية وسائر البشر دون إستثناء ونظم الحكم في الإسلام تقوم على الحرية والعدل والمساواة واعطوني واحدا مسيحيا أو بوذيا أو هندوسيا يريد أمرا آخر؟ فلا يقوم فكر ديني إسلامي إلا على هذه القواعد الاساسية حرية المعتقد، الحرية السياسية، الحرية الإقتصادية، الحرية المدنية.
وعن مصير إنتخابات رئاسة الجمهورية قال: “إن حصيلة المتابعة على هذا الصعيد تشير أن الموضوع يمكن أن يؤجل إلى نهاية آب أو مطلع أيلول القادم بسبب أمور متعددة وهذا ما فهمته سواء من متابعتي الشخصية أو ممن إلتقيت بهم وإستمعت إليهم وأقول أن الشغور في مركز الرئاسة الأولى وهو شغور هام لكن الحكومة يجب أن تقوم بكافة واجباتها ولكن لا يجوز أن نغض النظر حيال هذا الشغور على الإطلاق ولدينا محصلة بأن الدول الكبرى تريد أن تحيد لبنان عن الصراع الجاري في المنطقة وهذه المشاعر تجعلنا نطمئن إلى حد كبير إلى أن الحل مؤجل إلى الشهر التاسع وأنا آمل أن يكون الرئيس القادم هو الذي يستطيع أن يكمل ما وصل إليه فخامة الرئيس ميشال سليمان الذي وصل إلى مرحلة متقدمة جدا من الخطاب الوطني والتطبيق”.
اضاف:”آمل من الرئيس القادم أن يكمل مسيرة الرئيس سليمان الذي أوجه له تحية إكبار بمستوى الوطن لتلك المواقف الشجاعة والجريئة التي تدل على مناخ وضمير وطني بإمتياز. ولا أعتقد أن الرئيس القوي كما تتناوله وسائل الإعلام هو الذي يعود إلى كتلة قوية أو إلى حزب قوي، إنما بتصوري أن الرئيس القوي هو الذي عنده القدرة على التمسك بالدستور وأن يطبقه دون محاباة لأحد، وكلما تمسك الرئيس بالدستور كلما كان قويا لأن الدستور هو صمام أمان البلد وهو الذي يحفظ حقوق وواجبات كل المواطنين على تعدد إنتماءاتهم الدينية والسياسية والثقافية”.
وسئل: يدل كلامكم على الدعوة لإنتخاب رئيس من خارج 14 و8 آذار؟
أجاب: “هذا إحتمال لا يجوز أن يكون خارج التداول وكل من لديه القدرة ويتجرد لخدمة الدستور والوطن أعتقد أنه يكون مؤهلا لأن يكون رئيسا للجمهورية، وآمل الخروج من هذا الأفول الفكري والسياسي الذي يقوم على العصبية وحدها، فهذا رئيس جمهورية كل لبنان وليس رئيس جمهورية الموارنة وحدهم، رئيس لكل لبنان المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة والدروز والروم والكاثوليك والموارنة وسائر الطوائف ونحن لا يحكمنا إلا الدستور”.
وردا على سؤال قال: “لا أعتقد أن رئيس الوزراء قد إنفرد السنة بتسميته فما جاء رئيس وزراء إلآ بالتوافق إلى حد كبير مع جميع الأطراف فالرئيس سلام عندما نال 124 صوتا هل هؤلاء جميعهم سنة؟ لا، وعندما جاء الرئيس ميقاتي ليس النواب السنة هم فقط الذين إنتخبوه، وكثير من النواب السنة إعترضوا، وأنا بإعتقادي أنه بمجرد أن يتولى أي رئيس سدة المسؤولية أعتبره رئيس وزراء لكل لبنان ورئيس مجلس نواب لكل لبنان ورئيس جمهورية لكل لبنان، وإنتهى الخلاف وهذا الكلام قلته أمام الرئيس ميقاتي عندما شرفنا بزيارة دار الفتوى بكل وضوح”.
وختم: “نحن لبنانيون وينبغي المحافظة على المؤسسات وبمقدار ما نحافظ على هيبة المؤسسات نحفظ هذا البلد من الإنهيار والإهتزاز والتصدع، فالرئيس ميقاتي عندما وصل لسدة الرئاسة كان رئيس وزراء لكل لبنان وإستقبلناه وأقمنا له الإحتفال وزرناه في القصر الحكومي مرارا”.