CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v80), default quality

اعتقالات واصابات فى حراك الخميس الدامي

 محطات نيوز –  كاد بيان “الحراك المدني” في ساحة الشهداء في بيروت أن يصل إلى نقطة النهاية، وكادت التظاهرة الشعبية التي ضاقت ذرعاً بممارسات السلطة ورموزها أن تخلي ساحة التظاهر وتتفرق شِيَعَاً، إلا أن العقل الأمني الذي يدير “معركة” السلطة ضد الشعب، أبى أن  يترك تحرك اليوم ليصل إلى خواتيمه التي أراد منظمو “الحراك” أن تكون سلمية و”بلا ضربة كف”.
شارع “ويغان” المحصن بجدار حديدي قائم على قواعد إسمنتية، كان الشاهد على اعتقال عدد من المتظاهرين بينهم بيار حشاش ووارف سليمان وسينتيا سليمان، الذين نزلوا إلى الشارع، مع من نزل للمطالبة  بالحق في العيش الكريم، كذلك فقد شهد الشارع نفسه على طول نَفس شعب أراد الحياة بكرامة تقيه ذل الموت أمام المستشفيات.
لم يعتد “الحراك” مهادنة السلطة وأمنها. أمهل القوى الأمنية ربع ساعة لإطلاق سراح شبابه المعتقلين، مهدداً بتخطي الحائط الذي يفصله عن ساحة النجمة. دقائق معدودة وجاء جواب الأمن عبر مدافع المياه التي أثبتت عجزها أمام إصرار المحتجين مرة تلو الأخرى، لأن من نزل إلى ساحات التظاهر كان بأمس الشوق إليها (المياه)، وهي الزائر الذي لا يأتي إلى بيوت اللبنانيين إلا بشكل متقطع. استقطبت مياه السلطة المتظاهرين بدل تفريقهم، إلا أنها تسببت بإصابات عدة في صفوفهم. هكذا أصيب الناشط عماد بزي في أذنه، الذي عانى صعوبات في السمع فنقل على أثرها إلى المستشفى للعلاج.
الهجمة المائية التي نفذها عناصر مكافحة الشغب لم تفلح في إحباط عزيمة المتظاهرين. أعاد هؤلاء تنظيم صفوفهم. تقدموا بثبات لينفذوا وعدهم، تكاتفوا معاً واقتلعوا الستار الحديدي، ثم عملوا على نقله ليغلقوا به شارعاً مجاوراً كانت قوات مكافحة الشغب تتجمع في نهايته، وتتحضر للإنقضاض على المتظاهرين عندما تحين لحظة المواجهة، فبات التحرك “مضطرا غير باغ” على مواجهة الأمن بأسلاكه الشائكة نفسها.
لم تعد القواطع الإسمنتية تشكل حائلاً أمام جموع المتظاهرين، أسقطوها بأيديهم وأزاحوها من مكانها. استشعرت القوى الأمنية خطورة ما أقدمت عليه. تحركت قوات مكافحة الشغب بعصيها لتنهال بالضرب على متقدمي التحرك، فيما تلبدت الأجواء بدخان القنابل المسيلة للدموع الذي ارتفع في فضاء الساحة حاجبا تمثال الشهداء وشعلة الحرية.

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات