محطات نيوز – وجه رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الاحدب رسالة مفتوحة الى الرئيس سعد الحريري راى فيها “ان الصمت السياسي المريب عن التجاوزات التي نشهدها في طرابلس بعد ما جرى من هدنة وربط النزاع بينكم وبين الفريق الاخر في البلد ، يذكرنا بما جرى بعد احداث 7 ايار 2008 ، والصمت المريب انذاك عما حصل مع الشباب الذين نظمتموهم تحت مسمى “الافواج” وتخليتم عنهم ليصبحوا لقمة سائغة بفم حزب الله الذي دخل عبرهم طرابلس ، دون تحريك أي ساكن من قبلكم التزاما منكم بتسوية الدوحة التي مثلتم فريقنا بها وفاوضتم عنا ووافقتم على قرارات تتعلق بمصيرنا دون ان نعلم من استشرتم في اتخاذ هكذا قرارات” .
اضاف: “ورغم ذلك تأملنا حينها بالاستقرار والانماء مقابل تنازلات دستورية وقضائية وامنية خطيرة قدمتموها وكنا اعترضنا عليها ولانزال ندفع ثمنها حتى اليوم، اذ سقط اتفاق الدوحة ،وانتشر التسلح في طرابلس، وانقسمت اجهزة الدولة الامنية وتقاتلت فيما بينها عبر مجموعات مسلحة امنت لها السلاح والحماية.وفي ظل البطالة المسشرية في طرابلس وعدم وجود أي تغطية اجتماعية او صحية لاحد، وهنا لا بد من الاشارة الى ان عشرات الالاف من ابناء الطوائف الاخرى لديهم التغطية الصحية عبر صناديق تعاضد تعود للدولة ومؤسساتهم الخاصة، فيما ابناء المدينة متروكين ولم يكن لديهم أي فرصة عمل سوى حمل السلاح في ظل المال السياسي الذي دفع من مختلف الافرقاء لتمويل التقاتل في طرابلس، فظهرت المدينة بصورة الحاضنة للارهاب بعد قيام بعض الاجهزة الامنية بتغطية المعتدين على ابناء الطائفة العلوية الابرياء، وعلى الجيش اللبناني ،لاتهامنا نحن ابناء طرابلس باننا ارهابيين لا نريد الدولة بل نريد اقامة امارة، واننا تكفيريين لا نقبل الاخر ونريد قتله ، فدفعت طرابلس الثمن حيث سقط مئات الشهداء من ابناء المدينة الابرياء ، فضلا عن الاف الجرحى والمعوقين الذين يموتون يوميا على ابواب المستشفيات دون قيام الدولة بابسط واجباتها تجاه مدينة نزفت ثلاث سنوات،اضافة الى اليتامى العاجزين عن تأمين قوت عيشهم والدمار الهائل في الممتلكات الخاصة والعامة وانهيار المؤسسات الاقتصادية وتفشي البطالة بشكل مخيف ، وكلنا يعلم ان القتال لم يكن على خلفية ايديولوجية بل وجد ارضا خصبة في طرابلس التي تعاني المشاكل الاجتماعية والمعيشية والتي وعدت بالانماء والازدهار ،الا انها اصبحت بعد حوالي ال 30 سنة من سيطرة النظام السوري عليها و9 سنوات من حكم حكوماتكم المتتالية انتم والرئيس نجيب ميقاتي افقر مدينة على ساحل البحر الابيض المتوسط” .
وتابع الاحدب: “اليوم ، ونتيجة تنازلاتكم المستمرة اصبح كل من وقف معكم في المواجهات الي جرت يعامل كارهابي مطلوب، الا بعض المقربين منكم، فيما يتم دائما ايجاد مخارج للاطراف الاخرى المحمية من حزب الله، فلماذا الفريق الاخر تخلق له المخارج وتؤمن له الحصانة، كما جرى مع رفعت وعلي عيد في طرابلس، وشاكر البرجاوي في بيروت، وسرايا المقاومة في صيدا، فيما كل من يقف الى جانبكم ويلبي نداءاتكم عندما تخاطبونه يدفع الثمن مع كل تسوية تقدمون عليها؟”.
وقال: “نحن اهل طرابلس مع التهدئة وانت تعلم باننا لطالما طالبنا بها ، واعترضنا مرارا وتكرارا على التسلح الذي جرى في المدينة ، ولكن ما يجري اليوم اقل ما يقال به انه وضع يد على طرابلس من قبل حزب الله ، مما يؤسس لانفجار جديد لا سيما ان السلاح لا يزال موجودا، ولم تصدر مذكرات توقيف بحق من كان يسلح الشباب، واوجدت مخارج قضائية لقادة المحاور الذين كانوا يحركوهم، فلم يعودوا مطلوبين ،وبدل ايجاد مخارج لالاف الشباب الذين حملوا السلاح ، اصبحوا ملاحقين بتهم الارهاب فصدرت بحقهم وثائق الاتصال وهذه بدعة جديدة تعيدنا الى مرحلة الوصاية السورية وهي الان سيف مسلط على رقاب كل من يخالفهم الرأي بشكل عام والشباب السني بشكل خاص ،لانها تضع مصير الاف المواطنين رهن اشارة مخبر مجهول مكتوم ، معلوم معروف من يستخدمه من اجهزة المخابرات غير البريئة اطلاقا من احداث طرابلس ، كما ان وثائق الاتصال هذه اكبر اساءة للعدالة لانها تنصب المخبر المزعوم المعصوم مكان القاضي والادعاء العام والضابطة العدلية” .
واكد “ان ابناء الطائفة السنية رفعوا شعار لبنان اولا ووقفوا الى جانبكم مطالبين بالحقيقة، وقاتلوا مع الجيش اللبناني في تصديه لفتح الاسلام – فتح بشار الاسد، ودافعوا عن قريطم باجسادهم العارية في 7 ايار وقدموا الشهداء وعانوا ما عانوه من نتائجها، وذلك لانكم تجسدون مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي هو في وجدان اللبنانيين رمز الانتفاضة ضد وصاية النظام السوري ورمز الاعتدال والاستقرار والازدهار الاقتصادي ،الا ان طرابلس التي وقفت الى جانبكم اصبح اولادها اما في القبر ، واما يضربون ويهانون ومنهم مشايخ في ثكنة الريحانية، واما في سجن رومية ،واما في المهجر، واما يهربون بين الازقة تفاديا للحواجز الامنية للدولة التي تستهدفهم فيما انتم تمثلوهم فيها”.
اضاف: “بكل محبة وصراحة اقول لك نحن كنا اول من اتنفض في لقاءي الكارلتون و البريستول على الوجود السوري قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري رحمه الله، وذلك نزولا عند ارادة الشارع اللبناني، والسني تحديدا ،الذي عانى من مجازر النظام السوري، وابناء طرابلس يتذكرون جيدا مجزرة باب التبانة في 19-12 -86 ويخشون تكرارها.ورغم التهديد والوعيد، واتهامنا بالارتداد عن الدين، رفضنا التمديد للوجود السوري برفضنا التمديد لاميل لحود، وكل ذلك للخروج من هيمنة النظام السوري ، فكيف تريد منا اليوم القبول باستبدال الوصاية السورية بوصاية حزب الله الذي يعمل على استكمال مشروع الوصاية السورية بضرب مؤسسات الدولة، واستهداف الطائفة السنية التي يريدها بيئة حاضنة للتكفير، ويستعمل كل مؤسسات الدولة، بتنازلاتكم ، ليضع يده من خلالها على كل الوطن، مستعملا اساليب النظام السوري التي كنا قد انتفضنا عليها، وهنا لا بد من الاشارة الى انك اخذت التفويض الشعبي في الانتخابات النيابية الاخيرة تحت شعار بناء الدولة ومواجهة السلاح غير الشرعي، وقدمنا لك التهنئة بالفوز حينها وقلنا لك بالحرف:” مبروك.. ولكن عليك ان تحكم فعلا هذه المرة”، الا انك مع تشكيل اول حكومة بعد الانتخابات، قدمت تنازلات جديدة من حساب الدستور ،والاعراف، وصلاحيات رئاسة الحكومة، وصلاحيات المؤسسات القضائية والامنية اللبنانية التي من واجبها حمايتنا كلبنانيين، وكان ذلك مقدمة لتنازلات اخرى اجبرت عليها مقابل حكومة التهدئة وربط النزاع”.
وختم الاحدب رسالته الى الحريري: “تعلم بانني لطالما صدقتك القول، فما نخشاه اليوم على الوطن والطائفة هو الاستمرار في سياسة التنازلات هذه غير المنطقية، التي سنخسر بها الوطن، وسيصبح ابناء الطائفة السنية مواطنين درجة ثانية حقوقهم مهدورة، وملحقين بوطن يصادره حزب الله، وان ما وصلنا اليه يحتم عليك اعادة النظر بسياستك تجاه الوطن وابنائه عامة، وابناء الطائفة السنية خاصة، فاحدا منهم لن يرضى باستمرارك بهذه السياسة التي ستضعك خارج المعادلة السياسية، وستفقدك حصانتك الشعبية” .