محطات نيوز – أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن أسفه، أن “تكون هناك هوة هائلة بين لبنان المجتمع ولبنان السياسة، وكأنهم يأخذون قوتهم عندما يقسمون الشعب”، موضحا انه “لا أريد إدانة أحد ولكني أقول هذا هو المجتمع اللبناني”.
وأوضح البطريرك الراعي، في تصريح له بعد لقاء وفد “اللقاء الروحي في جبل لبنان” الذي ضم ممثلين عن مختلف الطوائف اللبنانية المسيحية والإسلامية، أنه “نشعر من خلال لقائكم ان هذا هو لبنان الحقيقي. وأنا مثلكم مؤمن ان أهمية لبنان هي بالتنوع، وكل مكون من هذا التنوع يشكل قيمة مضافة، وقيمة لبنان انه لوحة فسيفساء، فكل شخص ومجموعة شخص على تنوعها تشكل حجرا في هذه الفسيفسفاء. قيمتنا في بعضنا وبجانب بعضنا، وهذه الرسالة التي نطلب أن يقوم بها لبنان للعالم. أنا سعيد جدا اليوم بهذا اللقاء لأننا بغاية الشوق أن نظهر لمجتمعنا ولرجال السياسة اننا لسنا معهم في هذا الإنشطار الموجود، ولسنا معهم بتلوين المواطنين ولا نحن معهم بهذا الإنقسام. وكأنهم يريدون القول اننا منقسمون، ونحن لسنا منقسمين، وهذا هو مجتمعنا، وهذا الأمر يدركه ويعلمه كل الأجانب”.
ولفت الى أن “السفراء الذين نستقبلهم يقولون لنا هناك لبنانان: لبنان السياسة ولبنان المجتمع، ولبنان الحقيقي هو المجتمع وليس السياسة”.
وأشار الى أنه “زرنا أبرشياتنا في لبنان وخارجه والقانون يقول بوجوب أن يزور البطريرك ابرشياته وأبنائه كل خمس سنوات. وخلال زياراتنا المناطق كان جميع أبناء الطوائف الإسلامية والمسيحية موجودين خلال هذه الزيارات، وهذا ينطبق على جميع المناطق التي زرناها. هذا هو لبنان الذي يجب أن نحافظ عليه قدر المستطاع، وهذا ما لقيناه ايضا في خلال زيارتنا الأراضي المقدسة. نحن نقول ان خلاص لبنان هو المجتمع، وثقافة المجتمع وثقافتنا هي ثقافة العيش معا”.
وتابع “نحن نطالب النواب الكرام ان يحترموا الدستور الذي يلزمهم انتخاب رئيس للجمهورية من خلال المادتين الشهيرتين المعروفتين 73 والتي تقوم بانتخاب رئيس قبل شهرين من انتهاء الولاية، وهم خالفوها. والمادة الثانية تقول اذا شغرت لسبب او لآخر سدة الرئاسة يجتمع المجلس فورا وينتخب رئيسا وهم خالفوها ايضا. ونحن أيضا نقول ان هناك انتهاكا للميثاق الوطني الذي هو ضمانة للمسيحي وللمسلم، حيث ان رئاسة الجمهورية للمسيحي والمجلس النيابي للشيعة والحكومة للسنة، وهذه ضمانات وليست امتيازات لنكون جميعا مرتاحين. واليوم نقول صحيح ان المادة 62 من الدستور تقول ان الحكومة تتولى بالوكالة صلاحيات الرئيس، ولكن هذا الأمر لا يعني ان المجلس النيابي غير مجبر على انتخاب رئيس، كي لا نقع ولا لحظة في عدم وجود سلطة، وعندها تستلم الحكومة”.
واستطرد “وماذا يعني انهم اليوم يفكرون كيف تمارس الحكومة صلاحياتها وما هي هذه الصلاحيات؟ وكأن هذا يدل انه على المدى الطويل لا انتخاب للرئيس، وهذا إنتهاك للميثاق الوطني، وبذلك غيب العنصر والمكون الأساسي، وهل من جسم بدون رأس؟ هل هناك مجموعة بدون رئيس يرأسها؟ إذن كيف تقولون أسبوع وشهر وشهران أو أكثر بدون رئيس؟ من يعطي الشرعية للجسم أليس الرأس؟ من يعطي الحيوية للجسم أليس الرأس؟ أيعقل اننا دولة بلا رأس؟ هذا لا يمكن أن نقبله لا إنسانيا ولا اجتماعيا ولا بأي شكل من الأشكال، فضلا عن ان هذا انتهاك صارخ للدستور وللميثاق الوطني”.
واردف: “نعود ونكرر طلبنا من النواب بانتخاب رئيس احتراما للدستور وللديمقراطية التي تميز لبنان. اذا لم تكونوا قادرين على ذلك، معناه أن هناك خلافا فلتتفضلوا إذن لبت هذا الموضوع. ولكن أن نستمر في عدم وجود رئيس وفي الفراغ أمر لا نقبل به ولا يمكن أن يستمر لكي نحافظ على الكيان اللبناني، وهذا نعلنه رسميا أماكم، خصوصا ان لقاءكم يضم 18 طائفة”.
وختم: “نتمنى على السادة النواب أن يحترموا رأي المجتمع، خصوصا ان الدستور يقول ان مصدر السلطات هو الشعب”.