صرخة وجع…

“قانون منح المرأة اللبنانية جنسيتها لأسرتها”

عنوان ربما يمر امام الكثير عبر نشرات الاخبار او الجرايد او المواقع الاكترونية مرور الكرام، ولا يشعر بآلامه سوى من يعيش تلك الحالة، وانا اصبحت اليوم من ضمن تلك القافلة في الوجع والانشقاق العائلي، اللذان اخوضهما عبر سفر زوج شقيقتي السوري الجنسية الى فرنسا من خلال طريق الهجرة، مع العلم انه سوري الأصل والجذور فقط، وهو لبناني الجذع والفروع، وهو بنظري لبناني اكثر من أي لبناني آخر، لوجوده في لبنان منذ نعومة اظافره…

كان يعمل في مركز مرموق منذ نشأته في لبنان، ويملك شقة وسيارة ويدفع ضرائبه وكل ما عليه، من مطالبات واستحقاقات، بشكل منتظم ويملك سيرة حسنة، وسمعة طيبة، وله ولدان تربيا على الأخلاق الفاضلة والآداب الحسنة في كنفه ونالا الشهادات من اهم المدارس اللبنانية. ولكن كل ذلك لا يمحي هواجسه وقلقه المستمر على مستقبلهما الرمادي، لا حقوق لهما ولا جنسية لبنانية تضمن لهما العمل ولا يمكن لهما أن يتمتعا بأية حقوق على سبيل المثال، ضمان صحي أو غير ذلك. مع العلم انه مكتفي بحقوقه، أما حقوق أولاده فمسلوبة.

وها هي شقيقتي اليوم، تحزم امتعتها، لتنضم الى زوجها في بلاد لا تشبهها ولا تشبه ولداها، ناهيكم عن الانشقاق القاسي بين افراد العائلة الواحدة، ماذا عساها ان تقول لوالدتها، عذراََ امي لأنك تعبتي وناضلتي من اجل تربيتي وها انا الان اتركك دون سلام كي استقل طائرة الهجرة وافارق حضنك الى آجل غير مسمى !!؟؟ ماذا تقول لشقيقاتها !!؟؟ ماذا تقول لي!!؟؟…

انا لا اطالب بقانون منح المرأة اللبنانية جنسيتها لأسرتها يبنى بشكل عشؤائي إنما لا بد من قانون ينصف المرأة اللبنانية في منح اولادها الجنسية لإعتبار أن الاسرة بكامل افرادها تشكل العمود الفقري للمجتمع، التي لا يمكن أن تستقيم الا بجناحيها، أم وابناء، دون أي تمييز بينهما.

تلك الحروف ليست بمقالة وليست آبيات من الشعر، تلك الحروف ما هي سوى صرخة وجع اطلقها من قلب تحرقه الافكار ومرارة الفراق في بلد لم يقدم لأهله ادنى حقوقهم المدنية وادرك تماماََ ان مثل تلك الحالة الآف الحالات يعاني منها الكثير من الامهات.

ومن على هذه الصفحات، لا بد لي من توجيه تحية شكر كبيرة لكل الجمعيات التي تعنى بموضوع حق الام كما الاب باعطاء جنسيتهم، وتناضل من اجله، على امل ان يأتي غد مشرق، نرى فيه القوانين تنصف المرأة اللبنانية، في بلدها لبنان…

تباََ لقوانين “سفر برلك” الظالمة….وكاسك يا وطن

اضف رد

إضغط هنا

أحدث المقالات