محطات نيوز – شربل سلامة.
هل يحق للبنانيين الاحتفال بعيد العمال وليس هناك من عمل؟..كيف يهنئون انفسهم على ما هو مفقود وإن وجد فهل هذا ما يستحقونه من معاملة او من مردود مالي ومعنوي؟
كيف لهم ان يحتفلوا وصاحب العيد ضائع ومهروس ما بين مطرقة الفساد وسندان المنافسة الغير شرعية، لا قانون يحمي ولا الوزارة المعنية تحرك ساكنآ، لا نسمع منها سوى مطالب من الدولة وبعض الامنيات مع العلم أن زمن النوايا انتهى والشعب بحاجة الى افعال. لا عتب على وزير مسؤول لاننا ندرك ان هذا الملف كما غيره اكبر منه ويتعدى حدود الوطن لكن ما العمل هنا لإيجاد العمل، مؤسسات لا تحصى ومقاهي لا تعد ومشاريع منتشرة بكافة المحافظات وكل ذلك اللبناني لا يجد مقعد له يعمل من خلاله كي يصون كرامته وكرامة عائلته، كما الكهرباء كذلك المياه تدفع مرتين، مرة للدولة ومرة لأصحاب الهيمنة كما الاستشفاء كذلك ضمان الشيخوخة كلاهما مفقود والمرض يصبح مرتين مرة صحي ومرة نفسي وكأنه كتب على اللبناني ان يموت في اليوم الواحد الآف المرات، مظاهرات وتحركات شعبية منها البريئة ومنها المشبوه وكل ذلك نتيجته مكانك راوح. شهادات بالجملة تمنح سنويآ و تذاكر الهجرة بالجملة تقطع يوميآ والبطالة الى تصعيد واليأس الى تصعيد كما الإنحراف هو ايضآ الى تصعيد، وكيف لا وشبابنا وشباتنا لا شيء يقوموا به وابواب الاغراء كثيرة والمال يغري ويكاد يكون في مستوى الله في العبادة وكأن السيد المسيح عليه السلام ادرك ذلك باكرآ حين قال لا تعبدوا ربين.لا اثر لزحمة العمل امام زحمة دخان النرجيلة في المقاهي بسبب البطالة والشابات بحاجة للكثير من المستلزمات وكيف يكون ذلك إن لم تكن الطرق باطلة ومن منهم استطاعت مقاومة الاغراء جلست وحدها واصبحت في نظر البعض “معقدة” حتى النساء المثقفين الذين يرغبوا في خوض غمار السياسة والمجتمع ويملكوا الكفأة المطلوبة تواجهن اصحاب الصدور العارية كما فكرهم العاري وشهدنا على اكثر من حالة في اكثر من محافظة وبات على المرشحة ان تكون نجمة استعراضية اباحية “وبيمشي حالها”
الى أين ذاهبون لا ندري لكننا على ثقة ان كل ما يجول من حولنا لا يبشر بالخير ولا يوجد في طياته بصيص أمل وكان قد سبق وصرح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان النمو الاقتصادي في العام الماضي فقط ١ بالمئة وهذا نذير لا نحمد عليه.
يوم عطلة لا يكفي للتغاضي عن حجم الكارثة ولا يرضى الافواه الجائعة للقمة عيش كريمة كما تلك المقالة لا تكفي، لكن الساكت عن الحق شيطان اخرس وما اكثرهم في المراكز المرموقة وما اطول مدة اقامتهم وإن تبدلت اسمائهم كل عدة سنوات لكن وباء اللا مبالات اصبح مستشري ومقولة “من بعد حماري ما ينبت حشيش” هي السائدة.
كم كنا نتمنى ان تكون المعايدة معايدة فرح ببضعة سطور لكن الواقع وللاسف لا يمكن وصفه لا بعدة سطور ولا بأكثر وتكاد الحروف تكتب نفسها خجلأ على ما تترجمه من معاني.
كل عام وانت يا عامل في خير وعلى أمل تكون ما زلت عامل في العام المقبل ونتمنى مصادفة تزامن عيد العمال هذه السنة مع عيد الفصح المجيد تكون اشارة خير ويكون للمواطن اللبناني قيامة في يومه الثالث ويحصل على حقوقه من بعد طريق جلجلته الطويلة.