محطات نيوز – أقام “حزب الله” في الكورة، لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، احتفالا بعنوان “وطن هويته مقاومة”، في حسينية الصحابي عمار بن ياسر في بحبوش بمشاركة الوزير السابق يوسف سعادة عن تيار “المردة”، المنسق العام ل “التيار الوطني الحر” بيار رفول، عميد الداخلية في الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل حسنية، مسؤول منطقة جبل لبنان والشمال في “حزب الله” الشيخ حسين زعيتر، كما حضر النائب اسطفان الدويهي ممثلا بانطوان الدويهي، الوزير السابق فايز غصن، بسام سلامة ممثلا حركة “أمل”، وشخصيات سياسية وعسكرية.
استهل الحفل بآيات قرآنية، ومن ثم النشيد الوطني ونشيد حزب الله، تبعه كلمة ترحيب وتعريف من الزميل محمد الحاج حسين، والوقوف دقيقة صمت على الأرواح الشهداء.
ونوه رفول، في كلمة ألقاها “بسيد المقاومة وأهلها”، مشددا على أن “ما يجمع بيننا هو مسيرة نضال ضد الطامعين بأرضنا”، مؤكدا أن “الأرض أرضنا، ولن نتخلى عنها”.
ورأى أن “حزب الله قد صوب بندقيته بالاتجاه الصحيح، ضد العدو الاسرائيلي، وهو مثل لكل فلسطيني وفلسطينية للدفاع عن أرضهم، وقدوة لهم لتحرير بلادهم”. وذكر الدولة أن “انتصار المقاومة في الجنوب وتطهيرها المنطقة من العدو هو الذي أعاد السيادة الى تلك الاراضي، وذلك بفضل دماء الشهداء. إذ لا حرية بلا ثمن ولا وطن مستقل بلا دماء”.
ولفت الى مواقف العماد ميشال عون إبان حرب تموز إزاء النازحين، مشيرا الى “إيمان الجنرال بانتصار المقاومة المؤمنة بقضيتها”.
وقال :”نحن نحتاج الى رئيس قوي، يحمي انجازات الانتصار ويحقق للبنان قوته ومنعته”، معتبرا ان “لبنان تحرر بفضل شهداء المقاومة، ولم يبق الا القليل. وان القضية بأيد أمينة، ولبنان أرض وقف مقدسة وطاهرة ولن يتمكن أحد من تقسيمها”.
سعادة
ثم تحدث سعادة الذي قال :”اليوم ندخل الفراغ الرئاسي، الفراغ الذي لم نكن نريده وكنا نتمنى انتخاب رئيس في الموعد الدستوري، رئيس قوي يمثل المكون الآتي منه بداية ويرتاد رحاب الوطن كله، رئيس يمثل الوجدان المسيحي الوطني وقادر على بناء شراكة حقيقية مع كل المكونات اللبنانية، هذا ما التزمنا وتعهدنا به في بكركي، وما يقال عن التزام آخر هو كلام غير صحيح”.
ورأى أن “حق النائب بالتغيب عن الجلسة هو حق سياسي ودستوري وهذا ما دوناه في الورقة السياسية، التي أعدتها اللجنة السياسية، وهذا ما قاله واكد عليه رئيس تيار المردة في اجتماع رؤساء الاحزاب في بكركي، ووافقه الجميع عليه”.
وأكد أننا “نحن من مدرسة سياسية لم تتنصل يوما من تعهد ولم تخل بالتزام. والفراغ لم يكن بسبب الغياب عن جلسات الانتخاب بل لان الدستور يتطلب نصاب الثلثين، كما وان انتخاب رئيس قوي بموافقة الثلثين يحتاج الى توافق مسبق والى كسر الاصطفافات السياسية والانقسامات الحادة، فمواقف الجميع معروفة ومعلنة، لذلك فان جلسات الانتخاب لم تكن قادرة على انتاج رئيس”.
وشدد على أن “انتخاب رئيس الجمهورية هو استحقاق وطني بامتياز، وله خصوصية مسيحية، ونحن كمسيحيين نرى أن الفراغ سيء لكن الأسوأ هو انتخاب رئيس يسمى وسطيا، رئيس برتبة مدير أزمة يؤجل الحل ست سنوات آخرين رئيس ينقلب على مواقفه وخطاب قسمه بحسب المزاج الدولي. لذلك لا يهول أحد علينا بالفراغ، نحن باقون على مواصفات الرئيس التي التزمنا بها لأنها تؤمن شراكة حقيقية وتعيد التوازن إلى الوطن. من هذا المنطلق، ندعو جميع الافرقاء المسيحيين إلى الالتزام والتمسك بهذه المواصفات كي نشكل أساسا وممرا الزاميا لاي اتفاق محلي او دولي”.
واكد أن “المردة تريد رئيسا قويا موضع ثقة، مواقفه واضحة، وقادرا على مد يده الى الجميع، يجمع ولا يفرق، قادرا على بناء دولة قوية وعادلة، يؤمن بقوة لبنان وكرامته، يؤمن بأن لبنان هزم اسرائيل، وان المقاومة حق”.
واعتبر أننا “نمر اليوم بمرحلة دقيقة بسبب الموجة الارهابية المتطرفة التي ضربت المنطقة وعانى منها لبنان، لذلك علينا الحفاظ على الاستقرار الذي نعيشه اليوم بعد تشكيل حكومة الشراكة الوطنية التي اراحت اللبنانيين وهذا أقل ما يستحقونه، كما علينا الاسراع لانتخاب رئيس قادر ليكتمل عمل المؤسسات”.
وعرض وائل حسنية باسم الحزب القومي “تاريخ العمل المقاوم في لبنان ضد العدو الاسرائيلي”، مستذكرا “الشهداء الذين سقطوا الى ان استلم حزب الله المقاومة واتخذ قراره بتحرير كامل الارض وعمل لانتصار لبنان”.
وانتقد “من تعامل مع العدو الاسرائيلي، ويريد أن يضع نفسه رئيسا”. كما انتقد “من يطرح نظرية تسليم سلاح المقاومة”. وقال: “إن السلاح هذا لم يعد ملك المقاومة، هو سلاحنا وسلاح كل وطني شريف واليد التي ستسلمه سنحاربها ولن نسمح لها بتسليمه. والقرار لم يعد عند حزب الله بل عند كل من يؤمن بتحرير الارض والانسان من رجس العدو الاسرائيلي”.
ولفت الى ان “الاستراتيجية الدفاعية هي أن تستزيد المقاومة قوة وأن يتحول المجتمع الى مجتمع مقاوم وأن يتحول جيشنا الى جيش الى جانب الشعب والمقاومة قادر على تحرير هذه الأرض، وهذه الأرض تبدأ من لبنان وتنتهي في بيت المقدس حيث هناك تهان الكرامات وتداس المقامات المسيحية والاسلامية”.
زعيتر
ونقل الشيخ حسين زعيتر تحية الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للحضور، مشيرا الى ان “عيد المقاومة والتحرير شكل منعطفا في تاريخ لبنان والمنطقة”.
واكد أن “قضية المقاومة تسمو على كل قضية وهي فوق كل مصلحة بما تحمل من قيم انسانية واخلاقية ووطنية، وبما تحمل من ارث انساني في الشهادة وفي النصر”، لافتا الى ان “هذا اليوم هو عيد حقيقي للتحرير، ولاعادة احياء قيم الشهداء، وكل من قدموا التضحيات في سبيل تحرير الوطن والانسان. وهو يوم صعب على كل الذين تخاذلوا وتخلفوا عن الالتحاق بركب المقاومة والانتصار والتحرير، والذين راهنوا على العودة الى مراحل تخاذلهم وتآمرهم”.
ورأى أن ” لا مكان اليوم للضعفاء والمتخاذلين، في هذه المعركة المستمرة. وتاريخنا يشهد على كل شريف نصر قضية شريفة وعلى كل متخاذل تآمر على هذه القضية. والقضية هي الوطن بما يمثل من شرائح ومن بعد حضاري ورسالة للعالم في التعايش. والمتخاذلون ليسوا امناء على المصير ولا على المستقبل ولا على انتصارات الشعب والوطن. وهم لن يكونوا امناء على الوطن ومؤسساته”.
وقال :”نريد وطنا قويا ، لكل ابنائه، قادرا على مواجهة العواصف التي تعصف في المنطقة، وطنا يستحق منا كل تضحية، ونستحق فيه ان نعيش اعزاء”.
اضاف :”نرفض منطق النأي بالنفس في قلب العاصفة” واصفا اياه “بالتخاذل والضعف والانتحار، كما منطق الحياد في معركة يستسلم فيها المستهدف”، مشيرا الى ان “عدونا ليس ضعيفا انما المقاومة بتضحيات ابطالها جعلته ذليلا”، معتبرا ان “الرهان على القوى الكبرى غباء”.
واعتبر ان” محاولات اسقاط سوريا من موقع المواجهة استهداف مباشر للبنان ولقوة لبنان المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة ، وان صمود سوريا وحلفاؤها يضاف لانتصارات المقاومة”.
واكد ان “الامن في لبنان لا يتجزأ والامن في المنطقة لا يتجزأ. وامن بيروت من امن دمشق وهذه هي الاستراتيجية اليوم وقد انتصرت في هذه المرحلة وستستكمل انتصاراتها حتى النهاية وسوف يهزم الجميع ويولون. وكل استحقاق اليوم هو جزء من هذه الاستراتيجية على مستوى المنطقة. فالاستحقاق الامني تمت معالجته وفق هذه المعايير كما الاستحقاق الحكومي الفائت، والاستحقاق الرئاسي سيحصل ضمن المعايير عينها، ليتحقق الانتصار الاستراتيجي على مستوى المنطقة”.
ورأى ان” الرهانات على التجاذبات الاقليمية والدولية لانجاز الاستحقاق الرئاسي بعيدا عن هذه الاستراتيجية هو وهم. وعلى الكل ان يعيد حساباته ويعود للميدان لان كلمة الفصل اليوم هي في الميدان واعني به سوريا”.
وقال :”ننظر اليوم الى موقع رئاسة الجمهورية على ان له دورا في المستقبل. ننظر الى رئيس يستحق ان يقوم بالدور الذي يليق بلبنان وشعبه ومقاومته وانتصاراتها باسقاطها المشروع الذي كان بمقدوره ان يسقط المنطقة كلها ويحولنا الى عبيد”.
